الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا فالبركة سرقت، وهذا يعتبر كذبًا على الله واهب البركة، لا على إسحاق ويتساءل المسلمون لماذا لم يسترد إسحاق بركته؟ ثم ما هذه البركة التي تثمر خمرًا واستعبادًا للشعوب؟
وهذه البركة لا يبدو لها عظيم أثر في حياة يعقوب، فقد جوزي على خديعته لأبيه، فخدعه خاله لابان، فأدخله على ابنته الكبرى ليئة، فضاجعها، وهي غير التي عقد له عليها (راحيل). أي وقع في الزنا، ولكن من غير عمد. (انظر: التكوين 29/ 24).
وقد رد الصاع لخاله حينما خدعه في غنمه. (انظر: التكوين 30/ 37 - 42).
ثم لما شاخ اعتدى شكيم على ابنته واغتصبها. (انظر: التكوين 34/ 2).
ثم زنى أحد أبنائه، وهو يهوذا بكتته ثامار، وأحبلها اثنين من أبنائه. (انظر: التكوين 38/ 18).
ثم اعتدى ابنه البكر رؤابين على بلهة سرية يعقوب، واضطجع معها، ولم يحرك يعقوب ساكنًا. (انظر: التكوين 35/ 21 - 22). فأين أثر البركة المسروقة في هذا كله؟
5 - موسى وهارون عليهما السلام
.
كما تسيء التوراة إلى موسى عليه السلام أعظم أنبياء بني إسرائيل، وهذه أمثلة:
1 -
تذكر كلمات لا يمكن أن تصدر من موسى لما فيها من إساءة أدب مع الله، منها:""فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: "لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى عَبْدِكَ؟ وَلمِاذَا لَمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنيكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ ثِقْلَ جَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ عَلَيَّ؟ أَلعَلِّي حَبِلْتُ بِجَمِيعِ هذَا الشَّعْبِ؟ أَوْ لَعَلِّي وَلَدْتُهُ، حَتَّى تَقُولَ لِي احْمِلْهُ فِي حِضْنِكَ كَمَا يَحْمِلُ المرَبِّي الرَّضِيعَ، إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفْتَ لآبَائِهِ؟ مِنْ أَيْنَ لِي لَحْمٌ حَتَّى أُعْطِيَ جَمِيعَ هذَا الشَّعْبِ؟ لأَنَهُمْ يَبْكُونَ عَلَيَّ قَائِلِينَ: أَعْطِنَا لَحْمًا لِنَأْكُلَ. لَا أَقْدِرُ أَنَا وَحْدِي أَنْ أَحْمِلَ جَمِيعَ هذَا الشَّعْبِ لأَنَّهُ ثَقِيلٌ عَلَيَّ. فَإِنْ كُنْتَ تَفْعَلُ بِي هكَذَا، فَاقْتُلْنِي قَتْلًا إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنيكَ، فَلَا أَرَى بَلِيَّتِي"." (العدد 11/ 10 - 15).
فهل يتحدث عبد - فضلًا عن نبي - مع ربه بمثل هذا؟
2 -
وتذكر التوراة أن موسى في حربه مع أهل مديان - الذين مكث فيهم سنين - أمر بقتلهم شر قتلة، وحين لم ينفذ الجيش أمره "فَسَخَطَ مُوسَى عَلَى وُكَلَاءِ الجيْشِ، رُؤَسَاءِ
الأُلُوفِ وَرُؤَسَاءِ المئَاتِ الْقَادِمِينَ مِنْ جُنْدِ الحرْبِ. وَقَال لَهُمْ مُوسَى: "هَلْ أَبْقَيْتُمْ كُلَّ أُنْثَى حَيَّةً؟ إِنَّ هؤُلَاءِ كُنَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ كَلَامِ بَلْعَامَ، سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِي أَمْرِ فَغُورَ، فَكَانَ الْوَبَأُ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لَكُمْ حَيَّاتٍ. (العدد 31/ 14 - 18)، ولم يخبر السفر عن طريقة التمييز بين الأبكار وغيرهن، فهل يأمر نبي بمثل هذا؟ ! !
3 -
وأما هارون القدوس كما في سفر المزامير "وَهارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ"(المزمور 106/ 16)، فإن سفر الخروج يفتري عليه، ويتهمه بأنه الذي صنع العجل لبني إسرائيل ليعبدوه، فيقول:"فَقَال لَهُمْ هَارُونُ: "انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُوني بِهَا" فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْميلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلًا مَسْبُوكًا. فَقَالوا: "هذ آلهِتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ"."(الخروج 32/ 2 - 4)، فهل هذا صنيع يصنعه قدوس الرب؟
4 -
ثم تذكر التوراة المحرفة أن الله حرم موسى وهارون من دخول الأرض المقدسة لخيانتهما لله وعدم إيمانهما: "فَقَال الرَّبُّ لمُوسَى وَهَارُونَ: "مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لَا تُدْخِلَانِ هذ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا"."(العدد 20/ 12).
5 -
وتذكر التوراة في قصة غريبة مبهمة من غير مقدمات لها، ومفادها أن الله أراد قتل موسى وهو في صحراء سيناء، حين كان متجهًا لدعوة فرعون كما أمره الرب، والذي أنقذه من القتل ذكاء زوجته صفورة وسرعة بديهتها، حيث أدركت أن سبب غضب الرب عدم ختان موسى لابنه، فختنته سريعًا، ووضعت غرلته عند رجلي الرب، فنجا موسى من الموت، يقول السفر:"وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي المنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالتْ: "إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي".