الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي موضع آخر: "22 الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ 230 إِنَّهُ يَمُوتُ مِنْ عَدَمِ الأَدَبِ، وَبِفَرْطِ حُمْقِهِ يَتَهَوَّرُ."(الأمثال 5/ 22 - 23).
وفي سفر الجامعة: "مَنْ يَحْفُرْ هُوَّةً يَقَعُ فِيهَا، وَمَنْ يَنْقُضْ جِدَارًا تَلْدَغْهُ حَيةٌ."(الجامعة 10/ 8).
وهذا ما أسفر عنه المزمور التاسع بوضوح حين قال: "4 لأنكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا. 5 انْتَهَرْتَ الأُمَمَ. أَهْلَكْتَ الشِّرِّيرَ
…
15 تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفَوْهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ. 16 مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ." (المزمور 9/ 4 - 16)، فهل تراه علق يهوذا بشرِّ يديه أم نجا من قانون الله وقضائه، وأفلت من الشبكة التي نصبها للمسيح؟
ثم ينتهي المزمور بحمد الله على هذه العاقبة "17 أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ، وَأُرَنِّمُ لاسْمِ الرَّبِّ الْعِليِّ. "وهكذا ثرى في هذا المزمور صورة واضحة لما حصل في ذلك اليوم، حيث نجى الله عز وجل نبيه، وأهلك يهوذا.
ولا مخرج للنصارى إزاء هذا النص إلا إنكاره، أو التسليم له، والقول بأن المسيح له ظلم، وله إثم، وأنه ذاق ما كان يستحقه، وأن الله عادل؛ بقضائه قتل المسيح، وأن ذلك أعدل وأفضل من القول بنجاته؛ وصلبِ يهوذا الظالم الآثم، جزاءً لفعله وخيانته، وإلا فعليهم الرجوع إلى معتقد المسلمين؛ بأن النص نبوءة عن يهوذا الخائن. (1)
ثالثًا: المزمور العشرون (نبوءة باستجابة الله وتخليصه للمسيح وسقوط أعدائه)
.
وفيه: "1 لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ. 2 لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْنًا مِنْ قُدْسِهِ، وَمنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. 3 لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلَاهْ. 4 لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. 5 نَتَرَنَّمُ بِخَلَاصِكَ، وَبِاسْمِ إِلهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ. 6 الآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ، يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ، بِجَبَرُوتِ خَلَاصِ يَمِينِهِ. 7 هؤُلَاءِ بِالْرْكَبَاتِ وَهؤُلَاءِ بِالْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَاسْمَ الرَّبِّ
(1) دعوة الحق بين المسيحية والإسلام (56 - 57)، هل افتدانا المسيح على الصليب (40 - 42).
إِلِهنَا نَذْكُرُ. 8 هُمْ جَثَوْا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَقُمْنَا وَانْتَصَبْنَا. 9 يَا رَبُّ خَلِّصْ! لِيَسْتَجِبْ لَنَا المُلِكُ فِي يَوْمِ دُعَائِنَا! " (المزمور 20/ 1 - 9).
يقول هاني رزق في كتابه "يسوع المسيح في ناسوته ولاهوته": "تنبأ داود النبي (1056 ق. م)، و (حبقوق النبي 726 ق. م)، بأن الرب هو المسيح المخلص، نبوءة داود النبي، مزمور 25/ 6 "6 الآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ،
…
" (1).
وفي كتاب "دراسات في سفر المزامير" يؤكد فخري عطية هذا، ويقول عن الفقرة السادسة من هذا المزمور:"في هذا العدد تعبير يشير في الكتب النبوية إلى ربنا يسوع المسيح نفسه، تعبير يستخدمه الشعب الأرضي عن المخلص العتيد". (2)
وتقول كنيسة السيدة العذراء بالفجالة في تفسيرها لسفر المزامير: "ويرى عدد من آباء اليهود أن هذا المزمور خاص بالمسيا، وهكذا رأى عدد من آباء الكنيسة (أثناسيوس وأغسطينيوس) أنه نبوءة عن آلام المسيح وانتصاره". (3)
وتخلص الكنيسة إلى القول: "خلاص المسيح كان بقيامته" أي من الموت، وهذا بالضبط ما قاله البابا أثناسيوس الذي يرى أن هذا المزمور نبوءة عن المسيح المصلوب. (4)
وهكذا فالسفر حديث ونبوءة عن المسيح، فهل تراه يتحدث عن المسيح المصلوب أو المسيح الناجي؟ .
القراءة المتأنية لهذا المزمور ترينا أن داود صاحب المزمور يدعو الله طالبًا أن يستجيب لوليه الضعيف، داود يدعو الله أن ينجي المسيح، وأن يرفعه للسماء لما صنع من بر وخير
(1) يسوع المسيح وناسوته وألوهيته (89 - 90).
(2)
انظر: دراسات في سفر المزامير (308).
(3)
تفسير سفر المزامير، كنيسة السيدة العذراء بالفجالة (97)، وانظر: كتاب المزامير، القمّص تادرس يعقوب ملطي (333).
(4)
تفسير سفر الزامير، كنيسة السيدة العذراء بالفجالة (97)، وانظر: كتاب الزامير، القمّص تادرس يعقوب ملطي (341).
(تقدمات ومحرقات)، ويبتهل صاحب المزمور طالبًا النجاة له "في يوم الضيق"، "في يوم دعائنا"، وليس من يوم مرّ على المسيح أضيق من ذلك اليوم الذي دعا فيه طويلًا، طالبًا من الله أن يصرف عنه هذا الكأس" 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصلِّي بِأَشَدِّ لجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ."(لوقا 22/ 44).
ويطلب داود من الله إجابة دعاء المسكين وإعطاءه ملتمس شفتيه وسؤله وكل مراده "4 لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ، وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. 5 نَتَرَنَّمُ بِخَلَاصِكَ، وَبِاسْمِ إِلهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ.".
وهذا العون والنجاء يطلبه له داود لما سبق وتقدم به المسيح من أعمال صالحة" 3 لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ، وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ".
وينص المزمور على اسم المسيح، وأن الله خلصه من الموت في فقرة ظاهرة لا تخفى حتى على أعمى، فقد عرف داود نتيجة دعائه" 6 الآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ، يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ، بِجَبَرُوتِ خَلَاصِ يَمِينِهِ."، فالمزمور يذكر المسيح بالاسم، ويتحدث عن خلاصه، أن الله رفعه، وأنه أرسل له ملائكة يحفظونه" لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ. 2 لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْنًا مِنْ قُدْسِهِ".
ويبتهج المزمور لهذه النهاية السعيدة "5 نَتَرَنَّمُ بِخَلَاصِكَ، وَبِاسْمِ إِلهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا".
ويتحدث المزمور أيضًا عن تلك اللحظة العظيمة، لحظة الخلاص التي نجا فيها المسيح" 8 هُمْ جَثَوْا وَسَقَطُوا، أَمَّا نَحْنُ فَقُمْنَا وَانْتَصَبْنَا."، فهو يتحدث عن لحظة وقوع الجند كما في يوحنا "6 فَلَمّا قَال لَهُمْ:"إِنِّي أَنَا هُوَ"، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ." (يوحنا 18/ 6).
وهذه اللحظة العظيمة، لحظة الخلاص يسجلها أيضا المزمور التاسع، فهي إحدى آيات الله وأعاجيبه في خلقه، "1 أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي. أُحَدِّثُ بِجَمِيعِ عَجَائِبِكَ. 2 أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَليُّ. 3 عِنْدَ رُجُوعِ أَعْدَائِي إِلَى خَلْفٍ، يَسْقُطُونَ وَيَهْلِكُونَ مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، 4 لأَنَّكَ أَقَمْتَ حَقِّي وَدَعْوَايَ. جَلَسْتَ عَلَى الْكُرْسِيِّ قَاضِيًا عَادِلًا.