الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تدريجيًا حتى تنمحي من الوجود". (1)
المبحث الخامس: المجامع المسيحية وأثرها على العقيدة
.
تمهيد:
مقصدنا من ذكر هذا الفصل هو: أن نبين الأدوار التي مرت عليها عقيدة التثليث، فإنَّه من المقرر في تاريخ المسيحية بالبداهة أن التثليث بالشكل الذي يعتقده جماهير المسيحيين، أو الكثرة الغلبة فيهم، لم يعلن للناس دفعة واحدة، بل في أزمان مختلفة، وكان بإعلان المجامع التي كانت تعقد من الأساقفة، وفيها يقرر المجمع رأيا معينا، ولا يهمنا منها إلا ما يختص بالعقيدة. (2)
أولًا: تعريف المجامع:
" هي هيئات شورية في المسيحية، قد رسم رسلهم نظامها في حياتهم، حيث عقدوا المجمع الأوّل في أورشليم عام 51 - 52 م، أي بعد ترك المسيح لهم باثنتين وعشرين سنة للنظر في مسألة الختان، . . .، فقد قالوا إن التلاميذ والمشايخ بهذا المجمع الذي بينه سفر الأعمال (إصحاح 15) قد سنوا للمسيحيين سنة جمع المجامع؛ لدراسة ما يتعلق بالعقيدة والشريعة."(3)
ابتداع المجامع:
وواضح من هذا التعريف بداية أن المسيح لم ينشئ لهم هذا النظام ولم يشر إليه ولم يدع إلى تأسيسه، وإنما الذي رسمه وشرعه الذين جاءوا بعد المسيح عليه السلام، وهذا يعني أن المسيحيين لم يستندوا إلى نص صحيح من قول أو فعل في تأسيس هذا النظام.
والحقيقة أن المسيح عليه السلام لم يدع إلى شريعة جديدة ولم يؤسس نظامًا جديدًا، بل سار على النسق الذي رسمه الله لموسى عليه السلام، وحكم بشريعته وناموسه، ولم يؤمر المسيح عليه السلام أن يغير شيئًا من شريعة موسى ومنهاجه - إلا ما أشار إليه القرآن الكريم - وهذا
(1) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (117 - 118)، وانظر: معاول الهدم والتدمير في النصرانية والتبشير، إبراهيم الجبهان، (ص 62 - 63).
(2)
محاضرات في النصرانية (136).
(3)
لجنة التاريخ القبطي: تاريخ الأمة القبطية (2/ 112).