الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو من الآية 32 من الإصحاح 13 من إنجيل مرقس وهي: "السَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولَانِ، وَلكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ. "وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتلْكَ السَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ، وَلَا الابْنُ، إِلَّا الآبُ. "
ليكون لوقا موافقًا للإنجيليين الآخرين. انتهى.
وبمقارنة هذه النصوص بعضها ببعض يظهر بوضوح سقوط فقرة تامة من إنجيل لوقا. وكفى باعتراف هؤلاء شاهدا.
2 -
ورد في سفر أعمال الرسل 16/ 7 - طبعة سنة 1825 وسنة 1826 م- هكذا: "فلم يأذن لهم الروح". وفي طبعة سنة 1865 م وما بعدها: "فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ".
قال كريسباخ وشولز الصحيح هكذا: "فلم يأذن لهم روح يسوع" فعلى إقرارهما سقط لفظ يسوع، وجاء هذا اللفظ في طبعة سنة 1671 م وسنة 1821 م وسنة 1823 م وسنة 1844 م:"فلم يتركهم روح يسوع". (1)
ثانيًا: تحريف الإنجيليين حيث ينقص بعضهم ويزيد آخرون:
أصبح من المسلم به أن لوقا نقل ما نسبته 51% من فقرات إنجيل مرقس، بينما نقل متى ما نسبته 90% من محتويات إنجيل مرقس. فهل كان متى ولوقا أمينان في نقلهما عن مرقس، أم كانا يتصرفان بنص مرقس كما يحلو لهما؟
الحقيقة البينة أن كلا الاثنين تصرف برواية مرقس حسب ما تبدى له، وخاصة متى الذي كان يضخم دائمًا فيما ينقله من أحداث ينقلها من رواية مرقس، لتناسب غلوه في شخص المسيح أو لتحقق نبوءة توراتية لم تحققها رواية مرقس، وذلك يظهر من أمثلة كثيرة ذكرها المحققون، منها:
1 -
يقول مرقس عن المصلوب: "وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا مَمزوجَةً بِمُرّ"(مرقس 15/ 23).
لكن متى نقل عن مرقس وغيّر، فقال:"أَعْطَوْهُ خلًّا مَمزوجًا بِمَرَارَةٍ" (متى
(1) إظهار الحق (2/ 530 - 540).
27/ 34)، ومن المعلوم أن الخل غير الخمر. ولقد قصد متى من هذا التغيير أن يحقق النبوءة التوراتية المزعومة "21 وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ. "(المزمور 69/ 21)، فأبدل كلمة الخمر التي كتبها مرقس بالخل.
2 -
يقول مرقس: "لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ الله هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي."(مرقس 3/ 35). وينقلها متى: "50 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي". " (متى 12/ 50). فكلمة أبي وضعت لأسباب لاهوتية.
3 -
ومثله يقال عندما سأل المسيح تلاميذه عما يقولون فيه، فأجاب بطرس:"أنت المسيح"(مرقس 8/ 29).
لكن متى عدل في إجابة بطرس وجعلها: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ الله الحيِّ! "." (متى 16/ 16).
4 -
ومن غلو متى تغييره لما جاء في مرقس عن عدم قيام المسيح بالمعجزات في الجليل حيث يقول: "وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلَا قُوَّةً وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ. وَصَارَ يَطُوفُ الْقُرَى المُحِيطَةَ يُعَلِّمُ."(مرقس 6/ 5 - 6). حيث لم يصنع ولا قوة واحدة، لكنه شفى قليلين، لكن شفاء القليلين لم يكن كافيًا لإيمان أولئك القساة، فتعجب المسيح لعدم إيمانهم.
لكن متى عزّ عليه أن لا يصنع المسيح أي قوة، فقال:"وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيَمانِهِمْ."(متى 13/ 58). إذًا هو صنع معجزات، ولكن ليس كثيرًا، وبرر قلة المعجزات بعدم إيمانهم. فأصبحت سببًا لقلة المعجزات بعد أن كانت عند مرقس نتيجة لها.
5 -
وذكر مرقس ولوقا شفاء الأعمى، يقول مرقس:"46 وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلَامِيذ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ، كَانَ بَارْتيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. 47 فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ، ابْتَدَأَ يَصْرُخُ وَيَقُولُ: "يَا يَسُوعُ ابْنَ دَاوُدَ، ارْحَمْنِي! "
…
51 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَال لَهُ: "مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ؟ " فَقَال لَهُ الأَعْمَى: "يَا سَيِّدِي، أَنْ أُبْصِرَ! ". فَقَال لَهُ يَسُوعُ: "اذْهَبْ. إِيمَانُكَ قَدْ شَفَاكَ". فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَ، وَتَبعَ
يَسُوعَ فِي الطَّرِيقِ." (مرقس 10/ 46 - 52، وانظر لوقا 18/ 35 - 42).
لكن متى روى نفس القصة وجعل الأعمى أعميين اثنين، فقال:"وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! " فَانْتَهَرَهُمَا الْجَمْعُ لِيَسْكُتَا، فَكَانَا يَصْرَخَانِ أَكْثَرَ قَائِلَيْنِ: "ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! " فَوَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَاهُمَا وَقَال:"مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ بِكُمَا؟ " قَالا لَهُ: "يَا سَيِّدُ، أَنْ تَنْفَتِحَ أَعْيُنُنَا! " فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ." (متى 20/ 29 - 34)، فهذا غلو من متى وتحريف للقصة التي ينقلها عن مرقس.
ولا يفوتنا هنا التنبيه على أن لوقا جعل القصة قبل دخول المسيح إلى أريحا فقال: "وَلمَّا اقْتَرَبَ مِنْ أَرِيحَا كَانَ أَعْمَى جَالِسًا علَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي."(لوقا 18/ 35)، فهل شفى المسيح الأعمى قبل دخوله أريحا أم بعد خروجه منها؟ !
6 -
ومثله تلاعب الإنجيليين بكلام المسيح، وهم ينقلون قوله لتلاميذه، فقد قال لهم -حسب لوقا-:"أنتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ! وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ الله. وَمَنْ أَنْكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلَائِكَةِ الله."(لوقا 12/ 7 - 9)، فقد جعل لوقا اعتراف المسيح وإنكاره قدام ملائكة الله.
وهو بذلك يخالف متى الذي جعل إنكار المسيح واعترافه قدام الله، لا الملائكة، فقد نسب إلى المسيح قوله:"أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ! فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أيضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أيضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ."(متى " 1/ 31 - 33)، فأيهما هو قول المسيح؟ ! وماذا عن الآخر؟ .
7 -
ومن صور التلاعب بالنصوص والتصرف فيها ما صنعه متى ولوقا في كلام المسيح في وليمة الفريسي، ففي إنجيل متى أن المسيح قال: " 34 لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ