الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصَّدَقَةُ، والعِتْقُ، والتَّقَرُّبُ إلى اللَّه تعالى بما اسْتَطاعَ؛ لخَبَرِ عائشةَ هذا. وفى خَبَرِ أبى موسى:"فَافْزَعُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ تَعَالَى، وَدُعَائِه، واسْتِغْفَارِه"(23). ورُوِىَ عن أسْمَاء، أنَّها قالتْ: إنْ كُنَّا لَنُؤْمَرُ بالعِتْقِ في الكُسُوفِ (24). ولأنَّه تَخْوِيفٌ من اللَّه تعالى، فَيَنْبَغِى أنْ يُبَادِرَ إلى طَاعَةِ اللهِ تعالى، لِيكْشِفَه عن عِبادِه.
فصل:
ومُقْتَضَى مذهبِ أَحمدَ أنَّه يجوزُ أن يُصَلِّىَ صلاةَ الكُسُوفِ على كلِّ صِفَةٍ رُوِيَتْ عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، كقَوْلِه في صلاةِ الخَوْفِ، إلَّا أنَّ اخْتِيارَهُ من ذلك الصلاة على الصِّفَةِ التي ذَكَرْنا. قال أحمدُ، رحمه الله: رَوَى ابنُ عَبَّاسٍ، وعائشةُ، في صلاةِ الكُسُوفِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ وأرْبَعَ سَجَدَاتٍ، وأمَّا علىٌّ فيقول: سِتُّ رَكَعَاتٍ وأرْبَعُ سَجَدَاتٍ. [فذَهَبَ إلى قولِ ابنِ عَبَّاسٍ وعائشةَ. وَرُوِىَ عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنَّه صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ وأرْبَعَ سَجَدَاتٍ](25). وكذلك حُذَيْفَةُ. وهذا قولُ إسحاقَ، وابنِ المُنْذِرِ. وبَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ قالوا: تجوزُ صلاةُ الكُسُوفِ على كلِّ صِفَةٍ صَحَّ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَعَلَها، وقد رُوِىَ عن عائشةَ وابنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ، وأرْبَعَ سَجَدَاتٍ. أخْرَجَهُ مُسْلِمٌ (26). وَرُوِىَ عنه أنَّه
(23) أخرجه البخاري، في: باب الذكر في الكسوف، من كتاب الكسوف. صحيح البخاري 2/ 48. ومسلم، في: باب ذكر النداء بصلاة الكسوف "الصلاة جامعة"، من كتاب الكسوف. صحيح مسلم 2/ 628، 629. والنسائي، في: باب الأمر بالاستغفار في الكسوف، من كتاب الكسوف. المجتبى 3/ 124.
(24)
أخرجه البخاري، في: باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس، من كتاب الكسوف، صحيح البخاري 2/ 47. وأبو داود، في: باب العتق فيها، من كتاب الاستسقاء. سنن أبي داود 1/ 272. والإِمام أحمد، في: المسند 6/ 345.
(25)
سقط من: أ. نقلة نظر.
(26)
لم نجد عند مسلم حديث ابن عباس هذا، وإنما أخرج له حديث ثمان ركعات في أربع سجدات. انظر: كتاب الكسوف في صحيح مسلم 2/ 618 - 631، والفتح الربانى 6/ 214. وذكر الزيلعي أن مسلما خرج حديث ابن عباس. وليس كذلك حيث اقتصرت روايته على ذكر ثلاث ركعات فقط دون ذكر الرابعة كما في الصحيح 2/ 620 وانظر نصب الراية 2/ 226. وقد أخرج رواية ابن عباس هذه بلفظها الترمذي، في: باب ما جاء فى صلاة الكسوف، من أبواب السفر. عارضة الأحوذى 3/ 35. =