الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِخَيْرٍ؛ فَإنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى ما تَقُولُونَ" (54). ويَحْتَسِبُ ثَوابَ اللَّه تعالى ويَحْمَدُه؛ لما رَوَى أبو موسى، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِى؟ فيَقُولُونَ: نَعَمْ. فيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فيَقُولُونَ: نَعَمْ. فيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِى؟ فيَقُولُونَ: حَمِدَكَ، واسْتَرْجَعَ. فيَقُولُ: ابْنُوا لِعَبْدِى بَيْتًا في الجَنَّةِ، وسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ" (55). قال التِّرْمِذِىُّ: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
387 - مسألة؛ قال: (وَلَا بَأْسَ أنْ يُصْلِحَ لأَهْلِ المَيِّتِ طَعَامًا، يَبْعَثُ بِهِ إلَيْهِمْ، وَلَا يُصْلِحُونَ هُمْ طَعَامًا يُطْعِمُونَ النَّاسَ)
وجُمْلَتُه أنَّه يُسْتَحَبُّ إصْلاحُ طَعامٍ لأهْلِ المَيِّتِ، يَبْعَثُ به إليهم، إعانَةً لهم، وجَبْرًا لِقُلُوبِهم؛ فإنَّهم رُبَّما اشْتَغَلُوا بمُصِيبَتِهم وبِمَنْ يَأْتِى إليهم عن إصْلاحِ طَعامٍ لأنْفُسِهم. وقد رَوَى أبو دَاوُدَ (1)، في "سُنَنِه"، بإسْنادِه عن عبدِ اللهِ بن جعفرٍ، قال: لمّا جاءَ نَعْىُ جَعْفَرٍ، قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا؛ فَإنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُم"(2). ورُوِىَ عن عبدِ اللهِ بن أبي بكرٍ، أنَّه قال: فما زَالَتِ السُّنَّةُ فينا، حتى تَرَكَها مَن تَرَكَها. فأمَّا صُنْعُ (3) أهْلِ المَيِّتِ طَعَامًا
(54) تقدم تخريجه في صفحة 365.
(55)
أخرجه الترمذي، في: باب فضل المصيبة إذا احتسب، من أبواب الجنائز. عارضة الأحوذى 4/ 237. والإِمام أحمد، في: المسند 4/ 415.
(1)
في: باب صنعة الطعام لأهل الميت، من كتاب الجنائز. سنن أبي داود 2/ 173. كما أخرجه الترمذي، في: باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت، من أبواب الجنائز. عارضة الأحوذى 4/ 219. وابن ماجه، باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت، من كتاب الجنائز. سنن ابن ماجه 1/ 514. والإِمام أحمد، في: المسند 1/ 205.
(2)
في أ، م:"شغلهم".
(3)
في الأصل: "صنيع".