المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأولحقيقة الحليب الصناعي - النوازل في الرضاع

[عبد الله بن يوسف بن عبد الله الأحمد]

فهرس الكتاب

- ‌ أهمية الموضوع:

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ أهداف البحث:

- ‌ الدراسات السابقة:

- ‌ منهج البحث:

- ‌ خطة البحث:

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأولالمراد بالنوازل في الرضاع

- ‌المطلب الأولتعريف النازلة

- ‌المطلب الثانيتعريف الرضاع

- ‌ أركان الرضاع:

- ‌المبحث الثانيأهمية الاجتهاد في بيان أحكام النوازل

- ‌المبحث الثالثالضوابط الفقهية في باب الرضاع

- ‌القاعدة الأولى: اليقين لا يزول بالشك

- ‌القاعدة الثانية: يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير

- ‌ ضوابط باب الرضاع الفقهية فهي كثيرة

- ‌الضابط الأول: الأصل في الإرضاع التحريم

- ‌الضابط الثاني: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب

- ‌الضابط الثالث: الرضاع الطارئ على النكاح كالسابق

- ‌الضابط الرابع: كل وطء يلحق به الولد، ويدرأ الحد؛ ينشر لبنه الحرمة

- ‌الضابط الخامس: الإرضاع ما أنبت اللحم وأنشز العظم

- ‌الضابط السادس: لا رضاع إلا ما كان في الحولين

- ‌الضابط السابع: لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء

- ‌الضابط الثامن: إنما الرضاعة من المجاعة

- ‌الضابط التاسع: لا تحرم المصة ولا المصتان ولا الرضعة ولا الرضعتان

- ‌الضابط العاشر: لا يحرَّم بالشك في الرضاع شيء

- ‌المبحث الرابعالمقاصد الشرعية لأحكام الرضاع في الفقه الإسلامي

- ‌الفصل الأول: الوسائل الحديثة المتعلقة بالرضاع

- ‌المبحث الأولمدرات الحليب

- ‌المطلب الأولحقيقة مدرات الحليب

- ‌المطلب الثانيأنواع مدرات الحليب

- ‌النوع الأول: المدرات الطبعية

- ‌النوع الثاني: المدرات الصناعية

- ‌المطلب الثالثأحكام مدرات الحليب

- ‌الفرع الأولحكم تصنيع مدرات الحليب

- ‌الفرع الثانيحكم تعاطي مدرات الحليب

- ‌المطلب الرابعأثر استخدام مدرات الحليب في انتشار المحرمية

- ‌المسألة الأولى: رضاع البكر

- ‌المسألة الثانية: رضاع البكر إذا تزوجت

- ‌المسألة الثالثة: إذا نزل للرجل حليب، فأرضع به صبياً

- ‌المسألة الرابعة: إدرار الآيسة

- ‌المسألة الخامسة: رضاع المطلقة

- ‌المسألة السادسة: رضاع المتوفى عنها زوجها

- ‌المسألة السابعة: تناول ما يدر اللبن لمن لزمها الإرضاع

- ‌المسألة الثامنة: إذا خرج من الثدي ماء أصفر

- ‌المسألة التاسعة: رضاع الخنثى المشكل

- ‌القول الأول: لا يتعلق به تحريم

- ‌القول الثاني: لا يخلو من حالين:

- ‌القول الثالث: لبن الخنثى لا يقتضي أنوثته

- ‌القول الرابع: لا ينشر الحرمة مطلقًا

- ‌القول الخامس: يتعلق به التحريم

- ‌المبحث الثانيموانع درِّ الحليب

- ‌المطلب الأولحقيقة موانع درِّ الحليب

- ‌المطلب الثانيأنواع موانع درِّ الحليب

- ‌النوع الأول: الموانع الطبعية

- ‌النوع الثاني: الموانع الصناعية

- ‌المطلب الثالثأحكام موانع درِّ الحليب

- ‌الفرع الأولحكم تصنيع موانع درِّ الحليب

- ‌الفرع الثانيحكم تعاطي موانع درِّ الحليب

- ‌بيان الحكم الشرعي لتعاطي تلك الموانع يتطلب دراسة المسائل الآتية:

- ‌المسألة الأولى: حكم رضاع الصبي على أمه

- ‌القول الأول: واجب مطلقًا؛ كما لو كانت مطلَّقة، أو منعها زوجُها غيرُ أبي الرضيع

- ‌القول الثاني: واجب؛ إلا أن بتراضي الوالدين كليهما على الفطام، وإذا اختلفا؛ لم يفطماه قبل الحولين

- ‌القول الثالث: هي أحق به

- ‌القول الرابع: يجب ديانةً لا قضاءً

- ‌القول الخامس: يلزمها رضاع ابنها أحبت أو كرهت بلا أجر

- ‌القول السادس: يجب أن ترضعه اللبأ بأجرة وبدونها

- ‌القول السابع: يجب عليها أن ترضع ولدها اللبأ ولا أجرة لها

- ‌القول الثامن: يلزم الحرة

- ‌أدلة القول الأول: استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على وجوب الإرضاع على كل من أنجب الله لها ولدًا ودرَّ في ضرعها لبنًا:

- ‌ثانيًا: الاستدلال على عدم ثبوت الأجرة إزاء الرضاع الواجب على الأم:

- ‌أدلة القول الرابع: استدل أصحاب القول الرابع بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على وجوب الرضاع على الأم ديانة:

- ‌ثانيًا: الاستدلال على عدم جواز استئجار الأم ما دامت زوجة أو معتدة من نكاح:

- ‌ثالثًا: الاستدلال على صحة استئجار أب المولود أمَّ المولود بعد انقضاء العدة، أو في عدتها من طلاق بائن:

- ‌أدلة القول الخامس: استدل أصحاب القول الخامس بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على أن الشريفة لا تجبر على الرضاع إذا لم تجر عادة مثلها بذلك:

- ‌ثانيًا: الاستدلال على أن المطلقة لا تجبر على الرضاع إلا أن تشاء هي بأجرة المثل مع يسر الزوج:

- ‌ثالثًا: الاستدلال على أن الشريفة والمطلقة تجبران على الرضاع إن لم يقبل المولود غيرها:

- ‌أدلة القول السادس: استدل أصحاب القول السادس بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على وجوب إرضاع الأم صبيها من اللبأ بدون أجرة

- ‌ثانيًا: الاستدلال على أن للأم طلبَ الأجرة من زوجها إذا أرضعت صبيها منه اللبأَ:

- ‌ثالثًا: الاستدلال على أن الأم لا تجبر على إرضاع ابنها إذا امتنعت وإن كانت في نكاح أبيه إن وجدت أجنبية:

- ‌رابعًا: الاستدلال على أنه ليس للأب منع أم الرضيع إن رغبت في إرضاعه بأجرة مثل:

- ‌أدلة القول السابع: استدل أصحاب القول السابع بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على وجوب إرضاع الأم ولدها من اللبأ بلا أجرة:

- ‌ثانيًا: الاستدلال على أن لأبي الرضيع منع أم الرضيع من الإرضاع إن كانت في عصمته:

- ‌ثالثًا: الاستدلال على أن المرضع تزاد في نفقتها:

- ‌أدلة القول الثامن: استدل أصحاب القول الثامن بما يأتي:

- ‌أولًا: الاستدلال على لزوم الرضاع على الحرة إذا خيف على ولدها التلف:

- ‌ثانيًا: الاستدلال على عدم لزوم الرضاع على الحرة إذا لم يُخف التلف على ولدها:

- ‌ثالثًا: الاستدلال على أن الأم أحق برضاع ولدها بأجرة مثلها حتى مع مرضعة متبرعة أو مع زوج ثان راضٍ

- ‌رابعًا: الاستدلال على لزوم زيادة النفقة على الأب لمن أرضعت ولدها وهي في حبال أبيه فاحتاجت لزيادة نفقة:

- ‌خامسًا: الاستدلال على أن للأب انتزاع الرضيع من أمه إذا طلبت أكثر من أجرة مثلها ووجد الأب من يرضعه بأجرة مثله أو متبرعةً مع وجوب سقياه اللبأ من أمه:

- ‌سادسًا: الدليل على سقوط حق الأم في الرضاع إن منعها زوجها غير أبي الطفل من رضاعه:

- ‌سابعًا: الاستدلال على لزوم الرضاع على أمَّ ولد لولدها مطلقًا:

- ‌ثامنًا: الاستدلال على سقوط حق أم الولد في رضاع ولدها متى باعها سيُّدها أو وهبَها أو زوجها:

- ‌المسألة الثانية: حكم تناول ما يفسد اللبن

- ‌المبحث الثالثبنوك الحليب

- ‌المطلب الأولحقيقة بنوك الحليب

- ‌المطلب الثانينشأة بنوك الحليب وتاريخ ظهورها

- ‌المطلب الثالثالفرق بين بنوك الحليب وغيرها

- ‌المطلب الرابعآلية العمل في بنوك الحليب

- ‌المطلب الخامسحكم بنوك الحليب

- ‌الفرع الأولحكم إنشاء بنوك الحليب

- ‌الفرع الثانيحكم التعامل مع بنوك الحليب

- ‌يستلزم بيان حكم التعامل مع بنوك الحليب الوقوف على المسائل الآتية، وهي:

- ‌المسألة الأولى: حكم بيع حليب الآدميات

- ‌القول الأول: لا يجوز بيعه

- ‌القول الثاني: يجوز بيع لبن الأمة دون لبن الحرة

- ‌القول الثالث: يجوز بيعه

- ‌القول الرابع: يكره، ويصح

- ‌المسألة الثانية: حكم بيع لبن الرجل

- ‌المسألة الثالثة: طهارة حليب الآدمي

- ‌المسألة الرابعة: استعاطة الرجل بلبن المرأة

- ‌المسألة الخامسة: حليب الفاجرة وغير المسلمة

- ‌القول الأول: لا بأس بأن يستأجر المسلم الظئر الكافرة، أو الفاجرة

- ‌القول الثاني: يكره لبن المجوسية والكتابية والفاجرة من غير تحريم

- ‌القول الثالث: يكره الارتضاع من عموم المشركات وأهل الذمة والفاجرات

- ‌القول الرابع: لا يجوز استرضاع كافرةٍ غير الكتابية

- ‌القول الخامس: لا يجوز مطلقًا في غير المسلمة

- ‌المسألة السادسة: رضاع الحمقاء أو سيئة الخلق أو الزنجية

- ‌المسألة السابعة: رضاع العمياء والجذماء والبرصاء

- ‌المسألة الثامنة: رضاع المجنونة والسكْرى

- ‌المسألة التاسعة: إرضاع المسلمةِ الكافرةَ

- ‌المسألة العاشرة: الرضاع في دار الحرب

- ‌المطلب السادسأثر بنوك الحليب في انتشار المحرمية

- ‌ولبيان أثر بنوك الحليب في انتشار المحرمية، أنتقل إلى دراسة المسائل الآتية:

- ‌المسألة الأولى: اختلاط الحليب بالدواء

- ‌المسألة الثانية: اختلاط حليب الآدمية بغيرها من الآدميات

- ‌القول الأول: إذا اختلط لبن امرأتين تعلق التحريم بأكثرهما وأغلبهما

- ‌القول الثاني: إذا اختلط لبن امرأتين تعلق بهما التحريم مطلقاً

- ‌المسألة الثالثة: رضاع أهل الأرض

- ‌المسألة الرابعة: قطرة الحليب

- ‌المسألة الخامسة: الرضاع بعد الفطام

- ‌المسألة السادسة: تعدد الرضعات في أحد الطرفين

- ‌القول الأول: الاعتبار بخروج اللبن من المرض

- ‌القول الثاني: الاعتبار بوصول اللبن للرضيع

- ‌المبحث الرابعحقن الحليب

- ‌المطلب الأولحقيقة حقن الحليب

- ‌المطلب الثانيأنواع حقن الحليب

- ‌المطلب الثالثحكم استخدام حقن الحليب

- ‌المطلب الرابعأثر استخدام حقن الحليب في انتشار المحرمية

- ‌المسألة الأولى: ضابط الرضاع المحرم من حيث طريقة وصول الحليب إلى الرضيع

- ‌القول الأول: يعتبر وصول الحليب إلى المعدة

- ‌القول الثاني: لا يشترط التقام الثدي لثبوت المحرمية في الارتضاع

- ‌القول الثالث: يشترط امتصاص الراضع من ثدي المرضعة بفيه ليكون الرضاع محرمًا

- ‌المسألة الثانية: صب الحليب في جراحة البطن

- ‌المسألة الثالثة: حقن الحليب من طريق الدبر

- ‌المسألة الرابعة: اشتراط وصول اللبن على صفة واحدة

- ‌المبحث الخامسحليب الأنابيب

- ‌المطلب الأولحقيقة حليب الأنابيب

- ‌المطلب الثانيأنواع أنابيب الحليب

- ‌تنقسم أنابيب الحليب من حيث طريقة إيصال الحليب إلى نوعين:

- ‌النوع الأول: التسريب المستمر، أو التغذية بالتقتير

- ‌الآخر: التغذية بالتزقيم

- ‌كما تنقسم أنابيب حليب الطفل من حيث نوعُ الأنبوب وغذاؤُه، إلى قسمين:

- ‌النوع الأول: أنبوب المعدة، أو التغذية الأنبوبية

- ‌النوع الآخر: أنبوب المكملات الغذائية

- ‌المطلب الثالثحكم استخدام حليب الأنابيب

- ‌المطلب الرابعأثر استخدام حليب الأنابيب في انتشار المحرمية

- ‌المسألة الأولى: أثر السعوط(2)والوجور(3)في الرضاع

- ‌المسألة الثانية: أنبوب الأذن

- ‌المسألة الثالثة: أنبوب الإحليل

- ‌المسألة الرابعة: نفاذ الحليب من العين

- ‌المسألة الخامسة: ارتجاع الحليب

- ‌المسألة السادسة: ارتضاع الطفل قبل أن ينفصل من والدته تمام الانفصال

- ‌المسألة السابعة: إرضاع الميت

- ‌المبحث السادستحويل الحليب إلى أشكال أخرى

- ‌المطلب الأولأنواع الأشكال التي يحوَّل إليها الحليب

- ‌الفرع الأولتحويل الحليب إلى مسحوق مجفف

- ‌الفرع الثانيتجبين الحليب

- ‌الفرع الثالثتحويل الحليب أقطًا

- ‌المطلب الثانيحكم تحويل الحليب إلى أشكال أخرى

- ‌المطلب الثالثأثر الأشكال التي يحوَّل إليها الحليب في انتشار المحرمية

- ‌المسألة الأولى: اختلاط الحليب بالماء

- ‌المسألة الثانية: اختلاط الحليب بالطعام

- ‌المسألة الثالثة: ضابط الغلبة

- ‌المسألة الرابعة: جعل لبن الآدمية جبنًا

- ‌القول الأول: إذا جبن لبن امرأة

- ‌القول الثاني: لا يحرم الحليب إذا جبن

- ‌المسألة الخامسة: جعل اللبن أقطًا أو روبًا أو زبدًا أو مخيضًا أو مصلًا

- ‌المسألة السادسة: استهلاك الحليب

- ‌المسألة السابعة: تغير الحليب

- ‌المبحث السابعآلات امتصاص الحليب من الثدي

- ‌المطلب الأولأنواع آلات امتصاص الحليب

- ‌يوجد من آلات امتصاص الحليب نوعان رئيسان:

- ‌أ - النوع الأول: مضخة الثدي، وهي صنفان:

- ‌ب - مضخة الثدي الآلية

- ‌المطلب الثانيأحكام آلات امتصاص الحليب

- ‌الفرع الأولحكم تصنيع آلات امتصاص الحليب

- ‌الفرع الثانيحكم استخدام آلات امتصاص الحليب

- ‌المطلب الثالثأثر آلات امتصاص الحليب في انتشار المحرمية

- ‌المبحث الثامنالحليب الصناعي

- ‌المطلب الأولحقيقة الحليب الصناعي

- ‌المطلب الثانيأنواع الحليب الصناعي

- ‌المطلب الثالثأحكام الحليب الصناعي

- ‌الفرع الأولحكم تصنيع الحليب الصناعي

- ‌الفرع الثانيحكم استخدام الحليب الصناعي

- ‌المسألة الأولى: تعلق التحريم بحليب البهائم

- ‌القول الأول: لا يتعلق بلبن البهيمة تحريم

- ‌القول الثاني: إذا ارتضع اثنان من لبن بهيمة صارا أخوين

- ‌المسألة الثانية: خلط حليب الآدمية بالحليب الحيواني

- ‌القول الأول: إذا غلب حليب المرأة؛ تعلق به التحريم، وكذا إذا استويا

- ‌القول الثاني: إذا غلب حليب المرأة تعلق به التحريم، ولم ينصوا على حالة الاستواء

- ‌المسألة الثالثة: بول الغلام الرضيع الذي لم يأكل الطعام إذا تغذى على الحليب الصناعي

- ‌المسألة الرابعة: إرضاع الطفل الحليبَ الحيواني

- ‌المسألة الخامسة: حكم تعاطي الحليب الصناعي

- ‌المبحث التاسع: قارورة الرضاعة

- ‌المطلب الأول: حقيقة قارورة الرضاعة

- ‌المطلب الثانيأثر قارورة الرضاعة في انتشار المحرمية

- ‌المبحث العاشرالاعتماد على قول الأطباء في استخدام الوسائل الحديثة

- ‌المطلب الأولحكم الاعتماد على قول الأطباء في استخدام الوسائل الحديثة

- ‌المطلب الثانيأثر الاعتماد على قول الأطباء في استخدام الوسائل الحديثة

- ‌المبحث الحادي عشررضاع المستأجر رحمها

- ‌المطلب الأولحقيقة رضاع المستأجر رحمها

- ‌المطلب الثانيحكم رضاع المستأجر رحمها

- ‌المطلب الثالثأثر رضاع المستأجر رحمها في انتشار المحرمية

- ‌المسألة الأولى: ضابط الأمومة الشرعي

- ‌المسألة الثانية: حمل المرضعة ممن لا يلحق نسب ولدها به

- ‌المسألة الثالثة: ما يثبت به أبوة زوج المرضعة لمن أرضعته

- ‌المسألة الرابعة: اللبن الذي ثاب أصله من وطء بشبهة لمن تزوجت

- ‌المسألة الخامسة: اللبن الثائب مِن زِنا

- ‌المسألة السادسة: رضاع المتزوجة ذات اللبن إذا زنت

- ‌المسألة السابعة: لبن الملاعَنة

- ‌المبحث الثاني عشرالحليب المعالج بالأشعة

- ‌المطلب الأولحقيقة الحليب المعالج بالأشعة

- ‌المطلب الثانيحكم معالجة الحليب بالأشعة

- ‌المطلب الثالثأثر الحليب المعالج بالأشعة في انتشار المحرمية

- ‌المبحث الثالث عشرمسؤولية الطبيب في استخدام الوسائل الحديثة المتعلقة بالرضاع

- ‌الفصل الثاني: الأحكام المتعلقة بالمرتضَع

- ‌المبحث الأولالاتجار بالحليب

- ‌المطلب الأولوسائل الاتجار بالحليب

- ‌المطلب الثانيحكم الاتجار بالحليب

- ‌المبحث الثانيما يلحق بالحليب

- ‌المطلب الأولما يقوم مقام الحليب في انتشار المحرمية

- ‌المطلب الثانيما لا يقوم مقام الحليب في انتشار المحرمية

- ‌الفصل الثالثالأحكام المتعلقة بالمرتضِع والمرضِع

- ‌المبحث الأولالعلاقة بين طفلين رضعا من حليب مشترك

- ‌المسألة الأولى: العدد المجزئ في الرضاع المحرِّم

- ‌القول الأول: قليل الرضاع وكثيره سواء في الحكم

- ‌القول الثاني: لا يثبت التحريم إلا بخمس رضعات

- ‌القول الثالث: تثبت الحرمة بثلاث رضعات، فلا يحرم أقل من ثلاث

- ‌القول الرابع: لا يحرم دون عشر رضعات

- ‌القول الخامس: لا يحرم إلا سبع رضعات

- ‌القول السادس: الفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن

- ‌المسألة الثانية: ضابط الرضعة والرضعات

- ‌المسألة الثالثة: شرطية الموالاة في مدة الرضاع

- ‌المسألة الرابعة: إلغاء المدد في مقابل المتابعة

- ‌المسألة الخامسة: الشك في عدد الرضعات

- ‌المسألة السادسة: الشك في وصول اللبن إلى الجوف

- ‌المسألة السابعة: اشتراط وصول اللبن على صفة واحدة عند من يقيد ثبوت التحريم بعدد

- ‌المسألة الثامنة: اتحاد الفحل أوالقريب واختلاف المراضع

- ‌المبحث الثانيعلاقة الرجل مع المحرمات عليه بالرضاع

- ‌المطلب الأولحدود علاقة الرجل مع المحرمات عليه بالرضاع

- ‌المطلب الثانيالفرق في علاقة الرجل بين المحرمات

- ‌المطلب الثالثممارسة الرجل للأعراف المجتمعية على المحرمات عليه بالرضاع

- ‌المبحث الثالثتعارض حق المرتضع مع حق غيره لدى المرضع

- ‌المطلب الأولتعارض حق الخالق مع حق المرتضع لدى المرضع

- ‌المسألة الأولى: حليب المرأة الميتة

- ‌المسألة الثانية: رجم الزانية المرضع

- ‌المسألة الثالثة: صيام المرضع في رمضان

- ‌المطلب الثانيتعارض حق الآدميين مع حق المرتضع لدى المرضع

- ‌المبحث الرابعالإذن والرضى في الرضاعة

- ‌المطلب الأولإذن المرتضع - إذا كان كبيرًا

- ‌الفرع الأولحكم إذن المرتضع

- ‌الفرع الثانيأثر إذن المرتضع في انتشار المحرمية

- ‌المطلب الثانيإذن أولياء المرتضع

- ‌الفرع الأولحكم إذن أولياء المرتضع

- ‌الفرع الثانيأثر إذن أولياء المرتضع في انتشار المحرمية

- ‌المبحث الخامسإرضاع الكبير للحاجة وأثره في انتشار المحرمية

- ‌المطلب الأولإرضاع السائق

- ‌المطلب الثانيإرضاع الخادمة

- ‌المطلب الثالثإرضاع اللقيط

- ‌المبحث السادسإرضاع المصابة بالإيدز

- ‌المطلب الأولحكم إرضاع المصابة بالإيدز

- ‌المطلب الثانيأثر رضاع المصابة بالإيدز في انتشار المحرمية

- ‌الفصل الرابع: الأحكام المتعلقة بوسائل الإثبات والتقاضي

- ‌المبحث الأولأثر وسائل الإثبات على الرضاع في الزمن المعاصر

- ‌المطلب الأولوسائل الإثبات التقليدية

- ‌دلت الشريعة الإسلامية على وسائل إثبات الرضاعة، وهي:

- ‌الوسيلة الأولى: الشهادة

- ‌المسألة الأولى: النظر إلى الثدي لتحمل الشهادة

- ‌المسألة الثانية: أثر ثبوت الشهادة بين زوجين

- ‌المسألة الثالثة: في وصول اللبن إلى الجوف

- ‌المسألة الرابعة: صيغة الشهادة

- ‌المسألة الخامسة: وقوع الفرقة

- ‌المسألة السادسة: شهادة أم أحد الزوجين أو أبوه

- ‌المسألة السابعة: شهادة البنت أوبنت الزوجة

- ‌المسألة الثامنة: شهادة الحواشي

- ‌الوسيلة الثانية: الإقرار

- ‌المسألة الأولى: عدد المقرِّين

- ‌المسألة الثانية: ذكر عدد الرضعات وأوقاتها

- ‌المسألة الثالثة: في وصول اللبن إلى الجوف

- ‌المسألة الرابعة: صيغة الإقرار

- ‌المسألة الخامسة: اشتراط لبن يعرف للمرضع مثله

- ‌المسألة السادسة: شرط تصديق الطرف الرَّضاعيِّ الآخر لثبوت الإقرار بالرضاع

- ‌المسألة السابعة: تسمية المرضع

- ‌المطلب الثانيوسائل الإثبات الحديثة

- ‌المبحث الثانيأثر الرضاع على وسائل الإثبات والتقاضي

- ‌المطلب الأولالشهادة للقريب من الرضاع

- ‌المطلب الثانيحكم الحاكم لقريبه من الرضاع

- ‌المبحث الثالثالإشهاد على الرضاع

- ‌المطلب الأولإشهاد المرضع على من أرضعته في الزمن المعاصر

- ‌الفرع الأولحكم إشهاد المرضع على من أرضعته

- ‌الفرع الثانيما يجزئ لإشهاد المرضع على من أرضعته

- ‌المطلب الثانيأثر التقادم على وسائل الإثبات

- ‌المطلب الثالثالرجوع عن الإقرار بشهادة الرضاع

- ‌المطلب الرابعتعارض البينات

- ‌المطلب الخامستوثيق حالات الرضاع في السجلات الرسمية لدى المحاكم

- ‌الخاتمة

- ‌أولًا: النتائج

- ‌ثانيًا: التوصيات

- ‌فهرس المراجع والمصادر

الفصل: ‌المطلب الأولحقيقة الحليب الصناعي

‌المبحث الثامن

الحليب الصناعي

‌المطلب الأول

حقيقة الحليب الصناعي

اللبن من أجل النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان؛ حتى إنه امتن عز وعلا على عباده به في الدنيا، ووعد به المتقين في جنته، فقال:{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [سورة النحل: 66]، وقال:{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [سورة محمد: 15].

كما قد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل اللبن على غيره من الأطعمه؛ في مثل قوله: "إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، وإذا سقي لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن"

(1)

.

(1)

الطيالسي: المصدر السابق، (ص 492)، برقم (2846)؛ من طريق يونس عن أبي داود، عن شعبة وغيره عن علي بن زيد؛ قال شعبة: عن عمر بن حرملة، وقال غيره: ابن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ:"ما أعلم شرابًا يجزئ من الطعام إلا اللبن، فإذا شربه أحدكم فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه". عبد الرزاق: المصدر السابق، (4/ 511)، برقم (8676)؛ من طريق ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عمر بن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه

" بتتمته في المتن. الحميدي: المصدر السابق، (1/ 432)، برقم (488)؛ من طريق سفيان بن عيينة؛ بسنده عند عبد الرزاق، ولفظه: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا ما هو خير منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم يجزئ من الطعام والشراب غيره"، ومن طريقه: أبو الشيخ الأصبهاني: أخلاق النبي (3/ 294)، برقم (646)؛ من طريق عبد الله بن محمد الرازي، عن أبي زرعة، عن الحميدي، عن سفيان؛ به مرفوعًا، بلفظ: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا به ما هو خير منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم شيئا يجزي من الطعام والشراب غيره". إسحاق بن راهويه: المصدر السابق، (4/ 228)، برقم (2036)؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ: "إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا منه، وإذا شرب؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن". أحمد: المصدر السابق، (2/ 472، 3/ 161)، برقم (1978، 2569)؛ من طريق إسماعيل؛ بسنده عند إسحاق، ولفظه: "من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غيرَ اللبن"، ومن طريق محمد بن جعفر، عن شعبة؛ بسنده عند الطيالسي، ولفظه: "ما أعلم شرابًا يُجزئ عن الطعام غيرَ اللبن؛ فمن شربه منكم فليقل: اللهم باركْ لنا فيه وزدنا منه، ومن طَعمَ طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه". ابن ماجه: المصدر السابق (كتاب الأطعمة - باب اللبن - 4/ 434)، برقم (3322)؛ من طريق هشام بن عمار، عن إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ:"من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن". أبو داود: السنن (كتاب الأشربة - باب ما يقول إذا شرب اللبن - 6/ 59)، برقم (3682)؛ من طريق مسدد عن حماد بن زيد، وموسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة؛ عن علي بن زيد، عن عُمَرَ بن حرملة! ؛ بسنده عند إسحاق، ولفظِ المتن، ثم أردف: هذا لفظ مسدد ا. هـ الترمذي: المصدر السابق، (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أكل طعامًا - 5/ 450)، برقم (3455)؛ من طريق أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم؛ بسنده عند أحمد؛ ولفظِه؛ إلا:"فإنه"، وقال: هذا حديث حسن، ثم أردف بقول بعضهم: عمرو بن حرملة؛ قال: ولا يصح ا. هـ الشمائل المحمدية (1/ 170)، برقم (206)؛ من طريق أحمد بن منيع؛ به، إلا الجملة الأخيرة. النسائي: المصدر السابق، (كتاب عمل اليوم والليلة - باب ما يقول إذا شرب اللبن - 9/ 115 - 116)، برقم (10045، 10046)؛ من طريق أحمد بن ناصح، عن ابن عُلَيَّة، عن علي بن زيد؛ بسنده عند ابن راهويه، ولفظه: "من أطعمه الله تعالى طعامًا فليقل: اللهم أطعمنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا

"؛ بتتمته عند ابن راهويه، ومن طريق محمد بن بشار، عن محمد؛ بسنده عند أحمد مرفوعًا، ونحو اللفظ الآنف؛ إلا أنه عند النسائي: عمر بن أبي حرملة. ابن السني: عمل اليوم والليلة (باب ما يقول إذا شرب اللبن - ص 268)، برقم (474)؛ من طريق محمد بن محمد الباهلي، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن علية، عن علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، حدثني عمرو بن حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظه أحمد الأول. أبو نعيم: الطب النبوي (2/ 680)، برقم (746، 747)؛ =

ص: 302

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من طريق أحمد بن محمد في كتابه، عن محمد بن محمد بن بدر الباهلي، عن يعقوب الدورقي، عن إسماعيل بن علية، عَن علي بن زيد بن جدعان حدثني عَمْرو بن حرملة، عَن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ:"من سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن"، ومن طريق محمد بن جعفر بن حفص المعدل، عن أبي بكر بن أبي عاصم، عن هدبة، عن حماد بن سلمة، عَن علي بن زيد بن جدعان، عَن عَمْر بن حرملة، عَن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ:"إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا ما هو خير منه". البيهقي: شعب الإيمان (8/ 103، 165)، برقم (5556، 5641)؛ من طريق علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن إسماعيل بن إسحاق، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد؛ بسنده عند أبي داود؛ إلا أنه سمى ابن حرملة عمْرًا، ولفظه:"إذا أكل أحدكم طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإنه ليس شيء يجري مجرى الطعام والشراب إلا اللبن "، ومن طريق أبي الحسن المقرئ، عن الحسن بن محمد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب، عن أبي الربيع، عن حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس؛ به مرفوعًا، بلفظ المتن؛ إلا أن آخره:"فإنه ليس يجزِي من الطعام والشراب غير اللبن".

وأعلت أسانيده بما يأتي:

1 -

ما جاء في كتاب العلل لعبد الرحمن ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديث رواه هشام بن عمار بأخرَة، عن إسماعيل ابن عياش، عن ابن جريج، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه - في الضب، وقصة خالد بن الوليد؟ قال أبي: هذا خطأ؛ إنما هو: الزهري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لأبي: وفي حديث إسماعيل، عن ابن جريج كلام: قال: فأتي النبي بإناء، فشرب، وعن يمينه ابن عباس، وعن يساره خالد بن الوليد، فقال النبي لابن عباس: أتأذن لي أن أسقي خالدا؟ . فقال ابن عباس: ما أحب أن أوثر بسؤر النبي صلى الله عليه وسلم على نفسي، فتناول ابن عباس فشربه؟ قال أبي: ليس هذا من حديث عبيدالله بن عبد الله، ولا من حديث أبي أمامة بن سهل وإنما هو من حديث الزهري، عن أنس ا. هـ، وقول أبي حاتم عنه: هو من حديث علي بن زيد بن جدعان، عن عمر بن حرملة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخاف أن يكون قد أدخل على هشام بن عمار؛ لأنه لما كبر تغير ا. هـ، وهشام بن عمار هو أحد رواة قصة خالد بن الوليد مع الضب، وقال ابنه عبد الرحمن أيضًا: وسألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبد الله، عن ابن عباس؛ قال: دخلت على خالتي ميمونة وخالد ابن الوليد، فقالت ميمونة: يا رسول الله! ألا أطعمك مما أهدت إلي أختي من البادية؟ فقربت ضبين مشويين على خبز، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"كلوا؛ فإنه ليس من طعام قومي؛ أجدني أعافه"، فأكل منه ابن عباس وخالد بن الوليد، وقالت ميمونة: لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي بإناء، فشرب وعن يمينه ابن عباس، وعن يساره خالد بن الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: أتأذن لي أن أسقي خالدًا؟ فقال ابن عباس: ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي أحدًا، فناوله؛ فشرب، وشرب خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من أطعمه الله طعامًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا؛ فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه؛ فإني لا أعلم شيئًا يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن"؟ قال أبي: هذا خطأ من وجوه، وقد كتبت خطأه في ظهر ا. هـ

3 -

إسماعيل بن عياش؛ لأنه ضعيف في روايته عن غير أهل بلده.

4 -

ابن جريج؛ لأنه عنعن وهو مدلس.

5 -

علي بن زيد؛ ضعيف، وشيخه عمر بن حرملة مجهول!

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 411: رواه أبو عبد الله بن مروان القرشي في " الفوائد "(25/ 113 / 2): حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص حدثنا هشام بن عمار حدثنا ابن عياش حدثنا ابن جريج قال: وابن زياد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة عن ابن شهاب (كذا الأصل، والصواب: ابن عباس) قال: دخلت على خالتي ميمونة وخالد بن الوليد، فقالت ميمونة: يا رسول الله! ألا أطعمك مما أهدى لي أخي من البادية؟ فقربت ضبين مشويين على قنو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا فإنه ليس من طعام قومي، أجدني أعافه، وأكل منه ابن عباس وخالد، فقالت ميمونة: أنا لا آكل من طعام لم يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استسقى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فأتي بإناء لبن، فشرب وعن يمينه ابن عباس وعن يساره خالد بن الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: أتأذن لي أن أسقي خالدا؟ فقال ابن عباس: ما أحب أن أوثر بسؤر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي أحدا، فتناول ابن عباس فشرب، وشرب خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث. قلت: وشيخه محمد بن إسحاق هو ابن عمرو بن عمر أبو الحسن القرشي المؤذن المعروف بابن الحريص - كذا في " التاريخ " بالراء - ختن هشام بن عمار. ترجمه ابن عساكر (15/ 31 / 1 - 2) برواية جمع من الثقات عنه، منهم أبو الحسن بن جوصا والطبراني وغيرهما. مات سنة (288) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ومن فوقه موثقون من رجال " التهذيب "، إن كان ابن زياد هو محمد الألهاني، وأما إن كان عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ففيه ضعف من قبل حفظه، فمثله يستشهد به، ولاسيما وهو مقرون مع ابن جريج، =

ص: 303

وحين أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح من خمر ليلة الإسراء وقدح من لبن؛ نظر إليهما، ثم أخذ اللبن، فقال جبريل عليه السلام:"الحمد لله الذي هداك للفطرة؛ لو أخذت الخمر غوت أمتك"

(1)

.

ففي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنه ليس يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن"؛ إعجاز علمي؛ إذ كان العلم الحديث قد أثبت فوائد اللبن وكونه أكملَ الأغذية من دون أن يكون له نظير في خصائصه وصفاته لمَّا كان محتويًا على العناصر الغذائية الأساسية والضرورية التي لا يستغني عنها جسم الإنسان في جميع مراحل حياته؛ كالبروتينات، والكربوهيدرات

(2)

، والدهون، والمعادن، والفيتامينات

(3)

.

(4)

= ولولا أن هذا - أعني ابن جريج - مدلس، وقد عنعنه، لكانت الحجة به وحده قائمة، لولا أن ابن عياش - وهو إسماعيل الحمصي - ضعيف في غير الشاميين، وابن جريج مكي، وعبد الرحمن بن زياد إفريقي بخلاف الألهاني فهو شامي، فإن كان هو المراد بهذا الإسناد، فابن عياش حينئذ حجة. وجملة القول فيه أنه على أقل الأحوال صالح للاستشهاد به لذكر ابن زياد فيه، إن كان هو الإفريقي، وإلا فهو حجة بذاته إن كان هو الألهاني، فإن ابن ماجة قد أخرجه في " سننه " (2/ 314): حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا ابن جريج عن ابن شهاب به. مقتصرا على المتن وحده، فلم يذكر فيه ابن زياد. وللحديث طريق أخرى عن ابن عباس، هو بها أشهر يرويه علي بن زيد بن جدعان عن عمر بن حرملة عنه به. أخرجه أبو داود (2/ 135) والترمذي (3451) وابن السني (468) وأحمد (1/ 284) وابن سعد (1/ 397) وقال الترمذي:" حديث حسن ". قلت: وهو كما قال بمجموع الطريقين، وإلا فابن جدعان سيء الحفظ. والله أعلم ا. هـ

وحسنه الألباني، وقال بعض الباحثين في ملتقى أهل الحديث: غير ثابت.

ينظر: ابن أبي حاتم: المصدر السابق، (ص 1058، 1077). الألباني: صحيح سنن أبي داود (2/ 432)، مختصر الشمائل المحمدية (ص 112).

(1)

البخاري: المصدر السابق، (كتاب التفسير - باب قوله:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} - ص 905)، برقم (4709). مسلم: المصدر لسابق، (كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ص 94)، برقم (272).

(2)

وتسمى: السكريات، أو النشويات. وهي: مركبات عضوية تتكون من عناصر الكربون، والهيدروجين، والأوكسجين. ينظر: د. عدنان بن سالم با جابر ود. مسفر الدقل ود. مصطفى قاسم: أسس علوم الأغذية (ص 2).

(3)

الفيتامينات عبارة عن مركبات عضوية توجد بكمية قليلة في الأغذية، ولا تحتاج لهضم، وإنما تمتص كما هي وتتحطم في الجسم. ينظر: د. عدنان بن سالم با جابر ود. مسفر الدقل ود. مصطفى قاسم: المصدر السابق، (ص 34).

(4)

ينظر: زين العابدين الإدريسي الشنقيطي: النوازل في الأشربة (ص 55 - 56). الموسوعة العربية العالمية (9/ 512). د. علاء الدين مرشدي: مبادئ صحة الألبان (ص 1). مجلة الإعجاز العلمي (13/ 7).

ص: 304

ذلك، وإن حليب الثدي يعتبر أفضل أنواع الحليب الذي يتناوله الرضيع؛ إذ يودع الله فيه كل ما يحتاجه الرضيع من الفيتامينات والمعادن والبروتين وما يكسبه المناعة والصحة؛ حيث أثبتت الدراسات أنه لا تتحقق أفضل المستويات الصحية لكل من الأم والطفل إلا من خلال توفير الوضع الذي يسمح للأم بممارسة الرضاعة الطبعية المطلقة لمدة 6 أشهر، مع إتمام الرضاعة الطبعية وإدخال الغذاء التكميلي لعمر سنتين.

فالرضاعة الطبعية هي البداية الأفضل للمولود، وسبب حماية له وللأم، ومهما بلغت تقنيات شركات صناعة الحليب، فلن تستطيع إنتاج الحليب ذي التركيبة المثالية كحليب الأم؛ فهو يحتوي على أكثر من مائة نوع من العناصر والمواد الغذائية التي تفي باحتياجات الطفل، وبكميات تتناسب مع عمر الطفل ومراحل نموه المختلفة.

تقول د. روث لورنس: على الرغم من أن العلوم الطبية قد خطت خطوات عظيمة في مجال التغذية؛ إلا أنها لم تستطع أن تقلد إلا جزءًا بسيطًا من لبن الأم، ولم تتمكن من إنتاج لبن مشابه بحال من الأحوال؛ فهناك أكثر من مائة إنزيم في لبن الأم؛ كلها غير موجودة في اللبن الصناعي ا. هـ

(1)

لقد أشارت الدراسات إلى أنه إذا تم إرضاع جميع الأطفال في غضون ساعة من الولادة، وأعطوا حليب الثدي فقط طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم، واستمر الإرضاع من الثدي حتى بلوغهم السنتين من العمر؛ فسيتم إنقاذ حياة حوالي 800000 طفل كل عام.

إن أقل من 40% من الرضع دون ستة أشهر من العمر - على الصعيد العالمي - يرضعون رضاعة مقتصرة على الثدي فقط؛ رغم أن الكولوستروم أو ما يسمى اللبأ هو أول ما ينتج من الحليب للطفل، وهذا الحليب غني بكل ما يحتاجه الطفل.

(1)

د. روث لورنس: عن الرضاعة الطبيعية (ص 89).

ص: 305

وبما أن معدة المولود بحجم قبضة يده؛ فاللبأ يفرز بكميات قليلة؛ لعدم المكان الذي يستوعب كمية كبيرة من الحليب في معدته الصغيرة، ويوفر الحليب الأول مناعة كاملة ضد الجراثيم والأمراض المحيطة بالطفل، ويعتبر أول لقاح للطفل بعد الولادة؛ غير أن للمركبات الصناعية التي يتناولها الرضيع دورًا بارزًا في غسل هذه الحماية ووأدها.

لقد أظهرت أحدث الدلائل العلمية أنه يجب تغذية الرضَّع من حليب أمهاتهم في فترة الأشهر الستة الأولى، إلى جانب تقديم أنواع أخرى من الطعام بشكل تدريجي، إلا أنه يجب أن تستمر الرضاعة الطبَعية من الثدي لمدة عامين أو أكثر؛ حسب الرغبة.

ولذلك؛ تقوم به شركات تصنيع حليب الأطفال من كتابة الملحوظة الآتية على العبوة: حليب الأم الطبَعي هو الغذاء الأفضل لطفلك؛ استشيري طبيبك قبل أن تقرري استخدام هذا الحليب.

(1)

إنه عندما يكون جُل اهتمام المختصين منصبًّا على حليب الأم في إطار غذاء الرضيع، وعندما تستحث الأمهات على إرضاع أطفالهن حليبَهن؛ فإنهن يُدْعين إلى الفطرة؛ فهذا الحليب الذي أجراه الله تعالى في صدر المرأة ما أوجده عبثًا، ولا خلقه هملًا - تعالى الله -، ولكن كما يقول جل شأنه:{إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر: 49]، وقال:{فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ} [سورة المرسلات: 23].

إن الصيحات التي بدأت تتعالى في الغرب تزداد يومًا بعد يوم لتهيب بالأمهات أن يعُدن إلى الرضاعة الطبَعية، حتى بات للمرضعة تقديرًا إنسانيًّا ومنزلة اجتماعية خاصة.

لكن قد تقع بعض الأسباب التي لا يمكن معها إرضاع الأم ابنها طبَعيًّا؛ كالمرض، أو قلة اللبن، أو ربما حساسية خلقية يولد بها الطفل ضد اللبن واللاكتوز، وبالتالي تضطر الأم لإرضاعه صناعيًّا

(2)

؛ الأمر الذي لا يعني نفي لجوء طائفة من النساء إلى الرضاعة الصناعية

(1)

ينظر - مثلاً -: عبوة حليب الأطفال رونالاك الفرنسي.

(2)

ينظر: د. حسان باشا: الرضاعة من لبن الأم (ص 19 - 38). د. سعد هليِّل: مقال بعنوان: حليب الأم مزايا لا تعد (مجلة البيان، ع 238). منظمة الصحة العالمية: مقال 10 حقائق عن الإرضاع من الثدي بتاريخ 30/ 10/1436 هـ:

http://www.who.int/features/factfiles/breastfeeing/ar/

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية كيف وكم تستغرق؟ بتاريخ 29/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/8%20 - %20 Breastfeeing%20 How%20 an%20 How%20 long.pf

سوبر ماما: تأثير اللبن الصناعي على الرضع بين الحقيقة والخرافات د. رحاب ولي الدين بتاريخ 25/ 10/1436 هـ.:

http://supermama.me/ar/%8%AA%8%A 3%8%AB%9%8 A%8%B 1%8%A 7%9%84%9%84%8%A 8%9%86%8%A 7%9%84%8%B 5%9%86%8%A 7%8%B 9%9%8 A%8%B 9%9%84%9%89%8%A 7%9%84%8%B 1%8%B 6%8%B 9%8%A 8%9%8 A%9%86%8%A 7%9%84%8%A%9%82%9%8 A%9%82%8%A 9%9%88%8%A 7%9%84%8%AE%8%B 1%8%A 7%9%81%8%A 7%8%AA/%8%AA%8%BA%8%B 0%9%8 A%8%A 9 - %9%88%8%B 5%8%A%8%A 9 - %8%A 7%9%84%8%B 1%8%B 6%8%B 9/%8%B 1%8%B 6%8%B 9

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية حق للأم والطفل بتاريخ 29/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

ص: 306

إهمالًا للرضاعة الطبَعية جهلًا، أو قلة في الوعي والثقافة، أو كسلًا، أو خوفًا على نفسها أو رشاقتها في حدود معرفتها، أو انشغالًا منها بما استجد في إطار الحياة المدنية المعاصرة، أو تقليدًا عند الشعور بالنقص أمام النساء اللاتي يعشن في حضارات متقدمة، أو يكون ذلك نتيجة استغفال الشركات المنتجة للحليب الصناعي حينما تروج بضاعتها بدعايات وهمية، وإذا وجد من يستأجر رحمًا من غير مرض أو ضرورة؛ فلا يستغرب ما دونه.

(1)

ويمكن إجمال أسباب اللجوء إلى الحليب الصناعي للطفل فيما يأتي:

1 -

احتقان ثدي الأم.

وهذا ما يمكن تفاديه حين تكتفي الأم بالرضاعة الطبَعية لعدد لا يقل عن ثماني مرات في اليوم الواحد لمدة عشر دقائق في كل رضعة كحد أقل مع مراعاة تبديل الثدي مرة تلو أخرى، وتستعمل الكمادات الساخنة قبل الرضاعة لتسهيل تدفق الحليب.

2 -

تشقق حلمة الثدي.

ويمكن علاج ذلك بالاستمرار في الرضاعة الطبَعية؛ لأن إدرار الحليب يساعد على علاج تشقق الحلمات، مع تهوية الحلمة، وتجنب استخدام الصابون والشامبو على الثدي؛ حيث يؤدي استعمالهما إلى جفاف الحلمة وتشققها، وتجنب شد الحلمة من فم الطفل؛ كما يستحسن في طور العلاج: ترك القطرة الأخيرة من الحليب لتجف على الصدر؛ لأنه يساهم في المنع من تشققها.

3 -

عدم حصول الرضيع على كفايته من الحليب.

(1)

ينظر: د. جاسمية شمس الدين: المصدر السابق، (21/ 34). صلاح عبد التواب: المصدر السابق، (ص 466). د. عادل الصاوي: المصدر السابق، (ص 421 - 423).

ص: 307

ويعرف ذلك حينما لا تزيد عدد رضعات الطفل في اليوم الواحد من ثدي أمه عن سبع رضعات، أو يتوقف وزن الطفل، أو لا يخرِج البول أكثر من خمس مرات في اليوم، أو لا يخرج البراز أكثر من مرة خلال الأسابيع الأولى، أو لا يكون برازه أصفر بعد اليوم الثالث من الولادة، أو حين لا تسمع الأم صوت ابتلاع الطفل للحليب إلا بعد مرور دقائق من حين بدء الرضاعة، أو حين يكثر بكاء الطفل، أو يشعر بعدم الراحة والهدوء

4 -

عدم توافر الكفاية في حليب الأم.

ويعود سبب ذلك إلى: استخدام الرضعات الصناعية، التوتر والإرهاق، عدم الراحة الكافية، الخطأ في وضعية الرضيع حال الرضاعة أو طريقة مص الحلمة، قلة عدد الرضعات وقصر فتراتها، عدم التغذية الكافية.

(1)

ومن حكمة الخالق سبحانه أن هيَّأ لكل أم حليبًا مناسبًا لرضيعه؛ ففي بداية إرضاع الطفل يكون الحليب أكثر سيولة، ويحتوي على كمية ماء أكثر؛ حتى يروي ظمأ الطفل، ثم تزاد كمية الدهون فيه شيئًا فشيئًا حتى يمد الطفل بالطاقة، وإذا ولد الطفل مبكرًا؛ فإن الحليب حينئذ يحتوي على نسب من البروتينات والطاقة، ومواد عضوية؛ مثل الحديد، والأملاح؛ بمعدلات تزيد على حليبها في الأوقات الأخرى، وإذا أنجبت الأم توأمًا فإنه يكون لديها كمية تقدر بضعف الكمية المخصصة لطفل واحد.

ولا تحتاج الأم لتناول طعام معين لتقديم حليب جيد للطفل؛ إذ تكون نوعية حليب الأم جيدة إذا اجتنبت المصنَّعات بغض النظر عن الطعام المتناول.

(2)

ومفهوم الرضاعة الطبَعية الحصرية يقتصر على حليب الأم فقط؛ مما يعني عدم تقديم الماء، أو السوائل، أو الشاي، أو المشروبات العشبية، أو العسل، أو التمر، أو الأطعمة؛ إلى الطفل في الأشهر الستة الأولى من العمر.

(1)

ينظر: هيئة الصحة بدبي: مقال الرضاعة الطبيعية حق الأم والطفل بتاريخ 29/ 10/1436 هـ.

https://www. ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

(2)

ينظر: هيئة الصحة بدبي: حليب الأم طبيعي 100% بتاريخ 26/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/4%20%20 Breast%20 Milk%20100%20 Natural.pf

ص: 308

وذلك أن حليب الأم يحتوي على 88% من الماء، إلى جانب استيفائه لكل ما يحتاجه الطفل لإرواء عطشه وإسكات جوعه؛ فضلًا عن كونه الطعام والشراب المتوافر الأفضل الذي يقدم إلى الطفل بحيث ينمو صحيحًا قويًا.

(1)

وللحديث عن نشأة الحليب الصناعي وتطوره؛ فإن صناعة الألبان تعد من الصناعات التي تحتل مكانًا بارزًا بين مختلف الصناعات، وقد تطورت في القرن العشرين بعد استخدام الوسائل الآلية الحديثة؛ الأمر الذي زاد من إقبال كافة الأجناس والفئات على منتجات الألبان.

وتشير المصادر إلى أن البداية الأولى في تصنيع الحليب كانت عام 1810 م؛ الوقت الذي بدأت فيه تجارب تكثيف الحليب، ومحاولة إيجاد طرق للتخلص من كمية الماء الكائنة فيه؛ حتى تمتد فترة حفظه لوقت أطول.

ثم انتشرت المصانع الكبيرة والوسائل الصناعية الحديثة في حدود 1850 م، وهو الوقت الذي بدأ فيه التقدم الحقيقي لصناعة الألبان.

(2)

ولبيان الأضرار الناشئة من الحليب الصناعي؛ فينبغي أن يكون ذلك على ضربين:

أولًا: الأضرار المترتبة على الأم، وهي: التكلفة المادية، واحتقان الثدي، ووقت الإعداد، وتقرح الحلمة؛ بسبب اضطراب طريقة المص لدى الرضيع، وقلة كمية الحليب في ثديها، وانخفاض ثقتها بنفسها.

ثانيًا: الأضرار المترتبة على الطفل، وهي:

1 -

نقص التغذية، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.

2 -

أمراض الجهاز التنفسي؛ حيث يزيد معدل الوفيات بين الرضع المعتمدين على الرضاعة الاصطناعية بمقدار أربع مرات على نظيره بين الرضع المعتمدين على الرضاعة الطبعية.

(1)

ينظر: هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية كيف وكم تستغرق بتاريخ 30/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/8%20 - %20 Breastfeeing%20 How%20 an%20 How%20 long.pf

(2)

ينظر: د. جمال الدين عبد التواب: المرجع السابق (ص 163، 180). صالح الخطيب: أحكام اللبن في الفقه الإسلامي (ص 154 - 155).

ص: 309

3 -

الإسهال؛ حيث يزيد معدل الوفيات بين الرضع المعتمدين على الرضاعة الاصطناعية أو أغذية بديلة بمقدار أربع عشرة مرة على نظيره بين الرضع المعتمدين على الرضاعة الطبعية.

4 -

أمراض المسالك البولية.

5 -

عسر الهضم.

6 -

نقص المناعة.

7 -

التخمة.

8 -

الربو، وهو شائع لدى الأطفال الذين يتغذون على المركبات الصناعية.

9 -

الأمراض الجلدية، والطفح الجلدي، وهو شائع لدى الأطفال الذين يتغذون على المركبات الصناعية

10 -

احتمال التعرض لمرض السكري، لا سيما عند وجود تاريخ عائلي إصابةً بهذا المرض، وهذا يمكن أن يحدث بمحض إضافة زجاجة واحدة صناعية إلى جانب الحليب الطبَعي، وبالتالي عدم الشعور بالشبع عند الرضاعة الطبَعية التالية، ويظل الرضيع حينئذ في حالة من الانزعاج إلى حين إعطائه زجاجة أخرى، وذلك أن معدة الطفل صغيرة جدًا عند الولادة، وتقديم زجاجة إضافية من شأنه أن يمدد حجم المعدة.

11 -

الأضرار والأمراض الأخرى الناشئة من المعادن الموجودة بكميات مضاعفة؛ مثل: الكالسيوم، والفسفور، والصوديوم، والماغنسيوم، والبوتاسيوم.

12 -

الآثار النفسية؛ حيث تعزز الرضاعة الطبَعية من الروابط الحميمية بين الأم وطفلها، وهو ما يؤدي بدوره إلى تنامي شعور الأمان عند الطفل.

13 -

اضطراب طريقة المص.

14 -

التأثير على منعكس المص؛ إذ إن الطريقة التي يقوم بها الطفل بالمص من الزجاجة تختلف بشكل كلي عن طريقة المص التي يقوم بها عند الرضاعة من الثدي.

(1)

(1)

ينظر: د. جاسمية شمس الدين: المصدر السابق، (21/ 33). صلاح عبد التواب: المصدر السابق، (ص 466). هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية كيف وكم تستغرق بتاريخ 30/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/8%20 - %20 Breastfeeing%20 How%20 an%20 How%20 long.pf

موقع سوبر ماما: مقال تأثير اللبن الصناعي على الرضع بين الحقيقة والخرافات لرحاب ولي الدين بتاريخ 25/ 10/1436 هـ.:

http://supermama.me/ar/%8%AA%8%A 3%8%AB%9%8 A%8%B 1%8%A 7%9%84%9%84%8%A 8%9%86%8%A 7%9%84%8%B 5%9%86%8%A 7%8%B 9%9%8 A%8%B 9%9%84%9%89%8%A 7%9%84%8%B 1%8%B 6%8%B 9%8%A 8%9%8 A%9%86%8%A 7%9%84%8%A%9%82%9%8 A%9%82%8%A 9%9%88%8%A 7%9%84%8%AE%8%B 1%8%A 7%9%81%8%A 7%8%AA/%8%AA%8%BA%8%B 0%9%8 A%8%A 9 - %9%88%8%B 5%8%A%8%A 9 - %8%A 7%9%84%8%B 1%8%B 6%8%B 9/%8%B 1%8%B 6%8%B 9

هيئة الصحة بدبي: مقال الرضاعة الطبيعية حق الأم والطفل بتاريخ 28/ 10/1436 هـ:

https://www. ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

ص: 310

15 -

الآثار الخُلُقية.

وذلك لما للرضاع من أثر في نجابة الطفل، وكون الطفل يتخلق بأخلاق مرضعته، ولذا؛ كانت العرب تقول في التعجب والاستحسان: لله درّه، أي: يتعجبون من اللبن الذي رضع منه فأثر فيه هذه النجابة.

وهذا المعنى هو الذي حدا ببعض فقهاء المسلمين إلى كراهية الارتضاع من لبن البهيمة؛ لأن من رضع من بهيمة؛ كان به بلادة البهيمة إذ كان الرضاع يغير الطباع

(1)

؛ قال البهوتي ت 1051 هـ: "بل يكاد أن يكون ذلك محسوسًا"

(2)

، وقال معالي الشيخ د. صالح الفوزان: ولأجل هذا؛ فإن أكثر الناس اليوم لما صاروا يرضعون من الحليب الصناعي الذي هو من ألبان البقر؛ صارت أخلاقهم تشبه أخلاق البهائم، ولا حول ولا قوة إلا بالله ا. هـ

(3)

والمقصود أن ذلك يؤثر في الرضيع الذي يشتد عظمه ولحمه بما يسد جوعته من الألبان ما لا يؤثر في الكبير

(4)

، والله أعلم.

(1)

ينظر: المرداوي: المصدر السابق، (24/ 285). البهوتي: المصدر السابق، (13/ 110).

(2)

ينظر: البهوتي: المصدر السابق، (13/ 110).

(3)

منتدى الألوكة: أرشيف منتدى الألوكة في المكتبة الشاملة (ص 4456)

(4)

تقدم في المسألة الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة منالفرع الثاني للمطلب الخامس في المبحث الثالث من هذا الفصل بيان الحكم الشرعي لرضاع غير المسلمة، والفاجرة، والحمقى، وسيئة الخلق، والزنجية، والعمياء، والجذماء، والبرصاء، والمجنونة، والسكرى.

ص: 311

وفي المقابل يحتوي الحليب الطبَعي على المكونات الآتية:

أ- الدهون.

تتكون الدهون في حليب الأم من سلسلة من الأحماض الدهنية وغير الأساسية، وتتوافر بصورة متوازنة، وتكثر عند نهاية الرضعة، وتتميز دهون حليب الأم بإمداد الرضيع بالطاقة، ومساعدته في نمو الجهاز العصبي والدماغ، كما أن لها صفات وقائية تهاجم الميكروبات والفيروسات.

ب- السكر.

حليب الأم غني بسكر اللاكتوز، وهو النوع الرئيسي من الكربوهيدرات في الحليب، وتتجلى ضرورته في نمو الدماغ والجهاز العصبي، وامتصاص الكالسيوم والحديد والعناصر المعدنية الأخرى، وموازنة نسبة السوائل في الحليب وجسم الطفل، وكونه يلعب دورًا وقائيًّا في أمراض الجهاز التنفسي والنزلات المعوية والتهاب المسالك البولية.

ج- البروتينات.

مستوى البروتينات في حليب الأم أقل من أي حليب آخر، وهذه البروتينات سهلة الهضم، ومثالية للنمو وتطور الدماغ، ويكون اللبن غنيًّا في البداية بالبروتين بصفة خاصة، وحينما تكون الولادة مبكرة؛ فإنه يحتوي على نسبة بروتين أكثر.

د- الكالسيوم.

يعد محتوى الكالسيوم الموجود في حليب الأم سهل الامتصاص، وكافٍ لتلبية احتياجات الطفل الرضيع، وتعزز مادة اللاكتوز في الحليب من امتصاص الكالسيوم من قبل الرضيع.

هـ- الحديد.

إن عنصر الحديد الموجود في حليب الأم - وإن كان قليلًا نسبيًّا - لا يتأثر بمستوى الحديد الموجود في الجسم؛ إذ تعطي الأم التي تعاني من فقر الدم والتي لا تعاني من فقر الدم حليبًا يحتوي على نسبة الحديد نفسها، كما يتميز الحديد في حليب الآدمية بسهولة امتصاصه لدى الطفل.

و- فيتامين د.

تعتمد نسبة تركيز فيتامين د في حليب الأم على حالة فيتامين د عند الأم؛ فإذا كان جسمها يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين د، فإن الطفل الذي الذي يولد بعد فترة حمل

ص: 312

كاملة؛ يولد ولديه مخزون جيد من فيتامين د، يدوم لفترة ثمانية أسابيع تقريبًا، ثم يحتاج بعد ذلك إلى التعرض للشمس لإنتاج فيتامين د الخاص به.

ز- الماء.

يحتوي حليب الأم على كميات مناسبة من الماء؛ تغني الرضيع عن شرب الماء.

ج حليب اللبأ.

وهو الحليب الذي يفرز في الأيام الأولى من الولادة، ويلبي كافة احتياجات المولود لعدة أيام، ويحتوي على مواد مناعية بصفة غنية تقي الرضيع من البكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى تليين الأمعاء، ويعتبر أول تحصين وتطعيم للمولود.

(1)

ومن شأن هذه المكونات ذات القدر المعتدل أن تجنب الرضيع الإصابة بحساسية الأنف والربو، وأن تبعد الجراثيم عن الالتصاق بخلايا الرئتين أو الأمعاء الهضمية؛ بفعل البروتينات، وأن تجنبهم الإصابة بالإكزيما التأبتية، أو الإصابة بداء بروتينات حليب الأبقار

(2)

، وأن تقيهم أمراض الإسهال والجفاف، أو الالتهابات - وخصوصًا الحاد منها؛ في مثل الجهاز التنفسي الذي يعد سببًا رئيسيًّا في وفاة أكثر من مليون رضيع في العالم كل عام -، وتخفض نسبة

(1)

ينظر: د. سعد هليِّل: المصدر السابق، (مجلة البيان، ع 238). د. جاسمية شمس الدين: المصدر السابق، (21/ 24، 26). صلاح عبد التواب: المصدر لسابق، (ص 465). نخبة من أساتذة جامعة الأزهر والجامعات المصرية: مجلة السكان والصحة الإنجابية في العالم الإسلامي (ص 153).

هيئة الصحة بدبي: حليب الأم طبيعي 100% بتاريخ 26/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/4%20%20 Breast%20 Milk%20100%20 Natural.pf

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية لطفلك الخديج بتاريخ 2/ 11/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/SpecializeServices/PeiatricMeical/Pages/BreastfeeingYourPrematureBaby.aspx

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية حق للأم والطفل بتاريخ 28/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

(2)

وهو ما يسمى أيضًا بحساسية بروتين الأبقار، وهو مرض مناعي يصاب به بعض الأطفال حينما يتعاطى الطفل حليب البودرة الصناعي المستخلص من الألبان الحيوانية، ويكون الجهاز المناعي للجسم يتعامل مع بروتين الأبقار كغيره من الأجسام الخارجية الغريبة؛ كالبكتيريا، ويترتب على الإصابة بهذه الحساسية بعض الأعراض المشابهة لأعراض الربو، وأعراض أخرى أيضًا؛ كخروج دم مع البراز، والهبوط في الضغط ا. هـ أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

ص: 313

الإصابة بالسرطان، وتكافح الفيروسات والجراثيم العضوية، وتذيب الفطريات المسببة للأمراض؛ من خلال ما يحتويه من مضادات حيوية وإنزيمات وحوامض شحمية، كما أن من شأنها المساعدة على النمو الجيد للفك، وتفادي النمو غير العادي للأسنان أو حدوث النخر، والوقاية - على المدى البعيد - من أمراض الشريان التاجي والسرطان والعمى والسكري، وارتفاع الوزن أو السمنة في عمر متقدم؛ إذ كانت البروتينات التي أودعها الخالق تعالى في حليب الأم تدعم الجسم في تعامله مع المواد السكرية والدسمة في الدم، وتمده بالسعرات الحرارية اللازمة، وتمتص الحديد بسهولة؛ الأمر الذي يحميه من الأنيميا الناجمة عن نقص الحديد، وتحميه من الإصابة بمرض كساح الأطفال.

ومن شأن حليب الآدمية أيضًا بمكوناته المذكورة آنفًا أن يوفر حماية إضافية من العدوى بزيادة قوة المناعة والمساهمة في تكوين الأجسام المضادة وإذابة الفطريات المسببة لأمراض، وأن يحفز على الذكاء، وتكوين مخ الإنسان ونمو العظام بشكل طبعي، والشعور بالشبع عند انتهاء الرضعة بسبب كثرة الدهون في نهاية الرضعة؛ الأمر الذي يساعد على الوصول إلى الوزن المرغوب، كما أن الأنسولين والكالسيتونين فيه يحفزان الرضيع على النوم.

ويحافظ حليب الأم أيضًا على المحيط الحامِضي داخل المعدة والأمعاء

(1)

؛ الأمر الذي يحد من دخول الجراثيم المضرة، ويساعد على تكاثر المايكروبات المفيدة للجسم؛ كاللاكتوباسيل

(2)

، ويلبي كافة احتياجات المولود عقب الولادة لعدة أيام؛ من خلال ما يسمى بلبن السرسوب، أو اللبأ.

وكل ما سبق من فوائد الرضاعة الطبَعية؛ فهو مختص بالطفل.

(1)

حيث تختلف درجة الحامضية في الجهاز الهضمي من مكان إلى مكان؛ فأعلى ما تكون في المعدة، فإذا دخلنا في الأمعاء الدقيقة انخفضت نسبة الحامضية، ثم الأمعاء الغليظة، والتي تكون درجة الحامضية فيها أقل مما هي عليه في الأمعاء الدقيقة، ذلك أن الوسط الحامضي يساعد على عملية الهضم، كما يساهم في إيقاف نمو البكتيريا أو قتلها. أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

(2)

وهي بكتيريا نافعة تمنع نمو البكتيريا الضارة أو بقاءها، وتفرز مادة اللاكتوفرين التي تقتل هي الأخرى البكتيريا الضارة إلى جانب امتصاصها للحديد. أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

ص: 314

ويعود ذلك إلى ما أودعه الله تبارك وتعالى في حليب الأم من الخصائص ابتداء من نقائه، ولبئه، ودرجة حرارته، ومرورًا بالإنزيمات والحوامض الشحمية

(1)

، والبروتينات، ومادة الأيمبونوجلويين (أ)

(2)

، ومركب اللاكتوفرين

(3)

، خلايا الدم البيضاء، والهرمونات، والعوامل المحفزة، واللاكتوز - وهو السكر الموجود في لبن الأم -، والحديد، وفيتامين د، وانتهاءً بكونه متوافرًا بشكل دائم ومعتدل، وكونه غذاءً متكاملًا.

(4)

وأما فوائد الرضاعة الطبَعية للأم؛ فإنها تكمن في إفرازه هرمون الحمل وتنظيمه، وإفراز الهرمونات الأنثوية وتقليص الرحم بعد الولادة حتى يعود إلى حجمه الطبَعي، وفي انخفاض النزف بعد الولادة، وخفض مستوى احتمال الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وهشاشة العظام وأمراض الرحم، وفي تحليل الدهون المترسبة أثناء الحمل؛ بحيث يجري مع ذلك استعادة وزن ما قبل الحمل وخسارة الوزن الزائد، وفي عدم تأخر عودة العادة الشهرية التي تعود بعد ثلاثة أشهر عادةً بعد الولادة، وفي كونها حائلًا دون الاضطرابات المبكرة لسن اليأس، وفي الشعور بالرضا الذاتي واستقرار الوضع النفسي؛ الأمر الذي يعود بشكل إيجابي على المجتمع وتنشئة الطفل، وفي دعم العلاقة العاطفية بينها وطلفها وإشباع غريزة الأمومة، وفي منع

(1)

أو ما يسمى بالأحماض الدهنية، وهو نتاج الإنزيم الذي يفرزه البنكرياس لهضم الدهون التي لا يمكن للجسم أن يمتصها ابتداء ويستفيد منها في دورته الدموية، ومن تيسير الله تعالى على الطفل أن هيأ له في حليب أمه أحماضًا دهنية تمكن بدنه من الانتفاع المباشر بالحليب الذي يرتضعه. أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

(2)

هي الأجسام المضادة التي تفرزها الخلايا المسؤولة عن المناعة في جسم الإنسان لكشف الأجسام الغريبة النافذة إلى الجسم - كالبكتيريا - لتعطيلها عن العمل ومهاجمتها، وللأيمونوجلوبيولينز أنواع؛ أ، وب، وغيرهما ا. هـ أفدته من حوار شفوي جرى مع الصيدلي زيد العشبان.

(3)

تقدم الحديث عنه قريبًا.

(4)

ينظر: د. جاسمية شمس الدين: المصدر السابق، (21/ 26). صلاح عبد التواب: المصدر السابق، (ص 465). محمد رشيد العويد: المصدر السابق، (ص 35). هيئة الصحة بدبي: مقال الرضاعة الطبيعية حق للأم والطفل بتاريخ 28/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية كيف وكم تستغرق بتاريخ 30/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/8%20%20 Breastfeeing%20 How%20 an%20 How%20 long.pf

ص: 315

الحمل طيلة فترة الرضاعة، وإعانة الأسرة بشكل عام على تنظيم الإنجاب، وهذا ما يقي الأم من الإجهاد الناجم عن تكرار الحمل في فترة قصيرة.

(1)

ويمكن تلخيص الفروق بين أنواع الحليب من خلال الجدول الآتي:

(2)

النوع/الفرق

حليب الأم

الحليب الحيواني

الحليب الصناعي

البروتينات

الكمية مناسبة، وسهلة في الهضم.

الكمية كثيرة جدًا، وعسرة الهضم.

معتدل جزئيًا.

الدهون

كمية كافية من الأحماض الدهنية الأساسية، ويحتوي على إنزيم الليباز؛ من أجل الهضم.

نقص في الأحماض الدهنية الأساسية.

لا يوجد إنزيم ليباز.

الفيتامينات

كافية.

لا يوجد ما يكفي من فيتامين أوس.

الفيتامينات مضافة إليه.

الأملاح المعدنية

يحتوي على الكمية المناسبة.

يحتوي على كمية كبيرة.

معتدل جزئيًّا.

الحديد

كمية قليلة، وامتصاص جيد.

كمية قليلة، ولا يتم امتصاصها جيدًا.

يضاف إليه، والامتصاص غير جيد.

الماء

كمية الماء كافية.

يحتاج للمزيد.

يحتمل الحاجة للمزيد.

الصفات المضادة للأمراض

موجودة.

غير موجودة.

غير موجودة.

عناصر للنمو

موجودة.

غير موجودة.

غير موجودة.

(1)

ينظر: د. سعد هليِّل: المصدر السابق، (مجلة البيان، ع 238). د. البار: الرعاية الصحية في الإسلام (ص 2561 - 262). د. جاسمية شمس الدين: المصدر السابق، (21/ 26، 39 - 41). صلاح عبد التواب: المصدر السابق، (ص 465). محمد رشيد العويد: الفروق بين الرضاعة الطبيعية والصناعية (ص 35). د. فايز قنطار: الأمومة نمو العلاقة بين الطفل والأم (ص 82 - 85). د. جمال مهدي: المصدر السابق، (ص 47 - 50).

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية لطفلك الخديج بتاريخ 2/ 11/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/SpecializeServices/PeiatricMeical/Pages/BreastfeeingYourPrematureBaby.aspx

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية كيف وكم تستغرق بتاريخ 30/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/PatientsGuie/HealthEucation/ocuments/8%20%20Breastfeeing%20How%20an%20How%20long.pf

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية لطفلك الخديج بتاريخ 2/ 11/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/SpecializeServices/PeiatricMeical/Pages/BreastfeeingYourPrematureBaby.aspx

ويكيبيديا: رضاعة طبيعية بتاريخ 24/ 10/1436 هـ:

https://ar.wikipeia.org/wiki/%8%B1%8%B6%8%A7%8%B9%8%A9_%8%B7%8%A8%9%8A%8%B9%9%8A%8%A9

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة الطبيعية حق للأم والطفل بتاريخ 28/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

(2)

ينظر: د. سعد هليِّل: المصدر السابق، (مجلة البيان، ع 238). هيئة الصحة بدبي: حليب الأم طبيعي 100% بتاريخ 26/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/EN/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/Patientuie/HealthEucation/ocuments/4%20%20Breast%20Milk%20100%20Natural.pf

هيئة الصحة بدبي: الرضاعة حق للأم والطفل بتاريخ 28/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/HealthEucation/Articles/Pages/Breastfeeing.aspx

ص: 316

غير أن بعض النساء لا ينبغي أن يقوموا بالرضاعة الطبَعية، وهن:

1 -

اللاتي يأخذن العلاج الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان.

2 -

اللاتي يحملن فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).

3 -

اللاتي يتعاطين الأدوية التي تفرز في حليب الثدي بكميات كبيرة أو تشكل خطرًا

(1)

.

(1)

ينظر: هيئة الصحة بدبي: هل هناك أمهات لا يستطيعون أو لا ينبغي أن يقوموا بالرضاعة؟ بتاريخ 29/ 10/1436 هـ:

https://www.ha.gov.ae/AR/Facilities/Hospitals/AlWaslHospital/SpecializeServices/PeiatricMeical/Pages/Aretheremotherswhocan'torshouln'tbreastfee.aspx

ص: 317