الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(24) أَوَّلُ كتَابِ الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ
(1)
3969 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، نَا حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ. (ح): وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ، نَا يَحْيَى (2) بْنُ سَعِيدٍ، عن جَعْفرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أَبيهِ، عن جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: " {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (3) ". [م 1218، ت 862، ن 439، جه 1008، حم 3/ 320]
===
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
(24)
(أَوَّلُ كتَابِ الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ)
أي: الحروف والقراءات المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الحديث سواء كانت القراءة متواترة أو لم تكن
3969 -
(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، نا حاتم بن إسماعيل، ح: وحدثنا نصر بن عاصم، نا يحيى بن سعيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وَاتَّخِذُوا} بكسر الخاء المعجمة على صيغة الأمر ({مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}) وقراءة الأكثر بكسر الخاء، وقراءة نافع وابن عامر بالفتح، وجه قراءة الكسر أنه معطوف على "اذكروا".
(1) في نسخة: "كتاب القراءات وما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم".
(2)
زاد في نسخة: "يعني".
(3)
سورة البقرة: الآية 125.
3970 -
حَدَّثَنَا مُوسَى- يَعْنِي ابْنَ إسْمَاعِيلَ-، نَا حَمَّادٌ، عن هِشَام بْنِ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةَ:"أَنَّ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقْرَأُ (1) فَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَرْحَمُ اللَّه فُلَانا، كَائِنٍ (2) مِنْ آيَةٍ أَذْكَرَنِيهَا (3) اللَّيْلَةَ كُنْتُ قَدْ أَسْقَطْتُهَا". [خ 2655، م 788]
===
3970 -
(حدثنا موسى -يعني ابن إسماعيل-، نا حماد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة: أن رجلًا) وهو عباد (4) بن بشر الأنصاري، قاله ابن رسلان (قام من الليل يقرأ) أي: القرآن (فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله فلانًا) والمراد به القارئ بالليل (كائن من آية) أي: كم من آية (أذكرنيها) ذلك الرجل (الليلة كنت قد أسقطتها) نسيانًا.
وغرض المصنف بإيراد هذا الحديث أن لفظ كائن الذي وقع في القرآن، واختلف فيه القراء، فابن كثير قال: حيث وقع بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة ثم نون ساكنة، والباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف وياء مكسورة مشددة بعدها والوقف على النون.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه قال هذا اللفظ، على حسب قراءة ابن كثير على وزن قائم، وفي الحديث دليل على جواز النسيان عليه صلى الله عليه وسلم فيما بلغه إلى الأمة، قال القاضي عياض: جمهور المحققين على جواز النسيان عليه صلى الله عليه وسلم ابتداء فيما ليس طريقه البلاغ، قاله ابن رسلان.
(1) في نسخة: "فقرأ".
(2)
في نسخة: "كأين"، وفي نسخة:"كأي".
(3)
في نسخة: "ذكَّرنيها".
(4)
هذا ليس بوجيه، بل الرجل المذكور هو عبد الله بن يزيد الأنصاري كما تقدم في "باب في رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل"، والبسط في هامش "اللامع"(7/ 102). (ش).
3971 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نَا خُصَيْفٌ، نَا مِقْسَمٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قَطِيفَةٍ حَمْرَاءَ فُقِدَتْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَهَا، فَأَنْزَلَ اللَّه: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} إلَى آخِرِ الآيَةِ". [ت 3009]
قَالَ (1) أَبُو دَاوُدَ: يَغُلَّ مَفْتُوحَةَ الْيَاءِ.
===
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم: ثم لا يذهب عليك أن غرض المؤلف في هذا الباب إيراد ما ثبت بالرواية في لفظة معينة، وكان فيها اختلاف، فكل ما أورده ههنا على وجه يكون فيه وجه آخر غير ما ذكره.
3971 -
(حدثنا قتيبة بن سعيد، نا عبد الواحد بن زياد، نا خصيف، نا مقسم مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: نزلت هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} في قطيفة) وهي كساء ذو خمل، وهي الخميلة أيضًا (حمراء فُقِدَتْ يوم بدر، فقال بعض الناس) وهم المنافقون (لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها، فأنزل الله) عز وجل: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} (2) وهذه تبرئة له صلى الله عليه وسلم عن جميع وجوه الخيانة وغيرها في قسم الغنيمة وغيرها.
فالمروي في الحديث لفظ: "يغل" بفتح الياء التحتانية وضم الغين، وهي قراءة أكثر السبعة، وأما قراءة حمزة ونافع والكسائي وابن عامر بضم الياء وفتح الغين على البناء للمفعول، فيجوز أن يكون أغلَّ الرجل إذا وجد غالًّا، قاله ابن رسلان.
وقال في "غيث النفع": قرأ نافع والإخوان والشامي بضم الياء وفتح الغين، والباقون بفتح الياء وضم الغين، وهذا هو المروي في الحديث، (إلى آخر الآية)
(قال أبو داود: يغل مفتوحة الياء) أي: المروي في الحديث هكذا.
(1) في نسخة: "يقول".
(2)
سورة آل عمران: الآية 161.
3972 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا مَعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ (1): سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللُهُمَّ إنِّي أَعُود بِكَ مِنَ الْبَخَلِ وَالْهَرَمِ". [خ 2893، م 1365، ن 5448، حم 3/ 113]
قَالَ (2) أَبُو دَاوُدَ: وَالْبَخَل بِفَتْحِ الْبَاء وَالْخَاء.
3973 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْم، عن إسْمَاعِيلَ بْنِ كثِيرٍ، عن عَاصِم بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ، عن أَبِيهِ لَقيطِ بْنِ صَبِرَةَ قَالَ: كُنْتُ وَافِدَ بَنِي المُنْتَفِقِ، أَوْ في وَفْدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
===
3972 -
(حدثنا محمد بن عيسى، نا معتمر قال: سمعت أبي) سليمان (قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهُمَّ إني أعوذ بك من البخل والهرم، قال أبو داود: والبخل بفتح الباء) الموحدة (والخاء) أي: المروي في الحديث هكذا، وأما اختلاف القراء فيه، فقرأ حمزة والكسائي في سورة النساء في قوله تعالى:{وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} (3)، وكذا في الحديد:"ويأمرون بالبخل"(4) بفتح الباء والخاء، والباقون بضم الباء وسكون الخاء.
3973 -
(حدثنا قتيبة بن سعيد، نا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة قال: كنت وافد بني المنتفق، أو) للشك من الراوي (في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر) لقيط بن صبرة (الحديث) وقد تقدم هذا الحديث مفصلًا في كتاب الوضوء في "باب الاستنثار".
(1) في نسخة: "يقول".
(2)
في نسخة: "يقول".
(3)
سورة النساء: الآية 37.
(4)
سورة الحديد: الآية 24.
فَقَالَ- يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحْسِبَنَّ"، وَلَمْ يَقُلْ:"لَا تَحْسَبَنَّ". [حم 4/ 33]
3974 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا سُفْيَانُ، نَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن عَطَاءٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "لَحِقَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا في غُنَيْمَةٍ لَهُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا تِلْكَ الْغُنَيمَةَ، فَنَزَلَتْ: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ (1)
===
(فقال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحسبن) بكسر السين (ولم يقل) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحسبن) بفتح السين.
وغرض المصنف بهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم هذا اللفظ، أي لفظ:"لا تحسبن" بكسر السين، وإنما ورد في القرآن الواقع في قوله تعالى:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا} (2) بقراءتين، وهي قراءة جمهور القراء، وفتح السين قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة، وتتمة الحديث:"لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها ، لنا غنم مائة، لا نريد أن يزيد، فإذا ولَّد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة".
3974 -
(حدثنا محمد بن عيسى، نا سفيان، نا عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: لحق المسلمون رجلًا في غنيمة) بضم الغين تصغير غنم، ولفظ رواية أحمد (3):"مَرَّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنمًا"(له) وهذا الرجل هو عامر بن الأضبط الأشجعي، وقيل: محلم بن جثامة، وقيل: غالب بن الكنود، وقيل: أبو الدرداء.
(فقال: السلام عليكم) فقالوا: ما يسلم علينا إلَّا ليتعوذ منا، فعمدوا إليه (فقتلوه، وأخذوا تلك الغنيمة) زاد أحمد: "فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم" (فنزلت: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} بإثبات الألف، قرأ نافع وابن عمر
(1) في نسخة: "السلم".
(2)
سورة آل عمران: الآية 169.
(3)
"مسند أحمد"(1/ 229).
{لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (1) تِلْكَ الْغُنَيْمَةَ". [خ 4591، م 3025، "السنن الكبرى" للنسائي 8591]
3975 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادَ. (ح): وَنَا محمدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِيُّ، نَا حَجَّاجُ بْنُ مُحمدٍ، عن ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ- وَهُوَ أَشْبَعُ-، عن أَبِيهِ، عن خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عن أَبِيهِ:"أَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، وَلَمْ يَقُلْ سَعِيدٌ: كَانَ يَقْرأُ". [خ 2832]
===
وحمزة السلم بقصر اللام من غير ألف، وقرأ الآخرون: السلام بزيادة الألف بعد اللام، وقرأ أبان بن زيد عن عاصم بكسر السين وإسكان اللام، وهو الانقياد والطاعة، وقرأ الجحدري بفتح السين وسكون اللام، ({لَسْتَ مُؤْمِنًا}) فغرض المصنف بأن الواقع في هذا الحديث هو بالألف بعد اللام ({تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تلك الغنيمة).
3975 -
(حدثنا سعيد بن منصور، نا ابن أبي الزناد، ح: ونا محمد بن سليمان الأنباري) عن أبيه، (نا حجاج بن محمد، عن ابن أبي الزناد، وهو أشبع) أي: حديث محمد بن سليمان الأنباري عن حجاج أتم من حديث سعيد بن منصور، (عن أبيه) عبد الله بن ذكوان، (عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} (2) بنصب راء غير، وهي قراءة أهل الحرمين، والنصب على الاستثناء من "القاعدين"، أو على الحال منهم، قرأه نافع وابن عامر والكسائي بنصب الراء، والباقون برفعها.
(ولم يقل سعيد: كان يقرأ) ولعل سعيد بن منصور قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: "غير أولي الضرر" وهو النقصان، وكل ما يضرك وينقصك من مرض وعلة، فمعنى قوله: غير أولي الضرر: أي: غير من به علة تضره وتقطعه من الجهاد.
(1) سورة النساء: الآية 94.
(2)
سورة النساء: الآية 95.
3976 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ (1) بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: نا (ح): وَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بْنِ يَزِيدَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} ". [ت 2929، حم 3/ 215]
3977 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عن أَبِي عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ
===
3976 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: نا، ح: وَنَا محمد بن العلاء قال: أَنا عبد الله بن المبارك، نا يونس بن يزيد، عن أبي علي بن يزيد) بن أبي النجاد الأيلي بفتح الهمزة، أخو يونس، روى عن الزهري، عن أنس هذا الحديث الواحد، ذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الترمذي: قال البخاري: تفرد ابن المبارك بهذا الحديث، وقال الطبراني في "الأوسط" (2): لم يروه عن الزهري إلَّا أبو علي، ولا عنه إلَّا يونس، تفرد به ابن المبارك، قلت: قال أبو حاتم: مجهول.
(عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: قرأها) بالضمير في جميع النسخ إلَّا الكانفورية، فالمرجع الآية التي في الذهن (رسول الله صلى الله عليه وسلم: والعينُ بالعين) أي بالرفع، قرأ بالرفع الكسائي "العين بالعين" وما بعده إلى "الجروح"، ورفع ابن كثير وأبو عمرو وأبو عامر "الجروح" فقط، والباقون كل ذلك بالنصب.
3977 -
(حدثنا نصر بن علي، أخبرني أبي، أخبرنا عبد الله بن المبارك، نا يونس بن يزيد، عن) أخيه (أبي علي بن يزيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ
(1) في نسخة: "عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا: ثنا".
(2)
انظر: "الأوسط"(1/ 55)، ح (153).
وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} (1) ". [انظر سابقه]
3978 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، نَا زُهَيْرٌ، نَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عن عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ قَالَ:"قَرَاتُ عِنْدَ (2) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} ، فَقَالَ: {مِنْ ضَعْفٍ} قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا قَرَاتَهَا عَلَيَّ، فَأَخَذَ عَلَيَّ كَمَا أَخَذْتُ عَلَيْكَ". [ت 2936، حم 2/ 58]
===
وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} فقرأ "النفس" بالنصب و"العين" بالرفع.
وقد استدل به الفقهاء والأصوليون على أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا حكى أمرًا ولم ينسخ.
3978 -
(حدثنا النفيلي، نا زهير، نا فضيل بن مرزوق، عن عطية بن سعد العوفي قال: قرأت عند عبد الله (3) بن عمر: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} ) (4) بفتح الضاد في الثلاثة (فقال) عبد الله بن عمر قرأ: الله الذي خلقكم (من ضعف) بضم الضاد المعجمة في الثلاثة، ثم قال ابن عمر:(قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم) بفتح الضاد (كما قرأتها علي، فأخذ علي) يعني فردَّ عليَّ (كما أخذتُ) أي رددتُ (عليك) وإنما رد عليه بضم الضاد، لأن الضم لغة قريش، والفتح لغة تميم حكاه الواحدي.
قرأ أبو بكر وحمزة "من ضعف" في الثلاثة بفتح الضاد، وكذلك روى حفص عن عاصم فيهن، غير أنه ترك ذلك، واختار الضم إتباعًا منه لرواية حدثه بها الفضل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر هذا الحديث وعطية يضعف، وما روى حفص عن عاصم عن أئمته أصح، وبالوجهين آخذ في روايته
(1) سورة المائدة: الآية 45.
(2)
في نسخة: "على".
(3)
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما مروي في "مسند أبي حنيفة"[انظر: "تنسيق النظام" (ص 226)]. (ش).
(4)
سورة الروم: الآية 54.
3979 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِيُّ، نَا عُبَيْدٌ - يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ -، عن هَارُونَ، عن عَبْدِ اللَّه بْنِ جَابرٍ، عن عَطِيَّةَ، عن أَبِي سَعِيدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:{مِنْ ضُعْفٍ} .
3980 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير، أَنَا سُفْيَانُ، عن أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ، عن أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى (1) قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: "بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْتَفْرَحُوا"(2). [حم 5/ 123]
===
لأتابع عاصمًا على قراءته، ووافق حفصًا على اختياره، والباقون بضم الضاد فيهن، كذا في "التيسير"(3).
3979 -
(حدثنا محمد بن يحيى القطعي، نا عبيد) بالتصغير (يعني ابن عقيل، عن هارون، عن عبد الله بن جابر، عن عطية، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من ضعف") أي بضم الضاد المعجمة.
3980 -
(حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان) الثوري، (عن أسلم المنقري) بكسر الميم وسكون النون بعدها قاف، أبو سعيد، حديثه في الكوفة، قال أحمد: لا أدري من أين هو؟ وهو عندنا ثقة، وكذا قال ابن معين، وقال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: ثقة، وقال ابن نمير ويعقوب بن سفيان: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن عبد الله) بن عبد الرحمن بن أبزى، (عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى قال: قال أبي بن كعب: ) قل: {بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} ) (4) بالتاء المثناة الفوقية على الخطاب، وهذه القراءة ليست في السبعة المتواترة، بل هو من القراءة المشهورة أو الشاذَّة.
(1) في نسخة: "أبي أبزى".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: بالتاء".
(3)
"التيسير في القراءات السبع"(ص 175).
(4)
سورة يونس: الآية 58
3981 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ، نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عن الأَجْلَح، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبْزَى، عن أَبِيهِ، عن أُبَيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قرَأَ: "بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هُوَ خَيْر مِمَّا تَجْمَعُونْ". [حم 5/ 122]
3982 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّاد، عن ثَابِتٍ، عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عن أَسْمَاءَ بنْتِ يَزِيدَ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرأُ:{إنَّهُ عَمِلَ غيرَ صَالِحٍ} (1).
===
قال ابن رسلان: قال القُرَّاء: وقد ذُكِر عن زيد بن ثابت أنه قرأ بالتاء قال: ومعناه: فبذلك فلتفرحوا يا أصحاب محمد هو خير مما يجمع الكفار، قال: وقوَّى هذه القراءة قراءةُ أبي: "فبذلك فافرحوا" انتهى.
والقراءة المتواترة هو "فليفرحوا" بالياء المثناة التحتية.
3981 -
(حدثنا محمد بن عبد الله، نا المغيرة بن سلمة، نا ابن المبارك، عن الأجلح، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه) عبد الرحمن بن أبزى، (عن أُبي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: "بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا") بتاء الخطاب، وقد تقدم في الحديث السابق (هو خير مما تجمعون) ههنا أيضًا بتاء الخطاب.
وقع فيها الخلاف بين القُرَّاء المشهورين، فقرأ ابن عامر "مما تجمعون" بالتاء، والباقون بالياء.
3982 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، عن ثابت، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {إِنَهُ عَمِلَ}) بكسر الميم وفتح اللام ({غيرَ صَالِحٍ}) بنصب غير، وهذه قراءة الكسائي فقط، وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، روي عن عائشة وأسماء بنت يزيد وأم سلمة، ومعناه: أن الابن عمل عملًا غير صالح يعني الشرك، والباقون بفتح الميم ورفع اللام مع التنوين ورفع راء "غير".
(1) سورة هود: الآية 46.
3983 -
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ-، نَا ثَابِتٌ، عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَب قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ هَذ الآيَةَ: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ؟ فَقَالَتْ: قَرَأَهَا {عَمِلَ غيرَ صَالِح} . [ت 2931]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ هَارُونُ النَّحْوِيُّ وَمُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عن ثَابِتٍ، كَمَا قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ.
===
وعلى هذا مرجع ضمير "إنه" يجوز أن يكون السؤال، أي: سؤالك إياي أن أنجيه من الغرق عمل غير صالح، لأن طلب نجاة الكافر بعد ما حكم عليه بالهلاك بعيد، ويجوز أن يعود الضمير على ابن نوح أيضًا، ويكون التقدير على هذه القراءة: إن ابنك ذو عمل أو صاحب عمل غير صالح، ويجوز إن جعل ابن نوح نفسه ذلك العمل لكثرة ذلك منه.
3983 -
(حدثنا أبو كامل، نا عبد العزيز -يعني ابن المختار-، نا ثابت) البناني، (عن شهر بن حوشب قال: سألت أم سلمة) أم المؤمنين (1)(كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {إِنَّهُ عَمَلٌ}) بفتح الميم وتنوين اللام ({غَيْرُ}) بالرفع ({صَاِلحٍ}؟ فقالت) أم سلمة: (قرأها) رسول الله صلى الله عليه وسلم {عَمِلَ غيرَ صَالِح} بكسر الميم وفتح اللام، وفتح لفظ "غير".
(قال أبو داود: رواه هارون) بن يزيد (النحوي وموسى بن خلف (2)، عن ثابت، كما قال عبد العزيز) وقال الترمذي: رواه غير واحد عن ثابت البناني نحو هذا.
(1) هذا هو الظاهر من الإطلاق، لكن ظاهر كلام الترمذي (2931) أن أم سلمة هذه هي أسماء بنت يزيد بن السكن، ويشكل عليه أن الحافظ في "الإصابة" وصاحب "أسد الغابة" لم يذكرا هذا الحديث في ترجمة أسماء، وتمامه في "شذرات الترمذي"(ص 57). (ش).
(2)
رواية هارون النحوي أخرجها أحمد (6/ 294 - 322)، والترمذي (2932) ، والطبراني (23/ 335) رقم (776).
ورواية موسى بن خلف أخرجها أيضًا الطبراني (23/ 335) رقم (774).
3984 -
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَنَا عِيسَى، عن حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عن أَبِي إسْحَاقَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أُبِيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كان رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذَا دَعَا بَدَأَ بِنَفْسِهِ، وَقَالَ:"رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى، لَوْ صَبَرَ لَرَأَى مِنْ صَاحِبِهِ الْعَجَبَ"، وَلَكِنَّهُ قَالَ:{إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي} (1)(2) طَوَّلَهَا حَمْزَةُ". [ت 3385، حم 5/ 121]
===
3984 -
(حدثنا إبراهيم بن موسى، أنا عيسى، عن حمزة الزيَّات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا) ولفظ أحمد: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدًا، فدعا له بدأ لنفسه" وهو أوضح (بدأ بنفسه، وقال) ذات يوم: (رحمة الله علينا وعلى موسى) وفي هذه الرواية دليل على أدب من آداب الدعاء، وهو أن يبدأ الداعي في الدعاء بنفسه ووالديه وإخوانه المسلمين، ويدل عليه قوله تعالى حكايته عن إبراهيم عليه السلام:{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} (3).
قلت: ولعل وجهه أن تركه لنفسه مع شدة الاحتياج يوهم الاستغناء، فلهذا يجتنب عنه (لو صبر) موسى عليه السلام على ما رأى من العجائب ولم يسأل عنها (لرأى من صاحبه) أي الخضر (العجب، ولكنه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا}) أي سؤال توبيخ وإنكار ({فَلَا تُصَاحِبْنِي}) أي فأوقع الفراق بيني وبينك.
قال ابن رسلان: قرأ عيسى ويعقوب "فلا تصحبني" مضارع صحب، وقرأ الأعرج بفتح المثناة فوق، والباء الموحدة وتشديد النون، وهاتان القراءتان خارجتان عن السبعة.
({قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي}){عُذْرًا} (طَوَّلها حمزة) أي ثَقَّل "لدني" وقرأها بتشديد النون.
قلت: قرأ نافع من لدني بضم الدال وتخفيف النون، وأبو بكر بإسكان
(1) زاد في نسخة: "عذرًا".
(2)
سورة الكهف: الآية 76.
(3)
سورة إبراهيم: الآية 41.
3985 -
حَدَّثَنَا حُمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، نَا أَبُو الْجَارِيَةِ الْعَبْدِيُّ، عن شُعْبَةَ، عن أَبِي إسْحَاقَ، عن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عن أُبَيِّ بْنِ كَعَبٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَرَأَهَا:{قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي} وَثَقَّلَهَا. [ت 2933، حم 5/ 131]
3986 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ (1)، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ، نَا سَعْدُ (2) بْنُ أَوْسٍ، عن مِصْدَعٍ أَبِي يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "أَقْرَأَنِي أبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، كَمَا أَقْرَأَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} مُخَفَّفَةً". [ت 2934]
===
الدال وإشمامها الضم وتخفيف النون، والباقون بضم الدال وتشديد النون.
3985 -
(حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو عبد لله العنبري، ثنا أمية بن خالد، نا أبو الجارية العبدي) البصري، روى عن شعبة هذا الحديث، قال الترمذي: مجهول لا يعرف اسمه، وقال البزار: له غير هذا الحديث.
(عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأها: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي} وثقلها) يعني النون، وهو موافق لما قبله في نسخة للترمذي "بلغت"، وعلى اللام شدة، ولم أجدها منقولة في الشواذ ولا التفسير فيما رأيت، قاله ابن رسلان.
3986 -
(حدثنا محمد بن مسعود، نا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا محمد بن دينار، نا سعد بن أوس، عن مصدع أبي يحيى (3) قال: سمعت ابن عباس يقول: أقرأني أبي بن كعب كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} ) (4) بترك الألف وبالهمزة مكان الياء (مخففة)، وهي قراءة ابن عباس ونافع وابن كثير وأبي عمرو
(1) زاد في نسخة: "المصيصي".
(2)
في نسخة بدله: "سعيد".
(3)
والحديث تعقبه الترمذي [انظر: "سنن الترمذي" (2934)]. (ش).
(4)
سورة الكهف: الآية 86.
3987 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ، نَا وُهَيْبٌ (1)، أَنَا هَارُونُ، أَخْبَرَنِي أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عن أَبِي سعيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَتُضِيءُ الْجَنَّةُ بِوَجْهِهِ (2) كَأَنَّهَا (3) كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ". [ت 3658، جه 96، حم 3/ 27]
قَالَ: وَهَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ "دُرِّيٌّ" مَرْفُوعَةَ الدَّالِ لَا تُهْمَزُ، "وَإنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمِنْهُمْ (4) وَأَنْعَمَا".
===
وحفص، وفي "التيسير": قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي "في عين حامية" بالألف من غير همز، والباقون بغير ألف مع الهمزة، والمعنى على قراءة "حمئة"، أي: ذات حمأٍ، وهي الطينة السوداء، وعلى قراءة "حامية"، أي حارة.
3987 -
(حدثنا يحيى بن الفضل، نا وهيب، أنا هارون، أخبرني أبان بن تغلب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل من أهل علِّيين) مشتق من العلو، وكلما علا الشيء وارتفع عظم قدره، قال الراغب:"عِلِّيُّون" اسم أشرف الجنان، كما أن "سِجِّين" اسم شر النيران، وعلى هذا فعليُّون اسم مكان.
(ليشرف) بضم الياء وكسر الراء، أي: لينظر (على) من تحته من (أهل الجنة، فتضيء الجنة بوجهه كأنها كوكب دريٌّ) أي: كأن وجوه أهل عليين كوكب، نسب الكوكب إلى الدر لبياضه وصفائه كأنها مضيء.
(قال) أي: أبو داود: (وهكذا جاء الحديث: دُرِّيٌّ، مرفوعة الدال لا تهمز) أي: بغير همز، وهذا قول أبي داود معترضة بين جملتين من الحديث وبقية الحديث، و (إن أبا بكر وعمر لمنهم) أي: من أهل عليين (وأنعما)
(1) زاد في نسخة: "يعني ابن عمرو النمري".
(2)
في نسخة: "لوجهه".
(3)
في نسخة: "كأنه".
(4)
في نسخة: "منهم".
3988 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: نَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، نَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عن فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ-
===
بفتح الهمزة والعين، أي: زادا في الحسن والفضل والإنعام، وتناهيا فيه إلى غايته.
قرأ أبو عمرو والكسائي بكسر الدال والمد والهمزة، وأبو بكر وحمزة بضم الدال والمد والهمز، والباقون بضم الدال وتشديد الياء من غير همز.
3988 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله قالا: نا أبو أسامة، حدثني الحسن بن الحكم النخعي) أبو الحسن الكوفي، قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، كناه ابن أبي حاتم والحاكم: أبا الحكم (1) وهو الأصوب، عن أحمد: ثقة، وقال ابن حبان: يخطئ كثيرًا ويهم شديدًا، لا يعجبني الاحتجاج إذا انفرد.
(نا أبو سبرة) بسكون الموحدة (النخعي) كوفي، يقال: اسمه عبد الله بن عابس، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى عن عمر بن الخطاب، يقال: مرسل، (عن فروة بن مسيك الغطيفي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث).
أخرجه الترمذي (2) مع القصة، ولفظه "قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فأذن لي في قتالهم وأمرني، فلما خرجت من عنده سأل عني، ما فعل الغطيفي؟ فأخبر أني قد سرت، قال: فأرسل في أثري فردني، فأتيته وهو في نفر من أصحابه، فقال: ادع القوم، فمن أسلم منهم فأقبل منه، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك، قال: وأنزل في سبأ ما أنزل".
(1) في الأصل: "أبا الحاكم"، وهو تحريف.
(2)
انظر: "سنن الترمذي"(3222).
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ سَبَأٍ، مَا هُوَ؟ أَرْضٌ، أَوِ (1) امْرَأَةٌ؟ قَالَ: ليْسَ بِأَرْضٍ وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَب، فَتَيَامَنَ سِتَّةٌ وَتَشَاءَمَ أَرْبَعَةٌ". قَالَ عُثْمَانُ: الْغَطَفَانِيِّ مَكَانَ الْغُطَيْفَيِّ، وَقَالَ: ثنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ. [ت 3222]
3989 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْد وإسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ أَبُو مَعْمَرٍ (2)، عن سُفْيَانَ، عن عَمْرٍو، عن عِكْرِمَةَ قَالَ: نَا أَبُو هُرَيْرَةَ،
===
(فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أخبرنا عن سبأ، ما هو؟ أرض أو امرأة؟ قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن) أي: سكن منهم في اليمن (ستة وتشاءم) أي سكن في الشام (أربعة).
ولفظ الترمذي: "فأما الذين تشاءموا فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد، والأشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار، فقال رجل: يا رسول الله، وما أنمار؟ فقال: الذين منهم خثعم وبجيلة".
(قال عثمان) شيخ المصنف: (الغطفاني مكان الغطيفي، وقال: ثنا الحسن ابن الحكم النخعي) أي: مكان حدثني، ولعل النسبة إلى الغطفان خلاف قواعد العربية، لأن جده غطيف، فالصواب في النسبة الغطيفي، ثم اختلف القراء في لفظ "سبأ" الواقع في النمل، والواقع في سورة سبأ، فقرأ البزي وأبو عمرو في الموضعين بفتح الهمزة فيهما من غير تنوين غير منصرف على معنى القبيلة، وقنبل بإسكانها فيهما على نية الوقف، والباقون بخفضها فيهما مع التنوين.
قلت: ووقع في هذا الحديث لفظ "سبأ"، ولكن لم يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أي كيفية تكلم بها، فوافق أي قراءة منها.
3989 -
(حدثنا أحمد بن عبدة وإسماعيل بن إبراهيم أبو معمر) الهذلي، (عن سفيان، عن عمرو، عن عكرمة قال: نا أبو هريرة
(1) في نسخة: "أم".
(2)
زاد في نسخة: "الهذلي".
عن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إسْمَاعِيلُ: عن أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً- فَذَكَرَ حَدِيثَ الْوَحْيِ. قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [خ 4800، ت 3223، جه 194].
3990 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النِّيْسَابُورِيُّ، ثَنَا إسْحَاقُ بْنُ
===
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل: عن أبي هريرة رواية- فذكر حديث الوحي، قال: فذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} ) (1) قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، وهو العلي الكبير.
قال القسطلاني (2) في "شرح البخاري" في تفسير سورة الحجر: قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرًا؟ قال: سمعت عكرمة، قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم، قلت لسفيان: أن إنسانًا روى عنك، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه -أي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قرأ "فُزِّعَ"- بالزاي والعين المهملة-، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني "فرغ" بالراء والغين المعجمة مبنيًّا للمفعول فيهما، قال سفيان بن عيينة: هكذا، أي بالراء والمعجمة أو بالعكس، والظاهر الأول، قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا- بالراء- أم لا؟ قال سفيان وهي- بالراء- قراءتنا، وهي قراءة الحسن أيضًا، انتهى.
قلت: وهذه القراءة بالراء والمعجمة خارجة عن القراءات المتواترة، ولم يتحقق في الحديث أن هذا اللفظ كيف تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما القُرَّاء المشهورون فاختلفوا على قولين: قراءة الجمهور "فزع" بالتشديد من الفزع مبني للمفعول، أي زال الفزع عن قلوبهم، وقرأ ابن عامر "فزع" بفتح الفاء والزاي على صيغة المعلوم، ولا خلاف بين القراء في تشديد الزاي.
3990 -
(حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، ثنا إسحاق بن
(1) سورة سبأ: الآية 23.
(2)
انظر: "إرشاد الساري"(10/ 382).
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَذْكُرُ، عن الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قِرَاءَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} . [ت 2938، حم 6/ 64، ن 586]
قَالَ أَبُو دَاود: هَذَا مُرْسَلٌ، الرَّبيعُ لَمْ يُدْرِك أُمَّ سَلَمَة.
===
سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر يذكر، عن الربيع بن أنس، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (1) بكسر تاء الخطاب في المواضع الأربعة، وقوله:"بلى" جواب لنفي مقدر كأن النفس قالت: إن لم يتبين لي الأمر في الدنيا فرد الله عليها بقوله: بلى.
قال ابن رسلان: وهي قراءة ابن يعمر والجحدري وأبو حيوة والزعفراني وابن مقسم ومسعود بن صالح والشافعي، عن ابن كثير ومحمد بن عيسى في اختياره، قال الفراء: التأنيث له وجه حسن، لأنه ذكر النفس فخاطبها، قال المبرد: أكثر ما جاء في القرآن من ذكر النفس على التأنيث كقوله: {سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} (2)، و {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} (3)، قال أبو عبيدة: لو صح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كان حجة لا يجوز لأحد تركه، ولكنه ليس بمسند.
(قال أبو داود: هذا) الحديث (مرسل، الربيع لم يدرك أم سلمة) لأن الربيع توفي سنة 139 هـ (4)، وأم سلمة ماتت سنة 59 هـ (5)، قاله ابن رسلان.
(1) سورة الزمر: الآية 59.
(2)
سورة طه: الآية 96.
(3)
سورة يوسف: الآية 53.
(4)
انظر: "الكاشف"(1/ 303) رقم (1537).
(5)
انظر: "تهذيب الكمال"(8/ 582) رقم (8536).
3991 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ قالَا: نَا سُفْيَانُ، عن عَمْرٍو، عن عَطَاءٍ - قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: يَعْنِي عن عَطَاءٍ، قَالَ ابْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ أَفْهَمْ (1) جَيِّدًا- عن صَفْوَانَ- قَالَ ابن عَبْدة: ابْنِ يَعْلَى (2) - عن أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَقْرَأُ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} (3). [خ 4819، م 871، ت 508، حم 4/ 223]
3992 -
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو أَحْمَدَ، أَنَا إسْرَائيلُ، عن أَبِى إسْحَاقَ، عن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَزِيدَ، عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إنِّي أَنَا الرَزَّاقُ ذو الْقُوَّةِ الْمَتين} [ت 294، حم 1/ 394].
===
3991 -
(حدثنا أحمد بن حنبل وأحمد بن عبدة قالا: نا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، قال ابن حنبل: يعني عن عطاء) زاد لفظ: يعني (قال ابن حنبل: لم أفهم جيدًا) فلهذا زدت لفظ: يعني، (عن صفوان) ولم يسم أباه (قال ابن عبدة: ابن يعلى) أي: لم يسمه، بل ذكره بلفظ الكنية (عن أبيه) يعلى (قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقرأ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ} ) من غير ترخيم بإثبات الكاف، قال البيضاوي (4): وقرئ "يا مال" على الترخيم مكسورًا ومضمومًا، قرأها علي وابن مسعود والأعمش في القراءة غير المتواترة والمشهورة، وتمام الآية:{لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} في سورة الزخرف: [الآية 77].
3992 -
(حدثنا نصر بن علي، نا أبو أحمد، أنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله) بن مسعود (قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أنا الرزاق ذُو القوة المتين) والقراءة المتوترة المشهورة: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (5)، والمتين صفة لذي قوة، وقرئ بالجر صفة
(1) في نسخة: "لم أفهمه".
(2)
زاد في نسخة: "ثم اتفقا".
(3)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: يعني بلا ترخيم".
(4)
انظر: "تفسير البيضاوي"(2/ 964).
(5)
سورة الذاريات: الآية 58.
3993 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، عن أَبِي إسْحَاقَ، عن الأَسْوَدِ، عن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَؤُهَا: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (1). [خ 4873، م 823، ت 2937، حم 1/ 395]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَضْمُومَةَ الْمِيمِ، مَفْتُوحَةَ الدَّالِ، مَكْسُورَةَ الْكَافِ.
3994 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، نَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، عن بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عن عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَؤهَا: {فَرُوحٌ (2)
===
للقوة، وقراءة "إني أنا الرزَّاق" خارجة عن القراءات المتواترة.
3993 -
(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله) بن مسعود: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها) الضمير راجع إلى ما في الذهن، وهي قوله تعالى:({فَهَل مِن مُّدَّكِرٍ} (3)، قال أبو داود: مضمومة الميم، مفتوحة الدال، مكسورة الكاف) وأصله: مذتكر بالذال بعدها تاء الافتعال، فأبدلت التاء دالا لتقارب مخرجيهما، ثم أدغمت المعجمة في المهملة بعد قلب المعجمة إليها للتقارب، وقرأ بعضهم "مذكر" بالمعجمة.
قال ابن رسلان: قال ابن غلبون: وقرأه قتادة والضحاك "مذكر" بالذال المعجمة، فأدغم الثاني في الأول، وليس هذا على كلام العرب، إنما يدغمون الأول في الثاني، قال أبو حاتم: ويلزمه أن يقرأ: "واذكر بعد أمة" في موضع "وادكر"(4).
3994 -
(حدثنا مسلم بن إبراهيم، نا هارون بن موسى النحوي، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة) رضي الله عنها (قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها) أي هذه الآية: ({فَرُوحٌ}) بضم الراء، قال
(1) زاد في نسخة: "يعني مثقلًا".
(2)
زاد في نسخة: "قال الكواشي: هي الرحمة"[والآية من سورة الواقعة: 89].
(3)
سورة القمر: الآية 15.
(4)
انظر: سورة يوسف: الآية 45.
وَرَيْحَانٌ} (1).
3995 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الذَّمَارِيُّ، نَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عن جَابِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
===
ابن الحسن بن غلبون: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن شقيق، عن عائشة "فروح" بضم الراء، وهي خارجة عن القراءات المتواترة، قال أبو حبان: وهي قراءة ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك والأشعث وسليمان التيمي والربيع بن الخثيم وأبي عمران الجوني والكلبي ومهاجر وعبيد وعبد الوارث، عن أبي عمرو ويعقوب بن حسان وروشى، قال الحسن: الروح الرحمة كأنها كالحياة للمرحوم.
({وَرَيْحَانٌ}) قال أبو حبان والحسن: الريحان هذا الشجر المعروف في الدنيا، وقال الخليل: هو كل بقلة طيبة، معناه: يلقى المقرب ريحانًا من الجنة، قاله ابن رسلان، والقراءة المشهورة المتواترة بفتح الراء.
3995 -
(حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الملك بن عبد الرحمن) ويقال: ابن هشام، ويقال: ابن محمد (الذماري) بفتح المعجمة وتخفيف الميم، الأنباري أبو هشام، ويقال: أبو العباس، ويقال: هما اثنان، وذمار على مرحلتين من صنعاء، قال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال في موضع آخر: ليس بالقوي، وقال عمرو بن علي: ثنا أبو العباس عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، وكان ثقة، وقال في موضع آخر: كان صدوقًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: كان قاضيًا، فقضى بقود، فدخلت عليه الخوارج فقتلته.
(نا سفيان، حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
(1) في نسخة: "قال أبو عيسى: بلغني عن أبي داود أنه قال: هذا حديث منكر".
يَقْرَأُ: {أَيَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} . [ك 2/ 256]
3996 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، عن خَالِدٍ، عن أَبِي قِلَابَةَ، عَمَّنْ أَقْرَأَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} (1). [ك 2/ 255]
===
يقرأ: أيحسب) هكذا في النسخة المجتبائية بزيادة حرف الاستفهام، ونقل في الحاشية عن "فتح الودود": أي على لفظ الاستفهام، وهكذا في الكانفورية والمصرية، وفي النسخة المدنية التي عليها المنذري:"قرأ يحسب" بغير همزة الاستفهام، وكذلك في النسخة المكتوبة الأحمدية لم تكن الهمزة في أصلها، ولكن زاد فيها بعض قراء الكتاب، وفي النسخة المكتوبة المدنية لعله كان فيها همزة فحكها بعض قارئي الكتاب.
قلت: والصواب ترك الهمزة، لأنه ليس أحد يقرؤها بهمزة الاستفهام، وليس همزة الاستفهام في نسخة ابن رسلان، وكتب في شرحه:"يقرأ: يحسب" أي بكسر السين كما تقدم في حديث لقيط، قال ابن عطية: قرأ "يحسَب" بفتح السين الأعرج وأبو جعفر وشيبة، انتهى.
فالاختلاف الواقع في هذا الحديث في لفظ: "يحسب" ليس في وجود الاستفهام وعدمه، بل الإشارة إلى الاختلاف في كسر السين، ولعله اشتبه هذا اللفظ على بعض قارئي الكتاب بلفظ سورة البلد (2)، وفيها:{أَيَحْسَبُ أَن لَن يَقدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} (أن ماله أخلده).
3996 -
(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن خالد، عن أبي قلابة، عمن أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ} بفتح الذال على بناء المفعول {عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ} بفتح الثاء المثلثة على بناء المفعول {وَثَاقَهُ أَحَدٌ} .
(1) في نسخة: "قال أبو داود: وبعضهم أدخل بين خالد وأبي قلابة رجلًا".
(2)
سورة البلد: الآية 5.
3997 -
حَدَّثَنَا محمدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا حَمَّاد، عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، أَوْ مَنْ أَقْرَأَهُ مَنْ أَقْرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ} (1). (2)
3998 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: نَا أَبِي، عن الأَعْمَشِ، عن سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ،
===
قال ابن رسلان: وهي قراءة ابن سيرين وابن أبي إسحاق والكسائي وحيوة ويعقوب، قال الواحدي: اختار أبو عبيد قراءة الكسائي، لما روى خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأهما بالفتح، فقراءة الكسائي بفتح الذال والثاء المثلثة داخلة في السبع المتواترة، وأما لفظ الوثاق قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع "وثاقه" بكسرالواو، والجمهور بفتحها، وقراءة الكسر في واو الوثاق خارجة عن القراءات المتواترة.
3997 -
(حدثنا محمد بن عبيد، نا حماد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة قال: أنبأني من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أقرأه من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ} بفتح الذال، ولم يذكر الفاعل، والذي يراد به أحد الملائكة الذين يتولون عذاب الكفرة.
3998 -
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء، أن محمد بن أبي عبيدة حدثهم قال: نا أبي، عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي،
(1) سورة الفجر: الآيتان 25، 26.
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: وقرأ عبد الرحمن بن أبي بكر: "لا يعذِّب" وحمزة الزيات". وزاد في نسخة: "قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَرَأَ عَاصِمٌ، وَالأعْمَشُ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَشَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ، وَنَافِعُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ كَثِيرِ الدَّاريُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاء، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَعَبْدُ الرَّحْمنِ الأَعْرَجُ، وَقَتَادَةُ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُجَاهِدْ وَحُميْدٌ الأعْرَجُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاس، وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ أَبِي بَكْر: {لَا يُعَذِّبُ
…
يُوثِقُ}، إلَّا الحَدِيثَ المَرْفُوعَ فَإنَهُ {يُعَذِّبُ} بِالْفَتْحِ".
عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: "حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا ذَكَرَ فِيهِ جِبْرَائيلَ وَمِيكَائيلَ، فَقَالَ: جِبْرَائِلَ وَمِيكَائِلَ". [حم 3/ 9، ك 2/ 264]
3999 -
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا بِشْرٌ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ- نَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ
===
عن أبي سعيد الخدري قال: حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا ذكر فيه جبرائيل وميكائيل، فقال: جبرائل وميكائل)، هكذا في المجتبائية والكانفورية وغيرهما.
وفي شرح ابن رسلان: فقرأ جبرائيل بفتح الجيم والراء وكسر الهمزة مع ياء، وميكائيل بكسر الميم، وبهمزة بعد الألف وياء بعدها، ولم أقف على نقل في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل وميكائيل كيف تلفظ بهما، فإن العرب تصرفت في هاتين اللفظتين على عادتها في تغيير الأسماء الأعجمية حتى بلغ إلى ثلاثة عشر (1) لغة، فإذا اختلفت الروايات فالمرجع في ذلك إلى أصله وقاعدته إلى لغة قريش، لأنه صلى الله عليه وسلم قرشي، فلهذا قال عثمان: فإذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش، فعلى هذا فجبريل بكسر الجيم والراء على وزن قنديل، فإنها لغة الحجاز، وهي قراءة ابن عامر وأبي عمرو ونافع وحفص، وقال حسان:
وجبريل رسول الله فينا
…
وروح القدس ليس له كفاء
ويحتمل فتح الجيم مع كسر الراء من غير همز أيضًا، وهي قراءة ابن كثير، وأما ميكائيل فبالقصر مع حذف الهمز على وزن مفعال وهي قراءة أبي عمرو وحفص عن عاصم، وهي لغة الحجاز، قال كعب بن مالك:
ويوم كعب لقينا كم لنا مدد
…
فيه مع النصر ميكال وجبريل
3999 -
(حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا بشر -يعني ابن عمر-، نا محمد بن خازم
(1) بسطها السيوطي في "التنوير"(ص 14)، وأطال الكلام فيه جدًا، كذا في "الأوجز"(1/ 263). (ش).
قَالَ: ذُكِرَ كَيْفَ قِرَاءَةُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ الأَعْمَشِ، فَحَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عن سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم صَاحِبَ الصُّورِ، فَقَالَ:"عَنْ يَمِينِهِ جِبْرَائِلُ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائيلُ"(2)[انظر سابقه]
4000 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عن الزُّهْرِيِّ- قَالَ مَعْمَرٌ: وَرُبَّمَا ذَكَرَ ابْنَ الْمُسَيَّب- قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَقْرَؤونَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وَأَوَّلُ مَنْ قَرَأَهَا: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ} مَرْوَانُ". [ت 2928]
===
قال: ذكر كيف قراءة جبريل وميكائيل عند الأعمش، فحدثنا الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور) المذكور في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} (3)، وصاحب الصور إسرافيل (فقال: عن يمينه جَبرائلُ وعن يساره ميكائيل).
قال ابن رسلان: وقراءة الأعمش: "جبرئييل" بيائين بعد همز، و"مكائييل" بيائين أيضًا.
4000 -
(حدثنا أحمد بن حنبل، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن الزهري، قال معمر: وربما ذكر) أي الزهري، سعيد (بن المسيب) أنه رواه، فعلى هذا يكون من مراسيل سعيد بن المسيب، وأما إذا لم يذكر سعيدًا فيكون من مراسيل الزهري.
(قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يقرؤون: مالك) بزيادة الألف (يوم الدين، وأول من قرأها: ملك) يعني بحذف الألف (يوم الدين، مروان) قال ابن كثير: ومروان عنده علم بصحة ما قرأه لم يطلع عليه ابن شهاب.
(1) في نسخة: "النبي".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: وقال خَلَفٌ: منذ أربعين سنة لم أرفع القلم عن كتابة الحروف، وما أعياني شيء ما أعياني جبرائيل وميكائيل".
(3)
سورة الكهف: الآية 99.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عن أَنَسٍ. وَالزُّهْرِيِّ، عن سَالِمِ، عن أَبِيهِ.
4001 -
حَدَّثَنَا لسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ- أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا- قِرَاءَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *
===
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله قوله: "أوَّل من قرأها مروان"، لا يعني بذلك أن ابن شهاب أو سعيد بن المسيب لم يعلما قراءة "ملك يوم الدين" قبل مروان مطلقًا، بل المراد أنه أوَّل من قرأ من الأمراء في الصلاة بجماعة، وإلَّا فقدكانت القراءة معلومة لهم، وبعيد من الزهري أو سعيد بن المسيب مع جلالتهما أن تخفى عنهم تلك القراءة المتواترة.
(قال أبو داود: وهذا) السند المرسل (أصح من حديث الزهري، عن أنس) أن النبي صلى الله عليه وسلم إلى آخره، ذكره الترمذي (1). (و) أصح من سند (الزهري، عن سالم، عن أبيه) عبد الله، وفي هذا الحديث ترجيح "مالك" على "ملك"، وإن كان أكثر السبعة قرؤوا "ملك" بحذف الألف، لكن قراءة الألف قراءة عاصم والكسائي وخلف في اختياره ويعقوب. وهي قراءة العشرة إلَّا طلحة والزبير، وقراءة كثير من الصحابة منهم: أبيٌ، وابن مسعود، ومعاذ، وابن عباس، والتابعين منهم: قتادة والأعمش.
4001 -
(حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثني أبي، نا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة أنها ذكرت، أو) للشك من الراوي كلمة غيرها) أي غير كلمة "ذكرت" كلفظ: وصفت (قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)"سنن الترمذي"(2928)، وأيضًا أخرجها حفص بن عمر الدوري في "قراءات النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 53) رقم (2)، وابن أبي داود في "المصاحف"(ص 103).
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً" (1). [ت 2927، حم 6/ 302]
4002 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ (2) اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عن الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عن إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أَبِيهِ، عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ:
===
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}) بزيادة الألف بعد الميم (يُقَطِّع قراءته آية آية) أي: يقف (3) على كل آية عن الآية الأخرى بوقفة بينهما.
قال الترمذي: ليس إسناده بالمتصل، لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلي بن مملك، عن أم سلمة، وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث "وكان يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} "، وإنما ذكر هذا الحديث في كتاب القراءات، لأن الوقف والقطع داخلتان في القراءة، أو باعتبار "مالك يوم الدين" فإنه صلى الله عليه وسلم قرأها بزيادة (4) الألف في هذه القراءة.
4002 -
(حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، قالا: نا يزيد بن هارون، عن سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال:
(1) زاد في نسخة: "قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة (مالك يوم الدين) ".
(2)
زاد في نسخة: "عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر بن ميسرة".
(3)
قال القاري (4/ 704): اختلف أرباب الوقوف في الوقف على رأس الآية إذا كان هناك تعلق لفظي كما ها هنا، واستدلَّ بذلك وعليه الشافعي، وأجاب الجمهور عنه بأن الوقف كان ليبين للسامعين رؤوس الآي، فالجمهور على أن الوصل أولى خلافًا للجزري، إذ قال: يستحب الوقف عليها بالانفصال
…
إلخ، كذا في هامش "الكوكب"(4/ 36). (ش).
(4)
هكذا في "شمائل الترمذي"(323)، وأحمد والنسائي وغيرهما كما في "شذرات الترمذي" لهذا العبد الفقير، وظاهر الترمذي في "الجامع" أنها قرأت "ملك يوم الدين" بدون الألف. (ش).
كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ، وَالشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَقَالَ:"هَلْ تَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ هَذهِ؟ " قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإنَّهَا تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَامِيَةٍ". [خ 3199، م 159، ت 3227، حم 5/ 165، ك 2/ 244]
4003 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا حَجَّاجٌ، عن ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَّ مَوْلًى لاِبْنِ الأَسْقَعِ- رَجُلَ صِدْقٍ - أَخْبَرَهُ عن ابْنِ الأَسْقَعِ،
===
كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار) فيه جواز الإرداف على الحمار إذا كان يطيقه (والشمس عند غروبها) والجملة حالية (فقال: هل تدري أين تغرب هذه؟ ) أي: الشمس (قلت: الله ورسوله أعلم، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنها تغرب في عين حامية) يعني بالألف، ورواية ابن عباس المتقدمة في "عين حمئة"، وهما قراءتان مشهورتان كما تقدم، وكان المناسب للمصنف أن يذكر هذه الرواية في جنب رواية ابن عباس المتقدمة.
4003 -
(حدثنا محمد بن عيسى، نا حجاج، عن ابن جريج) قال: (أخبرني عمر بن عطاء، أن مولى لابن الأسقع) قال ابن رسلان: بفتح الهمزة والفاء، (رجل صدق) مضاف إليه، أي: صالح، (أخبره عن ابن الأسقع) بالسين المهملة وليس لهم بالفاء غيره، البكري، انتهى.
قلت: أما مولى لابن الأسقع، فلم أقف على ترجمته فيما عندي من كتب أسماء الرجال، وأما ابن الأسقع فقال الحافظ في ترجمته (1): قال أبو حاتم: ابن الأسقع البكري من أصحاب الصُّفَّة، وقال ابن عساكر: هو واثلة، لأنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة، وهو من أهل الصُّفَّة.
وقال في ترجمة واثلة بن الأسقع: هو ابن بكر بن كعب بن عامر بن ليث بن عبد مناة، ويقال: ابن الأسقع بن عبد الله بن عبد ياليل بن ناشب بن
(1) انظر: "تهذيب التهذيب"(12/ 285).
أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُمْ في صُفَّةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَسَأَلَهُ إنْسَانٌ: أَيُّ آيةٍ في الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} . [انظر حديث 1460]
===
غبرة بن سعد بن ليث الليثي، وأما ما قال ابن رسلان: أن الأسفع بالفاء فلعله وهم منه.
قال الحافظ في "التقريب": ابن الأسقع بالقاف، وقال في "الخلاصة": واثلة بن الأسقع بقاف بعد المهملة، الليثي، والمجد الفيروزآبادي كتب في "القاموس" في لغة أسقع بالقاف، وذكر واثلة بن الأسقع (2) فيه، ولم أر أحدًا ذكره بالفاء غيره.
(أنه سمعه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم) أي: جاء إليهم وهم (في صفة المهاجرين) وهي موضع مظلل في مسجد المدينة تنزله فقراء المهاجرين (فسأله إنسان) لم أقف على تسميته (أي آية في القرآن أعظم؟ ) فيه حجة للقول بتفضيل بعض القرآن على بعض، ونقل القاضي عياض في ذلك خلافًا، فمنع منه أبو الحسن الأسفراييني وأبو بكر الباقلاني وجماعة، لأن تفضيل بعضه على بعض يقتضي نقص المفضول، ومعنى قوله: أعظم أي ثوابها أكثر.
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ})(3)، وإنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية، والوحدانية، والحياة، والملك، والقدرة، والإرادة، وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات، قاله ابن رسلان.
ولعل غرض المصنف بإيراد هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في هذه
(1) في نسخة: "فقال".
(2)
انظر ترجمته في: "أسد الغابة"(4/ 300) رقم (5430).
(3)
سورة البقرة: الآية 255.
4004 -
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ الله بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ، نَا عَبْدُ الْوَارِثِ، نَا شيْبَانُ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، عن ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَرَأَ (1):{هَيْتَ لَكَ} ،
===
الآية {اَلقَيوُمُ} وفيه قرآتان غير متواترتين، وهي القيام والقيم، قال البيضاوي (2): وقرئ القيام والقيم.
4004 -
(حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، نا عبد الوارث، نا شيبان، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود: أنه قرأ) أي في سورة يوسف ({هَيْتَ لَكَ}) بفتح الهاء، وإسكان الياء، وفتح التاء المثناة من فوق، وهي القراءة المتواترة. قال الطبري: هي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الواحدي:"هيت" اسم الفعل نحو رويد وصه، ومعناه هلم في جميع أهل اللغة، ولا مصدر له ولا تصرف، قال الفراء: لغة أهل حوران، سقطت إلى مكة فتكلموا بها، وقال ابن الأنباري: وهذا وفاق وقع بين لغة أهل قريش وأهل حوران، كما اتفقت لغة العرب والحبشة في ناشئة الليل وحروف كثيرة، ولا تثنية في هذا ولا جمع ولا تأنيث، تقول للجماعة: هيت لكم، قال: وللعرب فيها لغات، أجودها فتح الهاء والتاء وهي قراءة العامة.
قلت: فيها أربع قراءات متواترات، فقرأ نافع وابن ذكوان: بكسر الهاء وبالياء المدِّية وفتح التاء، والمكي (3): بفتح الهاء وبالياء الساكنة وضم التاء، والبصري والكوفيون: بفتح الهاء والياء الساكنة وفتح التاء، وهشام: بكسر الهاء وبالهمزة الساكنة وفتح التاء، وروي عن هشام أيضًا ضم التاء، كذا في "الغيث"(4).
(1) في نسخة: "قرأها".
(2)
انظر: "تفسير البيضاوي"(1/ 139).
(3)
في الأصل "المكية"، وهو تحريف.
(4)
"غيث النفع" على هامش "سراج القاري"(ص 256)[انظر: "فتح الباري" (8/ 364)]. (ش).
فَقَالَ شَقِيقٌ: إنَّا نَقْرَؤُهَا: {هِئْتُ لَكَ} يَعْنِي فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودِ (1): أَقْرَؤُهَا كَمَا عُلِّمْتُ أَحَبُّ إلَيَّ. [خ 4692]
4005 -
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ أُنَاسَا يَقْرَؤُونَ هَذ الآيَةَ: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} . فَقَالَ: إنِّي أَقْرَأُ كَمَا عُلّمْتُ أَحَبُّ إلَيَّ: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} . [انظر سابقه]
4006 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: نَا. (ح): وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ،
===
(فقال شقيق: إنا نقرؤها "هئت لك") بكسر الهاء وسكون الهمزة وضم التاء، وهي قراءة علي بن أبي طالب، وأبي رجاء، ويحيى، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وطلحة، وابن عباس، وابن عامر في رواية عنهما، ورويت عن أبي عمرو، وهذا يحتمل أن يكون من: هاء الرجل يهيئ إذا حسن هيئته، ويحتمل أن يكون بمعنى تهيأت كما يقال: هئت وتهيأت.
(يعني فقال ابن مسعود: أقرؤها كما عُلِّمتُ أحبُّ إليَّ) من أن أقرأها على غير ما سمعت وعلمت.
4005 -
(حدثنا هناد، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق قال: قيل لعبد الله: إن أناسًا يقرؤون هذه الآية: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}) بكسر الهاء وسكون الياء وضم التاء (فقال: إني أقرأ كلما عُلِّمت أحب إلى) قال: ({وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}) بفتح الهاء وسكون الياء المثناة التحتية وفتح التاء المثناة الفوقية.
4006 -
(حدثنا أحمد بن صالح قال: نا، ح: وحدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أنا هشام بن سعد،
(1) زاد في نسخة: "أنا".
عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن عَطَاء بْنِ يَسَارٍ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ اللهُ لِبَنِي إسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} ".
4007 -
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، نَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عن هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، بإسناده مِثْلَهُ.
4008 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادٌ، نَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عن عُرْوَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: نَزَلَ (1) الْوَحْيُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيْنَا:{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي مُخَفَّفَةً
===
عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله لبني إسرائيل: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} بتاء المثناة الفوقانية بصيغة المجهول.
واختلف القراء في هذا اللفظ، فقرأ نافع: يغفر بالياء المضمومة وفتح الفاء، وابن عامر: بالتاء المضمومة وفتح الفاء، كلاهما بصيغة المجهول، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء ({خَطَايَاكُمْ}).
4007 -
(حدثنا جعفر بن مسافر، نا ابن أبي فديك، عن هشام بن سعد، بإسناده مثله).
4008 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد، نا هشام بن عروة، عن عروة، أن عائشة قالت: نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا " {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} قال أبو داود: يعني مخففة) الراء، أي ألزمناكم العمل بما فرض فيها.
(1) في نسخة: "أنزل".
حَتَّى أَتَى عَلَى هَذ الآيَاتِ (1).
[آخِرُ كِتَابِ الْحُرُوفِ، بِفَضْلِ اللهِ الرَّؤوف]
===
وقال أبو علي: أي فرضنا فرائضها، فحذف المضاف (حتى أتى على هذه الآيات) التي بعدها، واختلف القراء السبعة، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (2):"وفرضناها" بتشديد الراء، والباقون بتخفيفها.
[آخِرُ كِتَابِ الْحُرُوفِ، بِفَضْلِ اللهِ الرَّؤوف]
(1) في نسخة: "آخر كتاب الحروف والقراءات".
(2)
في الأصل: "أبو كثير وابن عمر"، وهو تحريف، راجع:"الحجة"(3/ 191)، و "سراج القاري"(ص 302).