الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ". [حم 4/ 180، ك 4/ 183]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عن هِشَامٍ، قَالَ: حَتَّى تَكُونُوا كَالشَّأمَةِ في النَاسِ".
(26) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكِبْرِ
4090 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادٌ. (ح): وَنَا هَنَّادٌ
===
لا يحب الفحش) بضم الفاء وسكون الحاء المهملة، أي: ذا الفحش (ولا التفحش) أي: ولا الرجل ذا التفحش، وهو الذي يتكلف ذلك ويفعله قصدًا، فهيئتهم الرديئة وحالتهم الغليظة في الثياب والرحال كانت داخلة في الفحش، فأمرهم صلى الله عليه وسلم بإصلاح اللباس والرحال حتى تتبدل تلك الحالة وتظهر حالة الجمال، فإن الله جميل يحب الجمال.
(قال أبو داود: وكذلك قال أبو نعيم عن هشام، قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حتى تكونوا كالشأمة في الناس) وإنما أعاد المصنف هذه الجملة وأثبتها برواية أبي نعيم عن هشام، لأنه اختلف فيها، فأخرج الإِمام أحمد في "مسنده"(1) هذا الحديث بهذا السند، ولم يذكر هذه الجملة (2)، ثم أخرجه بسند وكيع، ثنا هشام بن سعد بسنده، فذكر هذه الجملة، فيقول المصنف بسند أبي نعيم عن هشام أن هذه الجملة في الحديث موجودة.
(26)
(بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكِبْرِ)
4090 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل، نا حماد) بن سلمة، (ح: ونا هناد
(1)"مسند أحمد"(4/ 180).
(2)
وهذه الرواية أخرجها الطبراني (6/ 94) رقم (5616)، ومن طريقه أخرجها المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة بشر التغلبي رقم (691)، وذكر هذه الجملة.
- يَعْنِي ابْنَ السَّرِيِّ-، عن أَبِي الأَحْوَصِ (1)، المَعْنَى، عن عَطَاء بْنِ السَّائِب، قَالَ مُوسَى: عن سَلْمَانَ الأَغَرِّ. وَقَالَ هَنَّاد: عن الأَغَرِّ أَبِي مُسلِم، عن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ هَنَّادٌ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قَالَ الله تَعَالَى (2): الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ في النَّارِ". [م 2620، جه 4174، حم 2/ 248]
4091 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْني ابْنَ عَيَّاشٍ -،
===
-يعني ابن السري- عن أبي الأحوص، المعنى) أي معنى حديثهما واحد كلاهما (عن عطاء بن السائب، قال موسى) شيخ المصنف: (عن سلمان الأغر، وقال هناد) الشيخ الثاني للمصنف: (عن الأغر أبي مسلم) والمراد متحد، ولكن اللفظ مختلف (عن أبي هريرة) أي: يروي سلمان الأغر عن أبي هريرة.
(قال هناد: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: الكبرياء ردائي) والرداء ما يجعل على الكتفين (والعظمة إزاري) والإزار: الثوب الذي يشد على الحقوين، ولما كان هذا، أي: الثوبان يخصان اللابس بحيث لا يستغني عنهما ولا يقبلان المشاركة، عَبَّر الله سبحانه عن العظمة بالإزار، وعن الكبرياء بالرداء، على جهة الاستعارة المستعمل عند العرب، كما قال:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (3)، فاستعار التقوى لباسًا، ومقصود هذه العبارة الحسنة: أن العز والعظمة والكبرياء من أوصاف الله تعالى الخاصة به التي لا تنبغي لغيره.
(فمن نازعني واحدًا) منصوب بنزع الخافض، أي: في واحد (منهما قذفته في النار)، وهذا وعيد شديد وتهديد أكيد في الكبر يصرح بتحريمه.
4091 -
(حدثنا أحمد بن يونس، نا أبو بكر -يعني ابن عياش-،
(1) في نسخة: "عن الأحوص"، وفي نسخة:"عن ابن الأحوص".
(2)
زاد في نسخة: "عز وجل".
(3)
سورة الأعراف: الآية 26.
عن الأَعْمَشِ، عن إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1): "لَا يدخلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ (2) مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يدخلُ النَّارَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلْ (3) مِنْ إيْمَانٍ". [م 91، ت 1998، جه 59، حم 1/ 451]
===
عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمه، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر) قال الخطابي (4): فيه تأويلان: أحدهما: أن المراد من الكبر التكبر من الإيمان، فصاحبه لا يدخل الجنة أصلًا إذا مات عليه، والثاني: أنه لا يكون في قلبه كبر حال دخوله الجنة، كما قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (5).
قال النووي (6): هذان التأويلان فيهما بُعد، فإن هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر المعروف، وهو الارتفاع على الناس واحتقارهم ودفع الحق، فلا ينبغي أن يحمل على هذين التأويلين المخرجَين له عن المطلوب، بل الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخلها دون مجازاة إن جازاه، ولا يلزم أنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحِّدين الجنة، إما أولًا وإما ثانيًا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرِّين عليها، وقيل: لا يدخلها مع المتقين أول وهلة.
(ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان)، فالمراد به دخول الكفار، وهو دخول الخلود.
(1) زاد في نسخة: "قال الله".
(2)
في نسخة: "خردلة".
(3)
في نسخة: "خردلة".
(4)
"معالم السنن"(4/ 196).
(5)
سورة الأعراف: الآية 43.
(6)
"شرح صحيح مسلم" للنووي (1/ 369).
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ الْقِسْمِلِيُّ، عن الأَعْمَشِ مِثْلَهُ.
4092 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى، نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، نَا هِشَامٌ، عن مُحَمَّدٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إنِّي رَجُلٌ حُبِّبَ إلَيَّ الْجَمَالُ، وَأُعْطِيتُ مِنْهُ مَا تَرَاه (2)، حَتَّى مَا أُحِبُّ أَنْ يَفُوقَنِي أَحَدٌ - إمَّا قَالَ: بِشِرَاكِ نَعْلِي، وَإمَّا قَالَ: بِشِسْعِ نَعْلِي- أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَلِكَ؟ قَالَ: "لَا، وَلَكِنَّ
===
(قال أبو داود: رواه القِسْمِليٌّ) كَزِبْرِج (3)، وهي قبيلة من الأزد، نزلت البصرة، فنسبت المحلة إليهم، وقال ابن دريد: نسبة إلى قسملة، قبيلة من دوس، سموا بذلك لجمالهم، قال أبو جعفر: هو مأخوذ من القسمل، وهو ولد الأسد.
(عن الأعمش مثله) أي مثل الحديث المتقدم (4).
4092 -
(حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى، نا عبد الوهاب) بن عبد المجيد، (نا هشام) بن حسان، (عن محمد) بن سيرين، (عن أبي هريرة: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم) لم أقف على تسميته (وكان رجلًا جميلًا، فقال: يا رسول الله! إني رجل حُبِّب إلى الجمال، وأعطيت منه) من الجمال (ما تراه، حتى ما أحب أن يفوقني أحد) في الجمال (إما قال: بشراك نعلي، وإما قال: بشسع) بكسر الشين المعجمة، وهو السير الذي يُشَدُّ إلى زمام النعل (نعلي، أفمن الكبر ذلك؟ قال: لا، ولكن
(1) في نسخة: "أبو موسى محمد بن المثنى".
(2)
في نسخة: "ما ترى".
(3)
كذا ضبطه صاحب "القاموس"، وفي جميع المراجع:"القَسْمَلِي" بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم، انظر:"الأنساب"(4/ 54) و"المغني"(ص 208).
(4)
ورواية القسملي أخرجها ابن أبي شيبة (9/ 89)، وأحمد (1/ 412)، وأبو يعلى (8/ 477) رقم (5066)، والطبراني (10/ 92) رقم (1000).