الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَرَأَيْتَ لَوْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا أُمْهِلُهُ حَتَّى آتيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ قَالَ: "نَعَمْ". [م 1498، حم 2/ 465]
(13) بَابُ الْعَامِلِ يُصَابُ عَلَى يَدَيهِ خَطَأ
4534 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ سُفْيَانَ، نَا (1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنَا مَعْمَرٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ، عن عُرْوَةَ، عن عَائِشَةٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذيْفَةَ مُصَدِّقًا فَلَاجَّهُ (2) رَجُلٌ في صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ فَشَجَّهُ، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: الْقَوَدَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَكُمْ كَذَا وَكَذَا"، فَلَمْ يَرْضَوا
===
أرأيتَ) أي أخبرني (لو وجدتُ مع امرأتي رجلًا أُمهلُه حتى آتيَ بأربعةِ شهداء؟ ! قال: نعم).
(13)
(بَابُ الْعَامِلِ يُصَابُ) أحدٌ (على يَدَيه) أي بيده (خطأ) فهل يُقتصُّ منه؟
4534 -
(حدثنا محمد بن داود بن سفيان، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عنِ الزهري، عن عُروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعثَ أبا جَهْم بن حُذيفة) بن غانم القرشي العدوي، وقال البخاري وجماعةٌ: اسمه عامر، وقيل: اسمه عُبيد بالضم، كان من مشيخة قريش (مصدِّقًا فَلاجَّه) أي خَاصَمه (رجل) لم أقف على اسمه (في صَدَقته، فضَرَبه أبو جَهْم فشَجَّه) أي جَرَح في رأسه.
(فأتوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: القَوَدُ يا رسول الله) أي نَطلُبُ القَوَدَ يا رسول الله (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكم كذَا وكذَا) يعني ذَكَرَ مقدارًا مُعيَّنًا من المال (فلم يَرْضَوا،
(1) في نسخة: "أنا".
(2)
في نسخة: "فلاحَّه".
فَقَالَ: "لَكُمْ كَذَا وَكَذَا"، فَلَمْ يَرْضَوْا، فَقَالَ:"لَكُمْ كَذَا وَكَذَا"، فَرَضُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إنِّي خَاطِبٌ الْعَشِيَّةَ عَلَى النَّاسِ، وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ"، فَقَالُوا: نَعَمْ.
فَخَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إنَّ هَؤُلَاءِ اللَّيْثِيِّينَ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا، أَرَضِيتُمْ؟ "، قَالُوا (1): لَا، فَهَمَّ الْمُهَاجِرُونَ بِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَكُفُّوا عَنْهُمْ، فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ فَزَادَهُمْ فَقَالَ:"أَرَضِيتُمْ"؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: "إنِّي خَاطِبٌ عَلَى
===
فقال) رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثانيًا: (لكم كَذَا وكَذَا) أي زائدًا على ما ذَكَر لهم أولَ مرَةٍ (فلم يَرْضَوْا، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم ثالثا: (لكم كَذَا وكَذَا) وزاد على القَدْر الذي ذَكَره في المرة الثانية (فرضُوا).
(فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إني خاطب العشِيَّةَ) أي أَخْطُبُ الخُطْبةَ في المَسَاء، وأذكِّرُ الناسَ هذا (على الناس، ومُخبِرُهم بِرضاكم) على هذا القدر من المال (فقالوا: نعم). (فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن هؤلاء الْلَيْثِيِّيْنَ أَتَوْني) يَشْكُون أبا جَهْم أنه ضَرَب رجلًا فشَجَّه (يُريدونَ القَوَدَ) أي قصاصَ الشَجَّة (فعرضتُ عليهم كذا وكذا) من المال (فرَضُوا) ثم أقبل إلى الْلَيْثِيِّيْن فقال: (أَرَضِيتُم؟ قالوا: لا) أي لم نرْضَ على هذا المال (فَهَمَّ المهاجرون بهم) أي قَصَدوا أن يُوقعُوا بهم؛ لأنهم كذَّبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونَكَصُوا عن عهدهم، وهو الرِّضاء.
(فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَكفُّوا عنهم، فكفُّوا) أي المهاجرون عن ضربهم وإيذائهم (ثم دعاهم فزَادَهم) من المال على قَدْر ما ذَكَرهم في المرة الثالثة (فقال: أرضيتم؟ فقالوا: نعم، فقال: إني خاطبٌ على
(1) في نسخة: "فقالوا".