الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
(27) أَوَّلُ كِتَابِ التَّرَجُّلِ
4159 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، عن هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عن الْحَسَنِ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ:"أَنَّ (1) رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن التَّرَّجُّلِ إلَّا غِبًّا". [ت 1756، تم 35، ن 5055، حم 4/ 86]
===
بسم الله الرحمن الرحيم
(27)
(أَوَّلُ كِتَابِ التَّرَجُّلِ)
4159 -
(حدثنا مسدد، نا يحيى، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الترجل) الترجل، والترجيل: تسريح الشعر، وتنظيفه، وتحسينه، "النهاية" (2). وفي "القاموس" (3): التسريح: حَلُّ الشعر، وإرسالُه، انتهى. وهو إنما يكون بإصلاحها بالامتشاط، ثم الغالب استعمال الترجل في الرأس، والتسريح في اللحية.
(إلَّا غبًّا) والغِبُّ أن يفعل يومًا ويترك يومًا، والمراد بالنهي تركُ المواظبةِ عليه، والاهتمام به؛ لأنه مبالغة في التزين، وهذا عند عدم الضرورة، وإن دعت الضرورة إلى التَّرجيل كل يوم لا بأس به.
(1) زاد في نسخة: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل".
(2)
"النهاية"(2/ 203).
(3)
"ترتيب القاموس المحيط"(2/ 545).
4160 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا يَزِيدُ الْمَازِنِيُّ، أَنَا الْجُرَيرِيُّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدة: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رحَلَ إلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ (1) عَليهِ فَقَالَ: "أَمَا إنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي (2) سمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الأَرْضِ؟ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَنْهَانَا عن كَثِيرٍ مِنَ الإرْفَاهِ (3)، قَالَ: فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاءً؟
===
4160 -
(حدثنا الحسن بن علي، نا يزيد المازني، أنا الجريري، عن عبد الله بن بريدة: أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) لم أقف على تسميته (رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر) وكان معاوية استقضاه في خروجه إلى صفين، ثم انتقل إلى الشام فسكن دمشق، وبنى بها دارًا، وقبره بها معروف (فقدم) أي: الرجل الصحابي (عليه) أي: على فضالة (فقال) أي الرجل الصحابي: (أما إني لم آتِكَ زائرًا، ولكني سمعت أنا وأنت حديثًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم رجوت أن يكون عندك منه علم، قال: ما هو) أي الحديث؟
(قال: كذا وكذا، قال) أي الرجل الصحابي: (فما لي أراك شَعِثًا) بكسر العين، أي: متفرق الشعر (وأنت أمير الأرض؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه) والإرفاه: التنعم والتدهن، وقيل: التوسع في المطعم والمشرب، والملبس، والادِّهان دائمًا، وهو من الرفه، وهو ورد الإبل، وذلك أن ترد الماء في أي وقت أرادت.
(قال) أي الرجل الصحابي: (فما لي لا أرى عليك حذاء؟ ) وهي النعل
(1) في نسخة: "فدخل".
(2)
في نسخة: "ولكن".
(3)
في نسخة: "الأرفاه"، وفي نسخة:"الأرفه".
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (1) صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا". [حم 6/ 22]
4161 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ (2)، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عن مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عن عَبْدِ الله بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: ذَكَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوْمًا عِنْدَهُ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَلَا تَسْمَعُونَ، أَلَا تَسْمَعُونَ، إنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإيْمَانِ، إنَّ الْبَذَاذَةَ مِنَ الإيْمَانِ". [جه 4118]
(3)
يَعْنِي: التَّقَحُّلَ.
===
التي تُلْبَسُ في الرِّجل (قال) فضالة: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نحتفي) أي: أن يمشي أحدنا حافي الرجلين غير منتعلهما (أحيانًا).
4161 -
(حدثني النفيلي، نا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة) أي: إياس بن ثعلبة الأنصاري (قال: ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا عنده) أي: عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا) بتخفيف اللام (تسمعون) ثم كرر (ألا تسمعون) وفيه تأكيد بليغ: (إن البذاذة) بفتح الموحدة وذالين معجمتين مخففين، وهي رثاثة الهيئة، والتواضع في اللباس (من) كمال (الإيمان، إن البذاذة من الإيمان)، وفي بعض النسخ تكرار ذلك ثلاث مرات.
قال أبو داود: (يعني) أي: يريد من البذاذة (التقحل) وهو يبس الجلد لسوء الحال، وقد قحل الرجل قحلًا: إذا التزق جلده بعظمه من الهزال، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه خرج إلى السوق، وبيده الدرة، وعليه إزار فيه
(1) في نسخة بدله: "رسول الله".
(2)
في نسخة: "حدثنا ابن نفيل".
(3)
زاد في نسخة: "قال أبو داود".