الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(17) بَابٌ: في الْخِضَابِ
4203 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا سُفْيَانُ، عن الزُّهْرِيِّ، عن أَبِي سَلَمَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبِغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ". [خ 5899، م 2103، ن 5071، ت 1752، جه 3621، حم 2/ 261]
4204 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالَا: نَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ،
===
قال النووي: ولو قيل: يحرم النتف للنهي الصريح في الصحيح لم يبعد، قال: ولا فرق بين نتفه من اللحية والرأس يعني الشارب، والعَنْفَقَة، والحاجب، والعذار من الرجل والمرأة.
(17)
(بَابٌ: في الْخِضَابِ)
4203 -
(حدثنا مسدد، نا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة) رضي الله عنه (يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم (قال النووي (1): مذهبنا (2) استحباب خضاب الشعر للرجل والمرأة بصفرة أو بحمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح.
4204 -
(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمداني قالا: نا ابن وهب قال: أخبرني ابن جريج،
(1)"شرح صحيح مسلم"(7/ 331).
(2)
وكذلك عندنا، صرح به الشامي (9/ 604) إذ قال: يستحب للرجل خضاب شعره ولحبته، ولو في غير حرب
…
إلخ، وبسط الاختلاف في ذلك القاري في "شرح الشمائل"(1/ 101، 102) وقال: حجة من أحبَّ تركَ الخضاب الحديثُ المذكورُ قبل "من شاب شيبة في الإِسلام
…
" الحديث.
عن أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِيَ بأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَرَأْسُهُ وَلحْيَتُهُ كَالثَّغَامَةِ بَيَاضًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ". [م 2102، ن 5076، جه 3624، حم 3/ 322]
4205 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، نَا مَعْمَرٌ، عن سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عن عَبْدِ الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عن أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَحْسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هَذَا الشَّيْبُ: الْحِنَّاءُ، وَالْكَتَمُ". [ت 1753، ن 5077، حم 5/ 147، جه 3622]
===
عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: أتي بأبي قحافة) والد أبي بكر رضي الله عنه (يوم فتح مكة) أي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم (ورأسه ولحيته كالثغامة) بثاء مثلثة مفتوحة، ثم غين معجمة مخففة، قال أبو عبيد (1): هو نبت أبيض الزهر والثمر، شُبِّهَ بياضُ الشيب به، قال ابن الأعرابي: هو شجر تَتَبَيَّضُ، كأنها الثلج (بياضًا) أي في البياض.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيِّروا هذا بشيء) أي من حمرة أو صفرة، وهو شامل لشعر الرأس، واللحية، (واجتنبوا السواد) قال النووي: قال الغزالي، والبغوي، وآخرون من الأصحاب: هو مكروه، وظاهر عبارتهم أنه مكروه كراهة تنزيه، ثم قال: والصحيح بل الصواب أنه حرام، وممن صرح به صاحب "الحاوي"، إلَّا أن يكون في الجهاد.
4205 -
(حدثنا الحسن بن علي، نا عبد الرزاق، نا معمر، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن ما غُيِّرَ به هذا الشيب: الحناءُ، والكتم) بفتح الكاف والمثناة فوق، نبت يصبغ به الشعر وغيره مع الحناء فيكثر حمرته إلى الدهمة، ويقال: هو الوسمة بكسر السين، يعني: ورق النيل، وقيل:
(1) انظر: "شرح صحيح مسلم"(7/ 331)، وانظر أيضًا:"المجمع"(1/ 293).
4206 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ إيَادٍ -، نَا إيَادٌ، عن أَبِي رِمْثَةَ قَالَ:"انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإذَا هُوَ ذُو وَفْرَةٍ بِهَا رَدْعُ حِنَّاء، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ". [تقدَّم برقم 4065]
4207 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، نَا ابْنُ إدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ، عن إيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عن أَبِي رِمْثَةَ في هَذَا الْخَبَرِ
===
إنما أراد به استعمال كل واحد من الحناء أو الكتم منفردًا عن غيره، وقد استدل به على استحباب الخضاب بالحناء والكتم، وقد خضب أبو بكر بالحناء والكتم أيضًا.
4206 -
(حدثنا أحمد بن يونس، نا عبيد الله - يعني ابن إياد-، نا إياد) بن لقيط، (عن أبي رمثة) التيمي، اختُلفَ في اسمه على أقوال (قال: انطلقت مع أبي (1) نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ذُو وفرة) وهي شعر الرأس إذا وصل شحمتي الأذن (بها ردع) بفتح الراء وسكون الدال المهملة ثم عين مهملة، أي: لطخ (حناء، وعليه) أي على النبي صلى الله عليه وسلم (بردان أخضران).
4207 -
(حدثنا محمد بن العلاء، نا ابن إدريس) عبد الله (قال: سمعت ابن أبجر) وهو عبد الملك بن سعيد، (عن إياد بن لقيط) الدوسي، (عن أبي رمثة في هذا الخبر) المتقدم.
(1) هكذا في النسائي (5319) و"المشكاة، (3471)، وفي "الشمائل" رقم (43) في باب شيبة صلى الله عليه وسلم: أتيته عليه السلام ومعي ابن لي، وبكلا السياقين أخرجه أحمد في "مسنده" (2/ 227)، و (4/ 163) وفي أحاديثه اضطراب آخر، أن قدومه كان بالمدينة أو بمكة، وأيضًا قائل "إني طبيب" أبو رمثة أو أبوه، ولم يتعرض لهذه الاضطرابات الحافظ في "التهذيب" (12/ 97)، ولا "الإصابة" (4/ 71)، ولا صاحب "العون" ح (4200، 4201)، وشيء منه في هامش "الخصائل"، وجمع القاري في "جمع الوسائل" (1/ 95) بالتغاير وهو بعيد، وجزم ابن أبي حاتم في "علله" (ص 481) أن أحدهما وهم، لكن لم يعين أيهما وهمًا. (ش).
قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: أَرِنِي هَذَا الَّذِي بِظَهْرِكَ (1)، فَإنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، قَالَ:"اللَّه الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا". [ن 4382، حم 4/ 163]
4208 -
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، نَا عَبْدُ الرَّحْمنِ، نَا سُفْيَانُ، عن إيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عن أَبِي رِمْثَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَا وَأَبِي، فَقَالَ لِرَجُلٍ أَوْ لأَبِيهِ:"مَنْ هَذَا؟ " قَالَ: ابْنِي، قَالَ:"لَا تَجْنِي عَلَيْهِ"،
===
(قال) أي أبو رمثة: (فقال له) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبي: أرني هذا) أي: الخاتم (الذي بظهرك؛ فإني رجل طبيب) والطبيب في الأصل هو الحاذُق بالأمور، والعارفُ بها، وبه سمي الطبيب الذي يعالج المرض.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله) هو (الطبيب) فيه كراهة تسمية المعالج طبيبًا؛ لأن العارف بالآلام والأمراض في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى، وهو العالم بأدويتها، وشفائها، وهو القادر على شفائه دون دواء، (بل أنت رجل رفيق) ترفق بالمريض، وتتلطفه، (طبيبها (2) الذي خلقها) وهو الله سبحانه وتعالى ذكره.
4208 -
(حدثنا ابن بشار، نا عبد الرحمن) بن مهدي، (نا سفيان) الثوري، (عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي، فقال) صلى الله عليه وسلم (لرجل أو لأبيه: من هذا؟ ) أي: أشار إلى أبي رمثة (فقال: ابني، قال: لا تجني عليه) وفي نسخة: "ولا يجني عليك"، وسياق الحديث في "الديات" (3):"قال لأبيه" من غير شك، ولفظه: عن أبي رمثة:
(1) في نسخة: "في ظهرك".
(2)
وفي "المجمع"(3/ 433): لا يطلق الطبيب عليه تعالى اسمًا، ويجوز: اللَّهمَّ أنت المصحح، الممرض، المداوي، الطبيب، لا: يا طبيب؛ فإنه بعيد من الأدب، وتعدٍّ عن التوقيف، انتهى. (ش).
(3)
تحرف في الأصل: "الديات" بـ "الآيات".
وَكَانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ. [ت 4832، حم 4/ 163]
4209 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، نَا حَمَّادٌ، عن ثَابِتٍ، عن أَنَسٍ:"أَنَّهُ سُئِلَ عن خِضَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَخْضِبْ، وَلَكِنْ قَدْ خَضَبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما". [خ 5895، م 2341]
===
انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي: أابنك هذا؟ ! قال: إي ورب الكعبة، قال: حقًّا؟ بتقدير حرف الاستفهام، قال: أَشْهَدُ به، قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكًا من ثَبْتِ شَبَهِي في أبي، ومن حلفِ أبي عليَّ، ثم قال:"أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه"، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (1) معناه: لا تؤخذ بجنايته، ولا يؤخذ بجنايتك، وفيه ردٌّ على من اعتقد أن كل واحد من الولد والوالد يؤاخذ بجناية الآخر، (وكان قد لطخ لحيته بالحِنَّاء).
4209 -
(حدثنا محمد بن عبيد، نا حماد، عن ثابت، عن أنس: أنه سئل عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه لم يخضب، ولكن قد خضب أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما) قال ابن رسلان: يحتمل يديه، ولا رجليه، ويحتمل لم يخضب غيره، انتهى.
حاصله: أنه جمع بين الحديثين؛ لأن في حديث أنس: "أنه لم يخضب"، وفي حديث أبي رمثة:"قد خضب بالحناء"؛ فجمع بينهما بأن معنى حديث أنس: أنه لم يخضب يديه، ولا رجليه، ومعنى حديث أبي رمثة: أنه خضب لحيته بالحناء، فالظاهر أن وجه الجمع هذا ليس بصواب، بل الصواب ما كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله: قوله: "فذكر أنه لم يخضب" لا ينافيه ما مر أنه لطخ لحيته بالحناء؛ وذلك لأن من نفى خضابه فقد نفى ما كان حاويًا منه بكل لحيته، "وأنه لم يخضب" معناه: لم يخضب كلها، ومن أثبته فقد أثبته فيما ابيض من شعرها.
(1) سورة الأنعام: الآية 164.