الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: "فَالْتَمَسُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوهُ. فَاتَّخَذَ عُثْمَانُ خَاتَمًا، وَنَقَشَ فِيهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ، أَوْ يَتَخَتَّمُ بِهِ". [ت 5217]
(2) بَابُ مَا جَاءَ في تَرْكِ الْخَاتَمِ
4221 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، عن إبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن ابْنِ شِهَابٍ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (1):"أَنَّهُ رَأَى في يَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ يَوْمًا وَاحِدًا، فَصَنَعَ النَّاسُ فَلَبِسُوا، وَطَرَحَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَطَرَحَ النَّاسُ". [خ 5868، م 2093، حم 6/ 203]
===
قال: فالتمسوه) أي الخاتم في بئر أريس بنزح مائه، وإخراج ترابه (فلم يجدوه، فاتخذ عثمان خاتمًا) جديدًا (ونقش فيه: محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم.
(قال) ابن عمر: (فكان يختم به، أو) للشك من الراوي (يتختم به) فمعنى "يختم به"، أي على الكتاب، ومعنى "يتختم به"، أي يلبسه في إصبعه، وفي رواية النسائي زيادة، ولفظه:"وفي يد عثمان ست سنين من عَمَلِه، فلما كثرت عليه [الكتب] دفعه إلى رجل من الأنصار، فكان يختم به، فخرج الأنصاري إلى قليب لعثمان فسقط، فالتمس فلم يوجَدْ".
(2)
(بَابُ مَا جَاءَ في تَرْكِ الْخَاتَمِ)(2)
4221 -
(حدثنا محمد بن سليمان لوين، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ورق يومًا واحدًا، فصنع الناس فلبسوا، وطرح النبي صلى الله عليه وسلم فطرح الناس).
(1) زاد في نسخة: "أخبره".
(2)
وقد تقدَّم النهي عنه إلَّا لذي سلطان، ثم إنه قد اختُلِفَ في اتخاذِ الخاتم وتركِه على أقوال، كما في "شرح الشمائل" للمناوي (1/ 137)، ندب للسنَّة عند المالكية، كذا قال الدردير (1/ 107). (ش).
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عن الزُّهْرِيِّ: زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَشُعَيْبٌ وَابْنُ مُسَافِرٍ، كُلُّهُمْ قَالَ (1):"مِنْ وَرِقٍ".
===
(قال أبو داود: رواه عن الزهري: زياد بن سعد، وشعيب، وابن مسافر (2) كلهم قال: من ورق).
قال القرطبي: هذا الحديث من رواية ابن شهاب عن أنس قال: وهو وهم من ابن شهاب عند جميع أهل الحديث، وإنما اتفق ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم في خاتم الذهب. قال النووي (3): يحتمل أنهم لما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصطنع لنفسه خاتم فضة، وبقيت معهم خواتيم الذهب كما هي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن طرح (4) خاتم الذهب، واستبدل الفضة، فطرحوا الذهب، واستبدلوا الفضة، حكاه ابن رسلان.
وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه رحمه الله: قوله: "رواه عن الزهري زياد بن سعد إلى آخره"، أراد بذلك نفي الغلط عن أحد من تلامذة الزهري؛ لتتعين نسبة الغلط إلى الزهري، وهذه الرواية غَلَّطوا الزهريَّ فيها حيث أثبت الطرح لخاتم الورِق؛ مع أن الروايات متظاهرة على أن المطروح إنما هو خاتم الذهب لا الورِق، والجواب أن في
(1) في نسخة: "قالوا".
(2)
رواية زياد بن سعد أخرجه أحمد (3/ 206)، ومسلم (2093)، وأبو عوانة (5/ 490)، وابن حبان (12/ 304) رقم (5492)، وفيه:"من ورق"، ووقع عند ابن حبان:"من ذهب". وأخرجه البخاري تعليقًا (5868).
ورواية شعيب بن أبي حمزة أخرجها أحمد (3/ 225)، وأبو عوانة (5/ 490)، وعلقها البخاري في "صحيحه"(5868)، ورواية ابن المسافر علقها البخاري في "صحيحه"(5868).
(3)
"شرح صحيح مسلم"(7/ 320)، وانظر:"الفتح"(10/ 319، 320).
(4)
ووجَّه القاري في "شرح الشمائل"(1/ 139) عن البغوي: أنه طرحه خوفًا عليهم من التكبر والخيلاء، أو المطروح خاتم حديد الملوي عليه فضة، وبسطه. (ش).