المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(2) باب: في ذكر المهدي - بذل المجهود في حل سنن أبي داود - جـ ١٢

[خليل أحمد السهارنفوري]

فهرس الكتاب

- ‌(24) أَوَّلُ كتَابِ الْحُرُوفِ وَالْقِرَاءَاتِ

- ‌(25) أَوَّلُ كِتَابِ الْحَمَّامِ

- ‌(1) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّعَرِّي

- ‌(2) (بَابٌ: في التَّعَرِّي)

- ‌(26) أَوَّلُ كتَابِ اللِّبَاسِ

- ‌(1) بَابٌ: في مَا يُدْعَى لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا

- ‌(2) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَمِيصِ

- ‌(3) بَابُ مَا جَاءَ فِي الأَقْبِيَةِ

- ‌(4) بَابٌ: في لُبْسِ الشُّهْرَةِ

- ‌(5) (بَابٌ: في لُبْسِ الصَّوفِ وَالشَّعْرِ)

- ‌(6) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْخَزِّ

- ‌(7) بَابُ مَا جَاءَ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ

- ‌(8) بَابُ مَنْ كَرِهَهُ

- ‌(9) بَابُ الرُّخْصَةِ في الْعَلَمِ وَخَيْطِ الْحَرِيرِ

- ‌(10) بَابٌ: في لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ

- ‌(11) بَابٌ: في الْحَرِيرِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(12) بَابٌ: في لُبْسِ الْحِبَرَةِ

- ‌(13) بَابٌ: في الْبَيَاضِ

- ‌(15) بَابٌ: في الْمَصْبُوغِ

- ‌(16) بَابٌ: في الْخُضْرَةِ

- ‌(17) بَابٌ: في الْحُمْرَةِ

- ‌(18) بَابٌ: في الرُّخْصَةِ

- ‌(19) بَابٌ: في السَّوادِ

- ‌(20) بَابٌ: في الْهُدْبِ

- ‌(21) بَابٌ: في الْعَمَائِمِ

- ‌(22) بَابٌ: في لِبْسَةِ الصَمَّاءِ

- ‌(23) بَابٌ: في حَلِّ الأَزْرَارِ

- ‌(24) بَابٌ: في التَّقَنُّعِ

- ‌(25) بَابُ مَا جَاءَ في إسْبَالِ الإزَارِ

- ‌(26) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكِبْرِ

- ‌(27) بَابٌ: في قَدْرِ مَوضِعِ الإزَارِ

- ‌(28) بَابٌ في لِبَاسِ النِّسَاءِ

- ‌(29) بَابُ مَا جَاءَ في قَوْلِ الله تَعَالَى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}

- ‌(30) بَابٌ: في قَوْلِ الله تَعَالَى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}

- ‌(32) (بَابٌ: في الْعَبْدِ يَنْظُرُ إلى شَعْرِ مَوْلَاتِهِ)

- ‌(33) بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ}

- ‌(34) بَابٌ: في قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}

- ‌(35) بَابٌ: كَيْفَ الاخْتِمَارُ

- ‌(36) بَابٌ: في لُبْسِ الْقَبَاطِيِّ لِلنِّسَاءِ

- ‌(37) (بَابُ مَا جَاءَ في الذَّيْلِ)

- ‌(38) بَابٌ: في أُهُبِ الْمَيْتَةِ

- ‌(40) بَابٌ: في جُلُودِ النُّمُورِ

- ‌(41) بَابٌ: في الانْتِعَالِ

- ‌(42) بَابٌ: في الْفُرُشِ

- ‌(43) بَابٌ: في اتِّخَاذِ السُّتُورِ

- ‌(44) بَابٌ: فِي الصَّليبِ في الثَّوبِ

- ‌(45) بَابٌ: في الصُّوَرِ

- ‌(27) أَوَّلُ كِتَابِ التَّرَجُّلِ

- ‌(1) بَابُ مَا جَاءَ في اسْتِحْبَابِ الطِّيبِ

- ‌(2) بَابُ مَا جَاءَ في إصْلَاحِ الشَّعْرِ

- ‌(3) بَابٌ: في الْخِضَابِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(4) بَابٌ: في صِلَةِ الشَّعْرِ

- ‌(5) بَابُ مَا جَاءَ فِي رَدِّ الطِّيبِ

- ‌(6) (بَابٌ: في طِيبِ الْمَرْأَةِ لِلْخُرُوجِ)

- ‌(7) بَابٌ: في الْخَلُوقِ لِلرِّجَالِ

- ‌(8) بَابُ مَا جَاءَ فِي الشَّعْرِ

- ‌(9) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْفَرْقِ

- ‌(10) بَابٌ: في تَطْوِيلِ الْجُمَّةِ

- ‌(11) بَابٌ: في الرَّجُلِ يُضَفِّرُ شَعْرَهُ

- ‌(12) بَابٌ: في حَلْقِ الرَّأْسِ

- ‌(13) بَابٌ: في الصَّبيِّ لَهُ ذُؤَابةٌ

- ‌(14) بَابُ مَا جَاءَ في الرُّخْصَةِ

- ‌(15) بَابٌ: في أَخْذِ الشَّارِبِ

- ‌(16) بَابٌ: في نَتْفِ الشَّيْبِ

- ‌(17) بَابٌ: في الْخِضَابِ

- ‌(18) بَابٌ: في خِضَابِ الصُّفْرَةِ

- ‌(19) بَابُ مَا جَاءَ في خِضَابِ السَّوَادِ

- ‌(20) بَابُ مَا جَاءَ في الانْتِفَاعِ بِالْعَاجِ

- ‌(28) أَوَّلُ كِتَابِ الْخَاتَمِ

- ‌(1) بَابُ مَا جَاءَ في اتِّخَاذِ الْخَاتَمِ

- ‌(2) بَابُ مَا جَاءَ في تَرْكِ الْخَاتَمِ

- ‌(3) بَابُ مَا جَاءَ في خَاتَمِ الذَّهَبِ

- ‌(4) بَابُ مَا جَاءَ في خَاتَمِ الْحَدِيدِ

- ‌(5) بَابُ مَا جَاءَ في التَّخَتُّمِ في الْيَمِينِ أَوِ الْيَسَارِ

- ‌(6) بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجَلَاجِلِ

- ‌(7) بَابُ مَا جَاءَ في رَبْطِ الأَسْنَانِ بِالذَّهَبِ

- ‌(8) بَابُ مَا جَاءَ فِي الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ

- ‌(29) (أَوَّلُ كِتَابِ الْفِتَنِ وَالْمَلَاحِمِ)

- ‌(1) بَابُ النَّهْيِ عَنِ السَّعْيِ في الْفِتْنَةِ

- ‌(2) بَابٌ: في كَفِّ اللِّسَانِ

- ‌(3) (بَابُ الرُّخْصَةِ في التَّبَدِّي في الفِتْنَةِ)

- ‌(4) بَابٌ: في النَّهْيِ عَنِ الْقِتَالِ في الْفِتْنَةِ

- ‌(5) بَابٌ: في تَعْظِيمِ قَتْلِ الْمُؤْمِنِ

- ‌(6) بَابُ مَا يُرْجَى في الْقَتْلِ

- ‌(30) أَوَّلُ كِتَابِ الْمَهْدِيِّ

- ‌(1) (بَابُ الْمَلَاحِمِ)

- ‌(2) بَابٌ: في ذِكْرِ الْمَهْدِيِّ

- ‌(31) أَوَّلُ كِتَابِ الْمَلَاحِمِ

- ‌(2) (بَابُ مَا يُذْكَرُ مِنْ مَلَاحِمِ الرُّومِ)

- ‌(3) بَابٌ: في أَمَارَاتِ الْمَلَاحِمِ

- ‌(4) بَابٌ: في تَوَاتُرِ الْمَلَاحِمِ

- ‌(5) (بَابٌ: في تَدَاعِي الأُمَمِ عَلَى الإسْلَامِ)

- ‌(6) بَابٌ: في الْمَعْقِلِ مِنَ الْمَلَاحِمِ

- ‌(7) بَابُ ارْتِفَاعِ الْفِتْنَةِ في الْمَلَاحِمِ

- ‌(8) بَابٌ: في النَّهْيِ عن تَهْيِيجِ التُّرْكِ وَالْحَبَشَةِ

- ‌(9) بَابٌ: في قِتَالِ التُّرْكِ

- ‌(10) بَابٌ: في ذِكْرِ الْبَصْرَةِ

- ‌(11) (بَابُ ذِكْرِ الْحَبْشَةِ)

- ‌(12) (بَابُ أَمَارَاتِ السَّاعَةِ)

- ‌(13) بَابُ حَسْرِ الْفُرَاتِ عن كَنْزٍ

- ‌(14) بَابُ خُرُوجِ الدَّجَّالِ

- ‌(15) بَابٌ: في خَبَرِ الْجَسَّاسَةِ

- ‌(16) بَابُ خَبَرِ ابْنِ الصَّائِدِ

- ‌(17) بَابٌ: في الأَمْرِ وَالنَّهْيِ

- ‌(18) بَابُ قِيَامِ السَّاعَةِ

- ‌(32) أَوَّلُ كِتَابِ الْحُدُودِ

- ‌(1) بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ ارْتَدَّ

- ‌(2) بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌(3) بَابُ مَا جَاءَ في الْمُحَارَبَةِ

- ‌(4) بَابٌ في الْحَدِّ يُشْفَعُ فِيهِ

- ‌(6) بَابُ السَّتْرِ عَلَى أَهْلِ الْحُدُودِ

- ‌(5) (بَابٌ: يُعْفَى عَنِ الْحُدُودِ مَا لَمْ تَبْلُغِ السُّلْطَانَ)

- ‌(7) بَابٌ: في صَاحِبِ الْحَدِّ يَجِيءُ فَيُقِرُّ

- ‌(8) بَابٌ: في التَّلْقِينِ في الْحَدِّ

- ‌(9) بَابٌ في الرَّجُلِ يَعْتَرِفُ بِحَدٍّ وَلَا يُسَمِّيهِ

- ‌(10) بَابٌ في الامْتِحَانِ بِالضَّرْبِ

- ‌(11) بَابُ مَا يُقَطَعُ فِيهِ السَّارِقُ

- ‌(12) بَابُ مَا لَا قَطْعَ فِيهِ

- ‌(13) بَابُ الْقَطْعِ في الْخُلْسَةِ وَالْخِيَانَةِ

- ‌(14) بابٌ مَنْ سَرَقَ مِنْ حِرْزٍ

- ‌(15) بابٌ فِى الْقَطْعِ فِى الْعَارِيَةِ إِذَا جُحِدَتْ

- ‌(16) بابٌ فِى الْمَجْنُونِ يَسْرِقُ أَوْ يُصِيبُ حَدًّا

- ‌(17) بَابٌ فِى الْغُلَامِ يُصِيبُ الْحَدَّ

- ‌(18) بَابُ السَّارِقِ يَسْرِقُ في الْغَزْوِ، أَيُقْطَعُ

- ‌(19) بَابٌ في قَطْعِ النَّبَّاشِ

- ‌(20) بَابُ السَّارِقِ يَسْرِقُ مِرَارًا

- ‌(21) بَابٌ في السَّارِقِ تُعَلَّقُ يَدُهُ في عُنُقِهِ

- ‌(22) بَابُ بَيْعِ الْمَمْلُوكِ إذَا سَرَقَ

- ‌(23) بَابٌ: في الرَّجْمِ

- ‌(24) بَابٌ في الْمَرْأَةِ التِي أَمَرَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجْمِهَا مِنْ جُهَيْنَةَ

- ‌(25) بَابٌ في رَجْمِ الْيَهُودِيينِ

- ‌(26) بَابٌ في الرَّجُلِ يَزْنِي بِحَرِيمِهِ

- ‌(27) بَابٌ في الرَّجُلِ يَزْني بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ

- ‌(28) بَابٌ فِيمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ

- ‌(29) بَابٌ فِيمَنْ أَتَى بَهِيمَةً

- ‌(30) بَابٌ إذَا أَقَرَّ الرَّجُلُ بِالزِّنَا وَلَمْ تُقِرَّ الْمَرْأَةُ

- ‌(31) بَابٌ في الرَّجُلِ يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ مَا دُونَ الْجِمَاعِ فيَتُوبُ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهُ الْإمَامُ

- ‌(32) بَابٌ في الأَمَةِ تَزْنن وَلَمْ تُحْصَنْ

- ‌(33) بَابٌ: في إقَامَةِ الْحَدِّ عَلَى الْمَرِيضِ

- ‌(34) بَابٌ في حَدِّ الْقَاذِفِ

- ‌(35) بابٌ في الْحَدِّ فِى الْخَمْرِ

- ‌(36) بابٌ: إِذَا تَتَابَعَ فِى شُرْبِ الْخَمْرِ

- ‌(37) بابٌ فِى إِقَامَةِ الْحَدِّ فِى الْمَسْجِدِ

- ‌(38) بابٌ: فِى ضَرْبِ الْوَجْهِ فِى الْحَدِّ

- ‌(39) بابٌ: فِى التَّعْزِيرِ

- ‌(33) أَوَّلُ كِتَابِ الدِّيَّاتِ

- ‌(1) بَابُ النَّفْسِ بِالنَّفْسِ

- ‌(3) بَابُ الإمَامِ يأْمُرُ بِالْعَفْوِ في الدَّمِ

- ‌(4) بابُ وَليِّ الْعَمْدِ يَأْخُذُ الدِّيَةَ

- ‌(5) بَابُ مَنْ قَتَلَ بَعْدَ أَخْذِ الدِّيَةِ

- ‌(6) بَابٌ فِيمَنْ سَقَى رَجُلًا سُمًّا أَوْ أَطْعَمَهُ فَمَاتَ، أَيُقَادُ مِنْهُ

- ‌(7) بَابُ مَنْ قَتَلَ عَبْدَهُ أَوْ مَثَّلَ بِهِ، أَيُقَادُ مِنْهُ

- ‌(8) بَابُ الْقَسَامَةِ

- ‌(9) بَابٌ في تَرْكِ الْقَوَدِ بِالْقَسَامَةِ

- ‌(10) بَابٌ: يُقَادُ مِنَ الْقَاتِلِ

- ‌(11) بَابٌ: أَيُقَادُ الْمُسْلِمُ مِنَ الْكَافِرِ

- ‌(12) بَابٌ فِيمَنْ وَجَدَ مَعَ أَهْلِهِ رَجُلًا، أَيَقْتُلُهُ

- ‌(13) بَابُ الْعَامِلِ يُصَابُ عَلَى يَدَيهِ خَطَأ

- ‌(14) بَابُ الْقَوَدِ بِغَيْرِ حَدِيدٍ

- ‌(15) بَابُ الْقَوَدِ مِنَ الضَّرْبَةِ، وَقَصِّ الأَمِيرِ مِنْ نَفْسِهِ

- ‌(16) بَابُ عَفْوِ النِّسَاءِ عَنِ الدَّمِ

- ‌(17) بَابٌ في الدِّيَةِ كم هِيَ

- ‌(18) بابٌ دِيَاتِ الأَعْضَاءِ

- ‌(19) بابُ دِيَةِ الْجَنِينِ

- ‌(20) بَابٌ في دِيَةِ الْمُكَاتَبِ

- ‌(21) بَابٌ في دِيَةِ الذِّمِّيِّ

- ‌(22) بَابٌ في الرَّجُلِ يُقَاتِلُ الرَّجُلَ فيَدْفَعُهُ عن نَفْسِهِ

- ‌(23) (بَابٌ فِيمَنْ تَطَبَّبَ وَلَا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فأَعْنَتَ)

- ‌(24) بَابُ الْقِصَاصِ مِنَ السِّنِّ

- ‌(25) بَابٌ في الدَّابَّةِ تَنْفَحُ بِرِجْلِهَا

- ‌(26) بَابٌ في النَّارِ تَعَدَّى

- ‌(27) بَابُ جِنَايَةِ الْعَبْدِ يَكُونُ لِلْفُقَرَاءِ

- ‌(28) بَابٌ فِيمَنْ قُتِلَ في عِمِّيَّا بَيْنَ قَوْمٍ

الفصل: ‌(2) باب: في ذكر المهدي

(2) بَابٌ: في ذِكْرِ الْمَهْدِيِّ

4282 -

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ. (ح): وَحَدَّثنَا

===

وأما أهل السنَّة والجماعة فقال بعضهم: إن المراد (1) بهذا الاثني عشر خليفة أن يكونوا على التوالي، فيعمونهم في سيرتهم بأنهم سواء أن يكونوا عادلين أو جائرين، ولكن شوكة الإسلام وقوته تتزايد في كماله في زمانهم، وبعضهم يقولون: لا يشترط التوالي فيهم، ويقولون: المراد بهم الذين هم على سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وآخرهم الإِمام المهدي رضي الله عنه، وعندي هذا هو الحق، والتفصيل في ذلك ذكره السيوطي في "تاريخ الخلفاء"(2)، ومولانا الشيخ ولي الله الدهلوي في "قرة العينين في تفضيل الشيخين" رضي الله عنهما.

(2)

(بَابٌ: في ذِكْرِ الْمَهْدِيِّ)(3)

4282 -

(حدثنا مسدد، أن عمر بن عبيد حدثهم، ح: وحدثنا

(1) وبه جزم عياض، وقال: وُجِدَ هذا حتى اضطرب أمر بني أمية في زمن الوليد بن يزيد، قال الحافظ: هذا حسن لما في بعض طرق الحديث: "كلُّهم يجتمع عليه الأمر"، كذا في "تاريخ الخلفاء"(ص 14)، وقال: إيضاح ذلك أنهم اجتمعوا بعد الخلفاء الراشدين الأربعة على معاوية بعد صلح الحسن، ثم على يزيد بعد شهادة الحسين، ثم على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم على أولاده الأربعة: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز، ثم اجتمعوا على الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد قتل عمه هشام

إلخ. (ش).

(2)

انظر: "تاريخ الخلفاء"(ص 14، 15).

(3)

الروايات فيه قريبة من التواتر، كما في "تحفة الأحوذي"(6/ 484)، تبعًا لـ "عون المعبود"(11/ 243)، وقد بسطت في ذلك في هامش "الإشاعة في أشراط الساعة"(ص 131). (ش).

ص: 324

مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، نَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ -. (ح): وَحَدَّثنَا مُسَدَّدٌ قَالَ: نَا يَحْيَى، عن سُفْيَانَ. (ح): وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالَ: نَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ. (ح): وَحَدَّثنَا أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1)، عن فِطْرٍ، الْمَعْنَى (2)، كُلُّهُمْ عن عَاصِمٍ، عن زِرٍّ، عن عَبْدِ اللَّهِ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إلَّا يَوْمٌ - قَالَ زَائِدَةُ (3): لَطَوَّلَ اللَّه ذَلِكَ الْيَوْمَ (4) - حَتَّى يَبْعَثَ (5) رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي". [ت 2230، حم 1/ 376]

===

محمد بن العلاء، نا أبو بكر - يعني ابنَ عياش -، ح: وحدثنا مسدد قال: نا يحيى، عن سفيان، ح: وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال: نا عبيد الله بن موسى، أخبرنا زائدة، ح: وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثني عبيد الله، عن فطر، المعنى) أي معنى حديثهم واحد (كلهم) أي عمر بن عبيد، وأبو بكر، والثوري، وزائدة، وفطر رووه (عن عاصم) بن أبي النجود، وهو عاصم بن بهدلة (عن زر) بن حبيش (عن عبد الله) بن مسعود (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم يبق من الدنيا إلَّا يوم) أي لو فرض أن لا يبقى من الدنيا إلَّا يوم واحد (قال زائدة: لَطَوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث) أي الله سبحانه (رجلًا مني، أو) للشك من الراوي (من أهل بيتي يُواطئ) أي يوافق (اسمُه اسمي) أي محمد (و) يوافق (اسمُ أبيه اسمَ أبي) أي يكون محمد بن عبد الله، وفيه ردٌّ على الإمامية الاثنا عشرية حيث يقولون: المهدي الموعود هو القائم المنتظر، وهو محمد بن الحسن العسكري.

(1) زاد في نسخة: "بن موسى".

(2)

زاد في نسخة: "واحد".

(3)

زاد في نسخة: "في حديثه".

(4)

زاد في نسخة: "ثم اتفقوا".

(5)

في نسخة بدله: "يبعث الله فيه".

ص: 325

زَادَ في حَدِيثِ فِطْرٍ: "يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا".

وَقَالَ في حَدِيثِ سُفْيَانَ: "لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَفْظُ عُمَرَ وَأَبِي بَكْرٍ بِمَعْنَى سُفْيَانَ (1).

4283 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْن، نَا فِطْرٌ (2)، عن الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عن أَبي الطُّفَيْلِ، عن عَلِيٍّ (3)، عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إلَّا يَوْم لَبَعَثَ (4) اللَّه رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كمَا مُلِئَتْ جَوْرًا". [حم 1/ 99]

===

(زاد) أحمد بن إبراهيم (في حديث فطر: يملأ الأرضَ قسطًا وعدلًا، كما مُلِئَتْ) قبل ظهوره (ظلمًا وجورًا).

وحاصل معنى الحديث: أن بعثه مؤكد يقيني لا بد أن يكون ذلك.

(وقال) أي مسدد (في حديث سفيان: لا تذهَبُ أو) للشك من الراوي (لا تنقضي الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، قال أبو داود: لفظ عمر) بن عبيد (وأبو بكر) بن عياش (بمعنى) حديث (سفيان).

4283 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، نا فطر، عن القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو لم يبق من الدهر إلَّا يوم) إشارة إلى تَأَكّد وقوع ذلك (لبعث الله رجلًا من أهلي بيتي يملؤها) أي الأرضَ (عدلًا، كما مُلِئَتْ جورًا).

(1) زاد في نسخة: "ولم يقل أبو بكر: العربَ، قال أبو داود: في حديث أبي بكر وعمر بن عبيد".

(2)

في نسخة: "مطر".

(3)

زاد في نسخة: "رضي الله عنه".

(4)

في نسخة بدله: "يبعث".

ص: 326

4284 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، ثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، عن زِيَادِ بْنِ بَيَانٍ، عن عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي، مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ". [جه 4086]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: وَسَمِعْتُ أَبَا الْمَلِيحِ يُثْنِي عَلَى عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ، وَيَذْكُرُ مِنْهُ صَلَاحًا.

4285 -

حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ بَزِيعٍ، نَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ،

===

4284 -

(حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا أبو المليح الحسن بن عمر، عن زياد بن بيان) الرقي، روى له أبو داود وابن ماجه حديثًا واحد في المهدي، قال البخاري: قال عبد الغفار: ثنا أبو المليح، أنه سمع زياد بن بيان، وذكر من فضله، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان شيخًا صالحًا، قلت: قال البخاري: في إسناده نظر.

(عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة قالت: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي) العترة ولد الرجل من صلبه (من ولد فاطمة) رضي الله عنها، قال بعضهم: من ولد الحسن، وقال بعضهم: من ولد الحسين رضي الله عنها، والأولى أن يقال: من ولدهما بأن يكون من جهة الوالد حسنيًّا ومن جهة الأم (1) حسينيًّا.

(قال عبد الله بن جعفر: وسمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيل، وبذكر منه صلاحًا) أي يوثقه.

4285 -

(حدثنا سهل بن تمام بن بزيع، نا عمران القطان،

(1) وحكى الدمنتي في "حواشيه" نفيَ كونه من أولاد الحسين رضي الله عنه، كما في "الدرجات"(ص 177). (ش).

ص: 327

عن قَتَادَةَ، عن أَبِي نَضْرَةَ، عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، أَقْنَى الأَنْفِ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا، وَيَمْلِكُ سَبْعَ سِنينَ".

4286 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمثنَّى، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن قَتَادَةَ، عن صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عن صَاحِبٍ لَهُ، عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَكُونُ اخْتِلَافٌ (1) عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إلَى مَكَّةَ، فيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ، وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وُيبْعَثُ إلَيْهِ بَعْثٌ مِنَ (2) الشَّامِ،

===

عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني) أي من أهل بيتي، (أجلى الجبهة) أي أوضح وأوسع الجبهة، (أقنى الأنف) أي أركعه، (يملأ الأرض قسطًا وعدلًا، كلما ملئت ظلمًا وجورًا، ويملك سبع سنين).

4286 -

(حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي) هشام، (عن قتادة، عن صالح) بن أبي مريم (أبي الخليل، عن صاحب له) قال في "التقريب": هو عبد الله بن الحارث، (عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون اختلاف) أي في الناس (عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا إلى مكة) لخوف من أن يجعلوه خليفة فيهرب إلى مكة؛ لأنه يظن أن أهل مكة لا يعرفونه، وأما أهل المدينة فإنهم يعرفون منه حسبَه، ونسبَه، وصلاحَه وتقواه (فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه) فيظهرون أمره (وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويُبْعَثُ إليه بعث) أي جند (من الشام)

(1) في نسخة: "اختلافًا".

(2)

زاد في نسخة: "أهل".

ص: 328

فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَةَ وَالْمَدِينَةِ، فَإذَا رَأَى النَاسُ ذَلِكَ (1) أَتَاهُ أَبْدَالُ (2) الشَامِ،

===

ليقاتل المهدي (فَيُخْسَفُ (3) بهم بالبيداء). قال في "معجم البلدان"(4): اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة، وهي إلى مكة أقرب، تُعَدُّ من الشرف أمام ذي الحليفة، وفي قول بعضهم: إن قومًا كانوا يغزون بيتًا فنزلوا بالبيداء، فبعث الله عز وجل جبرئيل، فقال: يا بيداء أبيديهم، انتهى. قلت: وليس هو ميقات أهل المدينة، فإنه قريب من المدينة. (بين مكة والمدينة) وهذا من كرامة المهدي.

(فإذا رأى الناس ذلك) أي خسف أعدائه (أتاه أبدال (5) الشام

(1) في نسخة: "ذاك".

(2)

في نسخة: "أهل".

(3)

قال الحافظ (3/ 341) ح (2118): قال ابن التين: وهذا الجيش الذي يُخسَف بهم هم الذين يهدمون الكعبة (أي ذو السويقتين من الحبشة) فيُنتَقَم منهم فيُخسَف بهم، وتعقب بأن في بعض طرق "مسلم":"أن ناسًا من أمتي؛ والذين يهدمونها من كفار الحبشة"، وأيضًا فمقتضى كلامه أنهم يخسَف بهم بعد أن يهدموها ويرجحوا، وظاهر الخبر أنه يخسَف بهم قبل أن يصلوا إليها، وذكر السيوطي في "الدر المنثور" (6/ 711) عدة روايات فيه في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ

} الآية [سبأ: 51](ش).

(4)

"معجم البلدان"(1/ 523).

(5)

وفي الحاشية عن "مرقاة الصعود"(ص 178): لم يرد في السنَّة ذكرُ الأبدال إلَّا في هذا الحديث عند أبي داود، وأخرجه الحاكم وصحَّحه، وورد في غير الصحاح ذكرُهم في عدة أحاديث جمعتها في مؤلف، انتهى.

وفي "شرح الإحياء"(8/ 358): قيل: هم سبعة، لا يزيدون ولا ينقصون، يحفظ الله بهم الأقاليمَ السبعةَ، وحديث أنس رضي الله عنه في الأبدال موضوع، كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 280)، ولابن عابدين رسالة في "رسائله" اسمها:"إجابة الغوث ببيان حال النقباء والنجباء والأبدال والأوتاد والغوث"، ذكر فيها أحوال الغوث وغيره، وما وود من الروايات في الأبدال وغيرهم.

وتقدم في "البذل" أيضًا أن الأبدال من الموالي، وللسيوطي رسالة خطية في خزانة =

ص: 329

وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ (1). ثُمّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إلَيْهِمْ بَعْثًا، فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ (2) كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ في اَلنَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، وُيلْقِي الإسلَامُ بِجِرَانِهِ إلَى الأَرْضِ،

===

وعصائب (3) أهل العراق فيبايعونه) أي المهدي (ثم ينشأ) أي يظهر (رجل من قريش أخوالُه كلبٌ) وهو قبيلة من العرب، فينازع المهدي في أمره، ويستعين بأخواله من بني كلب، (فيبعث) أي الكلبيُّ (إليهم) أي المبايعين للمهدي (بعثًا) أي جيشًا لقتال المبايعين (فيظهرون عليهم) أي يغلب المبايعون على البعث الذي بعثه الكلبي، (وذلك) أي البعث (بعث كلب) أي جيشه (والخيبة لمن لم يشهد غنيمةَ كلب)، وهذا ترغيب للمسلمين بأن يحضروا لقتال جيش كلب، ويغتنموا من غنيمته.

(فيقسم) المهدي (المالَ) الذي حصل في الغنيمة (ويعمل في الناس بسنَّة) أي شريعة (نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويلقي) من الإلقاء (الإِسلام بِجِرانه)(4) أي بمقدم عنقه (إلى الأرض) وهو استعارة، فالبعير لا يلقي بجرانه إلَّا إذا اطمأن

= الكتب لمدرسة مظاهر علوم، وشيء منه في "المقاصد الحسنة"(ص 28)، و"الإحياء"(3/ 308)، و"شرحه"(8/ 385)، و"الفتاوى الحديثية"(ص 426)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (3/ 75)، و"المواهب اللدنية"(2/ 724)، و"شرحه"(7/ 479)، و"الدر المنثور"(1/ 765)، وفي "التعقبات على الموضوعات" (ص 47): صحيح، وإن شئت قلت: متواتر، وذكره السيوطي في "الحاوي"، وبسط الزرقاني على "المواهب" أشد البسط، وفي "نزهة البساتين"(ص 448) رقم الحكاية (411). (ش).

(1)

زاد في نسخة: "بين الركن والمقام".

(2)

في نسخة: "البعث".

(3)

جمع عصابة كتجارة، وهي جماعة الناس لعشرة إلى أربعين، والمراد جماعة المقاتلين أو جماعة الزهاد إذ قرنه بالأبدال، كذا في "الدرجات"(ص 178). (ش).

(4)

قال في "جامع الأصول" ح (7480): الجِران: باطن العنق، والجمع: جُرُن، والمعنى: أنه قد قَرَّ قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مَدَّ جِرانَه على الأرض.

ص: 330

فَيَلْبَثُ سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ". [حم 6/ 316، ك 4/ 431، طس 1153]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ عن هِشَامٍ: "تِسْعَ سِنِينَ". وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "سَبْعَ سِنِينَ".

4287 -

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عن هَمَّامٍ، عن قتَادَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ:"تِسْعَ (1) سِنينَ"[انظر سابقه]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ غَيْرُ مُعَاذٍ عن هِشَامٍ: "تِسْعَ سنين".

4288 -

حَدَّثَنَا (2) ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: نَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: نَا أَبُو الْعَوَّامٍ قَالَ: نَا قتَادَةُ، عن أَبِي الْخَلِيلِ، عن عَبْدِ الله بْنِ الْحَارِثِ، عن أُمِّ سَلَمَة، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَحَدِيثُ مُعَاذٍ أَتَمُّ. [انظر سابقه]

===

غاية الطمأنينية (فيلبث) المهدي (سبع سنين) خليفة (ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون، قال أبو داود: وقال بعضهم عن هشام: تسع سنين، وقال بعضهم: سبعٍ سنين) فمن قال: "سبع سنين" فكأنه أسقط السنتين اللتين بقي فيهما مشغولًا بالقتال.

4287 -

(حدثنا هارون بن عبد الله، أنا عبد الصمد، عن همام، عن قتادة بهذا الحديث قال: تسع سنين، قال أبو داود: قال غير معاذ عن هشام: تسع سنين).

4288 -

(حدثنا ابن المثنى قال: نا عمرو بن عاصم قال: نا أبو العوام قال: نا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا) الحديث (وحديث معاذ أتم).

(1) في نسخة: "سبع".

(2)

زاد في نسخة: "محمد".

ص: 331

4289 -

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا جَرِيرٌ، عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عن أُمِّ سَلَمَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِقِصَّةِ جَيْشِ الْخَسْفِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ (1) بِمَنْ كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ: "يُخْسَفُ بِهِمْ، وَلَكِنْ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نِيَّتِهِ". [م 2882، حم 6/ 290]

4290 -

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحُدِّثْتُ، عن هَارُونَ بْنِ الْمُغيْرَةِ قَالَ: نَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عن شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عن أَبِي إسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ (2) اللهُ عَنْهُ - وَنَظَرَ إلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ - فَقَالَ: "إنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسَمَّى بِاسْم نَبِيّكُمْ صلى الله عليه وسلم، يُشْبِهُهُ في الْخُلُقِ وَلَا يُشْبِهُهُ في الْخَلْقِ". ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّة: يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلًا.

===

4289 -

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بقصة جش الخسف) أي الجيش الذي يخسف به (قلت: يا رسول الله! كيف بمن كان كارهًا؟ ) أي أُخْرِجَ في الجيش وهو كاره للقتال (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُخْسَفُ بهم) أي بجميعهم (ولكن يُبْعَثُ يوم القيامة على نيته) أي من كان نيته عدم القتال، وأخرج كارهًا، فيبعث على نيته فينجو، وأما من خرج راغبًا في المقاتلة فيهلك.

4290 -

(قال أبو داود: وحُدِّثْتُ، عن هارون بن المغيرة قال: نا عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق قال: قال علي رضي الله عنه، ونظر إلى ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه) فيكون الحسنُ جَدَّه أبا أبيه، والحسين جده أبا أمه (رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم) أي محمد (يشبهه في الخُلُق) أي في أخلاقه العالية (ولا يشبهه في الخَلْق) أي في ظاهر الصورة (ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلًا).

(1) في نسخة: "فكيف".

(2)

في نسخة: "كرم الله وجهه".

ص: 332

وَقَالَ هَارُونُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عن مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عن الْحَسَنِ (1)، عن هِلَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّه وَجْهَهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ النَّهْرِ يُقَالُ لَهُ: الْحَارِثُ، حَرَّاثٌ، عَلَى مُقَدِّمَتِهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مَنْصُورٌ، يُوَطِّئُ (2) أَوْ يُمَكِّنُ لآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَكَّنَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَجَبَ (3) عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ نَصْرُهُ"(4)،

===

(وقال هارون) بن المغيرة: (حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن الحسن، عن هلال بن عمرو قال: سمعت عليًّا كرم الله وجهه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل) صالح (من وراء النهر)(5) أي مما وراءه من البلدان كبخارى، وسمرقند، ونحوها (يقال له: الحارث) وهذا اسمه (حرَّاث) بتشديد الراء، صفة له، أي زرَّاع (على مقدمته) أي مقدمة جيشه (رجل يقال له: منصور) اسم له أو صفة (يوطِّئ) أي يقرِّرُ وُيُثبِتُ الأمرَ (أو يمكِّن) من التمكين كقوله تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} (6)، وقوله تعالى:{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} (7) أي يهيِّئ لهم الأسبابَ بأمواله، وخزانته، وسلاحه، ويمكِّن أمرَ الخلافة، ويقويها، ويساعدها بعسكره (لآل محمد) أي للمهدي، أو يقال: لفظ الآل مقحم، والمعنى لمحمد المهدي (كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم) والمراد من آمن منهم، ودخل في التمكين أبو طالب أيضًا وإن لم يؤمن عند أهل السنَّة، (وجب على كل مؤمن نصره)

(1) في نسخة بدله: "أبي الحسن".

(2)

في نسخة: "يوطن".

(3)

في نسخة: "واجب".

(4)

في نسخة، "نصرته".

(5)

وفي "علامات قيامت": يخرج من خراسان. (ش).

(6)

سورة الحج: الآية 41.

(7)

سورة النور: الآية 55.

ص: 333

أَوْ قَالَ: "إجَابَتُهُ"(1).

* * *

===

أي نصرُ الحارث، أو نصرُ المنصور، أو نصرُ المهدي (أو قال) شك من الراوي:(إجابته)، وفي الحديث انقطاع (2).

* * *

(1) زاد في نسخة: "آخر كتاب المهدي".

(2)

قال المنذري بعد الحديث الأول: هذا منقطع، أبو إسحاق السبيعي رأى عليًّا رضي الله عنه رؤية. وقال فيه أبو داود: حدثت عن هارون بن المغيرة.

وقال بعد الحديث الثاني: وهذا أيضًا منقطع، قال فيه أبو داود: قال هارون - يعني ابن المغيرة -، وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: هلال بن عمرو - وهو غير مشهور - عن علي. انظر: "مختصر المنذري"(4/ 107).

ص: 334