الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(155) بَابٌ: فِي الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ
2756 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِىُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ". [خ 6178، م 1735، ت 1581، حم 6/ 12، ق 9/ 158]
(156) بَابٌ: في الإمَامِ يُسْتَجَنُّ بِهِ فِي الْعُهُودِ
2757 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى الزِّنَادِ، عَنْ أَبِى الزِّنَادِ (1) ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ بِهِ". [خ 2957، م 1841، ن 4196]
===
(155)
(بَابٌ: فِي الوَفَاءِ بِالعَهْدِ)
2756 -
(حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الغادر يُنصب) أي: يقام ويرفع (له لواء يوم القيامة) فضيحة له وتشهيرًا (فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان).
(156)
(بَابٌ: فِي الإمَامِ يُسْتَجَنُّ)، أي: يتقى (به فِي الْعُهُودِ)، وكذا في القتال
2757 -
(حدثنا محمد بن الصباح البزاز، نا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الإِمام جنة) أي: وقاية وعصمة وسترة يمنع العدو عن أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعضهم (يقاتل به) أي: بأمره ورأيه، ولفظ "البخاري" (2):
(1) في نسخة: "عن أبيه".
(2)
"صحيح البخاري"(2957).
2758 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِى عَمْرٌو، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى رَافِعٍ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: بَعَثَتْنِى قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم أُلْقِىَ فِى قَلْبِىَ الإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّى وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّى لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ، وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ، وَلَكِنِ ارْجِعْ، فَإِنْ كَانَ فِى نَفْسِكَ الَّذِى فِى نَفْسِكَ الآنَ فَارْجِعْ". قَالَ: فَذَهَبْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم
===
وإنما الإِمام جنة يُقَاتَلُ من ورائه ويُتَّقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل، فإن له بذلك أجرًا، وإن قال بغيره فإن عليه منه".
2758 -
(حدثنا أحمد بن صالح، نا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو، عن بكير بن الأشج، عن الحسن بن علي بن أبي رافع، أن أبا رافع أخبره، قال) أي أبو رافع: (بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولعل هذا البعث وقع قبل بدر، لأنه أسلم قبل بدر (فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقي) بصيغة المجهول، أي: أوقع (في قلبي الإِسلام، فقلت: يا رسول الله! إني والله لا أرجع إليهم) أي: إلى كفار قريش (أبدًا).
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لا أخيس) بخاء معجمة ثم تحتية ثم سين مهملة، أي: لا أنقض (بالعهد)، قال الطيبي (2): المراد بالعهد ها هنا العادة الجارية المتعارف بين الناس من أن الرسل لا يتعرض لهم بمكروه (ولا أحبس) بالحاء المهملة والباء الموحدة (البرد) بضم الموحدة والراء، جمع بريد وهو الرسول (ولكن ارجع) أي إلى قريش (فإن كان) هناك (في نفسك الذي في نفسك الآن) من الإِسلام (فارجع) أي: إلينا.
(قال) أي أبو رافع: (فذهبت) أي: إلى قريش (ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
(1) في نسخة بدله: "النبي".
(2)
انظر: "شرح الطيبي"(8/ 27).
فَأَسْلَمْتُ، قَالَ بُكَيْرٌ: وَأَخْبَرَنِى أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا. [حم 6/ 8، ق 9/ 145، ك 3/ 598]
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا كَانَ فِى ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَالْيَوْمَ (1) فَلَا يَصْلُحُ.
===
فأسلمت) أي: أظهرت الإِسلام (قال بكير: وأخبرني) أي: الحسن بن علي (أن أبا رافع) جده (كان قبطيًا) أي: عبدًا قبطيًا للعباس بن عبد المطلب فأعتقه.
(قال أبو داود: هذا كان في ذلك الزمان، واليوم لا يصلح)، والمراد بهذا الكلام أن من جاء من الكفار إلى الإِمام رسولًا فأسلم وأراد أن لا يرجع إلى الكفار لا يرده الإِمام إليهم، وأما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحبس أبا رافع فهو من المخصوص به صلى الله عليه وسلم.
كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه: قوله: وهذا كان في ذلك الزمان
…
إلخ، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم كان على الستيقان من عوده مسلمًا، وكان في توقفه ثمة من المفاسد ما لا يخفى، حيث كان سببًا لاشتهار أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبس الرسل، وإن لم يكن الحبس منه، ولو اشتهر ذلك لانسد باب المراسلات والمخاطبات التي توقف عليها أمر شيوع الإِسلام، ولا يجوز مثل ذلك في من بعده صلى الله عليه وسلم.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منتقى الأخبار"(2): معناه- والله أعلم- أنه كان في المرة التي شرط لهم فيها أن يرد من جاءه منهم مسلمًا، وحاصل هذا الكلام أن قصة أبي رافع هذه وقعت في زمان صلح الحديبية، وهذا عجيب من مثله، فإنه قد صرح العلماء وأهل السير أن إسلام أبي رافع كان قبل بدر، وقالوا: إنه شهد أحدًا وما بعدها، فكيف يمكن أن يكون وقوع هذه القصة في زمان صلح الحديبية، ولم يتنبه لذلك صاحب "العون"(3)، فقال: والصحيح
(1) في نسخة: "فأما اليوم".
(2)
انظر: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"(5/ 102).
(3)
"عون المعبود"(7/ 311).