الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَتَلَ مُعَاهِدًا فِى غَيْرِ كُنْهِهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ". [ن 4747، حم 5/ 36 - 38، دي 2504]
(159) بَابٌ: فِي الرُّسُلِ
2761 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِىُّ، نَا سَلَمَةُ - يَعْنِى ابْنَ الْفَضْلِ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مُسَيْلِمَةُ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَقَدْ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ: سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الأَشْجَعِىِّ،
===
(عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل معاهدًا) سواء كان عهده مؤقتًا أو مؤبدًا (في غير كنهه)، قال في "المجمع" (1) في شرح هذا اللفظ: كنه الأمر: حقيقته، وقيل: وقته وقدره، وقيل: غايته، أي: من قتله في غير وقته، أو غاية أمره الذي يجوز فيه قتله.
(حرم الله عليه الجنة) أي: دخولها مع السابقين الأولين، أو محمول على التهديد والتغليظ.
(159)
(بَابٌ: في الرُّسُلِ) جمع رسول، وهو المرسل من الكفار برسالة أو كتاب إلى إمام المسلمين
2761 -
(حدثنا محمد بن عمرو الرازي، نا سلمة -يعني ابن الفضل-، عن محمد بن إسحاق قال: كان مسيلمة كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال) أي سلمة بن الفضل: (وقد حدثني محمد بن إسحاق، عن شيخ من أشجع) وهي قبيلة من غطفان (يقال له: سعد بن طارق، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي) له ولأبيه صحبة.
(1)"مجمع بحار الأنوار"(4/ 450).
عَنْ أَبِيهِ نُعَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُمَا حِينَ قَرَأ كِتَابَ مُسَيْلِمَةَ: "مَا تَقُولَانِ أَنْتُمَا؟ "، قَالَا: نَقُولُ كَمَا قَالَ، قَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا». [حم 3/ 487، ق 9/ 211]
===
(عن أبيه نعيم) بن مسعود الأشجعي (قال) نعيم بن مسعود: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهما) أي: لرسولي مسيلمة الكذاب (حين قرأ) هكذا بصيغة الإفراد في المجتبائية والمصرية، وأما في الكانفورية، والقادرية، والمكتوبة القلمية، ونسخة "العون": فبالتثنية، وأما في رواية أحمد في "مسنده" فبالإفراد على صيغة المعلوم، وأما ما في "العون"(1) بأن فيه على صيغة المجهول، فلم أره فيه.
(كتاب مسيلمة) الكذاب الذي تَنَبَّأَ، وكان صاحب نيرنجات (2)، فتبعه خلق من بني حنيفة، ثم قتل في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه (ما تقولان أنتما؟ قالا: نقول كما قال) أي: مسيلمة، معناه إنا نصدقه في دعوى النبوة، ونقول: إنه رسول الله، وهذا كفر وارتداد منهما في حضرته صلى الله عليه وسلم.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما) حرف تنبيه (والله لولا أن الرسل لا تقتل) أي: العادة فاشية في الملوك أن الرسل لا تقتل عندهم (لضربت أعناقكما).
وقد أخرج شيخ الإِسلام ابن تيمية في "مصنفه"(3) عن ابن مسعود، وعزاه إلى أحمد، قال:"جاء ابن النوَّاحة -بفتح النون وتشديد الواو وبعد الألف مهملة- وابن أثال- بضم الهمزة وبعدها مثلثة- رسولا مسيلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهما: أتشهدان أني رسول الله؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسوله، لو كنت قاتلًا رسولًا لقتلتكما، قال عبد الله: فمضت السنَّة أن الرسل لا تقتل".
(1)"عون المعبود"(7/ 314).
(2)
نيرنجات: واحدها: نيرنج: أخذٌ كالسحر وليس به.
(3)
انظر: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار"(5/ 98)، ح (3463).
2762 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَا (1) سُفْيَانُ، عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا بَيْنِى وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنَ الْعَرَبِ حِنَةٌ، وَإِنِّى مَرَرْتُ بِمَسْجِدٍ لِبَنِى حَنِيفَةَ، فَإِذَا هُمْ يُؤْمِنُونَ بِمُسَيْلِمَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ، فَجِئَ بِهِمْ فَاسْتَتَابَهُمْ غَيْرَ ابْنِ النَّوَّاحَةِ قَالَ لَهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ فَأَنْتَ الْيَوْمَ لَسْتَ (2) بِرَسُولٍ"،
===
قال الشوكاني (3): والحديثان يدلان على تحريم قتل الرسل الواصلين من الكفار، وإن تكلموا بكلمة الكفر في حضرة الإِمام أو سائر المسلمين، لأن الرسالة تقتضي جوابًا يصل على يد الرسول، فكان ذلك بمنزلة عقد العهد.
2762 -
(حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب أنه) أي: حارثة بن مضرب (أتى عبد الله) بن مسعود، حين كان عبد الله واليًا على الكوفة (فقال: ما) نافية (بيني وبين أحد من العرب حنة) أي: عداوة، بحاء فنون، كعدة، أي: ضغن، وحقد، وحسد، واللغة الفصيحة: إِحنة بهمزة، كسدرة، قدم هذا الكلام قبل أداء المقصود، ليعتمد على كلامه ويسمع سماع قبول.
(وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون بمسيلمة) أي: بنبوته (فأرسل إليهم) أي: إلى أهل مسجد بني حنيفة (عبد الله) بن مسعود (فجيء بهم فاستتابهم) أي: طلب منهم التوبة عن هذا الارتداد فتابوا (غير ابن النواحة) فإنه لم يرجع إلى الإِسلام.
(قال) عبد الله بن مسعود (له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) حين جئت عنده برساله مسيلمة، وكتابه:(لولا أنك رسول لضربت عنقك، فأنت اليوم لست برسول)
(1) في نسخة: "نا".
(2)
في نسخة: "ليس".
(3)
"نيل الأوطار"(5/ 100).