الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُم: حم لَا يُنْصَرُونَ". [ت 1682، حم 4/ 65، سي 617، ك 2/ 107]
(73) بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ
2598 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، نَا يَحْيَى، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي
===
وهو ثقة ليس به بأس، وأما من عابه بالكذب، فلا وجه له، لأن صاحب الحرب يحتاج إلى المعاريض والحيل، فمن لم يعرفها عدها كذبًا.
(قال: أخبرني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم) لم أقف على تسميته (يقول) أي النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بُيِّتُم) على صيغة بناء المفعول، من تبييت العدو، وهو أن يقصد العدو في الليل من غير أن يعلم، فيهجم عليهم بغتة (فليكن شعاركم، "حم لا ينصرون") بصيغة المفعول، وهو دعاء أو إخبار.
قال القاضي: أي علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام، والشعار في الأصل العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل رفقته.
قال الترمذي (1) بعد تخريج هذا الحديث: وهكذا روى بعضهم عن أبي إسحاق مثل رواية الثوري، وروي عنه عن المهلب بن أبي صفرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
وقد أخرجه الإمام أحمد (2) من طريق أسود بن عامر قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المهلب بن أبي صفرة، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما أراهم الليلة إلَّا سيبيتونكم، فإن فعلوا فشعاركم حم لا ينصرون".
(73)
(بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَافَرَ)
2598 -
(حدثنا مسدد، نا يحيى، نا محمد بن عجلان، حدثني
(1) انظر: "سنن الترمذي"(4/ 197) رقم (1682).
(2)
"مسند أحمد"(4/ 65).
سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ قَالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الأَرْضَ، وَهَوَّنْ عَلَيْنَا السَّفَر". [حم 2/ 433، سي 348]
2599 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا الأَزْدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
===
سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر قال: اللَّهُمَّ أنت الصاحب) أي صاحبي (في السفر) أي كما في الحضر، بل لكل واحد، وفيه تلميح إلى قوله تعالى:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (1)، (والخليفة) أي: خليفتي (في الأهل) أي: أهلي.
(اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من وعثاء السفر) أي مشقته وشدته، وأصله من الوعث، وهو أرض فيها رمل تسوخ فيه الأرجل، والمشي فيه يشق على صاحبه (وكآبة) بفتح كاف ومد همزة (المنقلب) هو تغير النفس بالانكسار من شدة الهم والحزن من كئب واكتأب، والمعنى: أن يرجع من سفره بأمر يحزنه بآفة أصابته من سفره، أو يعود غير مقضي الحاجة، أو أصابت ماله آفة، أو يجد أهله مرضى، أو فقد بعضهم.
(وسوء المنظر في الأهل والمال) والمراد منه الاستعاذة من كل منظر يعقب الحزن والسوء عند النظر إليه في الأهل والمال (اللَّهُمَّ اطوِ) من طَوَى يَطْوي (لنا الأرض) أي: قَصِّر بُعدَها (وهوِّن علينا السفرَ) أي: سهِّل.
2599 -
(حدثنا الحسن بن علي، نا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أن عليًا الأزدي) ابن عبد الله البارقي (أخبره، أن ابن عمر
(1) سورة الحديد: الآية 4
عَلَّمَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلِى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (1).
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْبُعْدَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ". وإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِ:"آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ". وكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَجُيُوشُهُ إِذَا عَلَوْا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ. [م 1342، ت 3447، سي 548، حم 2/ 144، خزيمة 2542، ق 5/ 251، ك 2/ 254]
===
علمه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى) أي ركب واستقر راكبًا (على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثًا، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ})، أي: ذلل ({لَنَا هَذَا})، أي: البعير، ({وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}) أي: مطيقين لولا تسخير الله تعالى إياهم لنا ({وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللَّهُمَّ هون) أي: سهل (علينا سفرنا هذا، اللَّهُمَّ اطو) أي: قصِّر (لنا البعد، اللَّهُمَّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال).
(وإذا رجع) عطف على قوله: "إذا استوى"، أي عن السفر (قالهن) أي الكلمات المذكورة (وزاد فيهن: آيبون) أي: راجعون من السفر (تائبون) مما صدر عنا من المناهي (عابدون) أي لله تعالى (لربنا) متعلق لقوله فيما بعد (حامدون، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا) أي: صعدوها كبَّروا، وإذا هبطوا) أي: من الثنايا (سبَّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك)، فوضع التكبير في حالة القيام عند التحريمة، ووضع التسبيح في حالة الركوع والسجود.
(1) سورة الزخرف: الآية 13 - 14.