الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(91) بَابُ مَا يُؤْمَرُ مِن انْضِمَامِ الْعَسْكَرِ وَسَعَتِهِ
2628 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ وَيزِيدُ بْنُ قُبَيْسٍ - مِنْ أَهْلِ جَبَلَةَ سَاحِلِ حِمْصَ، وَهَذَا لَفْظُ يَزِيدَ - قَالَا، نَا الْوَلِيدُ (1)، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ
===
بالأخرى، وقد خفي ذلك على صاحب "عون المعبود"(2)، فغلط في ذلك، وأدخل إحداهما في الأخرى.
ونبَّه الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(3) على ذلك، فإنه أخرج القصتين، ثم قال بعد تخريجهما: قلت: وهذا يرد على من زعم أنه ليس له إلَّا حديث واحد، ولعل منشأ غلط صاحب "العون" هذا القول، والله تعالى أعلم.
(91)
(بَابُ مَا يُؤْمَرُ مِن انْضِمَامِ الْعَسْكَرِ وَسَعَتِهِ)
لفظ: "وسعته" ليس في أصل المكتوبة الأحمدية ولا القادرية، ولكن كتب بعض المصححين بين السطور، وليس في المصرية ولا الكانفورية
2628 -
(حدثنا عمرو بن عثمان الحمصي ويزيد بن قبيس) مصغرًا (من أهل جبلة ساحل حمص)، قال السمعاني في "الأنساب" (4): وأما الجبلي المعروف بهذه النسبة إلى جبلة، وهي بلدة من بلاد الشام قريبة من حمص مما يلي تلك السواحل فيما أظن (وهذا) أي المذكور (لفظ يزيد، قالا نا الوليد) بن هشام كما في نسخة.
(عن عبد الله بن العلاء، أنه سمع مسلم بن مِشْكم) بكسر الميم وسكون
(1) في نسخة: "الوليد بن هشام".
(2)
انظر: "عون المعبود"(7/ 209).
(3)
"الإصابة"(2/ 485).
(4)
انظر: "الأنساب"(2/ 19).
أَبَا عُبَيْدِ الله يَقُولُ، حَدَّثَنَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ قَالَ:"كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلُوا مَنْزِلًا - قَالَ عُمَرو: كَانَ النَّاسُ إِذَاَ نَزَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مَنْزِلًا - تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنَ الشَّيْطَانِ"، فَلَمْ يَنْزِلْ
===
المعجمة وفتح الكاف، الخزاعي المقرئ، أبو عبد الله الدمشقي، كاتب أبي الدرداء، قال أبو مسهر: لم يكن في حد العلماء، وكان ثقة، وقال العجلي: شامي ثقة من خيار التابعين، وقال دحيم ويعقوب بن سفيان: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: وغفل ابن حزم، فقال في "المحلى": إنه مجهول، وهو رد عليه.
(أبا عبيد الله) هكذا بالتصغير في جميع نسخ أبي داود الموجودة عندي، وفي "الخلاصة"(1). وأما في "تهذيب التهذيب" و"التقريب" فأبو عبد الله مكبر، والصواب بالتصغير، فإن الدولابي صاحب "الكنى" (2) قال في باب من كنيته أبو عبيد الله: أبو عبيد الله مسلم بن مشكم.
(يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني) بضم المعجمة الأولى، وفتح الشين المعجمة، بعدها نون، هذه النسبة إلى بطن من قضاعة، وهو خشين بن نمر بن دبرة، منهم أبو ثعلبة الخشني، صحابي مشهور بكنيته، واختلف في اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا (قال: كان الناس إذا نزلوا منزلًا، قال عمرو) بن عثمان:(كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلًا) وكانوا معه (تفرقوا في الشعاب والأودية) فينزلون متفرقين.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم) أي: التفرق (من الشيطان) والاجتماع من الرحمن (فلم ينزل) وفي نسخة: "فلم ينزلوا"، ففي الأول الضمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الثاني إلى الناس
(1) انظر: "الخلاصة"(ص 376).
(2)
انظر: "الكنى والأسماء"(2/ 64).
بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ: لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ". [حم 4/ 193، ق 9/ 152، ك 2/ 115]
2629 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عن أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْخَثْعَمِيِّ، عن فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيِّ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عن أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا، فَضَيَّقَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ، فَبَعَثَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيًا يُنَادِي فِي النَّاسِ "أَنَّ مَنْ ضَيَّقَ مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ
===
(بعد ذلك منزلًا إلَّا انضم بعضهم إلى بعض، حتى يقال: لو بسط عليهم ثوب لعمَّهم) أي: لشملهم.
2629 -
(حدثنا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن عياش، عن أسيد) بفتح الهمزة وكسر السين المهملة مكبرًا (ابن عبد الرحمن الخثعمي) الرملي، قال يعقوب بن سفيان: شامي ثقة، قال أبو زرعة: روى له أبو داود حديثًا واحدًا في الجهاد، وقال أحمد بن صالح: من وجوه خثعم، من ثقات أهل الشام.
(عن فروة بن مجاهد) أبو مجالد (اللخمي) مولاهم الفلسطيني الأعمى، قال البخاري: فروة بن مجالد كان يسكن "كفر عنا" ولم أجد ذكر "كفر عنا" في "معجم البلدان"، وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: وكذا سمى أباه مجالدًا أبو حاتم، وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، وقال ابن عبد البر في الصحابة: فروة بن مجالد مولى لخم، أكثرهم يجعل حديثه مرسلًا.
(عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه) معاذ بن أنس (قال: غزوت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا)، وهكذا في رواية أحمد في "مسنده" غير مسمى، (فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطريق) أي: وسدوا الطريق فلم يبق للناس مجال أن يخرجوا من منازلهم، ويرجعوا إليها بسبب تضييق المنازل.
(فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديًا ينادي في الناس: أن من ضيق منزلًا أو قطع)