الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(157) بَابٌ: فِي الإمَام يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ عَهْدٌ فيَسِيرُ نحْوَهُ
(1)(2)
2759 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَرِىُّ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِى الْفَيْضِ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ - رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ -
===
ما قال الشيخ ابن تيمية في "منتقى الأخبار" ونقل عبارته (3)، انتهى.
(57)
(بَابٌ: فِي الإمَامِ يَكُونُ بَيْنَهُ (4) وَبَيْنَ الْعَدُوِّ عَهْدٌ فَيَسِيرُ، أي: الإِمام (نَحْوَهُ) قبل مضي المدة ليقرب منهم، فيُغِيْرُ بعد المدة عليهم
2759 -
(حدثنا حفص بن عمر النمري، نا شعبة، عن أبي الفيض) موسى بن أيوب، ويقال: ابن أبي أيوب المهري، بفتح الميم وسكون الهاء، الحمصي، من بني عقيل، لقيه شعبة بواسط، وعن ابن معين: أبو الفيض الذي روى عنه شعبة شامي من أبناء جند الحجاج، قال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وقال العجلي: شامي ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وقال يعقوب بن سفيان: له أحاديث حسان، وذكره ابن حبان في "الثقات".
(عن سليم) مصغرًا (ابن عامر، رجل من حمير) الكلاعي الخبائري،
(1) في نسخة: "إليه".
(2)
زاد في نسخة: "ليقرب عنهم فيغير بعد المدة عليهم".
(3)
قلت: أفاد مولانا الشيخ ظفر أحمد في "إعلاء السنن"(12/ 47): أن أبا رافع اثنان كما في "الإصابة"(4/ 68) وغيره، فالذي أسلم قبل بدر غير هذا، والقصة وقعت في الصلح، فليفتش. (ش).
(4)
وترجم صاحب المنتقى (5/ 121): "باب ما جاء فيمن سار نحو العدو في آخر مدة الصلح بغتة"، وذكر فيه حديث الباب، وقال الشوكاني (5/ 122): الحديث أخرجه أحمد (4/ 111)، والترمذي (1580)، وصححه النسائي (8732). وقال: النبذ في اللغة: الطرح، والمراد هنا إخبار المشركين بأن الذمة انقضت، وإيذانهم بالحرب إن لم يسلموا أو يعطوا الجزية، ولم يذكر المذاهب، وكذا صاحب "تحفة الأحوذي"(5/ 193) اكتفى على كلام القاري الآتي، وكذا لم يتعرض عنه ابن العربي في "شرح الترمذي". (ش).
قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَ الرُّومِ عَهْدٌ، وَكَانَ يَسِيرُ نَحْوَ بِلَادِهِمْ، حَتَّى إِذَا انْقَضَى الْعَهْدُ غَزَاهُمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ أَوْ بِرْذَوْنٍ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَفَاءٌ لَا غَدْرٌ، فَنَظَرُوا فَإِذَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ، فَلَا يَشُدُّ عُقْدَةً وَلَا يَحُلُّهَا حَتَّى يَنْقَضِىَ أَمَدُهَا، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ"،
===
بفتح المعجمة والموحدة الممدودة، نسبة إلى الخبائر، بطن من الكلاع، أبو يحيى الحمصي، قال العجلي: شامي تابعي ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة مشهور، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (1): الكلاعي والخبائري لا يجتمعان، فلذا قال البخاري في ترجمة الكلاعي: ويقال: الخبائري، وتبعه غير واحد.
(قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان) أي: معاوية (يسير نحو بلادهم) ليكون قريبًا منها، فإذا انقضى الأمد، يغزوهم دفعة (حتى إذا انقضى العهد) أي: زمانه (غزاهم، فجاء رجل على فرس) أي عربي (أو) للشك من الراوي (برذون) أي: فرس غير عربي (وهو يقول) أي: بأعلى صوته (الله أكبر الله أكبر، وفاء لا غدر) أي: ليكن وفاء، أو يجب عليكم وفاء.
(فنظروا فإذا عمرو بن عبسة) أي: قائل ذاك الكلام (فأرسل إليه) أي: دعاه (معاوية) وهو أمير الجيش (فسأله) أي: معاويةُ عمرَو بن عبسة (فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان بينه وبين قوم) أي: من الكفار (عهد، فلا يشد عقدةً ولا يحلُّها) أراد به المبالغة عن عدم التغير، وإلَّا فلا مانع من الزيادة في العهد والتأكيد (حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء) أي: يعلمهم أن الصلح قد ارتفع، وأنه يريد أن يغزوهم، فيكون الفريقان في العلم على سواء.
(1)(4/ 167).