الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ، عن الْقَاسِمِ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عن أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالسِّيَاحَةِ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِي الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل". [ق 9/ 161، ك 2/ 73]
(7) بَابٌ: فِي فَضْلِ الْقَفْلِ فِي الْغَزْوِ
2487 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، نَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ، عن اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، نَا (2) حَيْوَةُ، عن ابْنِ شُفَيٍّ،
===
حميد، أخبرني العلاء بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة أن رجلًا) لم أقف على تسميته (قال: يا رسول الله، ائذن لي بالسياحة)، أراد مفارقة الأمصار وسكنى البراري وترك الجمعة والجماعات (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن سياحة أمتي الجهادُ في سبيل الله عز وجل)، وإنما لم يأذنه صلى الله عليه وسلم لما فيه ترك تعلم العلم وترك الجهاد، وإنما دلَّه على الجهاد، لأن الجهاد في ذلك الزمان، وكذا في أكثر الأزمان ذِرْوَةُ سنام الإسلام، وفيه كبت الكفر والضلال.
(7)
(بَابٌ: فِي فَضْلِ القَفْلِ فِي الغَزْوِ)
القفل هو الرجوع
2487 -
(حدثنا محمد بن المصفى، نا علي بن عياش، عن الليث بن سعد، نا حيوة، عن ابن شُفِّيٍّ) هو حسين بن شُفَيٍّ، بمضمومة وفتح فاء وشدة ياء، ابن ماتع، بمثناة فوق مكسورة، الأصبحي المصري، قال العجلي: مصري تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، اختلف في أنه سمع عبد الله بن عمرو بغير واسطة أبيه أم لا؟ فقال البخاري: سمع، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: لم يسمع.
(1) في نسخة: "القاسم أبي عبد الرحمن".
(2)
في نسخة: "قال: حيوة".
عن شُفَيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو -، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ". [حم 2/ 174، ق 9/ 28]
===
(عن شفي) بالفاء، مصغرًا، ابن ماتع، ويقال: ابن عبد الله الأصبحي، أبو عثمان، أو أبو سهل، أو أبو عبيد المصري، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال الطبراني وغيره: مختلف فيه في صحبته.
(عن عبد الله - هو ابن عمرو -، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قفلة كغزوة)، قال في "النهاية" (1): القفلة المرة من القفول، أي إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله بعد غزوه كأجره في إقباله إلى الجهاد، لأن في قفوله إراحة للنفس، واستعدادًا بالقُوَّة للعود، وحفظًا لأهله برجوعه إليهم.
وقيل: أراد بذاك التعقيب، وهو رجوعه ثانيًا في الوجه الذي جاء منه منصرفًا، وإن لم يلق عَدُوًّا ولم يَشْهد قِتالًا، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم لأحد أمرين:
أحدهما: أن العدو إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمِنُوهم وخرجوا من أمكِنَتهم، فإذا قفل الجيش إلى دار العَدُوِّ نالوا الفُرصة منهم فأغاروا عليهم.
والآخر: أنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يَقْفُوَ العدو أثرهم فَيُوقِعوا بهم وهم غارُّون، فربما استظهر الجيش أو بعضُهم بالرُّجوع على أدْراجِهم، فإن كان من العَدُوِّ طَلَبٌ كانوا مستعدِّين للقائهم، وإلَّا فقد سَلموا وأحرَزُوا ما معهم من الغنيمة.
وقيل: يحتمل أن يكون سئل عن قوم قَفَلوا لخوفهم أن يَدْهَمَهم من عَدُوِّهم مَن هو أكثر عَددًا منهم، فقفلوا ليَسْتَضِيْفوا إليهم عددًا آخرَ من أصحابهم، ثم يَكُرُّوا على عَدُوِّهم، انتهى.
(1)(4/ 92، 93).