الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، قَالَ (1):"لَا أَجْرَ لَهُ"، فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ لَهُ:"لَا أَجْرَ لَهُ". [حم 2/ 290، ك 2/ 85]
(25) بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
2517 -
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، نَا شُعْبَةُ، عن عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عن أَبِي وَائِلٍ، عن أَبِي مُوسَى: أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (2) صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَيُقَاتِلُ لِيُحْمَدَ،
===
من عرض الدنيا، قال: لا أجر له، فقالوا للرجل: عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم) فعاد إليه (فقال) أي الرجل (له) أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (الثالثة) أي ثالثة مرة (3)(فقال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (له) أي للرجل السائل في المرة الثالثة أيضًا: (لا أجر له).
(25)
(بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا)
فما حكمه؟
2517 -
(حدثنا حفص بن عمر، نا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، عن أبي موسى: أن أعرابيًا) قال الحافظ (4): وهذا الأعرابي يصلح أن يفسر بلاحق بن ضميرة، وحديثه عند أبي موسى المديني في "الصحابة" من طريق عفير بن معدان، سمعت لاحق بن ضميرة الباهلي قال:"وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته عن الرجل يلتمس الأجر والذكر، فقال: لا شيء له"، الحديث، وفي إسناده ضعف.
(جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الرجل يقاتل للذكر) أي ليذكر بين الناس ويشتهر بالشجاعة (ويقاتل ليحمد) أي ليحمده الناس على شجاعته
(1) في نسخة: "فقال".
(2)
في نسخة: "النبي".
(3)
الظاهر: "مرة ثالثة".
(4)
"فتح الباري"(6/ 29).
وَيُقَاتِلُ لِيَغْنَمَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَاتَلَ حَتَّى تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الأَعْلَى (1) فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل". [خ 2810، م 1904، ت 1646، ن 3136، جه 2783، حم 4/ 392]
2518 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نَا أَبُو دَاوُدَ، عن شُعْبَةَ، عن عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي وَائِلٍ حَدِيثًا أَعْجَبَنِي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. [انظر سابقه]
===
(ويقاتل ليغنم) أي ليحصل له من مال الغنيمة (ويقاتل ليُرى مكانه) أي مرتبته من الشجاعة، فمرجع الذي قبله إلى السمعة، ومرجع هذا إلى الرياء، وكلاهما مذموم.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل حتى تكون كلمة الله هي الأعلى فهو في سبيل الله عز وجل).
قال الحافظ (2): المراد بكلمة الله دعوة الله إلى الإِسلام، ويحتمل أن يكون المراد أنه لا يكون في سبيل الله إلَّا من كان سبب قتاله طلب إعلاء كلمة الله فقط، بمعنى أنه لو أضاف إلى ذلك سببًا من الأسباب المذكورة أخل بذلك، ويحتمل أن لا يخل إذا حصل ضمنًا لا أصلًا ومقصودًا، وبذلك صرح الطبري فقال: إذا كان أصل الباعث هو الأول لا يضره ما عرض له بعد ذلك، وبذلك قال الجمهور، والحاصل أن القتال منشؤه القوة العقلية، والقوة الغضبية، والقوة الشهوانية، ولا يكون في سبيل الله إلَّا الأول.
2518 -
(حدثنا علي بن مسلم) بن سعيد الطوسي، أبو الحسن، نزيل بغداد، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ثقة، وفي "الزهرة": روى عنه البخاري سبعةً، (نا أبو داود، عن شعبة، عن عمرو) أي ابن مرة (قال: سمعت من أبي وائل حديثًا أعجبني، فذكر معناه) أي معنى الحديث المتقدم.
(1) في نسخة: "هي أعلى".
(2)
"فتح الباري"(6/ 28).
2519 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الأَنْصَارِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مَهْدِيِّ، نَا مُحَمَّدُ (1) بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، عن الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عن حَنَانِ بْنِ خَارِجَةَ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرو: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي عن الْجِهَادِ وَالْغَزْوِ،
===
2519 -
(حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري) البصري، أبو حاتم، قال الترمذي وأبو القاسم الطبراني: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وتتمة كلامه ربما أخطأ.
(نا عبد الرحمن بن مهدي، نا محمد بن أبي الوضاح) هو محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، واسمه المثنى القضاعي، أبو سعيد المؤدب الجزري، نزيل بغداد، مشهور بكنيته، قال أحمد وابن معين والعجلي والنسائي وأبو حاتم: ثقة، قال أبو داود: جزري، ثقة، معلم موسى الخليفة، وقال يعقوب بن سفيان: كان مؤدب موسى قبل أن يستخلف، وهو ثقة، وقال البخاري: فيه نظر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثَّقه ابن سعد وأبو زرعة، وقال أحمد بن صالح: ثقة ثقة، قالها مرتين.
(عن العلاء بن عبد الله بن رافع) الحضرمي الجزري، قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، (عن حنان) بفتح أوله وتخفيف النون (ابن خارجة) السلمي الشامي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، له في أبي داود والنسائي حديث واحد، عند كل منهما بعضه، فعند أبي داود فيمن قتل صابرًا، وعند النسائي في لباس أهل الجنة، قلت: وساقه أحمد والطبراني تمامًا، وقال ابن القطان: مجهول الحال.
(عن عبد الله بن عمرو قال: قال عبد الله بن عمرو: يا رسول الله، أخبرني عن الجهاد والغزو) أي: عن كونه مقبولًا عند الله.
(1) زاد في نسخة: "ابن مسلم".
فَقَالَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ اللَّه مُرَائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، عَلَى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ أَوْ قُتِلْتَ بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَى تِيْكَ (1) الْحَالِ". [ق 9/ 168، ك 2/ 85]
===
(فقال: يا عبد الله بن عمرو، إن قاتلت صابرًا) أي على مشاق الجهاد (محتسبًا) أي خالصًا لله تعالى طالبًا للثواب (بعثك الله) تعالى (صابرًا محتسبًا) أي متصفًا بهذين الوصفين، كما روي:"كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تحشرون".
قال الطيبي (2): أعاده في الجزاء ليؤذن بالتنكير فيهما على أن له أجرًا وثوابًا لا يقادر قدره، أي بعثك الله صابرًا كاملًا فيه، فيوفي أجرك بغير حساب، ومحتسبًا، أي مخلصًا متناهيًا في إخلاصه راضيًا مرضيًا، ورضوان من الله أكبر.
(وإن قاتلت مرائيًا) أي في نية الأعمال (مكاثرًا) أي في تحصيل المال (بعثك الله مرائيًا مكاثرًا).
قال الطيبي: التكاثر التباري في الكثرة والتباهي بها، وقد يكون هذا في الأنفس والأموال، قال تعالى:{وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} (3)، فالرجل يجاهد للغنيمة وإكثار المال ليباهي به، ولأن يكثر رجاله وأعوانه وأجناده، وقال ابن الملك: قوله: "مكاثرًا"، أي: مفاخرًا.
(يا عبد الله بن عمرو، على أيِّ حال قاتلت) فَمُتَّ (أو قتلت بعثك الله على تيك) أي تلك (الحال) وكذا بقية الأعمال على هذا المنوال.
(1) في نسخة: "تلك".
(2)
"شرح الطيبي"(7/ 305)، وانظر:"مرقاة المفاتيح"(7/ 409).
(3)
سورة الحديد: الآية 20.