الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَانْطَلَقْتُ حَتَّى إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ، فَقَامَ إِلَىَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِى وَهَنَّأَنِى". [خ 4418، م 2769، ن 3422]
(167) بَابٌ: في سُجُودِ الشُّكْرِ
2774 -
حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ خَالِدٍ، نَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ أَبِى بَكْرَةَ بَكَّارِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَخْبَرَنِى أَبِى عَبْدُ الْعَزِيزِ،
===
أي: المبشر (1)، (فانطلقت، حتى إذا دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فقام إليَّ طلحة بن عبيد الله يهرول) أي: يسرع بين المشي والعدو (حتى صافحني وهنأني) أي قال لي: هنيئًا لك توبة الله عليك.
(167)
(بَابٌ: في سُجُودِ الشكْرِ)
2774 -
(حدثنا مخلد بن خالد، نا أبو عاصم، عن أبي بكرة بكار بن عبد العزيز) بن أبي بكرة الثقفي، أبو بكرة البصري، وقيل: ابن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة، قال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال إسحاق بن منصور عنه: صالح، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم، قلت: وقال البزار: ليس به بأس، وقال مرة: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم: ضعيف.
(قال: أخبرني أبي عبد العزيز) بن أبي بكرة، واسمه نفيع بن الحارث الثقفي البصري، وقيل: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي بكرة، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له عند الترمذي وابن ماجه حديث في سجدة، قلت: ليس هو ابن أبي بكرة لصلبه، وإنما نسب لجده في رواية ابن ماجه، وقال العجلي: بصري
(1) هو سلمة بن الأكوع، كما في "العيني"(10/ 409)، قال العيني: وما يعطى للبشير يسمى بُشارة بضم الباء، واستدل بهذه القصة على جواز الدعوة في السرور، كما في "فتاوى مولانا عبد الحي اللكهنوي"(2/ 86). (ش).
عَنْ أَبِى بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم:"أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا (1) لِلَّهِ". [ت 1578، جه 1394، قط 1/ 410، ق 2/ 370]
===
تابعي ثقة، وزعم ابن القطان أن حاله لا يعرف. (عن أبي بكرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا جاءه أمر سرور) أي: أمر سار (أو) للشك من الراوي (بشر به خرَّ ساجدًا شاكرًا لله) تعالى.
قلت: قال في "الدر المختار"(2): وسجدة الشكر مستحبة، به يفتى، قال الشامي في "شرحه": وهي لمن تجددت عنده نعمة ظاهرة، أو رزقه الله تعالى مالًا، أو ولدًا، أو اندفعت عنه نقمة ونحو ذلك، يستحب له أن يسجد لله تعالى شكرًا مستقبل القبلة، يحمد الله تعالى فيها ويسبحه (3)، ثم يكبر فيرفع رأسه، كما في سجدة التلاوة.
قوله: "به يفتى" هو قولهما، وأما عند الإِمام فنقل عنه في "المحيط": أنه قال: لا أراها واجبة، لأنها لو وجبت لوجبت في كل لحظة، لأن نعم الله تعالى على عبده متواترة، وفيه تكليف ما لا يطاق، ونقل في "الذخيرة" عن محمد عنه: أنه كان لا يراها شيئًا، وتكلم المتقدمون (4) في معناه، فقيل: لا يراها سنَّة، وقيل: شكرًا تامًا، لأن تمامه بصلاة ركعتين، كما فعل عليه الصلاة والسلام يوم الفتح، وقيل: أراد نفي الوجوب، وقيل: نفي المشروعية، وأن فعلها مكروه (5) لا يثاب عليه، وتركه أولى، وعزاه في "المصفى" إلى الأكثرين.
فإن كان مستند الأكثرين ثبوت الرواية عن الإِمام به فذاك، وإلَّا فكل من
(1) في نسخة: "شكرًا".
(2)
انظر: "رد المحتار"(2/ 597 - 598).
(3)
في الأصل: "يسجد" بدل "يسبحه"، وهو تحريف.
(4)
في الأصل: "المتكلمون"، وهو تحريف.
(5)
وفي "الدسوقي": وكره السجود شكرًا، وكذا الصلاة عند بشارة بمسرة، أو رفع مضرة، أو سجود لِزَلزلة، بخلاف الصلاة فلا تكره، وفي "الأنوار": يكره سجدة الشكر عند مالك دون ابن حبيب. [انظر: "حاشية الدسوقي" (1/ 491)]. (ش).
2775 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ، حَدَّثَنِى مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ عُثْمَانَ- قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهُوَ يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ -، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْمَدِينَةَ،
===
عبارتيه السابقتين محتمل، والأظهر أنها مستحبة، كما نص عليها محمد، لأنها قد جاء فيها غير ما حديث، وفعلها أبو بكر وعمر وعلي، فلا يصح الجواب عن فعله صلى الله عليه وسلم بالنسخ، كذا في "الحلية" وفي آخر "شرح المنية".
وقد وردت فيه روايات كثيرة عنه عليه السلام، فلا يمنع عنه لما فيه من الخضوع، وعليه الفتوى، وفي فروع "الأشباه": سجدة الشكر جائزة عنده لا واجبة، وهو معنى ما روي عنه، أنها ليست مشروعة وجوبًا، وفيها من القاعدة الأولى، والمعتمد أن الخلاف في سنيتها لا في الجواز.
2775 -
(حدثنا أحمد بن صالح، نا ابن أبي فديك) محمد بن إسماعيل، (حدثني موسى بن يعقوب) الزمعي، (عن ابن عثمان- قال أبو داود: وهو يحيى بن الحسن بن عثمان-) نقل في حاشية "تهذيب التهذيب"، عن "تهذيب الكمال" (1): يحيى بن الحسن بن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، أبو إبراهيم المدني، روى عن أشعث بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، روى عنه موسى بن يعقوب الزمعي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب" (2): مجهول الحال، وقال في "الميزان": يحيى بن الحسن الزهري مدني، لا يكاد يعرف حاله، تفرد عنه موسى بن يعقوب.
(عن أشعث بن إسحاق بن سعد) بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك الزهري المدني، ذكره ابن حبان في "الثقات". (عن عامر بن سعد، عن أبيه) سعد بن أبي وقاص (قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة،
(1) انظر: (8/ 25) رقم (7406).
(2)
"تقريب التهذيب"(1052).
فَلَمَّا كُنَّا قَرِيبًا مِنْ عَزْوَرَاء نَزَلَ،
===
فلما كنا قريبًا من عَزْوَرَاء) بفتح العين وسكون الزاي، وفتح الواو، بعدها راء ممدودة، هكذا في المجتبائية، والقادرية، والكانفورية، ونسخة "العون"، وأما في المكتوبة القلمية في المتن بالقصر.
وضبطه علي القاري (1) في نسخته من "المشكاة" بزايين، قال: مأخوذ من العزاز -بفتح العين- الأرض الصلبة، وقال: في نسخة: عزوراء بالراء المهملة، ونقل ميرك عن خط السيد أصيل الدين أن قوله: عزوزاء بفتح العين المهملة والزايين المعجمتين بينهما واو مفتوحة وبعد الزاي الثانية ألف ممدودة، والأشهر حذف الألف، هكذا صحح هذه اللفظة شراح "المصابيح"، وقالوا: هي موضع بين مكة والمدينة، والعزازة- بالفتح- الأرض الصلبة.
وقال صاحب "المغرب"، والشيخ الجزري في "تصحيح المصابيح": عزوراء بفتح العين المهملة وزاي ساكنة، ثم واو وراء مهملة وألف، وضبط بعضهم بحذف الألف، وهي ثنية عند الجحفة خارج مكة.
قال الشيخ: ولا ينبغي أن يلتفت إلى ما ضبطه شراح "المصابيح" مما يخالف ذلك، فقد اضطربوا في تقييدها، ولم أر أحدًا منهم ضبطها على الصواب، والله أعلم، انتهى. ويوافقه ما في "القاموس".
وذكر ياقوت في "معجمه"(2): عَزْوَرُ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وفتح الواو، ثنية الجحفة عليها الطريق بين مكة والمدينة، ثم ذكر عزوزاء بفتح أوله، وتكرير الزاي، قال العمراني: موضع بين مكة والمدينة، جاء في الأخبار ذكره والذي قبله أيضًا، وأنا أخشى أن يكون صحّف بالذي قبله، فلتبحث عنه.
(نزل) قال الطيبي: نزول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع لم يكن لخاصية
(1) انظر: "مرقاة المفاتيح"(3/ 603).
(2)
"معجم البلدان"(4/ 119).
ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا اللَّهَ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا، فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَهِ (1) ، فَدَعَا اللَّهَ تعالي سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا - فَمَكَثَ طَوِيلًا، ثُمَّ قَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ سَاعَةً، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا- ذَكَرَهُ أَحْمَدُ ثَلَاثًا -قَالَ:«إِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى وَشَفَعْتُ لأُمَّتِى، فَأَعْطَانِى ثُلُثَ أُمَّتِى، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبِّى، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِى، فَسَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِي، فَأَعْطَانِى ثُلُثَ أُمَّتِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّى شُكْرًا، ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِى، فَسَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِي، فَأَعْطَانِى الثُّلُثَ الآخَرَ (2) ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبِّى» . [ق 2/ 370]
===
البقعة، بل لوحي أوحي إليه في النهي أو الأمر، قال القاري (3): والظاهر أن البقعة لا تخلو عن خصوصية، حيث اختصت بالدعاء لأمته من الخاص والعام.
(ثم رفع يديه فدعا الله ساعة) أي: أولًا (ثم خرَّ ساجدًا) أي: وقع في السجود (فمكث) في السجدة (طويلًا، ثم قام) أي من السجدة (فرفع يده، فدعا الله تعالى ساعة) ثانيًا (ثم خر ساجدًا) ثانيًا (فمكث) في السجدة الثانية (طويلًا، ثم قام) من السجدة (فرفع يديه ساعة) ثالثًا (ثم خر ساجدًا، ذكره) أي: الدعاء برفع يديه والسجود شيخي (أحمد) بن صالح (ثلاثًا).
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني سألت ربي) أي: رحمته (وشفعت لأمتي) أي: لغفران ذنوبهم وإعلاء درجتهم، (فأعطاني ثلث أمتي) أي: مغفرة ثلثهم وهم السابقون (فخررت ساجدًا شكرًا لربي، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأمتي) أي: مغفرة ذنوبهم (فأعطاني ثلث أمتي) وهم المقتصدون (فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي فسألت ربي) سعة رحمته ومزيد مغفرته (لأمتي، فأعطاني الثلث الآخر) بكسر الخاء، وقيل: بفتحها، وهم الظالمون لأنفسهم، (فخررت ساجدًا لربي) أي: شكرًا.
(1) في نسخة بدله: "يديه ساعة".
(2)
في نسخة: "الآخر"، بكسر الخاء.
(3)
انظر: "مرقاة المفاتيح"(2/ 604).