الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طَرِيقًا فَلَا جِهَادَ لَهُ". [حم 3/ 440، ق 9/ 152]
2630 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، نَا بَقِيَّةُ، عن الأَوْزَاعِيِّ، عن أَسِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عن فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ، عن سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عن أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ (1) صلى الله عليه وسلم، بِمَعْنَاهُ. [ق 9/ 152]
(92) بَابٌ: فِي كَرَاهِيَّةِ تَمَنِّي لِقَاءِ الْعَدُوِّ
2631 -
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، نَا (2) أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيُّ، عن مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ
===
أي: سدَّ (طريقًا فلا جهاد له)، فاللازم على الجماعة النازلة في السفر أن يتخذوا طريقًا، وينزلوا بجانبيه لئلا يتضيق الناس في الخروج من المنازل والرجوع إليها.
2630 -
(حدثنا عمرو بن عثمان، نا بقية، عن الأوزاعي، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن فروة بن مجاهد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه قال: غزونا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم بمعناه).
(92)
(بَابٌ: فِي كَراهِيَةِ تَمَنِّي لِقَاءِ الْعَدُوِّ)
2631 -
(حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى، نا أبو إسحاق الفزاري، عن موسى بن عقبة، عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله) بن معمر التيمي، وكان أميرًا على حرب الخوارج (وكان) أي: سالم (كاتبًا له) ظاهر السياق يومئ إلى أن ضمير "له" يعود إلى عمر بن عبيد الله، ولكن قال الحافظ (3): قوله: "وكان كاتبًا له"، أي: إن سالمًا كان كاتب عبد الله بن أبي أوفى.
(1) في نسخة: "رسول الله".
(2)
في نسخة: "أنا".
(3)
"فتح الباري"(6/ 34).
قَالَ: كَتَبَ إَليْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى
===
وقال العيني (1): قوله: "وكان كاتبه"، أي كان سالم كاتب عبد الله بن أبي أوفى، وقد سها الكرماني سهوًا فاحشًا حيث قال: وكان سالم كاتب عمر بن عبيد الله، وليس كذلك، بل الصواب ما ذكرنا، انتهى.
ورد [القسطلاني](2) على الحافظ ابن حجر والعلامة العيني فقال: وكان أي سالم كاتبًا لعمر بن عبيد الله، وفي "الفرع": كان كاتبه، قاله الكرماني وتبعه البرماوي، وقد وقع التصريح بذلك في "باب لا تتمنوا لقاء العدو" من رواية يوسف بن موسى عن عاصم بن يوسف اليربوعي، عن أبي إسحاق الفزاري، قال فيها: حدثني سالم أبو النضر: "كنت كاتبًا لعمر بن عبيد الله"، فحينئذ قول الحافظ ابن حجر: قوله: وكان كاتبه، أي: أن سالمًا كان كاتب عبد الله بن أبي أوفى سهو، وتبعه فيه العلامة العيني، وزاد فقال: وسها الكرماني سهوًا فاحشًا حيث قال: وكان سالم كاتب عمر بن عبيد الله، وليس كذلك. بل الصواب ما ذكرنا أي من كونه كاتب عبد الله بن أبي أوفى، انتهى.
قلت: لم أقف على مستندهما أن سالمًا كان كاتبًا لعبد الله بن أبي أوفى، فإن ثبت ذلك بسند فيمكن أن يجمع بينهما بأن سالمًا كان كاتبًا لعبد الله بن أبي أوفى أولًا، ولكن لم يرو عنه حديثًا، ثم صار كاتبًا لعمر بن عبيد الله، فروى عن عبد الله بن أبي أوفى مكاتبة أو وجادة، فلهذا قال الدارقطني: إنه لم يسمع أبو النضر من ابن أبي أوفى، أي لم يسمع هذا الحديث، أو لم يسمع حديثًا، لأنه لم يرو عنه شيئًا غير هذا الحديث الذي رواه بطريق المكاتبة، فعلى هذا يرتفع الاختلاف، والله تعالى أعلم.
(قال) أي سالم: (كتب إليه) أي إلى عمر بن عبيد الله (عبد الله بن أبي أوفى)، قال الحافظ (3): الضمير لعمر بن عبيد الله، قال الدارقطني في
(1)"عمدة القاري"(10/ 127).
(2)
انظر: "إرشاد الساري"(6/ 347) ح (2818).
(3)
"فتح الباري"(6/ 34).
حِينَ خَرَجَ إِلى الْحَرُوْرِيَّةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1) فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ! لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا (2) اللَّهَ الْعَافِيَةَ،
===
"التتبع": أخرجا حديث موسى بن عقبة عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله قال: "كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى فقرأته"، قال: وأبو النضر لم يسمع من ابن أبي أوفى، فهو حجة في رواية المكاتبة.
وتعقب بأن شرط الرواية بالكتابة عند أهل الحديث أن تكون الرواية صادرة إلى المكتوب إليه، وابن أبي أوفى لم يكتب إلى سالم، إنما كتب إلى عمر بن عبيد الله، فعلى هذا تكون رواية سالم له عن عبد الله بن أبي أوفى من صورة الوجادة.
ويمكن أن يقال: الظاهر أنه من رواية سالم عن مولاه عمر بن عبيد الله بقراءته عليه - لأنه كان كاتبه - عن عبد الله بن أبي أوفى أنه كتب إليه، فيصير حينئذ من صور المكاتبة.
وفيه تعقب على من صنف في رجال الصحيحين فإنهم لم يذكروا لعمر بن عبيد الله ترجمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وذكر له رواية عن بعض التابعين ولم يذكر فيه جرحًا (حين خرج) أي عمر بن عبيد الله (إلي الحرورية) نسبة إلى حروراء بفتحتين وسكون الواو وراء أخرى وألف ممدودة، قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع على ميلين منها، نزل بها الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب، فنسبوا إليها.
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه) أي: غزواته (التي لقي فيها العدو قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس! لا تتمنوا لقاء العدو) فإن هذا التمني إعجاب واعتماد منكم على أنفسكم (وسلوا الله العافية) فإنه الحافظ والناصر،
(1) زاد في نسخة: "غزا".
(2)
في نسخة: "واسألوا".