الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَجُلًا مِنْهُمْ، فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ وَأَصَابَ نَفْسَهُ بِالسَّيْفِ، فَقَالَ (1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَخُوكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ"، فَابْتَدَرَهُ النَّاسُ فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ، فَلَفَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثيَابِهِ وَدِمَائِهِ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشَهِيدٌ هُوَ؟ قَالَ:"نَعَمْ وَأَنَا لَهُ شَهِيدٌ"(2). [ق 8/ 110]
(40) بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ
2540 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا مُوسَى بْنُ
===
رجلًا منهم) أي من الكفار ليقتله (فضربه) أي المسلم الكافر بالسيف (فأخطأه) أي السيف، أو فأخطأ الرجل عن الذي يريد قتله (وأصاب) أي الرجل القاتل (نفسه بالسيف) أي بسيف نفسه (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخوكم) وفي نسخة: "أخاكم"، فعلى الأول هو أخوكم، وعلى الثاني: الزموا أخاكم (يا معشر المسلمين! فابتدره الناس) أي: بادروا إليه (فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابه ودمائه) أي كأنه لم يغسله (وصلَّى عليه (3) ودفنه، فقالوا: يا رسول الله! أشهيد هو؟ قال: نعم، وأنا له شهيد) قلت: لم أقف على أن هذه الغزوة متى وقعت؟ وأي غزوة هي من مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
(40)
(بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ)
أي: لقاء العدو
2540 -
(حدثنا الحسن بن علي، نا ابن أبي مريم، نا موسى بن
(1) زاد في نسخة: "له".
(2)
زاد في نسخة: "قال أبو داود: إنما هو معاوية، عن أخيه، عن جده، قال: وهو معاوية بن سلام بن أبي سلام".
(3)
وفيه الصلاة على الشهيد، فإنه وإن لم يكن حجة للحنفية لأنه ليس بشهيد أحكامًا عندهم، لكن حجة على الشافعية، لأنهم قالوا بشهادته أحكامًا، كذا في "العرف الشذي".
قلت: وكذلك حجة على المالكية، فإنه شهيد عندهم، كما صرح به في "الشرح الكبير"(1/ 675). (ش).
يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عن أَبِي حَازِمٍ، عن سهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ - أَوْ قَلَّمَا تُرَدَّانِ -: الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَعِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحَمُ بَعْضُهُ (1) بَعْضًا". [ق 1/ 410]
قَالَ مُوسَى: وَحَدَّثَنِي رِزْقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عن أَبِي حَازِمٍ، عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَقْت الْمَطَرِ".
===
يعقوب الزمعي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثنتان) أي دعوتان (لا تردان، أو) للشك من الراوي (قَلَّما تردان: الدعاء عند النداء) أي للصلاة وهو الأذان (وعند البأس) أي القتال (حين يلحم بعضه بعضًا).
قال في "المجمع": حين يلحم بعضهم بعضًا، أي تشتبك الحرب بينهم ويلزم بعضهم بعضًا، قال الطيبي (2): حين يلحم بفتح ياء، أي يقتل بعضهم بعضًا. وإن ضم الياء ويكسر الحاء فمعناه يختلط.
قلت: ويوم الملحمة هي الحرب وموضع القتال، وجمعه: الملاحم، أخذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسدى، وقيل: من اللحم لكثرة لحوم القتلى فيها.
(قال موسى) بن يعقوب: (وحدثني رزق بن سعيد بن عبد الرحمن) المدني، ذكره الحافظ في "التقريب" و"تهذيب التهذيب" في رزيق مصغرًا، ثم قال: ويقال: رزق، له في أبي داود حديث واحد في الدعاء عند المطر مقرونًا، وقال في "التقريب": مجهول، (عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وقت المطر)، وفي نسخة:"وتحت المطر"، أي: ولا يرد الدعاء تحت المطر، زاد هذه الثالثة.
(1) في نسخة: "بعضهم".
(2)
انظر "شرح الطيبي"(2/ 212).