الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 -
باب في تقبيل الميت
336/ 3033 - عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّل عثمان بن مَظْعون وهو ميت، حتى رأيت الدموع تَسيل.
وأخرجه الترمذي وابن ماجه
(1)
. وفي حديث ابن ماجه: «على خدَّيه» . وقال الترمذي: حسن صحيح. هذا آخر كلامه.
وفي إسناده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة.
قال ابن القيم رحمه الله: وابن حبّان يصحح له
(2)
، ومن طريقه صحح حديث: «سابق
(3)
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخَيل، وجعل بينهما محلِّلًا»
(4)
. وذكره في «الضعفاء»
(5)
.
11 -
باب الدفن بالليل
337/ 3034 - عن جابر بن عبد الله قال: رأى ناسٌ نارًا في المقبرة فأتوها،
(1)
أبو داود (3163)، والترمذي (989)، وابن ماجه (1456).
(2)
كذا قال، وهو وهم، فإن عاصمًا الذي يصحح له ابن حبان هو ــ كما سبق أن نصّ عليه المؤلف نفسه في باب في المحلل ــ: عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أخو عبيد الله العمري، من طبقة مالك، وهو أصغر من عاصم بن عبيد الله الذي في حديث الباب فإنه من صغار التابعين. وكلاهما ضعيف، وعن كليهما قال البخاري: منكر الحديث.
(3)
في الأصل: «سبق» ، خطأ.
(4)
«صحيح ابن حبان» (4689).
(5)
كلاهما مذكور في كتاب «الضعفاء والمجروحين» (2/ 109).
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر، وإذا هو يقول:«ناولوني صاحبَكم» ، وإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: هذه النار كانت للإضاءة، ولهذا ترجم عليه أبو داود: الدفن بالليل.
قال الإمام أحمد
(2)
: لا بأس بذلك، وقال: أبو بكر دُفِن ليلًا، وعليٌّ دَفَن فاطمة ليلًا
(3)
، وحديث عائشة: سمعنا صوت المساحي من آخر الليل في دفن النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
.
وممن دُفِن ليلا: عثمان، وعائشة، وابن مسعود
(5)
.
ورخَّص فيه عقبةُ بن عامر، وابن المسيب، وعطاء
(6)
، والثوري، والشافعي، وإسحاق
(7)
.
(1)
«سنن أبي داود» (3164)، والحاكم (1/ 368)، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر. قال الحاكم:«صحيح على شرط مسلم» . كذا قال، ولا يصحّ؛ فإن محمد بن مسلم الطائفي فيه لين، ولم يُخرج له مسلم إلا حديثًا واحدًا في المتابعات. ثم ساق له الحاكم شاهدًا من حديث أبي ذر بإسناد وصفه هو نفسه بأنه «معضل» . وهو مخرج عند عبد الرزاق (6559) من وجه آخر.
(2)
انظر: «المغني» (3/ 503).
(3)
الأثران أخرجهما البخاري (1387، 4240).
(4)
أخرجه أحمد (24333، 26349)، وعبد الرزاق (6551).
(5)
انظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (11952، 11955)، و «الطبقات الكبرى» لابن سعد (3/ 73 - 74، 10/ 75 - 76)، و «الأوسط» لابن المنذر (5/ 510 - 511).
(6)
أخرجها ابن أبي شيبة (11950، 11957)، وعبد الرزاق (6548) ولاءً.
(7)
انظر: «الأم» (2/ 637)، و «الأوسط» (5/ 509)، و «المغني» (3/ 503).
وكرهه الحسن وأحمد في إحدى الروايتين
(1)
.
وقد روى مسلم في «صحيحه»
(2)
: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يومًا فذكر رجلًا من أصحابه قُبِض فكُفِّن في كفنٍ غير طائل
(3)
ودفن ليلًا، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقبَر الرجل بالليل إلا أن يُضطرّ إنسان إلى ذلك.
والآثار في جواز الدفن بالليل أكثر. وفي الترمذي
(4)
من حديث الحجاج بن أرطاةَ، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل قبرًا ليلًا، فأُسرِج له سراج، فأخذه من قِبَل القبلة، وقال:«رحمك الله، إن كنت لأوَّاهًا تلَّاءً للقرآن» ، وكبّر عليه أربعًا. قال: وفي الباب عن جابر، ويزيد بن ثابت، وهو أخو زيدٍ أكبر منه. قال: وحديث ابن عباس حديث حسن. قال: ورخص أكثر أهل العلم في الدفن بالليل.
وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبر ذي البِجادَين ليلًا
(5)
.
(1)
انظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (11960)، و «المغني» (3/ 503).
(2)
رقم (943) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3)
أي غير كامل الستر.
(4)
رقم (1057) وأيضًا البزار (5198)، والطبراني في «الكبير» (11295/ 2)، كلهم من طريق المنهال بن خليفة، عن الحجاج به. والإسناد ضعيف لضعف المنهال، وحجّاج مدلّس لين الحديث، ولكن يشهد لموضع الشاهد منه حديث الباب، وحديث دفن ذي البجادين الآتي.
(5)
ثبت ذلك في حديث ابن مسعود، أخرجه أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (953، 955)، والهيثم بن كليب في «مسنده» (893)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (1/ 122)، من طرق يعتضد بعضها ببعض.