الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعَيْنِي
(1)
.
قال ابن القيم رحمه الله: وفي هذا رَدٌّ على من زعم أنه لا يُعاد من الرمد، وزعموا أن هذا لأن العُوَّاد يرون في بيته ما لا يراه هو. وهذا باطل من وجوه:
أحدها: هذا الحديث.
الثاني: جواز عيادة الأعمى.
الثالث: عيادة المغمى عليه، وقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم في بيت جابر في حال إغمائه حتى أفاق
(2)
، وهو صلى الله عليه وسلم الحجة.
وهذا القول في كراهة عيادة الرَّمِد إنما هو مشهور بين العوام فتلقّاه بعضهم عن بعض
(3)
.
3 -
باب الخروج من الطاعون
326/ 2975 - عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تَقْدَموا عليه، وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها، فلا تَخرُجوا فِرارًا منه» .
وأخرجه البخاري ومسلم
(4)
مطولًا.
(1)
«سنن أبي داود» (3102)، وأخرجه أحمد (19348) بسياق أتم، والحاكم (1/ 342)، كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد. وإسناده حسن. وله شاهد من حديث أنس عند أحمد (12586، 12636)، والحاكم (1/ 342)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8758).
(2)
أخرجه البخاري (5651) ومسلم (1616) من حديث جابر.
(3)
ولعلّ مستندهم هو الحديث الموضوع: «ثلاث لا يُعاد صاحبهن: الرَّمِد، وصاحب الضرس، وصاحب الدملة» . انظر: «الأحاديث الضعيفة» للألباني (150).
(4)
أبو داود (3103)، والبخاري (5729) ومسلم (2219). وأخرجاه أيضًا من حديث أسامة بن زيد، البخاري (3472) ومسلم (2218).
واختلف السلف في ذلك، فمنهم من أخذ بظاهر الحديث، وهم الأكثر. روي عن عائشة قالت:«هو كالفرار من الزحف»
(1)
.
ومنهم من دخل إلى بلاد الطاعون وخرج عنها. ورُوي هذا المذهب عن عمر بن الخطاب، وأنه ندم على رجوعه من سَرْغ
(2)
.
وروي عن أبي موسى الأشعري، ومسروق، والأسود بن هلال: أنهم فروا من الطاعون
(3)
، وروي عن عمرو بن العاص نحوه
(4)
.
(1)
روي ذلك من حديثها مرفوعًا. أخرجه أحمد (24527) وابن خزيمة بإسناد حسن، كما قال الحافظ في «الفتح» (10/ 188).
(2)
أخرج ابن أبي شيبة (34540) عن ابن عمر أنه سمع أباه يقول: «اللهم اغفر لي رجوعي من غزوة سَرْغ» يعني حين رجع من أجل الوباء. وانظر في تأويل ذلك وتوجيهه كلام الحافظ في «الفتح» (10/ 187) فإنه كلام رصين وتوجيه متين.
(3)
أما أبو موسى فأخرج الطبري في «تهذيب الآثار» (111، 112 - الجزء المتمم) أنه بعث بِنْتَه إلى الأعراب من الطاعون، وإسناده ضعيف. وأخرج هو (113) والطحاوي في «معاني الآثار» (4/ 305) بإسناد صحيح أنه لما وقع الطاعون في أهله أذن للناس أن يجفوا عنه وقال: «فمن شاء منكم أن يتنزه فليتنزّه
…
». وأخرج ابن سعد في «الطبقات» (4/ 104) أنه لمّا وقع الطاعون أشار عليه أخوه بالخروج فلم يوافق.
أما مسروق، فأخرج الطبري في «التهذيب» (116) عنه أنه كان يفرّ من الطاعون، ولكن صحّ عن امرأته أنها قالت:«كلّا والله ما كان يفر، ولكنّه يقول: أيام تشاغُلٍ فأحب أن أخلو للعبادة، فكان يتنحّى فيخلو للعبادة» . أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (8/ 202). أما فرار الأسود بن هلال، فصحّ عند الطبري في «التهذيب» (115).
(4)
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (118 - الجزء المتمم) والطحاوي في «معاني الآثار» (4/ 306) عنه أنه قال: «إنه رجز فتفرَّقوا عنه» ، ولكنه تراجع لمّا أنكر عليه شرحبيل ابن حسنة رضي الله عنه.