الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معارضة بينهما، فإن تلك الأحاديث تدل على صوم نصفه مع ما قبله، وعلى الصوم المعتاد في النصف الثاني، وحديثُ العلاء يدل على المنع من تعمد الصوم بعد النصف لا لعادةٍ ولا مضافًا إلى ما قبله، ويشهد له حديث التقدُّم
(1)
.
وأما كون العلاء لم يسمعه من أبيه، فهذا لم نعلم أن أحدًا علّل به الحديث، فإن العلاء قد ثبت سماعه من أبيه، وفي «صحيح مسلم» عن العلاء عن أبيه بالعنعنة غير حديث
(2)
. وقد قال .....
(3)
: لقيت العلاء بن عبد الرحمن وهو يطوف، فقلت له: بِرَبِّ هذا البيت، حدّثك أبوك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا انتصف شعبان فلا تصوموا؟ فقال: ورب هذا البيت سمعتُ أبي يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ــ فذكره ــ
(4)
.
9 -
باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان
208/ 2240 - عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيتُ الهلال ــ قال الحسن (وهو الحُلواني) في حديثه: يعني رمضان ــ فقال: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: نعم، قال: «أتشهد أن محمدًا
(1)
. أي حديث: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين» المتفق عليه.
(2)
. انظر على سبيل المثال الأحاديث برقم (46، 102، 125، 249، 1380، 1631، 2589، 2994).
(3)
. بياض في الأصل قدر ثلاث كلمات.
(4)
. لم أقف على هذه القصة، ولكن هناك ما يشابهها، وهو ما ورد في رواية أبي داود (337) أن عبّاد بن كثير قدم المدينة، فمال إلى مجلس العلاء فأخذ بيده فأقامه ثم قال: اللهم إن هذا يحدّث عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
…
(فذكره)، فقال العلاء: اللهم إن أبي حدثني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
رسول الله؟» قال: نعم، قال:«يا بلالُ أَذِّنْ في الناسِ فليصوموا غدًا» .
209/ 2241 - وعن عكرمة: أنهم شَكُّوا في هلال رمضان مَرَّةً، فأرادوا أن لا يقوموا ولا يصوموا، فجاء أعرابي من الحَرَّةِ فشهد أنه رأى الهلال، فأُتي به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال:«أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟» قال: نعم، وشهد أنه رأى الهلال، فأمر بلالًا فنادى في الناس أن يقوموا وأن يصوموا».
قال أبو داود: رواه جماعة عن سماك عن عكرمة مرسلًا، ولم يذكر القيام أحد إلا حماد بن سلمة.
وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه
(1)
مسندًا ومرسلًا. وقال الترمذي: فيه اختلاف. وذكر النسائي
(2)
أن المرسل أولى بالصواب وأن سِماكًا إذا انفرد بأصل لم يكن حجّةً، لأنه كان يُلَقَّن فيتلقَّن.
210/ 2242 - وعن ابن عمر قال: تَرَاءى الناسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته، فصامه وأمر الناس بصيامه
(3)
.
قال الدارقطني: تفرّد به مروان بن محمد عن ابن وهب، وهو ثقة
(4)
.
(1)
. أبو داود (2340، 2341)، والترمذي (691)، والنسائي (2112 - 2115)، وابن ماجه (1652) من طرق عن سماك عن عكرمة على اختلاف في إسناده وإرساله.
(2)
. لم أجده في مطبوعة «السنن الكبرى» ، وقد نقله المزِّي في «التحفة» (5/ 137 - 138).
(3)
. «سنن أبي داود» (2342)، وأخرجه أيضًا الدارمي (1733)، وابن حبّان (3447)، والدارقطني (2146)، كلهم من طريق مروان بن محمد الدمشقي، عن ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر.
(4)
. كذا قال الدارقطني، وقد توبع مروان، تابعه هارون بن سعيد الأيلي ــ وهو ثقة ــ عن ابن وهب به، أخرجه الحاكم (1/ 423) والبيهقي (4/ 212).