المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر - جامع الأصول - جـ ٦

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثاني: من كتاب الصلاة: في النوافل

- ‌الباب الأول: في النوافل المقرونة بالأوقات

- ‌الفصل الأول: في رواتب الصلوات الخمس والجمعة

- ‌الفرع الأول: في أحاديث جامعة لرواتب مشتركة

- ‌الفرع الثاني: في ركعتي الفجر

- ‌[النوع] الأول: في المحافظة عليهما

- ‌[النوع] الثاني: في وقتهما وصفتهما

- ‌[النوع] الثالث: في القراءة فيهما

- ‌[النوع] الرابع: في الاضطجاع بعدهما

- ‌[النوع] الخامس: في صلاتهما بعد الفريضة

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌قضاؤهما

- ‌الفرع الثالث: في راتبة الظهر

- ‌الفرع الرابع: في راتبة العصر قبلها وبعدها

- ‌الفرع الخامس: في راتبة المغرب

- ‌الفرع السادس: في راتبة العشاء

- ‌الفرع السابع: في راتبة الجمعة

- ‌الفصل الثاني: في صلاة الوتر

- ‌[الفرع] الأول: في وجوبه واستنانه

- ‌[الفرع] الثاني: في عدد الوتر

- ‌[الفرع] الثالث: في القراءة في الوتر

- ‌[الفرع] الرابع: في وقت الوتر

- ‌الوتر قبل الصبح

- ‌الوتر بعد الصبح

- ‌[الفرع] الخامس: في نقض الوتر

- ‌[الفرع] السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في صلاة الليل

- ‌الفرع الأول: في الحث عليها

- ‌الفرع الثاني: في وقت القيام

- ‌الفرع الثالث: في صفتها

- ‌الفصل الرابع: في صلاة الضحى

- ‌الفصل الخامس: في قيام شهر رمضان، وهو التراويح

- ‌الفصل السادس: في صلاة العيدين

- ‌[الفرع] الأول: في عدد الركعات

- ‌[الفرع] الثاني: في عدد التكبيرات

- ‌[الفرع] الثالث: في الوقت والمكان

- ‌[الفرع] الرابع: في الأذان والإقامة [للعيد]

- ‌[الفرع] الخامس: في الخطبة وتقديم الصلاة عليها

- ‌[الفرع] السابع: في إجتماع العيد والجمعة

- ‌[الفرع] التاسع: في خروج النساء إلى العيد

- ‌[الفرع] العاشر: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل السابع: في صلاةالرغائب

- ‌الباب الثاني: في النوافل المقرونة بالأسباب

- ‌الفصل الأول: في صلاة الكسوف

- ‌الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء

- ‌الفصل الثالث: في صلاة الجنائز

- ‌الفرع الأول: في عدد التكبيرات

- ‌الفرع الثاني: في القراءة والدعاء

- ‌الفرع الرابع: في موقف الإمام

- ‌الفرع الخامس: في وقت الصلاة على الجنازة

- ‌الفرع السادس: في الصلاة على الميت في المسجد

- ‌الفرع السابع: في الصلاة على القبور

- ‌الفرع الثامن: في الصلاة على الغائب

- ‌الفرع التاسع: في الصلاة على المحدود، والمديون، ومن قتل نفسه

- ‌الفرع العاشر: في انتفاع الميت بالصلاة عليه

- ‌الفصل الرابع: في صلوات متفرقة

- ‌تحية المسجد

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌صلاة الحاجة

- ‌صلاة التسبيح

- ‌خاتمة كتاب الصلاة تتضمن أحاديث متفرقة [

- ‌[النوع الأول] : الانصراف عن الصلاة

- ‌[النوع الثاني] : الجهر بالذكر بعد الصلاة

- ‌[النوع الثالث] : الفصل بين الصلاتين

- ‌[النوع الرابع] : الخروج من المسجد بعد الأذان

- ‌[النوع الخامس] : المقام بعد الصلاة

- ‌[النوع السادس] : تسمية العشاء بالعتمة

- ‌[النوع السابع] : تسمية المغرب بالعشاء

- ‌[النوع الثامن] : السَّمر بعد العشاء

- ‌[النوع التاسع] : الاستراحة بالصلاة

- ‌[النوع العاشر] : شيطان الصلاة

- ‌الباب الأول: في واجباته وسننه وأحكامه، جائزاً ومكروهاً

- ‌الفصل الأول: في وجوبه وموجبه

- ‌الفرع الأول: في وجوبه بالرؤية

- ‌الفرع الثاني: في وجوبه بالشهادة

- ‌[النوع] الأول: شهادة الواحد

- ‌[النوع] الثاني: في شهادة الاثنين

- ‌الفرع الثالث: في اختلاف البلاد في الرؤية

- ‌الفرع الرابع: في الصوم والفطر بالاجتهاد

- ‌الفرع الخامس: في كون الشهر تسعاً وعشرين

- ‌الفصل الثاني: في ركن الصوم

- ‌الفرع الأول: في النية

- ‌النوع الأول: في نية الفرض

- ‌النوع الثاني: في نية صوم التطوع

- ‌الفرع الثاني: في الإمساك عن المفطرات

- ‌النوع الأول: في القيء، والحجامة، والاحتلام

- ‌[النوع] الثاني: الكحل

- ‌[النوع] الثالث: القُبْلَة والمباشرة

- ‌[النوع] الرابع: المفطر ناسياً

- ‌الفصل الثالث: في زمان الصوم

- ‌الفرع الأول: في الأيام المستحب صومها

- ‌النوع الأول: قول كلي في الصوم

- ‌النوع الثاني: في يوم عاشوراء

- ‌النوع الثالث: في صوم رجب

- ‌النوع الرابع: في صوم شعبان

- ‌النوع الخامس: ست من شوال

- ‌النوع السادس: عشر ذي الحجة

- ‌النوع السابع: أيام الأسبوع

- ‌النوع الثامن: في أيام البيض

- ‌النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر

- ‌النوع الأول: في أيام العيد والتشريق

- ‌النوع الثاني: في يوم الشك

- ‌النوع الأول: صوم الدهر

- ‌النوع الثاني: صوم أواخر شعبان

- ‌النوع الثالث: صوم يوم عرفة

- ‌النوع الرابع: صوم الجمعة والسبت

- ‌الفصل الرابع: في سنن الصوم وجائزاته ومكروهاته

- ‌الفرع الأول: في السحور

- ‌النوع الأول: في الحث عليه

- ‌النوع الثاني: في وقته وتأخيره

- ‌الفرع الثاني: في الإفطار

- ‌النوع الأول: في وقت الإفطار

- ‌النوع الثاني: في تعجيل الإفطار

- ‌النوع الثالث: فيما يفطر عليه

- ‌النوع الرابع: في الدعاء عند الإفطار

- ‌الفرع الثالث: ترك الوصال

- ‌الفرع الرابع: في الجنابة

- ‌الفرع الخامس: في السواك

- ‌الفرع السادس: في حفظ اللسان

- ‌الفرع السابع: في دعوة الصائم

- ‌الفرع الثامن: في صوم المرأة بإذن زوجها

- ‌الفصل الأول: في المبيح، وهو السفر

- ‌الفرع الأول: في إباحة الإفطار وذم الصيام

- ‌الفرع الثاني: في التخيير بين الصوم والفطر

- ‌الفرع الثالث: في إباحة الإفطار مطلقاً

- ‌الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌يوم الخروج

- ‌يوم الدخول

- ‌مقدار السفر

- ‌إدراك رمضان المسافر

- ‌الفصل الثاني: في موجب الإفطار

- ‌الفرع الأول: في القضاء

- ‌[النوع] الأول: في التتابع والتفريق

- ‌[النوع] الثاني: في تأخير القضاء

- ‌[النوع] الثالث: في الصوم عن الميت

- ‌[النوع] الرابع: في قضاء التطوع

- ‌[النوع] الخامس: في الإفطار يوم الغيم

- ‌[النوع] السادس: في التشديد في الإفطار

- ‌الفرع الثاني: في الكفارة

- ‌الكتاب الرابع: في الصدق

- ‌الكتاب الخامس: في الصدقة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها وآدابها

- ‌الفصل الثاني: في أحكام الصدقة

- ‌الفرع الأول: في الصدقة عن ظهر غنى، والابتداء بالألزم والأقارب

- ‌الفرع الثاني: في صدقة المرأة من بيت زوجها، والعبد من مال سيده

- ‌الفرع الثالث: في ابتياع الصدقة، والرجوع فيها

- ‌الفرع الرابع: في صدقة الوقف

- ‌الفرع الخامس: في إحصاء الصدقة

- ‌الفرع السادس: في الصدقة عن الميت

- ‌الكتاب السادس: في صلة الرحم

- ‌الكتاب السابع: في الصحبة

- ‌الفصل الأول: في صحبة الأهل والأقارب

- ‌الفرع الأول: في حق الرجل على الزوجة

- ‌الفرع الثاني: في حق المرأة على الزوج

- ‌الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثاني: في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة

- ‌الفصل الثالث: في المجالسة وآداب المجلس

- ‌الفرع الأول: في الجلوس بالطرق

- ‌الفرع الثاني: في التناجي

- ‌الفرع الثالث: في القيام للداخل

- ‌الفرع الرابع: في الجلوس في مكان غيره

- ‌الفرع الخامس: في القعود وسط الحلقة

- ‌الفرع السادس: في هيئة الجلوس

- ‌الفرع السابع: في الجلوس في الشمس

- ‌الفرع الثامن: في صفة الجليس

- ‌الفصل الرابع: في كتمان السر

- ‌الفصل الخامس: في التحاب والتواد

- ‌الفرع الأول: في الحث عليه

- ‌الفرع الثاني: في الإعلام بالمحبة

- ‌الفرع الثالث: في القصد في المحبة

- ‌الفرع الرابع: في الحب في الله

- ‌الفرع الخامس: في حب الله للعبد

- ‌الفرع السادس: في [أن] من أحب قوماً كان معهم

- ‌الفرع السابع: في تعارف الأرواح

- ‌الفصل السادس: في التعاضد والتساعد

- ‌الفرع الأول: في أوصاف جامعة

- ‌الفرع الثاني: في الحِلْف والإخاء

- ‌الفرع الثالث: في النصر والإعانة

- ‌الفرع الرابع: في الشفاعة

- ‌الفصل السابع: في الاحترام والتوقير

- ‌الفصل الثامن: في الاستئذان

- ‌الفرع الأول: كيفية الاستئذان

- ‌الفرع الثاني: في موقف المستأذن

- ‌الفرع الثالث: في إذن المستدعى

- ‌الفرع الرابع: في الاستئذان على الأهل

- ‌الفرع الخامس: في الإذن بغير الكلام

- ‌الفرع السادس: في دق الباب

- ‌الفرع السابع: في النظر من خَلل الباب

- ‌الفصل التاسع: في السلام والجواب

- ‌الفرع الأول: في الأمر به، والحث عليه

- ‌الفرع الثاني: في المبتدئ بالسلام

- ‌الفرع الثالث: في كيفية السلام

- ‌الفرع الرابع: في تحية الجاهلية، والإشارة بالرأس واليد

- ‌الفرع الخامس: في السلام على أهل الذمة

- ‌الفرع السادس: في السلام على من يبول أو يتغوط أو من ليس على طهارة

- ‌الفصل العاشر: في المصافحة

- ‌الفصل الحادي عشر: في العطاس والتثاؤب

- ‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض

- ‌الفصل الثالث عشر: في الركوب والارتداف

- ‌الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار

- ‌الفصل الخامس عشر: في الهجران والقطيعة

- ‌الفصل السادس عشر: في تتبع العورة وسترها

- ‌الفصل السابع عشر: في الخلوة بالنساء والنظر إليهن

- ‌الفرع الأول: في الخلوة بهن

- ‌الفرع الثاني: في النظر إليهن

- ‌الفرع الثالث: في المخنَّثِين

- ‌الفرع الرابع: في نظر المرأة إلى الأعمى

- ‌الفرع الخامس: في المشي مع النساء في الطريق

- ‌الفصل الثامن عشر: في أحاديث متفرقة

- ‌إجابة النداء

- ‌من يصاحب

- ‌العداوة

- ‌لزوم الجماعة

- ‌من مشى وبيده سهام أو نصال

- ‌التعرض للحُرَم

الفصل: ‌النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر

4476 -

(س) جرير بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «صيامُ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر: صيامُ الدهر، وأيامُ البيض: صبيحةَ ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة» . أَخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 221 في الصوم، باب كيف يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وهو حديث حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (4/221) قال: أخبرنا مخلد بن الحسن، قال: حدثنا عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، فذكره.

ص: 329

4477 -

(س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يُفْطِرُ أيامَ البيضِ في حَضَر، ولا سَفَر» . أخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 198 و 199 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (4/198) قال: أخبرنا القاسم بن زكريا. قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنا يعقوب عن جعفر، عن سعيد، فذكره.

ص: 329

‌النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر

4478 -

(خ م س د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قد تقدَّم لحديث عبد الله بن عَمرو بن العاص روايات عدة طويلة في كتاب الاعتصام من حرف الهمزة وغيره.

ونحن نذكر في هذا الفصل ما بقي من طُرُقه على اختلاف ألفاظها وطُولها وقِصرها.

قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنكَ لتصومُ الدهرَ، وتقومُ الليلَ؟ قلتُ:

⦗ص: 330⦘

نعم. قال: إِنكَ إذا فعلتَ ذلك هَجَمَتْ له العينُ، ونَفِهتْ له النَّفْسُ، لا صامَ من صامَ الأبدَ، صومُ ثلاثةِ أيام: صومُ الدَّهرِ كلِّه، قلتُ: فإني أُطيقُ أكثرَ من ذلك. قال: فَصُمْ صومَ دَاودَ، كان يصومُ يوماً، وَيُفْطِرُ يوماً، ولا يَفِرُّ إِذا لاقى» .

زاد في رواية: «من لي بهذه يا نبيَّ الله؟ وقال: لا أَدري كيف ذكر صيام الأبد؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا صامَ من صامَ الأَبدَ - مرتين» .

وفي أُخرى: قال له «ألم أُخْبَرْ أَنكَ تَصُومُ، ولا تُفْطِرُ، وتُصلِّي الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ، فإِنَّ لِعَيْنِكَ حظّاً، ولِنَفْسِكَ حظّاً، ولأهْلِكَ حظّاً، فَصُمْ وأفْطِرْ، وصلِّ ونَمْ، وصُم من كلِّ عشرةِ أيام يوماً، ولك أجرُ تِسْعة» . وفيه: «لا صامَ من صامَ الأبد - ثلاثاً» .

وفي أخرى: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ له صومي، فدخل عليَّ، فأَلْقَيْتُ له وِسادة من أدَم حَشْوُها لِيف، فجلس على الأرض، وصارتْ الوِسادةُ بيني وبينه، فقال: أما يكفيكَ من كلِّ شهر ثلاثةُ أيام؟ قال: قلتُ: يا رسول الله (1) ، قال: خمساً؟ قلتُ: يا رسول الله، قال: سبعاً؟ قلت: يا رسول الله، قال: تسعاً؟ قلتُ: يا رسول الله، قال: إِحدى عشرةَ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: لا صومَ فوق صومِ داودَ عليه السلام: شَطْرُ الدَّهرِ، صمْ يوماً، وأَفْطِرْ يوماً» . أخرجه البخاري، ومسلم.

⦗ص: 331⦘

ولمسلم: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال له: «صُمْ يوماً، ولك أجرُ ما بقي» ، قال: إِني أُطِيقُ أكثرَ من ذلك. قال: صُمْ يومين، ولك أجرُ ما بقي، قال: إِني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: صُمْ ثلاثةَ أيام، ولك أجْرُ ما بقي، قال: إِني أطِيقُ أكثر من ذلك. قال: صُمْ [أربعةَ أيام، ولك أجرُ ما بقي، قال: إِني أُطيق أكثر من ذلك. قال: صم] أفضلَ الصيام عند الله: صومَ داود عليه السلام، كان يصومُ يوماً، ويُفْطِرُ يوماً.

وله في أخرى قال: «بلغني أنك تصومُ النهارَ، وتقومُ الليلَ؟ فلا تَفْعَلْ، فإن لجسدكَ عليك حظّا، ولعينكَ عليك حظّاً، و [إِن] لزوجكَ [عليكَ] حظّاً، صم وأفطر، صُمْ من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام، فذلك صوم الدهرِ. قلت: يا رسول الله، إِن بي قوة. قال: فصمْ صومَ داودَ عليه السلام، صم يوماً، وأفْطِرْ يوماً، فكان يقول: يا ليتني أخذتُ بالرُّخصة» .

وأخرج النسائي الرواية الثانية التي فيها ذِكْرُ الوِسادة، والروايةَ الأولى، ورواية مسلم الأولى.

وله في أخرى قال: «ذَكَرْتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم الصومَ، فقال: صم من كل عشرة أيام يوماً، ولك أجر تلك التسعةِ، قلتُ: إِني أقوى من ذلك، قال: صم من كل تسعةِ [أيام] يوماً، ولك أجر تلك الثمانية، فقلتُ: إِني أقوى من ذلك، قال: فصم من كلِّ ثمانيةِ أَيام يوماً، ولك أجر تلك السبعة، قلت:

⦗ص: 332⦘

إني أقوى من ذلك، قال: فلم يَزَلْ حتى قال: صم يوماً، وأَفْطِرْ يوماً» .

وله في أخرى قال: «أَنْكَحَني أبي امرأة ذاتَ حَسَب، فكان يأْتيها فيسأْلُها عن بَعْلها؟ فقالت: نِعْمَ الرَّجلُ من رَجُل، لم يَطَأْ لنا فراشاً ولم يُفَتِّشْ لنا كَنَفاً منذ أَتيناه، فَذُكِرَ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ائْتِني به، فأتيتُه معه، فقال: كيف تصومُ؟ قلتُ: كلَّ يوم، قال: صم من كلِّ جمعة ثلاثة أيام، قلتُ: إِني أُطيق أفضل من ذلك، قال: صم يوماً وأَفْطِرْ يومين، قلتُ: إِني أُطيقُ أَكثرَ من ذلك، قال: صُمْ أفضلَ الصيامَ: صيام داود عليه السلام: صوم يوم، وفطر يوم» .

وله في أخرى قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «بلغني أنكَ تقوم الليلَ وتصوم النهارَ؟ قلتُ: يا رسول الله، ما أردتُ بذلك إِلا الخير، قال: لا صام من صام الأبد، ولكن أَدُلُّك على صوم الدَّهرِ: ثلاثة أيام من كلِّ شهر، قلتُ: يا رسولَ الله، إِني أُطيقُ أكثر من ذلك، قال: صم خمسة أيام، قلتُ: إِني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: فصم عشراً، فقلتُ: إِني أُطيق أكثر من ذلك، قال: صم صوم داود، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً» .

⦗ص: 333⦘

وله في أخرى قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضلُ الصيام صيامُ داودَ عليه السلام كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً» .

وقد أطال النسائي في تخريج طرق هذا الحديث: وقد ذكرنا بعضها في كتاب الاعتصام، وبعضها هنا، وبعضُها تكرر، فلم نحتج إِلى ذِكْرِهِ، ومن جملة طرقه قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن في شهر، قلت: إني أُطيق أكثرَ من ذلك، فلم أزل أطلب إِليه حتى قال: خمسة أيام، وقال: ثلاثة أيام من الشهر، قلت: إِني أطيق أكثرَ من ذلك، فلم أَزل أطلب إليه حتى قال: صم أحبَّ الصيام إِلى الله عز وجل: صوم داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً» .

وأخرج أبو داود غير ما تقدَّم ذِكرُهُ في كتاب الاعتصام، وكتاب تلاوة القرآن، وفي رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن ابن عمرو قال: قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «صُم من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام، واقرأ القرآن في شهر، فناقضني وناقضته (2) ، فقال: صم يوماً وأفطر يوماً - قال عطاء: فاختلفنا عن أبي، فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً» .

وأخرج الترمذي من هذا الحديث أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصوم صوم أخي داود: كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، ولا يَفِرُّ

⦗ص: 334⦘

إذا لاقى» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(هجمت له العين) : هجوم العين: غَوْرُها ودخولها في مكانها من الضعف.

(نَفِهَت له النفس) نَفِهت النفس - بالنون - إذا أعيت وسئمت.

(كنَفاً) الكنف: الجانب أرادت أنه لم يقربها، ولم يطلع منها على ما جرت بها عادة الرجال مع نسائهم.

(فناقضني) المناقضة: المراددة في القول، ينقض قولي وأنقض قوله.

(1) جواب النداء محذوف: أي: لا يكفيني ذلك.

(2)

في نسخ أبي داود المطبوعة: فناقصني وناقصته، بالصاد المهملة، أي جرى بيني وبينه مراجعة في النقصان.

(3)

رواه البخاري 4 / 191 في الصوم، باب صوم الدهر، وباب حق الضيف، وباب حق الجسم في الصوم، وباب حق الأهل في الصوم، وباب صوم يوم وإفطار يوم، وباب صوم داود ن وفي التهجد، باب من نام عند السحر، وباب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى:{وآتينا داود زبورا} ، وفي فضائل القرآن، باب في كم يقرأ القرآن، وفي النكاح، باب لزوجك عليك حقاً، وفي الأدب، باب حق الضيف والاستئذان، وباب من ألقي له وسادة، ومسلم رقم (1159) في الصوم، باب النهي عن صوم الدهر، وأبو داود رقم (1389) في الصلاة، باب كم يقرأ القرآن، و (2425) في الصيام، باب صوم الدهر، والترمذي رقم (770) في الصوم، باب في صوم يوم وفطر يوم، والنسائي 4 / 209 - 215 في الصيام، باب صوم يوم وإفطار يوم، وذكر الزيادة في الصيام والنقصان وصوم عشرة أيام من الشهر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه الحميدي (590) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/195)(6843) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (2/68) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/165) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/214) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة. كلاهما - سفيان بن عيينة، وشعبة - عن عمرو بن دينار.

2 -

وأخرجه أحمد (2/164)(6527) و (6534) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، ومسعر. وفي (2/188) (6766) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. وفي (2/190)(6789) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/212)(6988) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وعبد بن حميد (321) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الحجاج بن أرطاة. والبخاري (3/52) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة. وفي (4/195) قال: حدثنا خلاد بن يحيى، قال: حدثنا مسعر. ومسلم (3/164 و 165) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه أبو كريب، قال: حدثنا ابن بشر، عن مسعر. وابن ماجة (1706) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان. والترمذي (770) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان. والنسائي (4/213) قال: أخبرنا محمد بن عبيد، عن أسباط، عن مطرف، وفي (4/214) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا أمية، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة.

خمستهم - سفيان، ومسعر، وشعبة، وحجاج بن أرطاة، ومطرف بن طريف - عن حبيب بن أبي ثابت.

3 -

وأخرجه أحمد (2/199)(6874) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر. (ح) وروح. والبخاري (3/52) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: أخبرنا أبو عاصم. ومسلم (3/164) قال: حدثني محمد ابن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم، قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (4/206 و 215) قال: أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا حجاج بن محمد. وابن خزيمة (2109) قال: حدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، قال: أخبرنا محمد - يعني ابن بكر -. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. خمستهم - عبد الرزاق، ومحمد بن بكر، وروح، وأبو عاصم، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء.

ثلاثتهم - عمرو بن دينار، وحبيب بن أبي ثابت، وعطاء بن أبي رباح - عن أبي العباس المكي، فذكره.

ص: 329

4479 -

(م د ت) معاذة بنت عبد الرحمن العدوية: قالت: سألتُ عائشةَ: «أكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصومُ من كلِّ شهر ثلاثة أيام؟ قالت:

⦗ص: 335⦘

نعم، قلتُ لها: من أيِّ أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أيِّ أيام الشهر يصوم» . أخرجه مسلم، والترمذي، وأبو داود (1) .

(1) رواه مسلم رقم (1160) في الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داود رقم (3453) في الصوم، باب من قال: لا يبالي من أي الشهر، والترمذي رقم (763) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (6/145) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. ومسلم (3/166) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. قال: حدثنا عبد الوارث. وأبو داود (2453) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا عبد الوارث. وابن ماجة (1709) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا غندر، عن شعبة. والترمذي (763) وفي «الشمائل» (308) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو داود. قال: أخبرنا شعبة. وابن خزيمة (2130) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال: حدثنا شعبة.

كلاهما - شعبة، وعبد الوارث - عن يزيد الرشك، عن معاذة العدوية، فذكرته.

ص: 334

4480 -

(ت س) أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام من كلِّ شهر ثلاثةَ أيام فذلك صِيام الدهر، فأَنزل الله تصديق ذلك في كتابه: {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها} [الأنعام: 160] اليوم بعشرة أيام» . أخرجه الترمذي، وقال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة.

وفي رواية النسائي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صامَ ثلاثة أيام من الشهر فقد صام الدهر كلَّه، ثم قال: صدق الله في كتابه: {مَنْ جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالها} » .

وله في أخرى: «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد تمَّ صوم الشهر، أو: فله صوم الشهر» (1) .

(1) رواه الترمذي رقم (761) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 4 / 219 في الصوم، باب في صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/145) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا إسرائيل. وابن ماجة (1708) قال: حدثنا سهل بن أبي سهل، قال: حدثنا أبو معاوية. والترمذي (762) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي (4/319) قال: أخبرنا علي بن الحسن اللاني بالكوفة، عن عبد الرحيم - وهو ابن سليمان -.

ثلاثتهم - إسرائيل، وأبو معاوية، وعبد الرحيم - عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.

* وأخرجه النسائي (4/219) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أنبأنا حبان، قال: أنبأنا عبد الله، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن رجل. قال: قال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. زاد فيه «عن رجل» .

ص: 335

4481 -

(م د س) أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه: قال:

⦗ص: 336⦘

إِنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من قوله، فلما رأى عمرُ غَضَبَه، قال: رضينا بالله ربّاً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد نبيّاً - وفي رواية: وبِبَيْعَتِنا بيعة - نعوذُ بالله من غضب الله، وغضب رسوله، فجعل عمر يُرَدِّدُ هذا الكلام حتى سكن غَضَبهُ، فقال عمرُ: يا رسولَ الله، كيف بمن يصوم الدهرَ كلَّه؟ قال: لا صام، ولا أفطر - أو قال: لم يصم، ولم يفطر - قال: كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: ويُطيق ذاك أحد؟ قال: كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً؟ قال: ذاك صوم داودَ عليه السلام، قال: كيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين؟ قال: ودِدْتُ أنِّي طُوِّقْتُ ذلك، ثم قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«ثلاث من كلِّ شهر، ورمضانُ إِلى رمضانَ: فهذا صيامُ الدهر كلِّه، صيامُ يوم عرفة: أحتَسِبُ على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيامُ [يوم] عاشوراءَ: أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنةَ التي قبلَه» .

وفي رواية مثله ونحوه، إلى قوله:«ذاك صوم أخي داودَ عليه السلام، قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم وُلِدت فيه، وفيه بعثت، وفيه أُنْزِلَ عليَّ، قال: فقال: صومُ ثلاثة أيام من كل شهر، ورمضانُ إِلى رمضانَ: صيام الدهر، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال: يكفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ والباقيةَ، قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفِّر السنةَ الماضية» .

⦗ص: 337⦘

وفي هذا الحديث في رواية شعبة قال: «وسئل عن صوم الاثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس، لما نُرَاه وَهْماً» .

وفي رواية بمثله، غير أنه ذكر:«الاثنين» ، ولم يذكر «الخميس» .

وفي رواية: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: فيه وُلِدتُ، وفيه أُنزِل عليَّ» . أخرجه مسلم.

وفي رواية أبي داود مثل الأولى، ولم يذكر «وَبِبَيْعتِنَا بَيْعَة» .

وزاد في أخرى: «قال: يا رسولَ الله، أرأيتَ [صومَ] الاثنين، والخميس؟ فقال: فيه وُلِدْتُ، وفيه أُنْزِلَ عليَّ القرآنُ» .

وفي رواية النسائي: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه؟ فغضِبَ، فقال عمرُ: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام، ولا أفطر، أو ما صام، وما أفطر» .

وفي أخرى له: قال عمرُ: «يا رسولَ الله، كيف بمن يَصُومُ الدَّهْرَ كلَّه؟ قال: لا صام، ولا أفطر، أو ما صام، وما أفطر، أو لم يَصُمْ، ولم يفطر

وذكر الحديث، إِلى قوله: هذا صيامُ الدَّهرِ كُلِّه» (1) .

⦗ص: 338⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(فغضب رسول الله) : يشبه أن يكون غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسألته إياه عن صومه كراهية أن يقتدي به السائل في ذلك فيعجز عنه ويسأمه ويمله، أو أنه يفعله فيكون من غير نية وإخلاص، فقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل وينهى أمته عن الوصال» وقد ترك بعض النوافل خوفاً [من] أن تقتدي به أمته فيعجزوا.

(وَدِدْت أني طُوِّقت) : يقول: ليتني طُوِّقْتُ هذا الأمر، أي ليته جُعل داخلاً في طاقتي وقدري، ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غير مُطيق له لضعف فيه، ولكنه يحتمل أنه إنما خاف العجز عنه للحقوق التي تلزمه لنسائه، لأن ذلك يُخِلُّ بحظوظهن منه.

(1) رواه مسلم رقم (1162) في الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأبو داود رقم (2425) و (2426) في الصوم، باب في صوم الدهر تطوعاً، والنسائي 4 / 207 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على غيلان بن جرير فيه، وباب صوم ثلثي الدهر وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مسلم في الصوم (26: 3) عن يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد. كلاهما عن حماد بن زيد. عن غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني به. و (36: 4) عن محمد بن المثنى محمد بن بشار كلاهما عن غندر. و (36: 5) عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه. و (36: 5) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شبابة بن سوار. و (36: 5) عن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل. أربعتهم عن شعبة عن غيلان بن جرير نحوه. وزاد فيه: وسئل عن صوم الاثنين والخميس. قال مسلم: فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما. و (36: 6) عن أحمد بن سعيد الدارمي عن حبان بن هلال عن أبان بن يزيد عن غيلان نحوه، وذكر فيه صوم الاثنين ولم يذكر الخميس. وأبو داود في «الصوم 53: 1» عن سليمان بن حرب ومسدد. كلاهما عن حماد بن زيد، عن عبد الله بن معين عن أبي قتادة. والترمذي في «الصوم 46» عن قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي. كلاهما عن حماد بن زيد - بقصة يوم عرفة ويوم عاشوراء وصوم الأبد قطعا - وقال: حسن. والنسائي في «الصيام 42 - إ: 2» عن محمد بن بشار بأول وقصة صوم الدهر. وابن ماجة «الصيام 31: 2 و 40: 1 و 41: 6» عن أحمد بن عبدة ببعضه. تحفة الأشراف (9/260) .

ص: 335

4482 -

(س) عمرو بن شرحبيل رحمه الله: عن رجل من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «قيل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: رَجُل يصوم الدَّهر؟ فقال: وَدِدْتُ أنه لم يَطْعَم الدَّهْرَ، قالوا: فَثُلثَيْهِ؟ قال: أكثرُ، قالوا: فَنصْفَهُ؟ قال: أكثرُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكم بما يُذْهِبُ وَحرَ الصَّدْر؟ صوم ثلاثة أيام من كلِّ شهر» .

وفي أخرى عن عمرو بن شُرحبيل قال: «أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَجل فقال: يا رسولَ الله، ما تقول في رجل صام الدَّهر كلَّه؟

الحديث» .

⦗ص: 339⦘

أخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 208 في الصوم، باب صوم ثلثي الدهر، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه النسائي (4/208) أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قيل، فذكره.

ص: 338

4483 -

(س) عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «صيامٌ حَسَن: صيامُ ثلاثةِ أيام من كل شهر» . أخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

حسن:

1 -

أخرجه أحمد (4/21) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن محمد بن إسحاق. وفي (4/22) قال: حدثنا حجاج. قال: حدثنا ليث بن سعد، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/217) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب. وابن ماجة (1639) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. والنسائي (4/167 و 219) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (4/167) قال: أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق. وابن خزيمة (1891) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، قال: أنبأنا محمد بن إسحاق. وفي (2125) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب.

كلاهما - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب - عن سعيد بن أبي هند.

2 -

وأخرجه أحمد (4/217) قال: حدثنا عفان. وفي (4/218) قال: حدثنا يونس.

كلاهما - عفان، ويونس - عن حماد بن سلمة، قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء.

كلاهما - سعيد بن أبي هند، وأبو العلاء - عن مطرف، فذكره.

* أخرجه النسائي (4/167 و 219) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: أنبأنا أبو مصعب، عن مغيرة ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند، قال عثمان بن أبي العاص نحوه. مرسل.

ص: 339

4484 -

(س) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (1) .

(1) 4 / 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يقوى بها.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (2/90)(5643) قال: حدثنا حجاج. والنسائي (4/219) قال: أخبرنا يوسف ابن سعيد. قال: حدثنا حجاج. وفي (4/220) قال: أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني. قال: حدثنا سعيد بن سليمان.

كلاهما - حجاج، وسعيد بن سليمان - عن شريك عن الحر بن الصياح، فذكره.

ص: 339

4485 -

(س) أبو عقرب [البكري الكناني]رضي الله عنه: أنه «سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم، فقال: صُمْ يوماً من كلِّ شهر، فاستزاده، فقال: بأبي أنتَ وأمِّي، إِني أجِدُني قوياً، فزاده، فقال: صم يومين من كلِّ شهر، قال: بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ الله، إِني أجدني قوياً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِني أجِدُني قوياً، إِني أجدني قوياً! ، فما كاد أن يزيدَه، فلما أَلَحَّ عليه قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: صم ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» .

وفي رواية قال: «سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم، فقال: صُمْ

⦗ص: 340⦘

يوماً من الشهر، قلتُ: يا رسولَ الله زِدني، [زدني] قال: تقول: يا رسولَ الله زدني [زدني] يومين من كلِّ شهر، قلتُ: يا رسولَ الله زِدني [زِدْني] ، إِني أجدني قويّاً، فقال: زدني، زدني، إِني أجدُني قوياً! فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننتُ أنه ليزيدني (1)، قال: صُمْ ثلاثةَ أيام من كلِّ شهر» . أخرجه النسائي (2) .

(1) في النسائي المطبوع: ليردني.

(2)

4 / 225 في الصوم، باب صوم يومين من الشهر، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وفي (5/67) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/67) قال: حدثنا عفان. والبخاري في «الأدب المفرد» (731) قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر. ومسلم نحوه. والنسائي (4/225) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثني سيف بن عبيد الله، من خيار الخلق. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال: حدثنا يزيد بن هارون.

ستتهم - وكيع، ويزيد، وعفان، وعبد الله بن أبي بكر، ومسلم، وسيف بن عبيد الله - عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، فذكره.

ص: 339

4486 -

(س) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شَهْرُ الصَّبْرِ وثلاثةُ أيام من كلِّ شهر: صومُ الدَّهْرِ» . أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(شهر الصبر) : هو شهر رمضان، وأصل الصبر: الحبس، وسمي الصيام صبراً: لما فيه من حبس النفس عن الطعام، والشراب، والنكاح.

(1) 4 / 218 و 219 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي عثمان في حديث أبي هريرة في صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (2/263) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/384) قال: حدثنا عفان. وفي (2/513) قال: حدثنا روح. والنسائي (4/218) قال: أخبرنا زكريا بن يحيى. قال: حدثنا عبد الأعلى.

أربعتهم - أبو كامل، وعفان، وروح، وعبد الأعلى بن حماد - عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.

ص: 340

4487 -

(د) مجيبة الباهلية: عن أبيها أو عمها «أَنه أَتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلقَ، فأتاه بعد سَنَة، وقد تَغَيَّرَتْ حالتُهُ، وهيئتُه، فقال: يا رسولَ الله، أَما تعرفني؟ قال: ومن أنتَ؟ قال: أنا الباهليُّ الذي جئتُك عام أوَّل، قال: فما غَيَّرَكَ، وكُنتَ حَسَنَ الهيئة؟ قال: ما أكلتُ طعاماً

⦗ص: 341⦘

منذ فارقتكَ إِلا بليل، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: فلم عذَّبتَ نفسكَ؟ ثم قال: صُم شهرَ الصَّبْرِ، ويوماً من كلِّ شهر، قلت: زِدْني فإنَّ بي قُوَّة، قال: صُم يومين، قلت: زدني، قال: صُمْ ثلاثة، قلت: زِدني، قال: صُمْ من الحُرُم واتْرُكْ، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُمِ، واتْرُك، وقال بأصابعه الثلاثة، فضمَّها، ثم أرسلها» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الحُرُم) الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.

(1) رقم (2428) في الصوم، باب في صوم أشهر المحرم، قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود ": وأخرجه النسائي وابن ماجة، إلا أن النسائي قال فيه:" عن مجيبة الباهلي عن عمه " وقال ابن ماجة: " عن أبي مجيبة الباهلي عن أبيه، أو عن عمه " وذكره أبو القاسم البغوي في " معجم الصحابة "، وقال فيه:" عن مجيبة - يعني الباهلية - قالت: حدثني أبي أو عمي " وسمى أباها " عبد الله بن الحارث " وقال: سكن بالبصرة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً

وذكر هذا الحديث - إلى أن قال المنذري: أشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه من أجل هذا الاختلاف، وهو متوجه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (2428) حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد عن سعيد الجريري، عن أبي السليل عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أنه أتى، فذكرته.

ص: 340

4488 -

(ت د س) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَصوم من غُرَّةِ كلِّ شهر ثلاثة أيام» . أخرجه أبو داود.

وزاد الترمذي، والنسائي:«وقَلَّما كان يُفْطِرُ يوم الجمعة» (1) .

⦗ص: 342⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(غُرَّةُ كلِّ شهر) : أوله، ويقال للثلاثة أيام من أول الشهر: غرر.

(1) رواه أبو داود رقم (2450) في الصوم، باب في صوم الثلاث من كل شهر، والترمذي رقم (742) في الصوم، باب ما جاء في صوم يوم الجمعة، والنسائي 4 / 204 في الصوم، باب صوم النبي صلى الله عليه وسلم، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1 -

أخرجه أحمد (1/406)(3860) قال: حدثنا أبو النضر، وحسن. وأبو داود (2450) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو داود. وابن ماجة (1725) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبوداود. والترمذي (742) . وفي «الشمائل» (303) قال: حدثنا القاسم بن دينار، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، وطلق بن غنام. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9206) عن عمرو بن علي، عن أبي داود. وابن خزيمة (2129) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود.

خمستهم - أبو النضر، وحسن، وأبو داود، وعبيد الله، وطلق بن غنام - عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي.

2 -

وأخرجه النسائي (4/204) قال: أخبرنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: قال أبي: أنبأنا أبو حمزة.

كلاهما - شيبان، وأبو حمزة السكري - عن عاصم، عن زر، فذكره.

(*) رواية أبي كامل مختصرة على: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم - يعني من غُرَّة كل شهر - ثلاثة أيام» .

(*) ورواية إسحاق بن منصور مختصرة على: «قلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الجمعة» .

(*) قال الترمذي: حديث حسن غريب، قال: وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث، ولم يرفعه.

ص: 341

4489 -

(خ م د ت س) أبو هريرة، وأبو الدرداء رضي الله عنهما: قال كلاهما: «أوصاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدَعُهُنَّ في سَفَر، ولا حَضَر: صومِ ثلاثةِ أيام من كلِّ شهر، ولا أنام إِلا على وِتْر، وسُبْحةِ الضُّحى» . أخرجه الجماعة إِلا الموطأ باختلاف أَلفاظهم في تقديم بعضها على بعض، وقد تقدَّم الحديثُ في صلاة الضحى (1) .

(1) تقدم الحديث باختلاف رواياته في الجزء السادس صفحة 113، في صلاة الضحى برقم (4212) و (4213) ، وقد رواه البخاري 3 / 47 في التطوع، باب من لم يصل الضحى في الحضر، وفي الصوم، باب صيام أيام البيض، ومسلم رقم (721) و (722) في الصلاة، باب استحباب صلاة الضحى وأن أقلها ركعتان، وأبو داود رقم (1432) و (1433) في الصلاة، باب في الوتر قبل النوم، والترمذي رقم (760) في الصوم، باب ما جاء في صوم ثلاثة أيام من كل شهر، والنسائي 3 / 229 في قيام الليل، باب الحث على الوتر قبل النوم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه البخاري في الصلاة (510: 1) عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن عباس الجريري. وفي الصوم (60) عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي التياح. ومسلم في الصلاة (121: 13) عن شيبان بن فروخ عن عبد الوارث عن أبي التياح. و (121: 14) عن محمد بن مثنى ومحمد بن بشر. كلاهما عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري وأبي شمر الضبعي. ثلاثتهم عن أبي عثمان عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. والنسائي فيه (الصلاة 713: 2) عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة عن عباس الجريري عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة و (713: 1) عن سليمان بن سلم، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق. كلاهما عن النضر بن شميل عن شعبة عن أبي شمر عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. و «الكبرى 57» عن بشر بن هلال عن عبد الوارث عن عبد الرحمن بن مل عن أبي هريرة. تحفة الأشراف (10/152) .

ص: 342

4490 -

(ت) عامر بن مسعود رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «الغنيمةُ الباردةُ: الصومُ في الشتاءِ» . أخرجه الترمذي (1)، وقال: هو مرسل لأن عامر ابن مسعود لم يدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

(1) رقم (797) في الصوم، باب ما جاء في الصوم في الشتاء، وهو مرسل، كما قال الترمذي. أقول: وفي سنده أيضاً نمر بن عريب، لم يوثقه غير ابن حبان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (4/335) قال: حدثنا وكيع. والترمذي (797) . وابن خزيمة (2145) قالا: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.

كلاهما - وكيع، ويحيى - عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نمير بن عريب، فذكره.

(*) قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي، الذي روى عنه شعبة والثوري.

ص: 342

4491 -

(خ م د) علقمة رحمه الله (1) : قال: «قلتُ لعائشة: هل كانَ

⦗ص: 343⦘

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يختصُّ يوماً من الأيام شيئاً؟ قالت: لا، كان عملُه دِيمة، وأيُّكم يُطِيقُ ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُطِيقُ؟» . أخرجه البخاري، ومسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(دِيمَتُه) الدِّيمة: المطر الدائم في سكون، فتشبه به الأعمال الدائمة مع القصد والرفق.

(1) في الأصل والمطبوع: عبد الله بن مسعود، وهو خطأ، والتصحيح من صحيح البخاري ومسلم.

(2)

رواه البخاري 4 / 206 في الصوم، باب هل يخص شيئاً من الأيام، وفي الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم رقم (783) في صلاة المسافرين، باب فضيلة العمل الدائم، ورواه أيضاً أبو داود رقم (370) في الصلاة، باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: البخاري في الرقاق (18: 6) عن عثمان بن أبي شيبة عن جرير وفي الصوم (64) عن مسدد عن يحيى عن سفيان. كلاهما عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة. ومسلم في الصوم «بل في الصلاة (138: 3) » عن إسحاق بن إبراهيم، وزهير بن حرب. كلاهما عن جرير عن علقمة عن عائشة. وأبو داود في الصلاة (318: 3) عن عثمان عن علقمة عن عائشة. والترمذي في «الشمائل» (44: 13) عن بندار عن ابن مهدي عن سفيان عن علقمة عن عائشة. والنسائي في الرقائق «في الكبرى» عن الحسين بن حريث عن جرير عن علقمة عن عائشة. تحفة الأشراف (12/244، 245) .

ص: 342