الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثالث: في إباحة الإفطار مطلقاً
4588 -
(خ م ط س) عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة، ومعه عَشْرَةُ آلاف، وذلك على رأس ثمانيَ سنين ونصف من مَقْدَمِهِ المدينةَ، فسار بمن معه من المسلمينَ إِلى مكةَ، يصومُ ويصومون، حتى بلغ الكَديد - وهو ما بين عُسفانَ وقُدَيْد - أفطرَ وأفطَرُوا» قال الزُّهري: وَإِنَّمَا يُؤخَذُ من أمر رسولِ الله صلى الله عليه وسلم الآخِرُ فالآخِرُ.
وفي رواية للبخاري: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غزا غزوةَ الفتح في رمضان» لم يزد، قال الزهري: وسمعتُ سعيدَ بنَ المسيِّبِ يقول مثل ذلك، [ثم] قال [البخاري] متصلاً به: وعن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: «صامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، حتى إِذا بلغَ الكَديد - الماء الذي بين قُديد وعُسْفانَ - أفطَر، فلم يزل مُفْطِراً حتى انسلخ الشَّهرُ» .
⦗ص: 404⦘
وهو عند مسلم عن ابن شهاب: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح، فصام حتى بَلَغَ الكَديد، ثم أفطر، قال: وكان أصحابُه صلى الله عليه وسلم يَتَّبِعُون الأحدَثَ فالأحْدَثَ من أمرِهِ صلى الله عليه وسلم» ، وعنده في رواية سفيان مثله.
قال سفيان: لا أدري: من قولِ مَنْ هو؟ يعني: «وكان يُؤخَذُ بالآخِرِ من قول رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟» .
وعنده في أخرى مثله، وقال: قال الزهري: «كان الفِطْرُ آخرَ الأمرين، وإنما يؤخَذُ من أمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالآخِرِ فالآخِرِ، قال الزهري: فصبَّح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكةَ لثلاثَ عَشْرَةَ [لَيلة خَلَتْ] من رمضانَ» .
زاد في رواية: «وكانوا يتَّبعون الأحْدَث فالأحْدَثَ من أمرِهِ، ويَرَوْنَهُ الناسخَ المحكَم» .
وفي رواية النسائي: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرج في رمضانَ، فصام حتى إِذا أَتى قُدَيداً أُتِيَ بِقَدَح من لَبَن، فشربَ، فأفطرَ هو وأصحابه» .
وفي أخرى قال: «صامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من المدينة حتى أتى قُدَيداً، ثم أَفطرَ، حتى أتى مكةَ» .
⦗ص: 405⦘
وله عن مجاهد مرسلاً: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم صام في شهر رمضان، وأفطرَ في السفر» (1) .
(1) رواه البخاري 4 / 157 في الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، وفي المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان، ومسلم رقم (1113) في الصوم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، والموطأ 1 / 294 في الصوم، باب ما جاء في الصيام في السفر، والنسائي 4 / 183 في الصوم، باب الصيام في السفر، وباب ذكر الاختلاف على منصور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (196) ، والحميدي (514)، وأحمد (1/219) (1892) قالا: حدثنا سفيان وأحمد (1/266)(2392) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي عن ابن إسحاق وفي (1/315)(2884) قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق. وفي (1/334) (3089) و (1/366) (3460) قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1/348) (3258) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جريج. وعبد بن حميد (645) قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (648) قال: أخبرنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا يونس والدارمي (1715) قال: أخبرنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا مالك، والبخاري (3/43) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. وفي (4/60) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (5/185) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. وفي (5/185) قال: حدثنا محمود، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. ومسلم (3/140) قال: حدثني يحيى بن يحيى، ومحمد بن رمح، قالا: أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي (3/141) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، عن سفيان. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. (ح) وحدثنثي حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي (4/189) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان. وابن خزيمة (2035) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرنا ابن عيينة.
ثمانيتهم - مالك، وسفيان، ومحمد بن إسحاق، ومعمر، وابن جريج، ويونس، وعقيل، والليث - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
4589 -
(خ م د) أبو الدرداء رضي الله عنه: قال: خرجنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضانَ في حَرّ شديد، حتى إنْ كان أحدُنا ليضع يَدَهُ على رأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحرِّ، وما فينا صائم إِلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعبدُ اللهِ بنُ رَوَاحةَ. أخرجه البخاري ومسلم.
وعند أبي داود: «خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض غَزَوَاتِهِ في حرّ شديد، حتى إِنَّ أحَدَنا ليضعُ يَدَهُ، أو كَفَّهُ على رأْسه من شدَّةِ الحرِّ
…
وذكر الحديث» (1) .
(1) رواه البخاري 4 / 159 في الصوم، باب إذا صام أياماً من رمضان ثم سافر، ومسلم رقم (1122) في الصوم، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، وأبو داود رقم (2409) في الصوم، باب فيمن اختار الصيام في السفر.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/194) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال:حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وفيه (5/194) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا هشام يعني ابن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي، وفي (6/444) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام ابن سعد، عن عثمان بن حيان وإسماعيل بن عبيد الله. [قال أبو عامر: عثمان بن حيان وحده] وعبد بن حميد (208) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. والبخاري (3/43 و 44) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن حمزة،عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أن إسماعيل بن عبيد الله حدثه، ومسلم (3/145) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله. (ح) وحدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي. وأبو داود (2409) قال: حدثنا مؤمل بن الفضل، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله. وابن ماجة (1663) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم وهارون بن عبد الله الحمال. قالا: حدثنا ابن أبي فديك.
جميعا - عن هشام بن سعد، عن عثمان بن حيان الدمشقي.
كلاهما - إسماعيل بن عبيد الله، وعثمان بن حيان - عن أم الدرداء، فذكرته.
4590 -
(ت) أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: قال: «بلغَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح مَرَّ الظَّهْران، فآذَننا بلقاءِ العدوِّ، فأَمرنا بالفِطْرِ، فأَفطرنا
⦗ص: 406⦘
أجمعين» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (1684) في الجهاد، باب ما جاء في الفطر عند القتال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 29، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/29) قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا ابن مبارك. وفي (3/87) قال: حدثنا الحكم بن نافع. والترمذي (1684) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك. وابن خزيمة (2038) قال: حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم - ابن المبارك، والحكم، وأبو عاصم - عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/87) قال: حدثنا أبو المغيرة، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه، عن أبي سعيد، فذكره.
4591 -
(س) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: «سافرنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فصام بعضُنا، وأفطرَ بعضُنا» . أخرجه النسائي (1) .
(1) 4 / 188 و 189 في الصوم، باب ذكر الاختلاف على أبي نضرة المنذر بن مالك، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/316) قال: حدثنا أبو معاوية. ومسلم (3/143) قال:حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسهل بن عثمان وسويد بن سعيد وحسين بن حريث كلهم. عن مروان بن معاوية والنسائي (4/188) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا القواريري، قال: حدثنا بشر بن منصور. وفي (4/189) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا مروان. وابن خزيمة (2029) قال: حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري.
ثلاثتهم - أبو معاوية، ومروان، وبشر - عن عاصم الأحول، عن أبي نضرة، فذكره.
رواية أحمد، والنسائي (4/188) عن أبي نضرة عن جابر فقط.
4592 -
(ت) عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قال: «غَزَوْنَا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم غزوتين: بَدْراً (1) ، والفتحَ، فأفطرنا فيهما» . أخرجه الترمذي (2) .
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: يوم بدر.
(2)
رقم (714) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة للمحارب في الإفطار، وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن له شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/22)(140) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا بكير. وفي (142) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن معمر. والترمذي (714) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة.
كلاهما - بكير، ومعمر - عن سعيد بن المسيب، فذكره.
قلت: والحديث في سنده ابن لهيعة وهو ضعيف، وضعفه العلامة الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
4593 -
(س) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قال: «بينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتغدَّى بمرَّ الظهران، ومعه أبو بكر، وعمر، فقال: الغداءَ» . أَخرجه النسائي. وقال: هذا مرسل (1) .
(1) 4 / 178 في الصوم، باب ذكر اسم الرجل، وهو مرسل كما قال النسائي، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/178) أخبرنا عمران بن يزيد. قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الأوزاعي. عن يحيى أنه حدثه عن أبي سلمة،فذكره.
قلت: قال النسائي: مرسل أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عثمان بن عمر. قال: حدثنا علي. عن يحيى عن أبي سلمة أن رسول الله وأبا بكر وعمر كانوا بمر الظهران. مرسل.
4594 -
(س) عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه: قال: «قَدِمْتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم من سَفَر، فقال: انتظرِ الغَدَاءَ يا أبا أُمَيَّةَ،
⦗ص: 407⦘
قلتُ: إِني صائم، قال: أُدْنُ أُخْبِرْك عن المسافر: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عنه الصيامَ، ونِصْفَ الصلاةِ» .
وفي رواية قال له: «تعالَ، ادْنُ مني، حتى أخبرَك عن المسافر. وَذَكَرَهُ» .
وفي أخرى قال: قدمتُ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ألا تنتظرُ الغداءَ يا أبا أُميةَ؟ قلت: إِني صائم
…
الحديث» .
وفي أخرى: «فسلَّمتُ عليه، فلما ذهبتُ لأخرج قال: انتظرِ الغَداءَ
…
» الحديث. أخرجه النسائي (1) .
(1) 4 / 178 في الصوم، باب ذكر وضع الصيام عن المسافر، وهو حديث صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/178) قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم، عن محمد بن شعيب، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، فذكره.
ورواه عن عمرو بن أمية جعفر بن عمرو.
أخرجه النسائي (4/178) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو قلابة، قال: حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، فذكره.
* أخرجه النسائي (4/180) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أنبأنا علي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن رجل، أن أبا أمية أخبره، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم من سفر. نحوه.
* وأخرجه النسائي (4/179) قال: أخبرني شعيب بن شعيب بن إسحاق، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثني الأوزاعي. وفي (4/180) قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ابن إبراهيم الحراني، قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا معاوية.
كلاهما - الأوزاعي، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، أن أبا أمية الضمري حدثهم، أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نحوه. ليس فيه جعفر بن عمرو ولا رجل.
ورواه أيضا أبو مهاجر عن أبي أمية الضمري.
أخرجه الدارمي (1719) قال: حدثنا أبو المغيرة. والنسائي (4/179) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنبأنا أبو المغيرة. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن مروان، قال: حدثنا محمد بن حرب.
كلاهما - أبو المغيرة، ومحمد بن حرب - عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي قلابة، عن أبي المهاجر، فذكره.
4595 -
(د ت س) رجل من بني عبد الله بن كعب - اسمه: أنس بن مالك (1) : أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِن اللهَ وضعَ شَطْرَ الصلاةِ عن المسافرِ، ورخَّصَ له الإفطار،
⦗ص: 408⦘
وأرخص فيه للمرضِع والحُبْلَى إِذا خافتا على وَلَديهما» . أخرجه أبو داود (2) .
وفي رواية النسائي قال: «أَتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في إِبل لي، كانت أُخِذتْ، فوافقتُه وهو يأكل، فدعاني إِلى طعامه، فقلتُ: إِني صائم، فقال: أُدْنُ أُخْبِرْكَ عن ذلك: إِن الله وضعَ عن المسافرِ الصومَ، وشَطرَ الصلاةِ» .
وفي رواية له عن رجل - ولم يُسمِّه - قال: «أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يتغدَّى، قال: هَلُمَّ إِلى الغَداءِ، فقلتُ: إِني صائم، قال: هَلُمَّ أُخْبِرْكَ عن الصوم: إِنه وُضِعَ عن المسافرِ نصفُ الصلاة، والصومُ، ورُخِّصَ للحبلى والمرضع» .
⦗ص: 409⦘
وفي أخرى عن شيخ من قُشَير عن عمِّهِ: «أَنه ذهب في إِبل له، فانتهى إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو يأكل - أَو قال: يَطْعَم
…
» وذكر الحديث.
وفي أخرى عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه قال: «كنتُ مسافراً» .
وله في أخرى عن هانئ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ عن أبيه - ولم يذكر رجلاً من بَلْحَرِيْش- قال: «كنتُ مسافراً، فأتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
…
» وذكر الحديث.
وهذه الرواية قد جعلها عن عبد الله بن الشِّخِّيرِ، والتي قبلها عن هانئ عن رجل من بَلْحَرِيْش عن أبيه، فإن كان قد أسقط من هذه الثانية رَجُلاً، فهي من جملة طرق الحديث، وإِن لم يكن قد أسقط رجلاً، فهو حديث منفرد برأسه.
وله في أخرى عن غَيلان، قال: «خرجتُ مع أبي قِلابة في سفر فقرَّب طعاماً، فقلتُ: إِني صائم، فقال: إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج في سفر، فقرَّب طعاماً، فقال لرجل: ادْنُ فاطْعَمْ، قال: إِني صائم، قال: إن الله
⦗ص: 410⦘
وضعَ عن المسافرِ نصفَ الصلاةِ، والصيامَ، في السفر، فادْنُ فاطْعَمْ، فدنوتُ فَطَعِمتُ» .
وهذه الرواية أيضاً كذا أخرجها عن أبي قِلابة، ولأبي قلابة فيما تقدَّم من روايات الحديث عن رجل - ولم يُسمِّه - فتكون هذه الرواية مرسلة (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَطْر) كل شيء: نصفه.
(للمرضع) المرضع: المرأة التي لها ولد ترضعه، فإن وصفتها بإرضاع الولد قلت: مُرْضِعة.
(1) هو أنس بن مالك الكعبي، من بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وهو صحابي ليس له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد، وبعضهم يذكر في نسبة القشيري، يذهبون إلى أن قشيراً هو ابن كعب بن ربيعة، وأنس بن مالك بن النضر الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المراد في أكثر الأحاديث عن اطلاق اسم أنس، ثم أنس بن مالك الكعبي، وهو الذي في حديثنا، وهذان صحابيان، وأنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، والد الإمام مالك بن أنس، وهو تابعي، ثم أنس بن مالك الصيرفي، شيخ خلاد بن يحيى، وأنس بن مالك شيخ لأبي داود الطيالسي، وهذا متأخران يرويان عن التابعين.
(2)
هذه الرواية بهذا اللفظ لم نعثر عليها في نسخ أبي داود المطبوعة، ولم نر من تعرض لذكرها، وهي قريبة من إحدى روايات النسائي في هذا الحديث، ولعلها في بعض نسخ أبي داود التي لم نطلع عليها.
(3)
رواه أبو داود رقم (2408) في الصوم، باب اختيار الفطر، والترمذي رقم (715) في الصوم، باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، والنسائي 4 / 180 - 182 في الصوم، باب وضع الصيام عن المسافر، وباب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1667) في الصيام، باب ما جاء في الإفطار للحامل والمرضع، وهو حديث صحيح، قال الترمذي: حديث أنس بن مالك الكعبي حديث حسن، ولا نعرف لأنس بن مالك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: الحامل والمرضع تفطران وتقضيان وتطعمان، وبه يقول سفيان، ومالك، والشافعي، وأحمد، وقال بعضهم: تفطران وتطعمان، ولا قضاء عليهما، وإن شاءتا قضتا ولا إطعام عليهما، وبه يقول إسحاق.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/347) قال: حدثنا وكيع. وفي (4/347) قال: حدثنا عفان. وفي (5/29) قال: حدثنا عبد الصمد، وعبد بن حميد (431) قال: حدثني سليمان بن حرب، وأبو داود (2408) قال: حدثنا شيبان بن فروخ. والترمذي (715) قال: حدثنا أبو كريب، ويوسف بن عيسى، قالا: حدثنا وكيع. وابن ماجة (، 1667 3299) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع. وعبد الله بن أحمد (4/347) قال: حدثنا شيبان. وابن خزيمة (2044) قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا عفان. (ح) وحدثنا الحسن أيضا، قال: حدثنا عاصم بن علي.
ستتهم - وكيع، وعفان، وعبد الصمد، وسليمان، وشيبان، وعاصم - قالوا: حدثنا أبو هلال، عن عبد الله بن سوادة، فذكره.
* وأخرجه النسائي (4/190) قال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن وُهَيب بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن سوادة، عن أبيه، عن أنس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/29)، والنسائي (4/180) قال: أخبرنا أبو بكر بن علي، قال: حدثنا سُريج. وابن خزيمة (2042) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو هاشم زياد بن أيوب.
أربعتهم - أحمد، وسُريج، ويعقوب، وزياد - قالوا: حدثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، قال: حدثني أبو قلابة هذا الحديث، ثم قال: هل لك في صاحب الحديث؟ فدلني عليه، فلقيته، فقال: حدثني قريب لي يُقال له أنس بن مالك، فذكره.
* وأخرجه النسائي (4/180) قال: أخبرنا عُمر بن محمد بن الحسن بن التل، قال: حدثنا أبي. وابن خزيمة (2043) قال: حدثنا محمد بن عثمان العجلي، قال: حدثنا عُبيدالله.
كلاهما - محمد بن الحسن، وعبيد الله - عن سفيان الثوري، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، فذكره.
ذكره الزيلعي في نصب الراية (191/2) قال: قال الترمذي: حدثنا حسن، ولا يعرف لأنس هذا عن النبي، غير هذا الحديث، ورواه أحمد في المسند (4/347) . ورواه الطحاوي (1/246) . والطبراني في معجمه.
والحديث قال عنه الألباني حسن صحيح.
أبي داود (2408) . ابن ماجة (16667) الترمذي (718) . النسائي (2146) حسن فقط.
4596 -
(ط د) أبو بكر بن عبد الرحمن: قال: حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم[قال] : «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بالعَرْج يُصَبُّ على رأسه الماءُ من العطش - أو من الحرِّ - ثم قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ طائفة
⦗ص: 411⦘
من الناس قد صاموا حين صُمْتَ، قال: فلما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالكَدِيدِ دعا بِقَدَح فشربَ، فأفطرَ الناسُ» . أخرجه الموطأ بتمامه، وأبو داود إِلى قوله:«أو الحرِّ» ، لم يزد (1) .
(1) رواه الموطأ 1 / 294 في الصيام، باب ما جاء في الصيام في السفر، وأبو داود رقم (2365) في الصوم، باب الصائم يصب عليه الماء من العطش، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/224) عن سمي مولى أبي كر بن عبد الرحمن. عن أبي بكر بن عبد الرحمن. عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2365) حدثنا عبيد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن بعض أصحاب النبي، فذكره.