المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء - جامع الأصول - جـ ٦

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الثاني: من كتاب الصلاة: في النوافل

- ‌الباب الأول: في النوافل المقرونة بالأوقات

- ‌الفصل الأول: في رواتب الصلوات الخمس والجمعة

- ‌الفرع الأول: في أحاديث جامعة لرواتب مشتركة

- ‌الفرع الثاني: في ركعتي الفجر

- ‌[النوع] الأول: في المحافظة عليهما

- ‌[النوع] الثاني: في وقتهما وصفتهما

- ‌[النوع] الثالث: في القراءة فيهما

- ‌[النوع] الرابع: في الاضطجاع بعدهما

- ‌[النوع] الخامس: في صلاتهما بعد الفريضة

- ‌جوازه

- ‌المنع منه

- ‌قضاؤهما

- ‌الفرع الثالث: في راتبة الظهر

- ‌الفرع الرابع: في راتبة العصر قبلها وبعدها

- ‌الفرع الخامس: في راتبة المغرب

- ‌الفرع السادس: في راتبة العشاء

- ‌الفرع السابع: في راتبة الجمعة

- ‌الفصل الثاني: في صلاة الوتر

- ‌[الفرع] الأول: في وجوبه واستنانه

- ‌[الفرع] الثاني: في عدد الوتر

- ‌[الفرع] الثالث: في القراءة في الوتر

- ‌[الفرع] الرابع: في وقت الوتر

- ‌الوتر قبل الصبح

- ‌الوتر بعد الصبح

- ‌[الفرع] الخامس: في نقض الوتر

- ‌[الفرع] السادس: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثالث: في صلاة الليل

- ‌الفرع الأول: في الحث عليها

- ‌الفرع الثاني: في وقت القيام

- ‌الفرع الثالث: في صفتها

- ‌الفصل الرابع: في صلاة الضحى

- ‌الفصل الخامس: في قيام شهر رمضان، وهو التراويح

- ‌الفصل السادس: في صلاة العيدين

- ‌[الفرع] الأول: في عدد الركعات

- ‌[الفرع] الثاني: في عدد التكبيرات

- ‌[الفرع] الثالث: في الوقت والمكان

- ‌[الفرع] الرابع: في الأذان والإقامة [للعيد]

- ‌[الفرع] الخامس: في الخطبة وتقديم الصلاة عليها

- ‌[الفرع] السابع: في إجتماع العيد والجمعة

- ‌[الفرع] التاسع: في خروج النساء إلى العيد

- ‌[الفرع] العاشر: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل السابع: في صلاةالرغائب

- ‌الباب الثاني: في النوافل المقرونة بالأسباب

- ‌الفصل الأول: في صلاة الكسوف

- ‌الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء

- ‌الفصل الثالث: في صلاة الجنائز

- ‌الفرع الأول: في عدد التكبيرات

- ‌الفرع الثاني: في القراءة والدعاء

- ‌الفرع الرابع: في موقف الإمام

- ‌الفرع الخامس: في وقت الصلاة على الجنازة

- ‌الفرع السادس: في الصلاة على الميت في المسجد

- ‌الفرع السابع: في الصلاة على القبور

- ‌الفرع الثامن: في الصلاة على الغائب

- ‌الفرع التاسع: في الصلاة على المحدود، والمديون، ومن قتل نفسه

- ‌الفرع العاشر: في انتفاع الميت بالصلاة عليه

- ‌الفصل الرابع: في صلوات متفرقة

- ‌تحية المسجد

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌صلاة الحاجة

- ‌صلاة التسبيح

- ‌خاتمة كتاب الصلاة تتضمن أحاديث متفرقة [

- ‌[النوع الأول] : الانصراف عن الصلاة

- ‌[النوع الثاني] : الجهر بالذكر بعد الصلاة

- ‌[النوع الثالث] : الفصل بين الصلاتين

- ‌[النوع الرابع] : الخروج من المسجد بعد الأذان

- ‌[النوع الخامس] : المقام بعد الصلاة

- ‌[النوع السادس] : تسمية العشاء بالعتمة

- ‌[النوع السابع] : تسمية المغرب بالعشاء

- ‌[النوع الثامن] : السَّمر بعد العشاء

- ‌[النوع التاسع] : الاستراحة بالصلاة

- ‌[النوع العاشر] : شيطان الصلاة

- ‌الباب الأول: في واجباته وسننه وأحكامه، جائزاً ومكروهاً

- ‌الفصل الأول: في وجوبه وموجبه

- ‌الفرع الأول: في وجوبه بالرؤية

- ‌الفرع الثاني: في وجوبه بالشهادة

- ‌[النوع] الأول: شهادة الواحد

- ‌[النوع] الثاني: في شهادة الاثنين

- ‌الفرع الثالث: في اختلاف البلاد في الرؤية

- ‌الفرع الرابع: في الصوم والفطر بالاجتهاد

- ‌الفرع الخامس: في كون الشهر تسعاً وعشرين

- ‌الفصل الثاني: في ركن الصوم

- ‌الفرع الأول: في النية

- ‌النوع الأول: في نية الفرض

- ‌النوع الثاني: في نية صوم التطوع

- ‌الفرع الثاني: في الإمساك عن المفطرات

- ‌النوع الأول: في القيء، والحجامة، والاحتلام

- ‌[النوع] الثاني: الكحل

- ‌[النوع] الثالث: القُبْلَة والمباشرة

- ‌[النوع] الرابع: المفطر ناسياً

- ‌الفصل الثالث: في زمان الصوم

- ‌الفرع الأول: في الأيام المستحب صومها

- ‌النوع الأول: قول كلي في الصوم

- ‌النوع الثاني: في يوم عاشوراء

- ‌النوع الثالث: في صوم رجب

- ‌النوع الرابع: في صوم شعبان

- ‌النوع الخامس: ست من شوال

- ‌النوع السادس: عشر ذي الحجة

- ‌النوع السابع: أيام الأسبوع

- ‌النوع الثامن: في أيام البيض

- ‌النوع التاسع: في الأيام المجهولة من كل شهر

- ‌النوع الأول: في أيام العيد والتشريق

- ‌النوع الثاني: في يوم الشك

- ‌النوع الأول: صوم الدهر

- ‌النوع الثاني: صوم أواخر شعبان

- ‌النوع الثالث: صوم يوم عرفة

- ‌النوع الرابع: صوم الجمعة والسبت

- ‌الفصل الرابع: في سنن الصوم وجائزاته ومكروهاته

- ‌الفرع الأول: في السحور

- ‌النوع الأول: في الحث عليه

- ‌النوع الثاني: في وقته وتأخيره

- ‌الفرع الثاني: في الإفطار

- ‌النوع الأول: في وقت الإفطار

- ‌النوع الثاني: في تعجيل الإفطار

- ‌النوع الثالث: فيما يفطر عليه

- ‌النوع الرابع: في الدعاء عند الإفطار

- ‌الفرع الثالث: ترك الوصال

- ‌الفرع الرابع: في الجنابة

- ‌الفرع الخامس: في السواك

- ‌الفرع السادس: في حفظ اللسان

- ‌الفرع السابع: في دعوة الصائم

- ‌الفرع الثامن: في صوم المرأة بإذن زوجها

- ‌الفصل الأول: في المبيح، وهو السفر

- ‌الفرع الأول: في إباحة الإفطار وذم الصيام

- ‌الفرع الثاني: في التخيير بين الصوم والفطر

- ‌الفرع الثالث: في إباحة الإفطار مطلقاً

- ‌الفرع الرابع: في أحاديث متفرقة

- ‌يوم الخروج

- ‌يوم الدخول

- ‌مقدار السفر

- ‌إدراك رمضان المسافر

- ‌الفصل الثاني: في موجب الإفطار

- ‌الفرع الأول: في القضاء

- ‌[النوع] الأول: في التتابع والتفريق

- ‌[النوع] الثاني: في تأخير القضاء

- ‌[النوع] الثالث: في الصوم عن الميت

- ‌[النوع] الرابع: في قضاء التطوع

- ‌[النوع] الخامس: في الإفطار يوم الغيم

- ‌[النوع] السادس: في التشديد في الإفطار

- ‌الفرع الثاني: في الكفارة

- ‌الكتاب الرابع: في الصدق

- ‌الكتاب الخامس: في الصدقة

- ‌الفصل الأول: في الحث عليها وآدابها

- ‌الفصل الثاني: في أحكام الصدقة

- ‌الفرع الأول: في الصدقة عن ظهر غنى، والابتداء بالألزم والأقارب

- ‌الفرع الثاني: في صدقة المرأة من بيت زوجها، والعبد من مال سيده

- ‌الفرع الثالث: في ابتياع الصدقة، والرجوع فيها

- ‌الفرع الرابع: في صدقة الوقف

- ‌الفرع الخامس: في إحصاء الصدقة

- ‌الفرع السادس: في الصدقة عن الميت

- ‌الكتاب السادس: في صلة الرحم

- ‌الكتاب السابع: في الصحبة

- ‌الفصل الأول: في صحبة الأهل والأقارب

- ‌الفرع الأول: في حق الرجل على الزوجة

- ‌الفرع الثاني: في حق المرأة على الزوج

- ‌الفرع الثالث: في أحاديث متفرقة

- ‌الفصل الثاني: في أحاديث جامعة لخصال من آداب الصحبة

- ‌الفصل الثالث: في المجالسة وآداب المجلس

- ‌الفرع الأول: في الجلوس بالطرق

- ‌الفرع الثاني: في التناجي

- ‌الفرع الثالث: في القيام للداخل

- ‌الفرع الرابع: في الجلوس في مكان غيره

- ‌الفرع الخامس: في القعود وسط الحلقة

- ‌الفرع السادس: في هيئة الجلوس

- ‌الفرع السابع: في الجلوس في الشمس

- ‌الفرع الثامن: في صفة الجليس

- ‌الفصل الرابع: في كتمان السر

- ‌الفصل الخامس: في التحاب والتواد

- ‌الفرع الأول: في الحث عليه

- ‌الفرع الثاني: في الإعلام بالمحبة

- ‌الفرع الثالث: في القصد في المحبة

- ‌الفرع الرابع: في الحب في الله

- ‌الفرع الخامس: في حب الله للعبد

- ‌الفرع السادس: في [أن] من أحب قوماً كان معهم

- ‌الفرع السابع: في تعارف الأرواح

- ‌الفصل السادس: في التعاضد والتساعد

- ‌الفرع الأول: في أوصاف جامعة

- ‌الفرع الثاني: في الحِلْف والإخاء

- ‌الفرع الثالث: في النصر والإعانة

- ‌الفرع الرابع: في الشفاعة

- ‌الفصل السابع: في الاحترام والتوقير

- ‌الفصل الثامن: في الاستئذان

- ‌الفرع الأول: كيفية الاستئذان

- ‌الفرع الثاني: في موقف المستأذن

- ‌الفرع الثالث: في إذن المستدعى

- ‌الفرع الرابع: في الاستئذان على الأهل

- ‌الفرع الخامس: في الإذن بغير الكلام

- ‌الفرع السادس: في دق الباب

- ‌الفرع السابع: في النظر من خَلل الباب

- ‌الفصل التاسع: في السلام والجواب

- ‌الفرع الأول: في الأمر به، والحث عليه

- ‌الفرع الثاني: في المبتدئ بالسلام

- ‌الفرع الثالث: في كيفية السلام

- ‌الفرع الرابع: في تحية الجاهلية، والإشارة بالرأس واليد

- ‌الفرع الخامس: في السلام على أهل الذمة

- ‌الفرع السادس: في السلام على من يبول أو يتغوط أو من ليس على طهارة

- ‌الفصل العاشر: في المصافحة

- ‌الفصل الحادي عشر: في العطاس والتثاؤب

- ‌الفصل الثاني عشر: في عيادة المريض

- ‌الفصل الثالث عشر: في الركوب والارتداف

- ‌الفصل الرابع عشر: في حفظ الجار

- ‌الفصل الخامس عشر: في الهجران والقطيعة

- ‌الفصل السادس عشر: في تتبع العورة وسترها

- ‌الفصل السابع عشر: في الخلوة بالنساء والنظر إليهن

- ‌الفرع الأول: في الخلوة بهن

- ‌الفرع الثاني: في النظر إليهن

- ‌الفرع الثالث: في المخنَّثِين

- ‌الفرع الرابع: في نظر المرأة إلى الأعمى

- ‌الفرع الخامس: في المشي مع النساء في الطريق

- ‌الفصل الثامن عشر: في أحاديث متفرقة

- ‌إجابة النداء

- ‌من يصاحب

- ‌العداوة

- ‌لزوم الجماعة

- ‌من مشى وبيده سهام أو نصال

- ‌التعرض للحُرَم

الفصل: ‌الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء

‌الفصل الثاني: في صلاة الاستسقاء

4286 -

(ت د س) هشام بن إِسحاق بن عبد الله بن كنانة: عن أبيه قال: «أرسلني الوليد بن عُقبة (1) - وهو أميرُ المدينةِ - إِلى ابن عباس يسألُه (2) عن استسقاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ [فأتيتُه] فقال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُتَبذِّلاً مُتَواضعاً متضرعاً، حتى أتى المصلى فرَقِيَ المنبر، فلم يخطب خُطْبتَكم هذه، ولكن لم يَزَلْ في الدعاء والتضرُّعِ والتكبيرِ، ثم صلَّى ركعتين كما يصلي في العيد» .

وزاد في رواية: «متخشِّعاً» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود، ولم يذكر «متبذلاً» ، ولا «متخشِّعاً» ، وقال: روي الوليد بن عقبة، وابن عبتة والصواب: ابنُ عتبة.

⦗ص: 192⦘

وأَخرجه النسائي قال: «أرسلني فلان إِلى ابن عباس أَسألهُ عن صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء؟ فقال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متضرِّعاً متواضعاً متبذِّلاً، فلم يخطُب نحو خُطبتِكم هذه، فصلَّى ركعتين» .

وله في أخرى قال: «أَرسلني أمير من الأمراء إِلى ابن عباس: أسألُه عن الاستسقاء؟ فقال ابنُ عباس: ما منعه أَن يسأَلني؟ خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متواضعاً متذِّللاً متخشِّعاً متضَرِّعاً، فصلى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين، ولم يخطُب خطبتكم هذه» . وأخرج الرواية الأولى، وأول حديثه قال:«سألتُ ابن عباس» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الاستسقاء) : طلب السقي، وقد صار غالباً على طلب الغيث، ومسألة الله تعالى: أن يسقي الناس والدواب والنبات عند تعذر الغيث.

(مُتَبَذِّلاً) : التَّبَذُّل: ترك التزين، والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة.

(مُتَضَرِّعاً) : التَّضَرُّع: المبالغة في السؤال والرغبة.

(1) كذا الأصل: الوليد بن عقبة، وفي المطبوع: الوليد بن عتبة، ولعله أقرب، وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب الأموي، ولي المدينة سنة 57هـ.

(2)

في أبي داود والترمذي المطبوع: أسأله.

(3)

رواه أبو داود رقم (1165) في الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والترمذي رقم (558) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 156 في الاستسقاء، باب الحال الذي يستحب للإمام أن يكون عليها إذا خرج، وباب جلوس الإمام على المنبر للاستسقاء وباب كيف صلاة الاستسقاء، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1-

أخرجه أحمد (1/230)(2039)، (1/355) (3331) قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (1266) قال: حدثنا علي بن محمد، ومحمد بن إسماعيل، قالا: حدثنا وكيع. والترمذي (559) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، ومحمد بن المثنى، عن عبد الرحمن. وفي (3/163) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1405) قال: حدثنا سلم بن جنادة، قال: حدثنا وكيع. وفي (1408) قال: حدثنا أبوموسى محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن.

كلاهما - وكيع، وعبد الرحمن - عن سفيان.

2-

وأخرجه أحمد (1/269)(2423) قال: حدثنا أبو سعيد. وابن خزيمة (1419) قال: حدثنا زكريا ابن يحيى بن أبان المصري، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف.

كلاهما - أبو سعيد، وابن يوسف - عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة.

3-

وأخرجه أبو داود (1165) قال: حدثنا النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة. والترمذي (558) قال: حدثنا قتيبة. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد.

أربعتهم - النفيلي، وعثمان، وقتيبة، ومحمد بن عبيد - قالوا: حدثنا حاتم بن إسماعيل.

ثلاثتهم - سفيان، وإسماعيل بن ربيعة، وحاتم - عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، فذكره.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 191

4287 -

(خ م د ط ت س) عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه: قال: «خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِلى هذا المصلَّى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة، فقلَب رداءه» .

زاد في رواية: «ثم صلَّى ركعتين» .

قال البخاري: كان ابنُ عُيينةَ يقول: هو صاحبُ الأذان، و [لكنه] وهم؛ لأن هذا عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، مازن الأنصار. أخرجه البخاري، ومسلم.

وفي رواية أَبي داود: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي، فصلى بهم ركعتين، جهرَ بالقراءة فيهما، وحوَّل رداءه، فدعا واستسقَى واستقبل القبلة» .

وله في أخرى قال: «خرجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً يستسقي، فحوَّل إِلى الناس ظهره يدعو الله - قال سليمان: واستقبل القبلة وحوَّل رداءه، ثم صلى ركعتين، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما - زاد ابنُ السَّرْح: يريد الجهرَ. وفي أخرى بهذا الحديث - ولم يذكر الصلاة - قال: وحوَّل رداءه، وجعل عِطافه الأيمنَ على عاتقه الأيسر، وجعل عِطافُه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله» .

⦗ص: 194⦘

وفي أُخرى قال: «استسقى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعليه خميصة له سوداءُ، فأراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذَ أسفلها فيجعلَه أعلاها، فلما ثَقُلت قَلَبها على عاتقه» .

وله في أخرى قال: «خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى المصلَّى، فاستسقى، وحوَّل رداءه حين استقبلَ القِبْلَةَ» .

وأَخرج النسائي الرواية الأولى بالزيادة.

وله في أخرى: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم استسقى وعليه خميصة سوداءُ» .

وله في أخرى: «أنه خرجَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يستسقي، فحوَّل رداءه، وحول للناس ظَهْرَه، ودعا، ثم صلَّى ركعتين فقرأ فجهر» .

وله في أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم استسقَى، وصلى ركعتين وقلب رداءه» .

وفي أخرى: «أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء استقبل القبلة، وقلب الرداءَ، ورفع يديه» .

وأخرج رواية أبي داود الثانية، وروايتَه الآخرة. وأخرج الموطأ رواية أبي داود الآخرة. وأخرج الترمذي الرواية الأولى (1) .

⦗ص: 195⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الخميصة) : كساء أسود له عَلَمَان، فإن لم يكن مُعلماً فليس بخميصة.

(1) رواه البخاري 2 / 415 في الاستسقاء، باب تحويل الرداء في الاستسقاء، وباب الاستسقاء، وباب الدعاء في الاستسقاء قائماً، وباب الجهر بالقراءة في الاستسقاء، وباب كيف حول النبي

⦗ص: 195⦘

صلى الله عليه وسلم ظهره إلى الناس، وباب صلاة الاستسقاء ركعتين، وباب الاستسقاء في المصلى، وباب استقبال القبلة في الاستسقاء، وفي الدعوات، باب الدعاء مستقبل القبلة، ومسلم رقم (894) في الاستسقاء في فاتحته، والموطأ 1 / 190 في الاستسقاء، باب العمل في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1161) و (1162) و (1163) و (1164) في الصلاة، باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها، والترمذي رقم (556) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 155 - 157 في الاستسقاء، باب خروج الإمام إلى المصلى للاستسقاء، وباب تحويل الإمام ظهره إلى الناس عند الدعاء في الاستسقاء، وباب متى يحول الإمام رداءه، وباب رفع الإمام يده، وباب الصلاة بعد الدعاء، وباب كم صلاة الاستسقاء، وباب الجهر بالقراءة في صلاة الاستسقاء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه مالك في الموطأ (135) والحميدي (415) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (4/39) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان. وفي (4/39) و (41) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك. وفي (4/41) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (4/41) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني مالك، والبخاري (2/32) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/34) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (2/39) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان. ومسلم (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. وفي (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة. وأبو داود (1167) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (1267) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة. والنسائي (3/155) قال: أخبرني محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/157) وفي الكبرى (417) قال: أخبرنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا سفيان. وفي (3/157) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان.

أربعتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وابن إسحاق - عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم.

2-

وأخرجه الحميدي (416) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، والمسعودي. وأحمد (4/38) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وفي (4/40) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. وفي (4/40) قال: حدثنا سفيان. والدارمي (1541) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري. والبخاري (2/39) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا عبد الوهاب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (3/23) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد. وأبو داود (1166) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: حدثنا سليمان يعني ابن بلال، عن يحيى. وابن ماجة (1267) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: أنبأنا سفيان، عن يحيى بن سعيد. والنسائي (3/155) قال: أخبرني محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي. وفي (3/163) قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا يحيى. وفي الكبرى تحفة الأشراف (5297) عن محمد ابن بشار، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وابن خزيمة (1406) و (1414) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا المسعودي، ويحيى هو الأنصاري. وفي (1407) قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم من أصله، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري.

ثلاثتهم - يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وسفيان بن عيينة - عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

3-

وأخرجه أحمد (4/39) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا ابن أبي ذئب وفي (4/39) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (4/39) . قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (4/40) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب. وفي (4/41) قال: حدثنا سكن بن نافع، قال: حدثنا صالح بن أبي الأخضر. وفي (4/41) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وعبد بن حميد (516) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا ابن أبي ذئب. والدارمي (1542) قال: أخبرنا الحكم بن نافع، عن شعيب. والبخاري (2/38) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (2/38) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/38) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. ومسلم (3/23) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. وأبو داود (1161) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. وفي (2/116) قال: حدثنا ابن السرح، وسليمان بن داود، قالا: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، ويونس. وفي (1163) قال: حدثنا محمد بن عوف، قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي: عن عبد الله بن سالم، عن الزبيدي. والترمذي (556) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر. والنسائي (3/157) قال: أخبرني عمرو بن عثمان، قال: حدثنا الوليد، عن ابن أبي ذئب. وفي (3/158) قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو تقي الحمصي، قال: حدثنا بقية، عن شعيب. وفي (3/163) قال: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع: عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، ويونس. وفي (3/164) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي ذئب. وابن خزيمة (1410) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي (1420) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (4/142) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.

ستتهم - ابن أبي ذئب، ومعمر، وشعيب، وصالح، ويونس، والزبيدي - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.

4-

وأخرجه أحمد (4/41) قال: حدثنا سريج بن النعمان. وفي (4/42) قال: حدثنا علي بن بحر. وأبو داود (1164) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (3/156) قال: أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (1415) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا نعيم بن حماد، وإبراهيم بن حمزة.

خمستهم - سريج، وعلي، وقتيبة، ونعيم، وإبراهيم - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة ابن غزية.

5-

وأخرجه البخاري (2/34) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا وهب، قال: أخبرنا شعبة، عن محمد ابن أبي بكر.

6-

وأخرجه البخاري (8/93) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عمرو ابن يحيى المازني.

ستتهم - عبد الله، وأبو بكر، والزهري، وعمارة بن غزية، ومحمد بن أبي بكر، وعمرو بن يحيى - عن عباد بن تميم، فذكره.

ص: 193

(1) 2 / 426 في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء قائماً، قال الحافظ في " الفتح ": أورد الحميدي في " الجمع " - يعني الجمع بين الصحيحين - هذا الحديث فيما انفرد به البخاري، ووهم في ذلك، وسببه أن رواية مسلم وقعت في المغازي ضمن حديث لزيد بن أرقم. أقول: وهو عند مسلم رقم (1254) في الحج، باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم وبنفس الرقم في الجهاد، باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري في الاستسقاء الصلاة (412:1) وقال لنا أبو نعيم، عن زهير، عن أبي إسحاق قال: خرج

فذكره. ومسلم في المغازي (51:1) عن محمد بن مثنى وابن بشار.

كلاهما -عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق به. تحفة الأشراف (7/184-185) .

وهو أيضا في الصحيحين بأطول منه عن زيد بن أرقم.

أخرجه البخاري في المغازي (1) عن عبد الله بن محمد، عن وهب بن جرير، عن شعبة و (78:9) عن عمرو بن خالد، عن زهير، و (90:1) عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل. ومسلم في المغازي (51:1) عن بندار وأبي موسى.

كلاهما -عن غندر، عن شعبة وذكر فيه استسقاء عبد الله بن يزيد، في المغازي (51:2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، وفي المناسك (35:3) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى.

كلاهما عن زهير. والترمذي في الجهاد (32) عن محمود بن غيلان، عن وهب بن جرير وأبي داود، كلاهما - عن شعبة - وقال حسن صحيح. كلهم عن أبي إسحاق، فذكره. تحفة الأشراف (3/200) .

ص: 195

4289 -

(خ م ط د س) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال:

⦗ص: 196⦘

«أَصابت الناسَ سَنَة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله هلك المالُ، وجاعَ العِيال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعهما حتى ثارَ السحابُ أمثالَ الجبال، ثم لم ينزلْ عن منبره حتى رأيتُ السحابَ يتحادَرُ على لحيته، فمُطرنا يومَنا ذلك، ومن الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعةِ الأخرى، فقام ذلك الأعرابي - أو قال: غيرهُ - فقال: يا رسولَ الله، تهدَّم البناءُ، وغَرِق المال، فادْعُ الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالَيْنا ولا علينا، فما يُشير بيده إِلى ناحية من السحاب إِلا انفرجت، وصارت المدينةُ مثل الجَوْبةِ، وسال وادي قَنَاةَ (1) شهراً، ولم يأتِ أحد من ناحية إِلا حدَّث بالجَوْدِ» .

وفي أخرى: «أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة من بابٍ كان نحو دارِ القضاءِ، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطُب، فاستقبل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قائماً، ثم قال: يا رسولَ الله، هلكت الأموال، وانقطعت السُّبُل، فادْعُ الله يُغيثُنا (2)، قال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهُمَّ أغِثْنا، اللهم أغثنا، اللهم أَغثنا. قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعة، وما بيننا وبين سَلْع

⦗ص: 197⦘

من بيت ولا دار، قال: وطلعتْ من ورائه سحابة مثلُ التُّرْسِ، فلما توَّسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرتْ. قال: فلا والله، ما رأينا الشمس سَبْتاً (3) . قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعةِ المقبلةِ ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطُبُ، فاستقبله قائماً، فقال: يا رسولَ الله، هلكتِ الأموالُ، وانقطعت السُّبُلُ، فادْعُ الله يُمْسِكْها عَنَّا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَابِ، وبُطُون الأودية، ومنابتِ الشجر، قال: فانقلعت (4) وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك: فسألتُ أنسَ بنَ مالك: أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري» .

وفي أخرى قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعة، فقام الناسُ، فصاحوا، فقالوا: يا رسولَ الله، قَحَطَ المطر، واحمَرَّت الشجرُ، وهلكتِ البهائِمُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فقال: اللهم اسْقِنا - مرتين- وايْمُ الله، ما نرى في السماء قَزَعة من سحاب، فنشأتْ سحابة فأمطرت، ونزل عن المنبر فصلَّى بنا، فلما انصرف لم تَزَلْ تُمْطِرُ إِلى الجمعة التي تليها، فلما قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُب صَاحُوا إِليه: تهدَّمت البُيُوتُ، وانقطعتِ السبلُ، فادْعُ الله يَحبِسْهَا عنا، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قالَ: اللهم حَوالَينا ولا عَلينا،

⦗ص: 198⦘

وتَكشَّطت المدينةُ، فجعلت تُمْطِرُ حولها، ولا تَمْطُرُ بالمدينةِ قطرة، فنظرتُ إِلى المدينة، وإنها لَفِي مثْلِ الإِكليل» . أخرجه البخاري، ومسلم.

وأخرجه البخاري مختصراً قال: «بينما رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ جاءَ رجل، فقال: يا رسولَ الله قَحَطَ المطرُ، فادْعُ الله أن يَسْقِيَنَا، فدعا فَمطرنا، فما كِدْنا أَن نَصِلَ إِلى منازِلنا، وما زلنا نُمْطَر إِلى الجمعةِ المقبلةِ، قال: فقام ذلكَ الرجلُ - أو غيره - فقال: يا رسولَ الله، ادْعُ الله أن يَصرِفَهُ عنا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا، قال: فلقد رأيتُ السحاب يتَقَطَّع يميناً وشِمالاً، يُمطَرون، ولا يُمْطَرُ أهلُ المدينةِ» .

وله في أخرى طرف قال: «بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطُبُ يوم الجمعةِ، إِذْ قَامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، هَلَكَ الكُرَاع (5) ، هَلكَ الشاءُ، فادْعُ اللهَ أَن يَسقَينا، فَمدَّ يديه فدعا» .

وله طرف آخر: «رفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يديه حتى رأَيت بَيَاضَ إِبطيْه» .

وله في أخرى قال: «أتى رَجُل أعرابي من أَهل البدْوِ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، هَلَكَ العِيال، هلك الناس، فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو، ورفع الناس أيديَهم مع

⦗ص: 199⦘

رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، يَدْعُون قال: فما خرجنا من المسجد حتى مُطِرْنا، فما زِلنا نُمْطَرُ حتى كانت الجمعةُ الأخرى، فأَتى الرجلُ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله، بَشِقَ المسافرُ، ومُنِعَ الطريقُ» .

وأَخرجه مسلم مختصراً قال: «جاء أعرابي إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة، وهو على المنبر

» واقتص الحديث. وزاد «ورأَيت السحابَ يَتمزَّق كأنه المُلاءُ حين تُطْوَى» .

وله في أخرى بنحوه، وزاد:«فألَّف اللهُ بين السحاب وَمَلأَتْنا (6) ، حتى رأيتُ الرجل الشديد تَهُمُّه نفسُه أن يَأْتيَ أهلَه» .

وفي كتاب الحميدي: «ومَلأَتْنَا» ، وفي كتاب مسلم:«ومَلَتْنا» ، والذي وجدته في كتاب رزين:«وهَلتْنا» .

وأخرجه البخاري، والموطأ قال:«جاء رجل إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطَّعتِ السُّبُل، فادْعُ الله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمُطِرْنا من الجمعة إِلى الجمعة. قال: فجاء رجل إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تهدَّمت البيوت، وانقطعتِ السُّبُل، وهلكت المواشي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ظُهورَ الجبال والآكام، وبُطُونَ الأوْدِيَة، ومنابتَ الشجر، قال: فانْجابَتْ عن المدينة انْجِيَابَ الثوب» .

وأخرجه أبو داود قال: «أصابَ أهلَ المدينةِ قَحْط على عهد

⦗ص: 200⦘

رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فبينا هو يخطبنا يومَ جمعة، إِذْ قام رجل، فقال: يا رسول الله هلك الكُرَاع، وهلك الشّاءُ، فادْعُ الله أن يسقَيَنا، فمدَّ يَدَهُ، ودعا، قَال أنس: وَإِن السَّمَاءِ لَمِثْلُ الزُّجاجة، فهاجت ريح، ثم أنشأت سحاباً، ثم اجتمعَ، ثم أرسلت السماء عَزَالِيهَا، فخرجنا نَخُوضُ الماء حتى أَتينا منازلنا، فلم نَزَلْ نُمْطَرُ إِلى الجمعة الأخرى، فقام إِليه ذلك الرَجُلُ - أو غَيرُهُ - فقال: يا رسول الله، تَهَدَّمت البيوتُ، فادْعُ الله أَن يَحبِسَه، فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: حوالينا، ولا علينا، فنظرتُ إِلى السحابِ يتصدَّعُ حولَ المدينة، كأَنه إكليل» .

وفي أخرى له نحوه، وفيه: «وقال: فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسقنا

» وساق نحوه. هكذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه.

وأَخرج النسائي الرواية الأولى، والثانية، ولم يذكر في أولها «من بابٍ كان نحو دارِ القضاء» ، وأخرج الرواية الثالثة، وأَخرج رواية الموطأ.

وأَخرج رواية أبي داود الثانية، إِلا أن أبا داود لم يذكر لفظها.

وذكر النسائي قال: «بينا نحنُ في المسجد يوم الجمعةِ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يخطُبُ الناسَ، فقامَ رجل، فقالَ: يا رسولَ الله، تقطَّعت السُّبُل، وهلكت الأموال، وأجدبت البلادُ، فادْعُ اللهَ أن يسقِيَنَا، فرفع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 201⦘

يديه حِذاءَ وجهه، فقال: اللهم اسْقِنا، فوالله ما نزلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر حتى أُوسِعنا مطراً، وأُمْطِرْنا ذلك اليوم إِلى الجمعة الأُخرى، فقام رجل - لا أَدري: هو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اسْتَسْقِ لنا، أم لا؟ فقال: يا رسول الله، انقطعت السُّبُل، وهلكت الأموال من كثرة الماء، فادْعُ اللهَ أَن يُمْسِكَ عنَّا الماءَ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حَوَالَينَا ولا عَلينا، ولكن على الجِبَالِ، ومنابتِ الشجرِ. قال: والله ما هو إِلا أنْ تَكَلَّمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بذلك: تمزَّقَ السحابُ حتى ما نرى منه شيئاً» .

وله في أخرى قال: «قَحَط المطرُ عاماً، فقام بعضُ المسلمين إِلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم في يوم جمعة، فقال: يا رسولَ الله، قحطَ المطرُ، وأجْدبت الأرض، وهلك المال. قال: فرفع يديه وما نرى في السماء سحابة، فمدَّ يديه، حتى رأيت بَياضَ إِبطَيْهِ، يستسقي الله عز وجل. قال: فما صلينا الجمعة حتى أهَمَّ الشابَّ القريبَ الدارِ الرجوعُ إِلى أهله، فدامت جمعة، فلما كانت الجمعةُ التي تليها، قالوا: يا رسول الله، تهدَّمَت البيوتُ، واحْتَبَسَ الرُّكْبان. قال: فتبسَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِسُرْعة مَلالَةِ ابنِ آدم، وقال بيديه: اللهم حوالَينا، ولا علينا، فَتكشَّطتْ عنِ المدينة» (7) .

⦗ص: 202⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(سَنَة) : السَّنَة هاهنا: الجدب والغلاء.

(المال) : أراد بالمال: المواشي.

(قَزَعَة) : القَزَعَة - بالتحريك -: القطعة من الغيم، والجمع: قَزَع.

(الجَوْبة) : الموضع المنخفض من الأرض.

(بالجَوْد) : الجَوْد - بفتح الجيم -: المطر الغزير.

(أغِثْنَا) : الإغاثة: الإعانة. والمراد به: إعانتهم بإنزال المطر، وليس [هو] من الغيث، فإن فعل الغيث ثلاثي، تقول: غاث الغيث الأرض: إذا أصابها، وغاث الله البلاد يَغِيثها غيثاً، وغِيثت الأرض تُغاث، والسؤال منه: غِثْنا، ومن الغَوث: أغِثْنَا.

(الآكام) : جمع أكمة، وهي الرابية المرتفعة من الأرض.

⦗ص: 203⦘

(الظِّراب) : جمع ظَرِب، وهي صغار الجبال والتلال.

(قُحُوط) المطر: احتباسه وتأخره. يقال: قَحَطَ المطر وقَحِطَ بالفتح والكسر. وأقحط القوم: إذا أصابهم القحط، وهو الجدب، وقُحِطُوا على ما لم يُسَمَّ فاعله.

(تكَشَّطَت عن المدينة) : الكَشْط والقَشْط واحد، وهو قلع الشيء وإزالته. والمراد: انكشاف الغيم عن المدينة.

(بَشِقَ) : المسافر بالباء الموحدة، أي: اشتد.

وقال الخطابي: بَشِقَ ليس بشيء، إنما هو «لَثِقَ» من اللثق وهو الوحل، قال: ويحتمل أن يكون «مَشِقَ» أي: صار مَزِلَّة وزَلَقاً، والميم والباء متقاربان، وقال غيره: إنما هو بالباء، من قولهم: بَشَقْت الثوب وبَشَكْته: إذا قطعته في خِفَّة، أي: قُطع بالمسافر، وجائز أن يكون بالنون من قولهم: نَشِقَ الظبي في الحِبالة، أي: عَلِقَ فيها، ورجل بَشِقَ: إذا كان يدخل في أمور لا يكاد يتخلص منها.

(الإكليل) : ما أطاف بالرأس: من عصابة مُزيَّنة بجوهر أو خرز ونحوه، أراد: أن الغيم تقطع عن وسط السماء، وصار في آفاقها كالإكليل، وكل شيء أحدق بشيء وأطاف به فهو إكليل له.

(المُلاء) : جمع مُلاءة، وهي الإزار، شبه تمزيق الغيم وانضمام بعضه

⦗ص: 204⦘

إلى بعض، وانحساره عن المدينة: بالإزار إذا جمعت أطرافه وطُوي.

(مَلَتْنَا) : الذي جاء في كتاب الحميدي «ملأتنا» . وفي كتاب مسلم «مَلَتْنَا» ولم يتعرض الحميدي في غريبه لشرحها، والذي جاء في كتاب رزين «هَلَتْنَا» يعني السحاب، وهو أقرب إلى المعنى، والله أعلم.

وهذه اللفظة لم تجئ إلا في رواية مسلم، ولا أعرف معناها، ونحن نرويها كما سمعناها إلى أن نعرف لها معنى.

(السُّبُل) : جمع سبيل، وهي الطريق.

(المواشي) : جمع ماشية، وهي الغنم والبقر والإبل السائمة.

(انْجَابَت) : أي: انكشفت وتقطعت.

(عَزَاليها) : العَزَالي: جمع العَزْلاء، وهي فم المزادة.

(أَجْدَبت) : أجدبت البلاد: إذا وقع فيها الجَدْب، وهو ضد الخِصْب، وذلك إذا تأخر الغيث، ولم تنبت الأرض، فَغَلَت الأسعار.

(1) اسم لواد من أودية المدينة، وعليه زروع لهم.

(2)

بالرفع، أي: فهو يغيثنا، وهذه رواية الأكثر، وفي بعض الروايات: أن يغيثنا، بالنصب، وفي بعضها: يغثنا، بالجزم، والكل صواب.

(3)

وقع للأكثر بلفظ السبت، يعني أحد الأيام، والمراد به: الأسبوع، وهو من تسمية الشيء باسم بعضه، كما يقال: جمعة.

(4)

لفظه في البخاري: فأقلعت، وهما بمعنى، أي: فأمسكت السحابة الماطرة.

(5)

الكراع: اسم لجميع الخيل.

(6)

في مسلم المطبوع: ومكثنا.

(7)

رواه البخاري 2 / 417 في الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع، وباب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، وباب الاستسقاء على المنبر، وباب من اكتفى بصلاة

⦗ص: 202⦘

الجمعة في الاستسقاء، وباب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر، وباب ما قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحول رداءه في الاستسقاء يوم الجمعة، وباب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم يردهم، وباب الدعاء إذا كثر المطر، حوالينا ولا علينا، وباب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي الجمعة، باب رفع اليدين في الخطبة، وباب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، وفي الدعوات، باب الدعاء غير مستقبل القبلة، ومسلم رقم (897) في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، والموطأ 1 / 191 في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1174) و (1175) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي 3 / 154 و 155 في الاستسقاء، باب متى يستسقي الإمام، وباب كيف يرفع، وباب ذكر الدعاء، وباب مسألة الإمام رفع المطر إذا خاف ضرره، وباب رفع الإمام يديه عند مسألة إمساك المطر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (3/256) قال: حدثنا علي بن إسحاق. والبخاري (2/40) قال: حدثنا محمد، هو ابن مقاتل.

كلاهما - علي، وابن مقاتل - قالا: أخبرنا عبد الله، هو ابن المبارك.

2-

وأخرجه البخاري (2/15) قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر. ومسلم (3/25) قال: حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (3/166) قال: أخبرنا محمود بن خالد.

ثلاثتهم - إبراهيم، وداود، ومحمود - قالوا: حدثنا الوليد بن مسلم.

3-

وأخرجه البخاري (2/37) قال: حدثنا الحسن بن بشر، قال: حدثنا معافى بن عمران.

ثلاثتهم - ابن المبارك، والوليد، ومعافي - عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.

والرواية الثانية:

1-

أخرجها مالك في الموطأ (135) . والبخاري (2/36) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (2/36) قال: حدثنا إسماعيل. وفي (2/37) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. والنسائي. (3/154) قال: أخبرنا قتيبة.

أربعتهم- عبد الله بن مسلمة، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة - عن مالك بن أنس.

2-

وأخرجه البخاري (2/34) قال: حدثنا محمد، هو ابن سلام، قال: حدثنا أنس بن عياض.

3-

وأخرجه البخاري (2/35) قال: حدثنا قتيبة. ومسلم (3/24) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، ويحيى ابن أيوب، وقتيبة. وابن حجر، والنسائي (3/161) . وابن خزيمة (1788) .

كلاهما عن علي بن حجر.

أربعتهم - قتيبة، ويحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وابن حجر - قالوا: حدثنا إسماعيل بن جعفر.

4-

وأخرجه أبو داود (1175) . والنسائي (3/159) . كلاهما عن عيسى بن حماد، قال: أخبرنا الليث، عن سعيد المقبري.

أربعتهم - مالك، وأنس بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، والمقبري - عن شريك، فذكره.

والرواية الثالثة:

1-

أخرجها أحمد (3/104) قال: حدثنا ابن أبي عدي.

2-

وأخرجه أحمد (3/187) قال: حدثنا عبيدة بن حميد.

3-

وأخرجه عبد بن حميد (1417) قال: أخبرنا يزيد بن هارون.

4-

وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (612) . وفي رفع اليدين (93) قال: حدثنا محمد بن سلام.

والنسائي (3/165) . وابن خزيمة (1789) .

كلاهما عن علي بن حجر.

كلاهما - محمد بن سلام، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر.

5-

وأخرجه ابن خزيمة (1789) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وعلي بن الحسين الدرهمي: قالا: حدثنا خالد بن الحارث.

خمستهم - ابن أبي عدي، وعبيدة، وابن هارون، وإسماعيل، وخالد - عن حميد، فذكره.

وبنحوه:

1-

أخرجه أحمد (3/194) قال: حدثنا بهز، (ح) وحدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1282) قال: حدثني هاشم بن القاسم. ومسلم (3/25) قال: حدثناه أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة.

أربعتهم - بهز، وحجاج، وهاشم، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة..

2-

وأخرجه أحمد (3/271) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة.

3-

وأخرجه البخاري (2/15)(4/236) وأبو داود (1174) قالا - البخاري، وأبو داود: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن يونس بن عبيد.

4-

وأخرجه البخاري (2/37) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. ومسلم (3/25) قال: حدثني عبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. والنسائي (3/160) . وابن خزيمة (1423) .

كلاهما عن محمد بن عبد الأعلى.

ثلاثتهم - المقدمي، وعبد الأعلى، ومحمد - قالوا: حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر.

أربعتهم - سليمان، وحماد، ويونس، وعبيد الله - عن ثابت، فذكره.

وبنحوه:

1-

أخرجه أحمد (3/257) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله.

2-

وأخرجه البخاري (2/15) وفي (4/236) . وأبو داود (1174) قالا: حدثنا مسدد.

كلاهما - عبد الله، ومسدد - عن حماد بن زيد، عن عبد العزيز، فذكره.

ورواية مسلم المختصرة. أخرجها (3/25) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني أسامة بن زيد الليثي، أن حفص بن عبيد الله حدثه، فذكره.

والرواية الأخيرة أخرجها النسائي (3/160) . وابن خزيمة (1417) .

كلاهما عن محمد بن بشار، قال: حدثني أبو هشام المغيرة بن سلمة، قال: حدثني وهيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، فذكره.

ص: 195

4290 -

(د) عائشة رضي الله عنها: قالت: «شَكَا الناسُ إِلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قُحُوط المطر، فَأمَرَ بِمِنبَر، فَوُضِعَ له في المصلَّى، ووعد الناسَ يوماً يخرجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حينَ بَدا حاجبُ الشمسِ، فقعدَ على المنبرِ، فكبَّرَ وحَمِدَ الله، ثمَّ قالَ: إِنكم شَكَوْتُم جَدْبَ دِياركم، واسْتِئْخَارِ المطر عن إِبَّانِ زمانه عنكم، وقد أمركم اللهُ أن

⦗ص: 205⦘

تَدْعُوهُ، ووعدكُم أن يستجيبَ لكم، ثم قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا إِلهَ إِلا الله، يفعلُ ما يُريد، اللهم أنت الله، لا إِله إِلا أنتَ الغنيُّ، ونحن الفقراء، أنْزِلْ علينا الغيث، واجعلْ ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إِلى حين، ثم رفع يده (1) ، فلم يترك الرفع حتى بدا بياضُ إِبطيْه، ثم حوَّل إِلى الناسِ ظهره، وقَلَبَ - أو حوَّل - رداءه، وهو رافع يده (2) ، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلَّى ركعتين، فأنشَأَ اللهُ سحابة، فرَعَدت وبَرَقَت، ثم أمْطَرَتْ بإِذن الله، فلم يأتِ مسجدَه حتى سالت السيول، فلما رأى سُرْعَتَهُم إِلى الكِنِّ ضحك حتى بدت نواجذُه، فقال: أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيء قَدير، وأَنِّي عبدُ اللهِ ورسولُهُ» . أخرجه أبو داود (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(إبَّان) الشيء: وقته وأوانه.

(بلاغاً) : البلاغ: ما يُتَبَلَّغ به، ويتوصل به إلى الشيء المطلوب.

(الكِنَّ) : ما يرُدُّ الحرَّ والبرد من الأبنية والمساكن.

(1) في أبي داود المطبوع: ثم رفع يديه.

(2)

في أبي داود المطبوع: وهو رافع يديه.

(3)

رقم (1173) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده حسن، قال أبو داود: وهذا حديث غريب، وإسناده جيد، أهل المدينة يقرؤون:{ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (1173) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال: حدثنا خالد بن نزار، قال: حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.

وقال أبو داود: هذا حديث غريب إسناده جيد.

ص: 204

4291 -

(خ م ت) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال: «إن قريشاً أبطؤوا عن الإسلامِ، فدعا عليهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخذتْهم سَنَة، حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميْتةَ، والعِظَامَ، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد، جئتَ تأمر بِصِلَة الرحِم، وَإِن قَومَك هلكُوا، فادْعُ اللهَ [لهم] ، فقرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تأتي السَّماءُ بِدُخَانٍ مُبينٍ} [الدخان: 10] ثم عادوا إِلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى} [الدخان: 16] يوم بدر» .

زاد في رواية: «فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسُقُوا الغَيْثَ، فأطْبَقَتْ عليهم سبعاً، وشكا الناسُ كثرةَ المطر، قال: اللهم حوالينا، ولا علينا، فانحدرتِ السحابةُ عن رأسه، فسُقوا الناسُ (1) حولَهم» .

وفي رواية: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما رأى من الناس إِدْباراً قال: اللهم سبعاً كسبع يوسف، فأخذتهم سَنة حَصَّتْ كل شيء (2) ، حتى أكلوا الجلودَ والميتة والجِيَف

» وذكر الحديث.

وقد تقدَّم ذِكْره في تفسير (سورة الدخان) من كتاب التفسير، من

⦗ص: 207⦘

حرف التاء، وقد أَخرج الحديث البخاري ومسلم، والترمذي، والرواية الأولى ذكرها البخاري، والمعنى متفق، فلذلك أعلمنا العلائم الثلاث (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَصَّ) : ريش الطائر: إذا حلقه، فشبه هلاك نبات الأرض بالجدب بحلق ريش الطائر.

(1) قال الحافظ في " الفتح " 2 / 425: كذا في جميع الروايات في الصحيح: بضم السين والقاف وهو على لغة بني الحارث، وفي رواية البيهقي المذكورة: فأسقى الناس حولهم.

(2)

أي: استأصلت كل شيء.

(3)

رواه البخاري 8 / 439 في تفسير سورة حم الدخان، باب {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} ، وفي الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اجعلها عليهم سنين كسني يوسف "، وباب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط، وفي تفسير سورة يوسف، باب {وراودته التي هو في بيتها} ، وفي تفسير سورة الروم، وفي تفسير سورة ص، ومسلم رقم (2798) في صفات المنافقين، باب الدخان، والترمذي رقم (3251) في التفسير، باب ومن سورة الدخان، وقد تقدم الحديث برقم (800) في تفسير سورة حم الدخان.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: تقدم.

ص: 206

4292 -

(خ م د س) أنس بن مالك رضي الله عنه: قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إِلا في الاستسقاء، فإِنَّهُ كان يرفع حتى يُرَى بياضُ إِبطيه» . أخرجه البخاري ومسلم.

ولمسلم قال: «رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يُرى بياضُ إِبطيه» .

وفي أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَسقَى، فأشار بظهر كَفَّيه إِلى السماء» .

⦗ص: 208⦘

وفي رواية أبي داود: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه

وذكر الرواية الأولى» .

وله في أخرى: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يستسقي هكذا، ومدَّ يَديْهِ، وجعل بُطُونهما مما يلي الأرض، حتى رأيتُ بياض إبطيه» .

وأخرج النسائي الرواية الأولى. وله في أخرى إِلى قوله: «في الاستسقاء» (1) .

(1) رواه البخاري 2 / 429 في الاستسقاء، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء، وفي الأنبياء، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم رقم (895) في الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، وأبو داود رقم (1170) و (1171) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والنسائي 3 / 158 و 159 في الاستسقاء، باب كيف يرفع، وفي قيام الليل، باب ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح:

1-

أخرجه أحمد (3/181)، ومسلم (3/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى. والنسائي (3/158) قال: أخبرني شعيب بن يوسف.

ثلاثتهم - ابن حنبل، وابن المثنى، وشعيب - عن يحيى بن سعيد.

2-

وأخرجه أحمد (3/282) قال: حدثنا محمد بن جعفر.

3-

وأخرجه الدارمي (1543) قال: حدثنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا عبدة.

4-

وأخرجه البخاري (2/39) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، وابن أبي عدي.

5-

وأخرجه البخاري (4/231) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد. وأبو داود (1170) . وابن ماجة (1180) قالا: حدثنا نصر بن علي. والنسائي في الكبرى (1347) قال: أخبرنا حميد بن مسعدة، وابن خزيمة (1791) قال: حدثنا بشر بن معاذ.

أربعتهم - عبد الأعلى، ونصر، وحميد، وبشر - عن يزيد بن زريع.

6-

وأخرجه مسلم (3/24) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، وعبد الأعلى.

ستتهم - يحيى، وابن جعفر، وعبدة، وابن أبي عدي، وابن زريع، وعبد الأعلى - عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، فذكره.

وعن ثابت، عن أنس، قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء» .

قال شعبة: فقلت لثابت: أنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله. قلت: سمعته؟ قال: سبحان الله.

أخرجه النسائي (3/249) وفي الكبرى (1345) . وابن خزيمة (1411) قال النسائي: أخبرنا، وقال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن بشاو، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن ثابت، فذكره.

وبلفظ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى بشار بظهر كفيه إلى السماء» .

أخرجه أحمد (3/153) . وعبد بن حميد (1338) ومسلم (3/24) قال: حدثنا عبد بن حميد.

كلاهما - عبد، وأحمد بن حنبل - قالا: حدثنا الحسن بن موسى.

وأخرجه أحمد (3/241) قال: حدثنا مؤمل. وعبد بن حميد (1293) قال: حدثنا يونس بن محمد. وأبو داود (1171) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: حدثنا عفان. وابن خزيمة (1412) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا حجاج.

خمستهم - الحسن بن موسى، ومؤمل، ويونس، وعفان، وحجاج - قالوا: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.

* أخرجه أحمد (3/123) قال: حدثنا يزيد، قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض» .

وبلفظ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الاستسقاء» .

أخرجه البخاري في رفع اليدين (84) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.

ص: 207

4293 -

(د ت س) عُمير مولى آبي اللحم (1) رضي الله عنه: «أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزَّيت قريباً من الزَّوْراء، قائماً يدعو يستسقي، رافعاً يديه قِبل وجهه، لا يُجاوز بهما رأْسه» . أخرجه أبو داود.

وأخرجه الترمذي عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، وقال: كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم، قال: [ولا يعرف له عن النبيِّ

⦗ص: 209⦘

صلى الله عليه وسلم إِلا هذا الحديث الواحد] وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وله صحبة (2) .

ولفظ الترمذي: «أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عند أحجارِ الزيتِ يستَسقِي وهو مُقْنِع بكفَّيهِ يدعو» .

وأخرجه النسائي مثل الترمذي رواية ولفظاً (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مُقْنِع) : أقنع الرجل يديه: إذا رفعهما، وكذلك أقنع رأسه.

(1) هو آبي اللحم الغفاري، قيل: اسمه عبد الله، وقيل: خلف، وقيل: الحويرث، وله صحبة وإنما قيل له: آبي اللحم، لأنه كان لا يأكل ما ذبح على الأصنام، له عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث، روى عنه عمير مولاه وله صحبة أيضاً.

(2)

وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 223 عن قتيبة نفسه من حديث " عمير مولى آبي اللحم " ولم يذكر " عن آبي اللحم " وذكر الحديث في " مسند عمير " فلعل قتيبة لم يحفظ هذا الحديث جيداً، فكان يرويه مرة هكذا، ومرة هكذا، وقد أخطأ في إسناده خطأ آخر، إذ جعل الرواية عن يزيد بن عبد الهاد عن عمير مباشرة، والصواب أن يزيد رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عمير كما في رواية أحمد وأبي داود من طريق حيوة وعمر بن مالك عن ابن الهاد.

(3)

رواه أبو داود رقم (1168) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، والترمذي رقم (557) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة الاستسقاء، والنسائي 3 / 159 في الاستسقاء، باب كيف يرفع، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 223، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/223) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال حيوة. (ح) وحدثنا هارون، قال: حدثنا ابن وهب، عن رجل وعمر بن مالك. وأبو داود (1168) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: أخبرنا ابن وهب، عن حيوة وعمر بن مالك.

كلاهما - حيوة، وعمر بن مالك - عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، فذكره.

* أخرجه أحمد (5/223) والترمذي (557) . والنسائي (3/158) .

ثلاثتهم - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت الحديث.

* وأخرجه أحمد (5/427) قال: حدثنا يزيد. والبخاري في رفع اليدين (89) . وأبو داود (1172) قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم.

كلاهما - يزيد، ومسلم - قالا: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطا كفيه.

وبنحوه أخرجه أحمد قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا محمد بن زيد ابن المهاجر بن قنفذ، فذكره.

وعن أبي اللحم.

أخرجه أحمد (5/223) ، والترمذي (557)، والنسائي (3/158) قال أحمد والترمذي: حدثنا، وقال النسائي: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله عن عمير مولى آبي الحم، فذكره.

* قوله: عن أبي اللحم، سقط من المطبوع من مسند أحمد، انظر أطراف المسند الورقة (2-ب) وجامع المسانيد والسنن الورقة (4-ب) .

ص: 208

4294 -

(د) محمد بن إبراهيم التيمي رحمه الله: قال: «أَخبرني مَن رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كَفَّيه» . أَخرجه أبو داود (1) .

(1) رقم (1172) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (1172) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، فذكره.

ص: 209

4295 -

(د) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال: «رأيتُ

⦗ص: 210⦘

رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُواكي، فقال: اللهم اسْقِنا غيثاً مغيثاً مَريئاً مَريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، قال: فأطبقت عليهم السماءُ» أخرجه أبو داود (1) .

وفي رواية ذكرها رزين قال: «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذا استسقى قال: اللهم اسْقِ بلادَك، وارْحَمْ عبادك، وانْشُرْ رحمتَك، وأَحْي بَلَدَكَ الميت، اللهم اسْقِنا غيثاً مريئاً مريعاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير رائث، قال: وكان إِذا استَسقى يمد يديه ويجعل بطونَهما مما يلي الأرض، ويرفع حتى أرى بياض إِبطيه» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يُوَاكي) : الذي جاء في كتاب سنن أبي داود وهو الذي أخرج هذا الحديث عن جابر قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بواكي» (3) هكذا جاء في الكتاب فيما قرأناه، وبحثت عنه في نسخ أخرى، فوجدته كذلك، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي، قال جابر:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يواكي» بياء معجمة من تحت بنقطتين، قال: ومعناه: التحامل على يديه إذا رفعهما

⦗ص: 211⦘

ومدهما في الدعاء، ومنه التوكؤ على العصا، وهو التحامل عليها.

(مَرِيئاً) : المريء: الذي يُمْرِئ، يقال: مَرَأَني الطعام وأمرأني.

قال الفراء: يقال: هنأني الطعام ومرأني، فإذا أتبعوها «هنأني» قالوا:«مَرَأني» بغير ألف، فإذا أفردوها قالوا:«أَمْرَأني» .

(مَرِيعاً) : قال الخطابي: يروى على وجهين، بالياء والباء، فمن رواه بالياء جعله من المَرَاعة وهي الخِصْب، يقال منه: مَرَعَ المكان: إذا أخصب، فهو مَريع، بوزن: قتيل، ومن رواه بالباء، فمعناه: مُنْبِتاً للربيع، يقال: أَرْبَع الغيث يُرْبع، فهو مربِع، بوزن: مُكْرِم.

(رَاث) علينا الأمر: إذا أبطأ فهو رائث.

(1) رقم (1169) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، وإسناده صحيح.

(2)

الشطر الأول من هذه الرواية رواه مالك وأبو داود كما سيأتي في الحديث الذي بعده، والشطر الثاني في الرواية التي قبله من حديث جابر رضي الله عنه رقم (4295) ، ورواه أيضاً ابن ماجة في الاستسقاء رقم (1269) و (1270) ، وهو حديث صحيح، والشطر الأخير رواه البخاري وأبو داود وغيرهما، وقد تقدم من حديث أنس رضي الله عنه برقم (4292) .

(3)

الذي في نسخ أبي داود المطبوعة: أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه عبد بن حميد (1125) وأبو داود (1169) قال: حدثنا ابن أبي خلف. وابن خزيمة (1416) قال: حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن أبحر.

ثلاثتهم - عبد بن حميد، وابن أبي خلف، وعلي بن الحسين - قالوا: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا مسعر بن كدام، عن يزيد الفقير، فذكره.

ص: 209

4296 -

(ط د) عمرو بن شعيب رحمه الله: عن أبيه عن جده: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إِذا استسقى: اللهم اسْقِ عبادَك وبهائِمكَ، وانشُرْ رَحمتَكَ وأَحْيِ بَلدَكَ الميت» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، إِلا أن الموطأ لم يذكر: عن أبيه، عن جده (1) .

(1) رواه الموطأ 1 / 190 و 191 في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء مرسلاً من حديث يحيى ابن سعيد عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

وذكر الحديث، وقد وصله أبو داود رقم (1176) في الصلاة، باب رفع اليدين في الاستسقاء، من حديث يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وإسناده حسن.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أبو داود (1176) قال: حدثنا سهل بن صالح، قال: حدثنا علي بن قادم، قال: أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه فذكره.

* أخرجه مالك الموطأ صفحة (135) وأبو داود (1176) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول، فذكره. مرسلا.

ص: 211

4297 -

(خ) أنس بن مالك رضي الله عنه: «أن عمرَ بنَ الخطاب

⦗ص: 212⦘

كان إِذا قَحَطوا استسقى بالعباس، فقال: اللهم إِنا كُنا نَتوسَّلُ إِليكَ بنبيِّكَ فَتَسْقِيَنا، وإِنا نتوسَّلُ إِليكَ بِعَمِّ نبيِّك صلى الله عليه وسلم فاسْقِنا فيُسْقَوْن» . أَخرجه البخاري (1) .

(1) 4 / 413 في الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب ذكر العباس بن عبد المطلب.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه البخاري (2/34 و 5/25) قال: حدثنا الحسن بن محمد. وابن خزيمة (1421) قال: حدثنا محمد بن يحيى.

كلاهما - الحسن، ومحمد - قالا: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، فذكره.

ص: 211

4298 -

(خ) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: قال: «ربما ذَكَرتُ قولَ الشاعر - وأنا أنظرُ إِلى وجه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْقِي، فما ينزلُ حتى يجيِشَ كُلُّ ميزاب:

وَأبْيَضَ يُستسقى الغمامُ بوجهه

ثمال اليتامَى عِصمة للأرامل»

وهو قول أبي طالب (1) .

وفي رواية عبد الله بن دينار، قال: «سمعتُ ابنَ عمر يتمثَّلَ بشعر أبي طالب

» وذَكر البيت. أخرجه البخاري (2) .

⦗ص: 213⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(يَجِيش) : جاش الوادي: إذا دفق جريه وزخر، وكذلك جاش الميزاب يجيش: إذا تدفق بالماء.

(ثِمال اليتامى عِصمة للأرامل) : الثِّمال: الملجأ. والذي يعتمد عليه في الأمور، والأرامل: جمع أرملة، وهي المرأة التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، تزوجت أو لم تتزوج، وكذلك الأرمل: الرجل، وعِصْمَتُهنَّ: ما يعتصمن به: أي يستوثقن به، ويركن إليه.

(1) 2 / 411 - 413 تعليقاً في الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، فقال: وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم عن أبيه

الخ. قال الحافظ في " الفتح ": قوله: وقال عمر بن حمزة، أي: ابن عبد الله بن عمر، وسالم شيخه هو عمه، وعمر مختلف في الاحتجاج به، وكذلك عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار المذكور في الطريق الموصولة - يعني التي بعدها - فاعتضدت إحدى الطريقين بالأخرى، وهو من أمثلة إحدى قسمي الصحيح، كما تقرر في علوم الحديث، وطريق عمر بن حمزة المعلقة وصلها أحمد وابن ماجة والإسماعيلي من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عنه.

(2)

رواه البخاري 2 / 410 و 412 في الاستسقاء، باب سؤال الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/93)(5673) . وابن ماجة (1272) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر. كلاهما - أحمد بن حنبل، وأحمد بن الأزهر - قالا: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا أبو عقيل، وهو عبد الله بن عقيل، قال: حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: حدثنا سالم، فذكره.

والبخاري تعليقا (1009) قال: وقال عمر بن حمزة، قال: حدثنا سالم، فذكره.

أما رواية ابن دينار فأخرجها البخاري (1008) مسند، قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، فذكره.

ص: 212

4299 -

(ط) أنس بن مالك رحمه الله: بلغه: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إِذا أنشأت بَحْريَّة (1) ثم تشاءَمَتْ: فتلك عَيْن غُدَيقة» . أَخرجه الموطأ (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أنشأت بحريَّة) : نشأت، وأنشأت: ابتدأت. وأراد بالبحرية: السحاب، وخصها بالبحر، لأن البحر عن المدينة في الجهة اليمانية، وهي الجنوب.

⦗ص: 214⦘

(تشاءمت) : أي قصدت الشام، وهو الجانب الذي تهب منه الشمال.

(عين غُدَيْقَة) : غُدَيْقَة: تصغير غَدَقة: أي كثيرة الماء.

(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ ": أي ظهرت سحابة بحرية، ورواه الشافعي [بحرية] بالنصب، كما أفاده أبو عمر، أي على الحال.

(2)

1 / 192 بلاغاً في الاستسقاء، باب الاستمطار بالنجوم، وإسناده معضل، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أعرفه في وجه من الوجوه في غير الموطأ، إلا ما ذكره الشافعي في " الأم " عن محمد بن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أنشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطر لها، قال: وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه مالك الموطأ (453) بلاغا.

وقال الزرقاني في شرح الموطأ (1/549) قال ابن عبد البر: لا أعرف هذا الحديث بوجه في غير الموطأ إلا ما ذكره الشافعي في الأم عن محمد بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نشأت بحرية ثم استحالت سامية فهو أمطر لها» . قال: وابن أبي يحيى وإسحاق ضعيفان لا يحتج بهما.

ص: 213

4300 -

(خ س) عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان إِذا رَأَى المطر قال: اللهم اجعَلهُ صيِّباً نافعاً» . أخرجه البخاري، والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(صَيِّباً) : الصَّيِّب: المطر المدرار الدافق.

(1) رواه البخاري 2 / 430 في الاستسقاء، باب ما يقال إذا أمطرت، والنسائي 3 / 164 في الاستسقاء، باب القول عند المطر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: وقد تقدم.

ص: 214

(1) رقم (5100) في الأدب، باب ما جاء في المطر، وإسناده صحيح، وقد أبعد المصنف النجعة، فالحديث في صحيح مسلم رقم (898) في الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مسلم في الاستسقاء الصلاة (191:6) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود في الأدب (114) عن قتيبة بن سعيد، ومسدد، والنسائي في الصلاة في الكبرى عن قتيبة به، والحاكم من حديث النسائي في رواية أبي بكر محمد بن معاوية بن الأحمر عنه، ولم يذكره أبو القاسم.

كلهم عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، فذكره. تحفة الأشراف (1/105) .

ص: 214