الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنة الوقوف على رأس كل آية
«حديث أم سلمة: «أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم، وعدها آية» . صحيح.
أخرجه أبو داود «4001» وعنه البيهقى «2/ 44» والترمذى «2/ 152» وفى «الشمائل» «2/ 131» والدارقطنى «118» والحاكم «2/ 231 ـ 232» وأحمد «6/ 302» وأبو عمرو الدانى في «القراءات» «ق 6/ 1، 8/ 2» من طرق عن يحيى بن سعيد الأموى قال: حدثنا ابن جريج عن عبد الله بن أبى مليكة عنها أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين.
فائدة: قال أبو عمرو الدانى في «باب تفسير الوقف الحسن «5/ 2» : ومما ينبغى له أن يقطع عليه رءوس الآى، لأنهن في أنفسهن مقاطع، وأكثر ما يوجد التام فيهن لاقتضائهن تمام الجمل، واستبقاء أكثرهن انقضاء القصص. وقد كان جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين يستحبون القطع عليهن، وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، لما ذكرنا من كونهن، مقاطع، ولسن بمشبهات لما كان من الكلام التام في أنفسهن دون نهاياتهن ثم روى عن اليزيدى عن أبى عمرو أنه كان يسكت على رأس كل آية، فكان يقول: إنه أحب إلى إذا كان آية أن يسكت عندها، وقد وردت السنة أيضا بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند استعماله التقطيع ثم ساق هذا الحديث.
قلت: وهذه سنة تركها أكثر قراء هذا الزمان، فالله المستعان.
[إرواء الغليل تحت حديث رقم (343)]
الترجيع في القراءة
وكان أحياناً يُرَجِّعُ صوته؛ كما فعل يوم الفتح وهو على ناقته، يقرأ سورة «الفَتْحِ» «48: 49» [قراءة لينة]. وقد حكى عبد الله بن مغفل ترجيعه هكذا: «آآآ» .
قوله: «يرجع» : مِن: التَّرْجِيْع.
قال الحافظ: «هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله: الترديد. وترجيع الصوت: ترديده في الحلق» . اهـ.
وقال المناوي: «وذلك ينشأ غالباً عن أَرْيحِيَّةٍ وانبساط، والمصطفى صلى الله عليه وسلم حصل له من ذلك حظ وافر يوم الفتح» .
قال الحافظ في شرح قوله: «آآ آ» : «بهمزة مفتوحة، بعدها ألف ساكنة، ثم همزة أخرى» . ثم ذكر «13/ 442» نحوه عن القرطبي. ونقل القاري مثله عينه ميرك شاه، ثم قال:«والأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات» . ثم قال الحافظ: «ثم قالوا: يحتمل أمرين؛ أحدهما: أن ذلك حدث من هَزِّ الناقة. والآخر: أنه أشبع المد في موضعه؛ فحدث ذلك. وهذا الثاني أشبه بالسياق؛ فإنَّ في بعض طرقه: لولا أن يجتمع الناس؛ لقرأت لكم بذلك اللحن. أي: النغم» .
قال القرطبي: «وقوله هذا يشير إلى أن القراءة بالترجيع تجمع نفوس الناس إلى الإصغاء، وتستميلها بذلك، حتى لا تكاد تصبر عن استماع الترجيع المَشُوْبِ بلذة الحكمة المهيمة» . ثم قال الحافظ: والذي يظهر أن في الترجيع قدراً زائداً على الترتيل؛ فعند ابن أبي داود من طريق أبي إسحاق عن علقمة قال: بتُّ مع عبد الله بن مسعود في داره، فنام، ثم قام، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حَيِّه؛ لا يرفع صوته، ويُسْمعُ من حوله، ويرتل ولا يرجِّع.
وقال الشيخ أبو محمد ابن أبي جمرة: معنى الترجيع: تحسين التلاوة .. لا ترجيع الغناء؛ لأن القراءة بترجيع الغناء تنافي الخشوع الذي هو مقصود التلاوة.
قال الشيخ القاري «2/ 142 - 143» : «ومن تأمل أحوال السلف؛ علم أنهم بريئون من التصنع في القراءة بالألحان المخترعة، دون التطريب، والتحسين الطبيعي؛ فالحق أن ما كان منه طبيعة وسجيَّة؛ كان محموداً - وإنْ أعانته طبيعته على زيادة تحسين وتزيين- لِتأثُّرِ التالي والسامع به.