الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن شاء قال: «رب اغفر لي، رب اغفر لي» .
وقال في أصل الصفة:
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة: 1 - «اللهم «وفي لفظ: رب! » اغفر لي، وارحمني، [واجبُرني]، [وارفعني]، واهدني، [وعافني]، وارزقني».
قال النووي عن: «واعلم أن هذا الدعاء مستحب باتفاق الأصحاب؛ قال الشيخ أبو حامد: لم يذكره الشافعي في هذا الموضع في شيء من كتبه، ولم ينفه.
قال: وهو سنة؛ للحديث المذكور».
قلت: قد قال به الشافعي - كما ذكره الترمذي -، ومن علم حجة على من لم يعلم؛ قال - بعد أن ساق الحديث -:«وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق؛ يرون هذا جائزاً في المكتوبة والتطوع» .
[أصل صفة الصلاة (3/ 809)]
دعاء آخر
وتارة يقول «رب اغفر لي، رب اغفر لي» .
وقد روي ذلك عن علي رضي الله عنه، أنه كان يفعل ذلك.
أخرجه الطحاوي في «المشكل» «1/ 308» من طريق عبد الرحمن بن زياد: ثنا زهير ابن معاوية عن أبي إسحاق عن علي بذلك. ثم قال الطحاوي: «ولا نعلم أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواه، ولا من تابعيهم ومن بعد تابعيهم إلى يومنا هذا ذهب إلى ذلك؛ غير بعض من ينتحل الحديث؛ فإنه ذهب إلى ذلك وقال به.
وهذا عندنا من قوله حسن، واستعماله إحياءٌ لسنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه نذهب، وإياه نستعمل، وقد وجدنا القياس يشده؛ وذلك أنا رأينا الصلاة مبنية على أقسام: منها القيام؛ وفيه ذكر -وهو الاستفتاح، وما يقرأ بعده من القرآن - ثم
الركوع؛ وفيه ذكر - وهو التسبيح - ثم الرفع من الركوع؛ وفيه ذكر - وهو: سمع الله لمن حمده، وما سوى ذلك مما يقوله بعض الأئمة من:«ربنا ولك الحمد» -، ثم السجود؛ وفيه ذكر - وهو التسبيح -، ثم قعدة بين السجدتين؛ وهي التي فيها الذي رويناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سؤاله ربه عز وجل الغفران مرتين، ثم جلوس فيه ذكر؛ وهو التشهد وما بعده؛ من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدعاء.
فكانت أقسام الصلاة كلها يستعمل فيها ذكر الله غير خالية من ذلك، غير القعدة بين السجدتين التي ذكرنا؛ فكان القياس على ما وصفنا: أن يكون حكم ذلك القسم أيضاً من الصلاة كحكم غيره من أقسامها، وأن يكون فيه ذكر لله عز وجل، كما كان من أقسامها. والله الموفق سبحانه». اهـ. ببعض تلخيص.
وقوله: «لا نعلم أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى علي رضي الله عنه ذهب إلى ذلك» .
إن كان يعني خصوص هذا الدعاء؛ فلا كلام.
وإن كان يعني مطلق الدعاء بين السجدتين - كما يشير إلى ذلك سياق كلامه -؛ فليس كما قال؛ فقد روى ابن نصر «76» عن أم سلمة رضي الله عنها: أنها كانت تقول بين الركعتين - يعني: السجدتين -: رب اغفر وارحم، واهد السبيل الأقوم.
ولكن مختصِره المقريزي اختصر إسناده؛ فلم يذكره ليُنظر فيه.
وقد اختار الدعاء بهذا الإمام أحمد، وقال إسحاق بن راهويه:«إن شاء قال ذلك ثلاثاً، وإن شاء قال: اللهم اغفر لي .. لأن كليهما يذكران عن النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين» .
كذا في «مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه» رواية إسحاق المروزي «ص 19» .
[أصل صفة الصلاة (3/ 809)]