الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«ارتحلني» أي: اتخذني راحلة بالركوب على ظهري.
«فكرهت أن أعجله» : من التعجيل، أو الإعجال.
[أصل صفة الصلاة (2/ 772)]
جعل السجود قريبًا من الركوع في الطول
ويجعل سجوده قريبا من ركوعه في الطول كما تقدم.
[تلخيص صفة الصلاة فقرة 155].
فضل السجود
وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة» .
قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله! في كثرة الخلائق؟ قال: «أرأيت لو دخلت صِيَرة فيها خيل دُهم بُهم، وفيها فرسٌ أغرُّ مُحَجَّلٌّ؛ أما كنت تعرفه منها؟ » .
قال: بلى.
قال: «فإن أمتي يومئذٍ غُرٌّ من السجود، محجَّلون من الوُضوء» .
«الصِّيَرة» : حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة، وأغصان الشجر، وجمعها «صِيَر» - كما في «النهاية». والمعنى: مجتمع فيها خيل.
«دهم» «دُهم» : جمع أدهم، وهو: الأسود.
«بُهم» : جمع بهيم، وهو في الأصل: الذي لا يخالط لونَه لونٌ سواه. - كما في «النهاية» -.
وفي «القاموس» : «والبهيم: الأسود، وما لا شية فيه من الخيل - للذكر والأنثى- والنعجة السوداء، والخالص الذي لم يَشُبْهُ غيره» .
«أغرّ» من الغرة، وهو: البياض الذي يكون في وجه الفرس.
«مُحَجّل» وهو: من الخيل الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد، ويجاوز الأرساغ، ولا يجاوز الركبتين؛ لأنهما مواضع الأحجال وهي: الخلاخيل والقيود، ولا يكون التحجيل باليد واليدين، ما لم يكن معها رِجل أو رِجلان. «نهاية» .
«غر» بضم المعجمة وشد الراء: جمع أغر؛ أي: ذو غرة.
«من السجود» ؛ أي: من أثر السجود في الصلاة.
قال تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} .
«من الوضوء» أي: من أثر وضوئهم في الدنيا.
والمراد أنهم بِيْضُ مواضعِ السجود من الجبهة والأنف، وبِيْضُ مواضعِ الوضوء من الأيدي والأقدام .. استعار أثر الوضوء والسجود في الوجه، واليدين، والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس، ويديه، ورجليه. اهـ. من «النهاية» . بقليل من التصرف.
قال المناوي: «ولا تدافع بين هذا الحديث، وبين خبر الشيخين: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجلين من آثار الوضوء» .
وما ذاك إلا لأن المؤمن يُكسى في القيامة نوراً من أثر السجود، ونوراً من أثر الوضوء، نور على نور، فمن كان أكثر سجوداً أو أكثر وضوءاً في الدنيا؛ كان وجهه أعظم ضياء وأشد إشراقاً من غيره، فيكونون فيه على مراتب من عِظَمِ النور، والأنوار لا تتزاحم؛ ألا ترى أنه لو أدخل سراج في بيت؛ ملأه نوراً، فإذا أدخل فيه آخر ثم آخر؛ امتلأ بالنور من غير أن يزاحم الثاني الأول، ولا الثالثُ الثاني .. وهكذا. والوُضوء هنا بالضم، وجوّز ابن دقيق العيد الفتح على أنه الماء.
[أصل صفة الصلاة (2/ 774)]