الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسيأتي -، والتفرقة بينهما ليس عليها دليل يرتفع به النزاع، على أنه يدل على مزيد خصوصية للتشهد الأوسط ذكره في حديث «المسيء» - كما تقدم -».
[أصل صفة الصلاة (3/ 866)]
تعليم الصحابة التشهد
وكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن.
[أصل صفة الصلاة (3/ 867)]
إخفاء التشهد
قال الإمام في تلخيص الصفة فقرة 143:
ويقرؤه سرا.
وقال في أصل الصفة: والسنة إخفاؤه.
قال الترمذي: «والعمل عليه عند أهل العلم» .
وقال النووي «3/ 463» : «أجمع العلماء على الإسرار بالتشهدين، وكراهة الجهر بهما، واحتجوا له بحديث ابن مسعود هذا» .
[أصل صفة الصلاة (3/ 868)]
صِيَغُ التشهد
وعلمهم صلى الله عليه وسلم أنواعاً من صيغ التشهد:
1 -
تشهد ابن مسعود: قال: علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم التشهد -، [و] كَفِّي بين كَفَّيْه-؛ كما يعلمني السورة من القرآن: «التحيات لله، والصلوات، والطيبات،
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين -[فإنه إذا قال ذلك؛ أصاب كُلَّ عبدٍ صالح في السماء والأرض]-، أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله».
وهو أصح التشهدات الواردة عنه صلى الله عليه وسلم باتفاق المحدثين؛ قال الترمذي - بعد أن ساقه -: «حديث ابن مسعود قد رُوي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومَن بعدهم من التابعين، وهو قول سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق» .
قال الحافظ في «الفتح» «2/ 251» : «وقال البزار - لما سئل عن أصح حديث في التشهد؟ قال -: هو عندي حديث ابن مسعود، وروي من نيف وعشرين طريقاً. ثم سرد أكثرها، وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيدَ ولا أشهر رجالاً. اهـ.
ولا خلاف بين أهل الحديث في ذلك، وممن جزم بذلك البغوي في «شرح السنة» .
ومن رجحانه أنه متفق عليه دون غيره، وأن الرواة عنه من الثقات لم يختلفوا في ألفاظه؛ بخلاف غيره، وأنه تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم تلقيناً».
قوله: «كما يعلمني السورة من القرآن» : قال في المرقاة «1/ 557» : «فيه دلالة على اهتمامه، وإشارة إلى وجوبه» .
«التحيات» : هي: جمع «تحية» . قيل: أراد بها السلام؛ يقال: حَيَّاك الله؛ أي: سلَّم عليك. وقيل: «التحية» : الملك. وقيل: البقاء.
وإنما جمع التحية؛ لأن ملوك الأرض يُحَيَّوْن بتحيات مختلفة، فيقال لبعضهم: أبيت اللعن. ولبعضهم: أنعم صباحاً. ولبعضهم: اسلم كثيراً. ولبعضهم: عش ألف سنة. فقيل للمسلمين: قولوا: «التحيات لله. .. » ؛ أي: الألفاظ التي تدل على
السلام، والملك، والبقاء هي لله تعالى. والتحية: تَفْعِلة من «الحياة» ، وإنما أدغمت؛ لاجتماع الأمثال، والهاء لازمة، والتاء زائدة. كذا في «النهاية» .
«الصلوات» : أي: الأدعية التي يراد بها تعظيم الله تعالى، هو مستحقها، لا تليق بأحد سواه. اهـ. منه.
وقد قيل في تفسيرها غيرُ ذلك، فإن شئت؛ فراجعها في المطولات؛ كـ «فتح الباري» ، و «مرقاة المفاتيح» وغيرها.
«الطيبات» أي: ما طاب من الكلام، وحسن أن يُثنى به على الله، دون ما لا يليق بصفاته؛ مما كان الملوك يُحَيَّوْن به. وقيل: الطيبات: ذكر الله. وقيل: الأقوال الصالحة؛ كالدعاء والثناء. وقيل: الأعمال الصالحة. وهو أعم.
قال ابن دقيق العيد: ولعل تفسيرها بما هو أعم أولى. ذكره في «الفتح» «2/ 249» .
«السلام عليك» قيل: معناه: التعويذ بالله، والتحصين به؛ فإن السلام اسم له سبحانه، تقديره: الله عليك حفيظ وكفيل. كما يقال: «الله معك» ؛ أي: بالحفظ والمعونة واللطف. (1).
وقيل: معناه السلام والنجاة لكم. ويكون مصدراً؛ كاللذاذة واللذاذ؛ كما قال الله تعالى: {فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ} . كذا في «شرح مسلم» للنووي، ثم قال:«واعلم أنه يجوز فيه حذف الألف واللام؛ فيقال: سلامٌ عليك أيها النبي، و: سلام علينا. ولا خلاف في جواز الأمرين هنا، ولكن الألف واللام أفضل، وهو الموجود في روايات «الصحيحين» ».
قال الحافظ «2/ 249» : «لم يقع في شيء من طرق حديث ابن مسعود بحذف اللام، وإنما اختلف ذلك في حديث ابن عباس، وهو من أفراد مسلم» .
«بركاته» هو اسم لكل خير فائض منه تعالى على الدوام. وقيل: «البركات» :
(1) وهو المعنى الذي رجحه الإمام في الصفة. [الناشر].