الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ جَوازِ السَّلَمِ الحالِّ
قالَه عَطاءُ بنُ أبي رَباحٍ
(1)
.
11205 -
وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أبو الأزهَرِ أحمدُ بنُ الأزهَرِ، حدثنا خالِدُ بنُ مَخلَدٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ الدّورِىُّ
(2)
، حدثنا خالِدُ بنُ مَخلَدٍ يَعنِي القَطَوانِىَّ، حدثنا يَحيَى بنُ عُمَيرٍ، حدثنا هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالَت: اشتَرَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَزورًا مِن أعرابِىٍّ بوَسقِ تَمرِ عَجوَةٍ، فطَلَبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِندَ أهلِه تَمرًا فلَم يَجِدْه، فذَكَرَ ذَلِكَ لِلأعرابِىِّ، فصاحَ الأعرابِىُّ: واغَدراه! فقالَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَل أنتَ يا عَدوَّ اللهِ أغدَرُ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دَعُوه فإِنَّ لِصاحِبِ الحقِّ مَقالًا". فأرسَلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى خَولَةَ بنتِ حَكيمٍ، وبَعَثَ بالأعرابِىِّ مَعَ الرَّسولِ فقالَ: "قُلْ لها: إِنِّى ابتَعتُ هذا الجَزورَ مِن هذا الأعرابِىِّ بوَسقِ تَمرِ عَجوَةٍ فلَم [أجِدْه عِندَ أهلِى]
(3)
، فأسلِفينِى
(4)
وسقَ تَمرِ عَجوَةٍ لِهَذا الأعرابِىِّ". فلَمّا قَبَضَ الأعرابِىُّ حَقَّه رَجَعَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ له: "قَبَضتَ؟ ". قال: نَعَم، وأوفَيتَ وأطَبتَ. فقالَ
(1)
ذكره المصنف في الصغرى (1994).
(2)
في س: "الذرى"، وفي ز:"بن الدورى".
(3)
في ص 5: "أجد عند أهلى وفاء".
(4)
في ز: "فاستسلفينى".
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أولَئكَ خيارُ النّاسِ؛ الموفونَ المُطِيبُون
(1)
". وفي رِوايَةِ أبي الأزهَرِ: حَدَّثَنِي يَحيَى بنُ عُمَيرٍ مَولَى بَنِي أسَدٍ، حَدَّثَنِي هِشامُ بنُ عُروَةَ
(2)
.
ورُوِىَ هذا الحديثُ مُختَصَرًا عن حَمّادِ بنِ سلَمةَ عن هِشامِ بنِ عُروَةَ
(3)
.
11206 -
حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ إملاءً، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، حدثنا يَزيدُ بنُ زيادِ بنِ أبي الجَعدِ، عن جامِعِ بنِ شَدّادٍ، عن طارِقِ بنِ عبدِ اللهِ المُحارِبِىِّ قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بسوقِ ذِى المَجازِ وأنا في بِياعَةٍ لِي، فمَرَّ وعَلَيه حُلَّةٌ حَمراءُ، فسَمِعتُه يقولُ:"يا أيُّها النّاسُ، قولوا: لا إلَهَ إلَّا اللهُ. تُفلِحوا". ورَجُلٌ يَتبَعُه يَرميه بالحِجارَةِ قَد أدمَى كَعبَيه، وهو يقولُ: يا أيُّها النّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإِنَّه كَذّابٌ. فَقُلتُ: مَن هَذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ مِن بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ. فقُلتُ: فمَن هَذا الذِى يَرميه بالحِجارَةِ؟ قيلَ: عَمُّه عبدُ العُزَّى أبو لَهَبِ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ. فلَمّا أظهَرَ اللهُ الإِسلامَ خَرَجنا مِنَ الرَّبَذَةِ ومعنا ظَعينَةٌ لَنا، حَتَّى نَزَلنا قَريبًا مِنَ المَدينَةِ، فبَينا نَحنُ قُعودٌ إذ أتانا رَجُلٌ عَلَيه ثَوبانِ، فسَلَّمَ عَلَينا فقالَ:"مِن أينَ القَومُ؟ ". فقُلنا: مِنَ الرَّبَذَةِ، ومعنا جَمَلٌ أحمَرُ. فقالَ: "تَبيعونِى
(4)
الجَمَلَ؟ ". قُلنا: نَعَم. فقالَ: "بكَم؟ ". فقُلنا: بكَذا
(1)
كذا ضبطت في الأصل، وكتب في الحاشية:"كذا في أصل المؤلف: المطيّبون".
(2)
المصنف في الصغرى (1995). وأخرجه أحمد (26312) من طريق هشام به. وقال الهيثمي في المجمع 4/ 139: وإسناد أحمد صحيح.
(3)
أخرجه الحاكم 2/ 32، وعنه المصنف في المعرفة (3573) من طريق حماد به.
(4)
في حاشية الأصل: "بيعونى".
وكَذا صاعًا مِن تَمرٍ. قال: "قَد أخَذتُه". وما استَقصَى، فأخَذَ بخِطامِ الجَمَلِ فذَهَبَ به حَتَّى تَوارَى في حيطانِ المدينَةِ، فقالَ بَعضُنا لِبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجُلَ؟ فلَم يَكُنْ مِنّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القَومُ بَعضُهُم بَعضًا وقالوا: تُعطونَ جَمَلَكُم مَن لا تَعرِفونَ! فقالَتِ الظَّعينَةُ: فلا تَلاوَموا، فلَقَد رأينا وجهَ رَجُلٍ لا يَغدِرُ بكُم، ما رأيتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ مِن وجهِه. فلَمّا كان العَشِىُّ أتانا رَجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللهِ، أأنتُم الَّذينَ جِئتُم مِنَ الرَّبَذَةِ؟ قُلنا: نَعَم. قال: أنا رسولُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إليكمُ، وهو يأمُرُكُم أنْ تأكُلُوا مِن هذا التَّمرِ حَتَّى تَشبَعوا، وتَكتالوا حَتَّى تَستَوفوا. فأكَلْنا مِنَ التَّمرِ حَتَّى شَبِعْنا، واكتَلْنا حَتَّى استَوفَينا، ثُمَّ قَدِمْنا المَدينَةَ مِنَ الغَدِ، فإِذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قائمٌ يَخطُبُ النّاسَ على المِنبَرِ، فسَمِعتُه يقولُ:"يَدُ المُعطِى العُليا، وابدأ بمَن تَعولُ؛ أُمَّكَ وأباكَ، وأُختَكَ وأخاكَ، وأدناكَ أدناكَ". وثَمَّ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هَؤُلاءِ بَنو ثَعلَبَةَ بنِ يَربوعٍ الَّذينَ قَتَلُوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذ لَنا بثأرِنا. فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيه حَتَّى رأيتُ بَياضَ إبْطَيه فقالَ:"لا تَجنِي أُمٌّ على ولَدٍ، لا تَجنِي أُمٌّ على ولَدٍ"
(1)
. وذَكَرَ الحديثَ.
ورَواه أيضًا أبو جَنابٍ الكَلبِىُّ عن جامِعِ بنِ شَدّادٍ
(2)
.
(1)
تقدم تخريجه في (359).
(2)
أخرجه ابن قانع مختصرًا في معجم الصحابة 2/ 44، 45، والمصنف في الدلائل 5/ 380 من طريق أبي جناب.