الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُروةَ قال: أخبرَنِي أبي، عن عائشةَ قالَت: دَخَلَت بَريرَةُ فقالَت: إنَّ أهلِى كاتَبونِى على تِسعِ أواقٍ في تِسعِ سِنينَ؛ كُلَّ سنةٍ أُوقِيَّةٌ، فأعينينِى. فقُلتُ لها: إن شاءَ أهلُكِ أن أعُدَّها لَهُم عَدَّةً واحِدَةً وأُعتِقَكِ ويَكونَ الوَلاءُ لِي، فعَلتُ. فذَكَرَت ذَلِكَ لأهلِها، فأبَوا إلَّا أنْ يَكونَ الوَلاءُ لَهُم، فأتَتنِى فذَكَرَت ذَلِكَ، فانتَهَرْتُها، فقالَت:[لا هَا اللَّهِ إذًا]
(1)
. قالَت: فسَمِعَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأخبَرْتُه فقالَ:"اشتَريها وأَعتِقِيها، واشتَرِطِى لهم الوَلاءَ؛ فإِنَّ الوَلاءَ لمن أعتَقَ". ففَعَلْتُ. قالَت: ثُمَّ خَطَبَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشيَّةً، فحَمِدَ اللَّهَ وأثنَى عَلَيه بما هو أهلُه، ثُمَّ قال:"أمّا بَعدُ، فما بالُ أقوامٍ يَشتَرِطونَ شُروطًا لَيسَت في كِتَابِ اللَّهِ عز وجل، ما كان مِن شَرطٍ لَيسَ في كِتَابِ اللَّهِ فهو باطِلٌ، وِإن كان مِائَةَ شَرطٍ، كِتَابُ اللَّهِ أحَقُّ، وشَرطُ اللهِ أوثَقُ، ما بالُ رِجالٍ مِنكُم يقولُ أحَدُهُم: أعتِقْ فُلانًا والوَلاءُ لِى. إنَّما الوَلاءُ لمن أعتَقَ"
(2)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن عُبَيدِ بنِ إسماعيلَ، ورَواه مسلمٌ عن أبى كُرَيبٍ عن أبى أُسامَةَ
(3)
.
بابُ النَّهي عن بَيعِ الغَرَرِ
10949 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضِي، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ،
(1)
معناه: لا والله لا يكون ذا. ينظر النهاية 5/ 237، وفتح البارى 8/ 37.
(2)
ذكره الدارقطنى في العلل 15/ 78 عن أبى أسامة به. وأخرجه أحمد (25786)، وأبو داود (3930)، وابن ماجة (2521) من طريق هشام به. وسيأتى في (13870، 21477، 21751).
(3)
البخاري (2563)، ومسلم (8/ 1504).
أخبرَنا مالك وغَيرُه عن أبى حازِمٍ أخبَرَه عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عن بَيعِ الغَرَرِ
(1)
. هذا مُرسَلٌ.
وقَد رُوِّيناه مَوصولًا مِن حَديثِ الأعرَجِ عن أبى هريرةَ، ومِن حَديثِ نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ:
10950 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ وأبو محمدِ ابنُ أبى حامِدٍ المُقرِئُ وأبو صادِقِ ابنُ أبى الفَوارِسِ قالوا: حَدَّثَنَا أبو العباسِ الأصَمُّ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ على بنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عُبَيدٍ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، عن أبى الزَّنادِ، عن الأعرَجِ، عن أبى هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
10951 -
وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ الرزازُ، حَدَّثَنَا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ شاكِرٍ، حَدَّثَنَا قَبيصَةُ قال: حَدَّثَنِي سفيانُ، عن ابنِ أبى لَيلَي، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ قال: نَهَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن بَيعِ الغَرَرِ
(3)
. حَديثُ أبى هريرةَ أخرَجَه مسلم في "الصحيح" كما مَضَى
(4)
.
10952 -
أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا تَمتام، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ سِنانٍ، حدثنا [جَهضَمُ بنُ عبدِ اللهِ اليَمامِيُّ]
(5)
، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إبراهيمَ، عن محمدِ بنِ زَيدٍ العَبدِيَّ، عن شَهرِ
(1)
مالك 2/ 664. وأخرجه سحنون في المندونة 4/ 206 عن ابن وهب به.
(2)
تقدم في (10709، 10515، 10516).
(3)
أخرجه البزار (5949) من طريق قبيصة به. وتقدم في (10708).
(4)
مسلم (1513). وتقدم في (10515، 10516).
(5)
في م: "جهم بن عبد الله اليمانى". وينظر تهذيب الكمال 5/ 156.
ابنِ حَوشَبٍ، عن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ قال: نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن بَيعِ ما في بُطونِ الأنعامِ حَتَّى تَضَعَ، وعَمَّا في ضُروعِها إلَّا بكَيلٍ، وعن شِراءِ الغَنائمِ حَتَّى تُقسَمَ، وعن شِراءِ الصَّدَقاتِ حَتَّى تُقبَضَ، وعن شِراءِ العَبدِ وهو آبِقٌ، وعن ضَربَةِ الغائصِ
(1)
.
وهَذِه المَناهِى وإِن كانَت في هذا الحَديثِ بإِسنادٍ غَيرِ قَوِيٍّ فهِى داخِلَةٌ في بَيعِ الغَرَرِ الَّذِى نُهِى عنه في الحَديثِ الثابِتِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
10953 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِيُّ بمَروَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ موسَى، حَدَّثَنَا شَيبانُ، عن الأَعْمَشِ، عن مُجاهِدٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: نَهَى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن كُلّ ذِى نابٍ مِنَ السِّباعِ، وعن قَتلِ الوِلدانِ، وعن شِراءِ المَغنَمِ حَتَّى يُقسَمَ
(2)
.
وروِى أيضًا عن ابنِ أبى نَجيحٍ عن مُجاهِدٍ في المَغانِمِ:
10954 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السَّوسِيُّ،
(1)
ضربة الغائص: هو أن يقول الغواص للتاجر: أغوص غوصة فما أخرجته فهو لك بكذا. النهاية 3/ 79.
والحديث أخرجه أحمد (11377)، والترمذى (1563)، وابن ماجة (2196) من طريق جهضم به. وقال الترمذى: غريب.
(2)
الحاكم 2/ 40 وصححه. وأخرجه البزار (4936) من طريق عبيد الله به ولم يذكر قتل الولدان. وأحمد (3002)، وأبو يعلى (2491)، والطبرانى (11067) من طريق الأعمش به. وعند أحمد مقتصرًا على ذكر كلّ ذى ناب من السباع. وسيأتى في (18350).