الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ ما جاءَ في التَّقاضِى
11392 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ عُبَيدِ الله المُنادِى، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن الأعمَشِ، عن أبي الضُّحَى، عن مَسروقٍ، عن خَبّابٍ قال: كُنتُ قَينًا
(1)
في الجاهِليَّةِ، وكانَ لِي على العاصِ بنِ وائلٍ دَراهِمُ، فأتَيتُه أتَقاضاه، فقالَ: لا أقضيكَ حَتَّى تكفُرَ بمُحَمِّدٍ. فقُلتُ: واللهِ لا أكفُرُ حَتَّى يُميتَكَ الله ثُمَّ يَبعَثَكَ. قال: فذَرْنِي حَتَّى أموتَ ثُمّ أُبعَثَ فأُوتَى مالًا ووَلَدًا، فأقضيَكَ. فنَزَلَ:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)} [مريم: 77]
(2)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن إسحاقَ عن وهبِ بنِ جَريرٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن أوجُهٍ عن الأعمَشِ
(3)
.
11393 -
أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ أحمدَ ابنِ فارِسٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن سلمةَ ابنِ كُهَيلٍ قال: سَمِعتُ أبا سلمةَ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ بمِنًى يُحَدِّثُ عن أبي هريرةَ أنَّ أعرابيًّا تَقاضَى على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دَينًا كان له عَلَيه فأغلَظَ له، فهَمَّ به أصحابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:"دَعوه؛ فإِنَّ لِصاحِبِ الحَق مَقالًا". ثُمَّ قال:
(1)
القين: الحداد. التاج 36/ 30 (ق ي ن).
(2)
أخرجه أحمد (21068)، والترمذي (3162)، والنسائي في الكبرى (11322) من طريق الأعمش به.
(3)
البخاري (2425)، ومسلم (2795/ 36).
"اقضوه". فقالوا: لا نَجِدُ إلَّا سِنًّا أفضَلَ مِن سِنِّه. قال: "اشتَروه وأعطوه؛ فإِنَّ خَيرَكُم أحسَنُكُم قَضاءً"
(1)
. أخرَجاه في "الصحيح" مِن حَديثِ شُعبَةَ
(2)
.
11394 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ أبي السَّرِىِّ، حدثنا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ، حَدَّثَنِي محمدُ بنُ حَمزَةَ بنِ يوسُفَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ، عن أبيه، عن جَدَّه قال: قال عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: إنَّ اللهَ لَمّا أرادَ هُدَى زَيدِ بنِ سَعنَةَ، قال زَيدٌ: ما مِن عَلاماتِ النُّبوَّةِ شَئٌ إلا وقَد عرَفتُها في وجهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم حينَ نَظَرتُ إليه، إلَّا اثنَتانِ لَم أخبُرهُما مِنه؛ يَسبِقُ حِلمُه جَهلَه، ولا تَزيدُه شِدَّةُ الجَهلِ عَلَيه إلَّا حِلمًا. فذَكَرَ الحديثَ في مُبايَعَتِهِ، قالَ زَيدُ بنُ سَعنَةَ: فلَمّا كان قبلَ مَحِلَّ الأجَلِ بيَومَينِ أو ثَلاثَةٍ خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في جِنازَةِ رَجُلٍ من الأنصارِ ومَعَه أبو بكرٍ وعُمَرُ وعُثمانُ في نَفَرٍ مِن أصحابِه، فلَمّا صَلَّى على الجِنازَةِ ودَنا مِن جِدارٍ ليَجلِسَ إلَيه أتَيتُه فنَظَرتُ إلَيه بوَجهٍ غَليظٍ، ثُمَّ أخَذتُ بمَجامِعِ قَميصِه ورِدائِه فقُلتُ: اقضِنِي يا محمدُ حَقِّى، فواللهِ ما عَلِمتُكُم بَنِي عبدِ المُطلِبِ لَمِطالٌ، لَقَد كان لِي بمُخالَطَتِكُم عِلمٌ. فنَظَرتُ إلَى عُمَرَ وعَيناه تَدورانِ في وجهِه كالفَلَكِ المُستَديرِ، ثُمّ رَمانِي ببَصَرِه فقالَ: يا يَهودِىُّ، أتَفعَلُ هذا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فوالَّذِى بَعَثَه بالحَقِّ لَولا ما أُحاذِرُ فوتَه لَضَرَبتُ بسَيفِى رأسَكَ. قال: ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنظُرُ إلَى عُمَرَ في
(1)
الطيالسي (2477). وتقدم تخريجه في (11043، 11053، 11208).
(2)
البخاري (2306، 2390، 2609)، ومسلم (1601/ 20).