الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابُ الضْمان
بابُ وُجوبِ الحَقِّ بالضَّمانِ
قال اللهُ تَعالَى: {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)} [يوسف: 72]. وقالَ: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)} [القلم: 40].
11503 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ
(1)
ابنُ عمدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدثنا يَحيَى بنُ مَعينٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ، عن شُرَحبيلِ بنِ مُسلِمٍ، عن أبي أُمامَةَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"الزَّعيمُ غارِمٌ"
(2)
. قال المُزَنِىُّ
(3)
: والزَّعيمُ في اللُّغَةِ هو الكَفيلُ.
قال الشيخُ: قَد روِّيناه عن قَتادَةَ عن السُّدِّيِّ.
11504 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ الخَولانِيُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ وهبٍ، أخبرَنِى أبو هانِئٍ الخَولانِيُّ، عن عمرِو بنِ مالكٍ، أنَّه سَمِعَ فَضالَةَ بنَ عُبَيدٍ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أنا زَعيمٌ -والزَّعيمُ الحَميلُ- لِمَن آمَنَ بى وأسلَمَ
(1)
في ز: "الحسين"، وبعده في س:"على بن أحمد". وكتب في حاشية الأصل: "بخطه: على بن أحمد بن عبدان".
(2)
عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (22295). وأخرجه أحمد (22294)، وأبو داود (3565)، والترمذى (1265)، وابن ماجه (2405) من طريق إسماعيل مطولًا ومختصرًا. وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (3044).
(3)
مختصر المزني ص 108.
وهاجَرَ ببَيتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ
(1)
".
11505 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ في مَوضِعٍ آخَرَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ
(2)
، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى أبو هانِئٍ، عن عمرِو بنِ مالكٍ الجَنبِىِّ، أنَّه سَمِعَ فَضالَةَ بنَ عُبَيدٍ يقولُ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "أنا زَعيمٌ -والزَّعيمُ الحَميلُ- لِمَن آمَنَ بى وأسلَمَ وجاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ ببَيتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ وببَيتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ، وأنا زَعيمٌ لِمَن آمَنَ بى وأسلَمَ وهاجَرَ ببَيتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ وبِبَيتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ وبِبَيتٍ في أعلَى غُرَفِ الجَنَّةِ، فمَن فعَلَ ذَلِكَ فلَم يَدَعْ لِلخَيرِ مَطلَبًا ولا مِنَ الشَّرِّ مَهرَبًا يَموتُ حَيثُ يَشاءُ أن يَموتَ"
(3)
. وذَكَرَ المُزَنِيُّ ههنا حَديثَ أبي سعيدٍ الخُدرِىِّ في الضمانِ
(4)
. وإِسنادُ حَديثِ أبي سعيدٍ ضَعيفٌ
(5)
.
11506 -
فالأولَى بنا أن نُقَدِّمَ ما أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ الفقيهُ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ محمدٍ الرَّقاشِيُّ، حدثنا مَكِّىُّ بنُ إبراهيمَ، حدثنا يَزيدُ بنُ أبي عُبَيدٍ، عن سلمةَ بنِ الأكوَعِ قال: أُتِيَ
(1)
ربض الجنة: هو بفتح الباء: ما حولها خارجًا عنها، تشبيهًا بالأبنية التى تكون حول المدن وتحت القلاع. النهاية 2/ 185.
والحديث عند الحاكم 2/ 60، وصححه، ووافقه الذهبى. وينظر ما بعده.
(2)
بعده في س: "ثنا إبراهيم".
(3)
المصنف في المعرفة (3665)، والحاكم 2/ 71، وصححه، ووافقه الذهبى. وأخرجه النسائى (3133)، وابن حبان (4619) من طريق ابن وهب به.
(4)
مختصر المزني ص 108.
(5)
سيأتى في (11509).
رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بجِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ ليُصَلِّىَ عَلَيها فقالَ: "هَل عَلَيه دَينٌ؟ ". فقالوا: لا قال: "هَل تَرَكَ شَيئًا؟ ". قالوا: نَعَم فصَلَّى عَلَيه، وأُتِىَ بجِنازَةٍ فقالَ:"هَل عَلَيه دَينٌ؟ ". قالوا: نَعَم قال: "هَل تَرَكَ شَيئًا؟ ". قالوا
(1)
: لا. قال: "صَلُّوا على صاحِبِكُم". قال أبو قَتادَةَ: هو عليِّ يا رسولَ اللهِ، فصَلَّى عَلَيه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(2)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن مَكِّىِّ بنِ إبراهيمَ أتَمَّ مِن ذَلِكَ
(3)
.
11507 -
أخبرَنا أبو عمرٍ و محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأديبُ، أحْبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِى عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ ناجيَةَ، حدثنا أبو موسَى، حدثنا يَحيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ، عن يَزيدَ بنِ أبي عُبَيدٍ قال: حدثنا سَلَمَةُ بنُ الأكوَعِ قال: كُنتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فأُتِيَ بجِنازَةٍ فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ صَلِّ عَلَيها. قال: "هَل تَرَكَ عليه
(4)
مِن دَينٍ؟ ". قالوا: لا. قال: "فهَل تَرَكَ مِن شَئٍ؟ ". قالوا: لا. فصَلَّى عَلَيها، ثُمَّ أُتِىَ بجِنازَةٍ أُخرَى فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ صَلِّ عَلَيها. قال: "هَل تَرَكَ عَلَيه مِن دَينٍ؟ ". قالوا: لا. قال: "هَل تَرَكَ مِن شَئٍ؟ ". قالوا: ثَلاثَةَ دَنانيرَ. قال: "ثَلاثُ كيّاتٍ". قال: ثُمَّ أُتِيَ بالثّالِثِ فقالوا: يا نَبِيَّ اللهِ صَلِّ عَلَيها. قال: "هَل تَرَكَ عَلَيه مِن دَينٍ؟ ". قالوا: نَعَم. قال: "فهَل تَرَكَ مِن شَئٍ؟ ". قالوا: لا. قال: "صَلّوا على صاحِبِكُم". فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ يُقالُ له: أبو قَتادَةَ:
(1)
بعده في س، م:"نعم. فصلى عليه وأتى بجنازة فقال: هل عليه دين؟ قالوا: نعم. قال: هل ترك شيئًا؟ قالوا".
(2)
المصنف في الصغرى (2075)، وفيه: فقال رجل وهو على. بدلًا من: قال أبو قتادة. وأخرجه أحمد (16510) من طريق يزيد بن أبي عبيد وفيه زيادة.
(3)
البخارى (2289).
(4)
ليست في: ص 5، م.
صَلِّ عَلَيه وعَلَيَّ دَينُه. قال: فصَلَّى عَلَيه
(1)
. هَكَذا في رِوايَةِ يَحيَى بنِ سعيدٍ، وفِى رِوايَةِ مَكَىِّ بنِ إبراهيمَ في الجِنازَةِ الأُخرَى قالوا: ثَلاثَةَ دَنانيرَ. فصَلَّى عَلَيها.
11508 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ القَطَّانُ، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا عبدُ الرَّزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزَّهرِىِّ، عن أبي سلمةَ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُصَلِّى على أحَدٍ عَلَيه دَينٌ، فأُتِيَ بمَيْتٍ فقالَ:"هَل عَلَيه دَين؟ ". قالوا
(2)
: نَعَم يا رسولَ اللهِ، دينارانِ. قال:"صَلّوا على صاحِبِكُم". قال أبو قَتادَةَ: هُما عليَّ يا رسولَ اللهِ. فصَلَّى عَلَيه، فلَمّا فتَحَ اللهُ على رسولِه صلى الله عليه وسلم قال:"أنا أولَى بكُلِّ مُؤمِنٍ مِن نَفسِه، فمَن تَرَكَ دَينًا فعَلَيَّ، ومَن تَرَكَ مالًا فلِوَرَثَتِه"
(3)
.
11509 -
وأمّا حَديثُ أبي سعيدٍ فأخبرَناه أبو محمدِ ابنُ يوسُفَ، أخبرَنا أبو علىٍّ الحَسَنُ بنُ العباسِ الجَوهَرِيُّ البَغدادِيُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ الحَسَنِ الحَربِيُّ، حدثنا الفَضلُ بنُ دُكَينٍ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ الوَليدِ الوَصَّافِيُّ، عن عَطيَّةَ بنِ سَعدٍ العَوفِيِّ، عن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ قال: أُتِيَ
(1)
أخرجه أحمد (16527)، والنسائى (1960)، وابن حبان (3264) من طريق يحيى القطان به.
(2)
في ز: "قال".
(3)
عبد الرزاق (15257)، وعنه أحمد (14159)، وعنه أبو داود (2956)، وعنده بالشطر الأخير.
وأخرجه النسائى (1961)، وابن حبان (3064) من طريق عبد الرزاق به. وصححه الألبانى في صحح أبي داود (2563).
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بجِنازَةٍ لَيُصَلِّى عَلَيها، فتَقَدَّمَ لَيُصلِّىَ فالتَفَتَ إلَينا فقالَ:"هَل على صاحِبِكُم دَينٌ؟ ". قالوا: نَعَم. قال: "هَل تَرَكَ له مِن وفاء؟ ". قالوا: لا. قال: "صَلُّوا على صاحِبِكُم". قال عليُّ بنُ أبي طالِبٍ: عليَّ دَينُه يا رسولَ اللَّهِ، فتَقَدَّمَ فصَلّى عَلَيه وقالَ:"جَزاكَ اللَّهُ يا عليُّ خَيرًا، كما فكَكتَ رِهانَ أخيكَ، ما مِن مُسلِمٍ فكَّ رِهانَ أخيه إلَّا فكَّ اللَّهُ رِهانَه يَومَ القيامَةِ"
(1)
.
ورَواه عبدَةُ بنُ عبد الله الصَّفّارُ عن أبي نُعَيمٍ الفَضلِ بنِ دُكَينٍ أتَمَّ مِن ذَلِكَ، وفيه قال: يا رسولَ اللَّهِ بَرِئَ مِن دَينِه وأنا ضامِنٌ لِما عَلَيهِ
(2)
.
وَرَواه زافِرُ بنُ سُلَيمانَ، عن الوَصَّافِىِّ فقالَ عليٌّ رضي الله عنه: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أنا ضامِنٌ لِدَينِهِ
(3)
. والحَديثُ يَدورُ على عُبَيدِ اللَّهِ الوَصّافِىِّ وهو ضَعيفٌ جِدًّا
(4)
.
وقَد رُوىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن عليِّ بنِ أبي طالِبٍ بإِسنادٍ ضَعيفٍ:
11510 -
أخبرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو طاهِرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ المُحَمَّداباذِىُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا إبراهيمُ بنُ العَلاءِ الزُّبَيدِىُّ الحِمصِيُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ عَيَّاشٍ، عن عَطاءِ بنِ عَجلانَ، عن أبي إسحاقَ الهَمدانِىِّ، عن عاصِمِ بنِ ضَمْرَةَ، عن علىِّ بنِ أبي طالِبٍ قال: كان
(1)
أخرجه البغوى في شرح السنة (2155) من طريق ابن يوسف به، وفيه: محمد بن عبد الله بن يوسف. وابن عساكر في تاريخه 20/ 138 من طريق الوصافى به.
(2)
أخرجه الدارقطنى 3/ 78 من طريق عبدة بن عبد الله الصفار به. وعبد بن حميد (891) عن أبي نعيم به. وقال البوصيرى في الإتحاف 3/ 245: رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف عطية العوفى.
(3)
أخرجه الدارقطنى 3/ 78، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 2/ 290 من طريق زافر بن سليمان به.
(4)
عبيد الله بن الوليد الوصافى أبو إسماعيل الكوفي. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 5/ 336، والمجروحين 2/ 63، وتهذيب الكمال 19/ 173، وقال ابن حجر في التقريب 1/ 540: ضعيف.
رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أُتِيَ بجِنازَةٍ لَم يَسألْ عن شَيءٍ مِن عَمَلِ الرَّجُلِ إلا أن يَسألَ عن دَينِه، فإِن قيلَ: عَلَيه دَينٌ، كَفَّ عن الصَّلاةِ عَلَيه، وإِن قيلَ: لَيسَ عَلَيه دَينٌ، صَلَّى عَلَيه، فأُتِيّ بجِنازَةٍ فلَمّا قامَ سألَ أصحابَه: "هَل على [صاحِبِكُم مِن دَينٍ]
(1)
؟ ". قالوا: عَلَيه دينارانِ دَينٌ، فعَدَلَ عنه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: "صلّوا على صاحِبِكُم". فقالَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ: يا نَبِيَّ اللهِ هُما عليَّ بَرِئَ مِنهُما. فتَقَدَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فصَلَّى عَلَيه، ثُمَّ قال: "يا علىُّ جَزاكَ اللهُ خَيرًا، فكَّ اللهُ رِهانَكَ كما فكَكتَ رِهانَ أخيكَ، إنَّه لَيسَ مِن مَيِّتٍ يَموتُ وعَلَيه دَينٌ إلَّا وهو مُرتَهَنٌ بدَينه، فمَن فكَّ رِهانَ مَيِّتٍ فكَّ اللَّهُ رِهانَه يَومَ القيامَةِ". فقالَ بَعضُهُم: هذا لِعَلِىٍّ خاصَّةً أم لِلمُسلِمينَ عامَّةً؟ فقالَ: "لا، بَل لِلمُسلِمينَ عامَّةً"
(2)
. عَطاءُ بنُ عَجلانَ ضَعيفٌ
(3)
، والرواياتُ في تَحَمُّلِ أبي قَتادَةَ دَينَ المَيِّتِ أصَحُّ، واللهُ أعلمُ.
وأمّا حَديثُ الحَمالَةِ التى احتَجَّ بها المُزَنِيُّ:
11511 -
فأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرِو بنِ البَحتَرِيِّ
(4)
، حدثنا سَعدانُ بنُ نَصرٍ، حدثنا سفيانُ بنُ عُيَينَةَ، عن هارونَ بنِ رِئابٍ، عن كِنانَةَ بنِ نُعَيمٍ، عن قَبيصَةَ بنِ المُخارِقِ قال: أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أسألُه في حَمالَةٍ فقالَ: "إن المَسألَةَ حُرِّمَت إلَّا في ثَلاثٍ: رَجُلٌ تَحَمَّلَ
(1)
في حاشية الأصل: "بخطه: صاحبكم دين".
(2)
أخرجه الدارقطنى 3/ 46 من طريق إسماعيل بن عياش به.
(3)
تقدم الكلام عليه في (1544).
(4)
في ص 5، م:"البحترى".
بحَمالَة حَلَّت له المَسألَةُ حَتَّى يُؤَدّيَها ثُمَّ يُمسِكُ، ورَجُلٌ أصابَته جائحَةٌ فاجتاحَت مالَه، حَلَّت له المَسألَةُ حَتَّى يُصيبَ قِوامًا مِن عَيشٍ أو سِدادًا مِن عَيشٍ ثُمَّ يُمسِكُ
(1)
، ورَجُلٌ أصابَته حاجَةٌ أو فاقَةٌ حَتَّى تَكَلَّمَ ثَلاثَةٌ مِن ذَوى الحِلمِ مِن قَومِه، فقَد حَلَّت له المَسألَةُ، وما سِوَى ذَلِكَ مِنَ المَسألَةِ فهو سُحتٌ"
(2)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح " مِن حَديثِ حَمّادِ بنِ زَيدٍ عن هارونَ ابنِ رِئابٍ
(3)
.
بابُ ما يُستَدَلُّ به على أن الضَّمانَ لا يَنقُلُ الحَقَّ بَل يَزيدُ في مَحِلِّ الحَقِّ، فيَكونُ لِرَبِّ المالِ أن يأخُدَهُما وكُلَّ واحِدٍ مِنهُما
11512 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، أخبرَنِى أحمدُ بنُ محمدٍ البِرتِيُّ، حدثنا أبو الوَليدِ الطَّيالِسِيُّ، حدثنا زائدَةُ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ قال: قال جابِرٌ: توُفِّىَ رَجُلٌ فغَسَّلناه وكَفَّنّاه، ثُمَّ أتَينا به النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّىَ عَلَيه فتَخَطَّى خُطًى تمَّ قال:"عَلَيه دَينٌ؟ ". قُلنا: نَعَمَ دينارانِ. قال: فانصَرَفَ، فتَحَمَّلَهُما أبو قَتادَةَ، فأتَيناه فقالَ أبو قَتادَةَ: الدّينارانِ عليَّ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"حَقُّ الغَريمِ، وبَرِئَ مِنهُما المَيِّتُ؟ ". قال: نَعَم. قال: فصلَّى عَلَيه، فقالَ بعدَ ذَلِكَ بيَومٍ: "ما فعَلَ
(1)
في س، م:"ليمسك".
(2)
المصنف في الصغرى (1306)، وجزء سعدان (119). وأخرجه أحمد (15966)، وابن خزيمة (2375) من طريق سفيان بنحوه. والنسائى في الكبرى (2372)، وابن خزيمة (2359، 2360) من طرق عن هارون بن رئاب بنحوه.
(3)
مسلم (1044/ 109). وسيأتى في (13323، 13332).
الدّينارانِ؟ ". فقالَ: إنَّما ماتَ أمسِ. فعادَ عَلَيه كالغَدِ فقالَ: قَد قَضَيتُهُما. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الآنَ بَرَّدتَ عَلَيه جِلدَه"
(1)
. فأخبَرَ صلى الله عليه وسلم هذه الروايَةِ أنَّه بالقَضاءِ بَرَّدَ عَلَيه جِلدَه، وقَولُه:"حَقُّ الغَريمِ، وبَرِئَ مِنهُما المَيِّتُ". إن كان حَفِظَه ابنُ عَقيلٍ فإِنَّما عَنَى به -واللَّهُ أعلمُ- لِلغَريمِ مُطالَبَتُكَ بهِما وحدَكَ إن شاءَ كما لَو كان له عَلَيكَ حَقٌّ مِن وجهٍ آخَرَ، والمَيِّتُ مِنه بَرِئُ كان له مُطالَبَتُكَ به وحدَكَ إن شاءَ، واللهُ أعلمُ.
11513 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عبدِ العَزيزِ، حدثنا القَعنَبيُّ (ح) وأخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ ابنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ القاضِى، حدثنا عبدُ اللَّهِ ابنُ مَسلَمَةَ وإِبراهيمُ بنُ حَمزَةَ قالا: حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، عن عمرِو ابنِ أبي عمرٍو، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ، أن رَجُلًا لَزِمَ غَريمًا له بعَشَرَةِ دَنانيرَ فقالَ له: واللهِ ما عِندِى قَضاءٌ أقضيكَه اليَومَ. قال: فواللهِ لا أُفارِقُكَ حَتَّى تُعطيَنِى أو تأتِي بحَميلٍ يَتَحَمَّلُ عَنكَ. قال: واللهِ ما عِندِى قَضاءٌ وما أجِدُ مَن يَتَحَمَّلُ عَنِّى. فجَرَّه إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا لَزِمَنِى واستَنظَرتُه
(2)
شَهرًا واحِدًا فأبَى حَتَّى أقضيَه أو آتيَه بحَميلٍ، فقُلتُ: واللهِ ما أجِدُ حَميلًا ولا عِندِى قَضاءٌ اليَومَ. فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَل تَستَنظِره
(3)
إلَّا
(1)
أخرجه أحمد (14536) من طريق زائدة به. وقال الهيثمي في المجمع 3/ 39: وإسناده حسن.
(2)
في ز: "واستظهرته".
(3)
في ز: "تستظهره".