الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتابُ الوَكَالة
بابُ التَّوكيلِ في المالِ وطَلَبِ الحُقوقِ وقَضائها وذَبحِ الهَدايا وقَسمِها والبَيعِ والشِّراءِ والنَّفَقَةِ وغَيِر ذَلِكَ
11542 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عُبيدُ
(1)
اللَّهِ بنُ سَعدِ بنِ إبراهيمَ، حدثنا عَمِّى
(2)
، حدثنا أبي، عن ابنِ
(3)
إسحاقَ، عن أبي نُعَيمٍ وهبِ بنِ كَيسانَ، عن جابِرِ بنِ عبدِ
(4)
اللهِ أنَّه سَمِعَه يُحَدِّثُ قال: أرَدتُ الخُروجَ إلَى خَيبَرَ فأتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فسَلَّمتُ عَلَيه، وقُلتُ: إنِّى أرَدتُ
(5)
الخُروجَ إلَى خَيبَرَ فقالَ: "إذا أتَيتَ وكيلِى فخُذ مِنه خَمسَةَ عَشَرَ وسقًا، فإِنِ ابتَغَى مِنكَ آيَةً فضَع يَدَكَ على تَرقوَتِه"
(6)
.
11543 -
حدثنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ العَلَوىُّ، أخبرَنا أبو حامِدِ ابنُ الشَّرقِىِّ، حدثنا أحمدُ بنُ حَفصِ بنِ عبدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِى أبي، حَدَّثَنِى إبراهيمُ بنُ طَهمانَ، عن سُفيانَ الثَّورِىِّ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن
(1)
في م: "عبد". وينظر تهذيب الكمال 19/ 46.
(2)
في س: "يحيى". وفى حاشيتها كالمثبت، وهو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وينظر تهذيب الكمال 32/ 308.
(3)
في ص 6، ز، م:"أبي". وهو محمد بن إسحاق بن يسار، وينظر تهذيب الكمال 24/ 405.
(4)
في ز، م:"عبيد". وينظر تهذيب الكمال 4/ 443.
(5)
في حاشية الأصل، س، ص 6، ز:"أريد".
(6)
المصنف في الصغرى (2089)، وأبو داود (3632). وأخرجه الدارقطنى 4/ 154 من طريق عبيد الله بن سعد به، وفيه زيادة. وضعفه الألبانى في ضعيف أبي داود (784).
عبدِ الرَّحمَنِ بنِ أبي لَيلَى، عن علىٍّ قال: أمَرَنِى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقُمتُ على البُدنِ فأمَرَنِى فقَسَمتُ لُحومَها، ثُمَّ أمَرَنِى فقَسَمتُ جِلالَها وجُلودَها
(1)
.
11544 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ المَحبوبِيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ سَيَّارٍ، حدثنا محمدُ بنُ كَثيرٍ، أخبرَنا سفيانُ، حَدَّثَنِى ابنُ أبي نَجيحٍ. فذَكَرَه بنَحوه، إلَّا أنَّه قال: بَعَثَنِى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على البُدنِ
(2)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ كَثيرٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ أبي نَجيحٍ
(3)
.
وقَد رُوِّينا في حَديثِ أبي هريرةَ في قِصَّةِ الرَّجُلِ الَّذِى تَقاضَى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِنًّا كانَت له عَلَيه: "اشتَروا له بَعيرًا فأعطوه إيّاه"
(4)
. وفِى حَديثِ جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ في قِصَّةِ بَيعِ بَعيرِه مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يا بلالُ اقضِه وزِده". فأعطاه أربَعَةَ دَنانيرَ وزادَه قيراطًا
(5)
.
11545 -
وأخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا الحُسَينُ بنُ الحَسَنِ بنِ أيُّوبَ الطوسِيُّ، أخبرَنا أبو حاتِمٍ محمدُ بنُ إدريسَ الرَّازِئُ، حدثنا أبو تَوبَةَ، حَدَّثَنِى مُعاويَةُ بنُ سَلَّامٍ، عن زَيدِ بنِ سَلَّامٍ، أنَّه سَمِعَ أبا سَلَّامٍ، حَدَّثَنِى عبدُ اللَّهِ الهَوزَنِيُّ يَعنِى أبا عامِرٍ الهَوزَنِيُّ قال: لَقيتُ بلالًا مُؤَذِّنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
المصنف في الشعب (7341). وتقدم في (10278).
(2)
تقدم في (10278).
(3)
البخارى (1716)، ومسلم (1317/
…
).
(4)
تقدم في (11043).
(5)
تقدم في (11047).
بحَلَبَ، فقُلتُ: يا بلالُ حَدِّثَنِى كَيفَ كانَت نَفَقَةُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقالَ: ما كان له شَئٌ إلَّا أنا الَّذِى كُنتُ ألِى ذَلِكَ مِنه مُنذُ بَعَثَه اللَّهُ إلَى أن توُفِّىَ، فكانَ إذا أتاه الإنسانُ المُسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُنِى فأنطَلِقُ فأستَقرِضُ فأشتَرِى البُردْةَ والشَّئَ فأكسوه وأُطعِمُه، حَتَّى اعتَرَضَنِى رَجُل مِنَ المُشرِكينَ، فقالَ: يا بلالُ إنَّ عِندِى سَعَةً فلا تَستَقرِض مِن أحَدٍ إلَّا مِنِّى. ففَعَلتُ، فلَمّا كان ذاتَ يَومٍ تَوَضأت ثُمَّ قُمتُ لأُؤَذِّنَ بالصَّلاةِ فإِذا المُشرِكُ في عِصابَةٍ مِنَ التُّجّارِ، فلَمّا رآنِى قال: يا حَبَشِيُّ. قال: قُلتُ: يا لَبَّيه
(1)
فتَجَهَّمَنِى وقالَ قَولًا غَليظًا فقالَ: أتَدرِى كَم بَينَكَ وبَينَ الشَّهرِ؟ قال: قُلتُ: قَريبٌ. قال: إنَّما بَينَكَ وبَينَه أربَعُ لَيالٍ، فآخُذُكَ بالَّذِى لِي عَلَيكَ فإِنِّى لَم أُعطِكَ الَّذِى أعطَيتُكَ مِن كَرامَتِكَ ولا مِن كَرامَةِ صاحِبِكَ، ولَكِن أعطَيتُكَ لِتَجِبَ لِى عبدًا فأرُدّكَ تَرعَى الغَنَمَ كما كُنتَ قبلَ ذَلِكَ. فأخَذَ في نَفسِى ما يأخُذُ في أنفُسِ النّاسِ فانطَلَقتُ ثُمَّ أذَّنتُ بالصَّلاةِ حَتَّى إذا صَلَّيتُ العَتَمَةَ رَجَعَ النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى أهلِه فاستأذَنتُ عَلَيه فأذِنَ لِى، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ بأبِى أنتَ وأُمِّى إنَّ المُشرِكَ الَّذِى ذَكَرتُ لَكَ أنِّى كُنتُ أتَدَيَّنُ مِنه قَد قال: كَذا وكَذا ولَيسَ عِندَكَ ما تَقضى عَنِّى ولا عِندِى وهو فاضحِى، فأذَنْ لِى أن آتِيَ إلَى بَعضِ هَؤُلاءِ الأحياءِ الَّذينَ قَد أسلَموا حَتَّى يَرزُقَ اللَّهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم ما يَقضِى عَنِّى، فخَرَجتُ حَتَّى أتَيتُ مَنزِلِى فجَعَلتُ سَيفِى وجِرابِى ورُمحِى ونَعلِى عِندَ رأسِى واستَقبَلتُ بوَجهِىَ الأُفُقَ، فكُلَّما نِمتُ أنتَبَهتُ فإِذا رأيتُ عليَّ لَيلًا نِمتُ حَتَى انشَقَّ عَمودُ الصُّبحِ الأوَّلِ فأرَدتُ
(1)
يالبيه: هو من التلبية، وهي إجابة المنادى. ينظر التاج 4/ 184، 185 (ل ب ب).
أن أنطَلِقَ فإِذا إنسانٌ يَسعَى يَدعو: يا بلالُ أجِب رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فانطَلَقتُ حَتَّى آتِيَه
(1)
، فإِذا أربَعُ رَكائبَ عَلَيهِنَّ أحمالُهُنَّ فأتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فاستأذَنتُ، فقالَ لِى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أبشِرْ فقَد جاءَكَ اللَّهُ بقَضائكَ
(2)
". فحَمِدتُ اللهَ، وقالَ: "ألَم تَمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربَعِ؟ ". قال: فقُلتُ: بَلَى. قال: "فإِنَّ لَكَ رِقابَهُنَّ وما عَلَيهِنَّ". وإِذا عَلَيهِنَّ كِسوَةٌ وطَعامٌ أهداهُنَّ له عَظيم فَدَكٍ
(3)
: "فاقبِضْهُنَّ إلَيكَ ثُمَّ اقضِ دَينَكَ". قال: ففَعَلتُ فحَطَطتُ عَنهُنَّ أحمالَهُنَّ ثُمَّ عَقَلتُهُنَّ ثُمَّ عَمَدتُ إلَى تأذينِ صَلاةِ الصُّبحِ، حَتَى إذا صَلَّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجتُ إلَى البَقيعِ فجَعَلتُ إصبَعَيَّ في أُذُنَيَّ، فنادَيتُ وقُلتُ: مَن كان يَطلُبُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَينًا فليَحضُرْ. فما زِلتُ أبيعُ وأقضِى وأُعَرِّضُ
(4)
وأقضِى، حَتَّى لَم يَبقَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَينٌ في الأرضِ، حَتَّى فضلَ عِندِى أوقيَّتَينِ أو أوقيَّةٌ ونِصفٌ. ثُمَّ انطَلَقتُ إلَى المَسجِدِ وقَد ذَهَبَ عامَّةُ النَّهارِ فإِذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ في المَسجِدِ وحدَه، فسَلَّمتُ عَلَيه، فقالَ لِى:"ما فعَلَ ما قِبَلَكَ؟ ". قُلتُ
(5)
: قَد قَضَى اللهُ كُلَّ شَئٍ كان على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فلَم يَبقَ شَئٌ. فقالَ: "فضَلَ
(6)
(1)
في س، م:"أتيته".
(2)
في س: "بقضاء حاجتك".
(3)
فَدَك: بلدة كانت عامرة، صالح أهلها رسول الله بعد خيبر، وهي قرية من شرقى خيبر على واد يذهب سيله مشرقا إلى وادى الرمة تعرف اليوم بالحائط. المعالم الجغرافية ص 235.
(4)
في حاشية الأصل:"قلت: أحسب معناه أعوِّض بعَرَضٍ، من قولهم: عرضت له من حقه ثوبًا. إذا أعطيته إياه عوضًا عن حقه والله أعلم". وهي في حاشية ز. وفيها: "قال شيخنا أحسب".
(5)
في حاشة الأصل، س، ص 5، وسنن أبي داود:"قال: قلت".
(6)
في س، وسنن أبي داود، وصحيح ابن حبان:"أفضل".