الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
مقدمة المؤلف
"
"إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك"
بسم الله الرحمن الرحيم صلى (أ) الله على سيدنا ومولانا (ب) محمد، وعلى (ج) إله وصحبه وسلم.
قال الشيخ الفقيه الإمام العالمُ العلامة المدرس، أبو العباس: أحمد بن يحيى بنِ محمد بن عبد الواحدِ بنِ علي الونشريسي رحمه الله:
الحمد لله الَّذي أعلى دين الهدى والحق على كل (1) الدين (5)، الحكم العدلِ العلي المبين، والصلاة والسلام الأكملان على سيدنا ومولانا محمدٍ النبي المهيمنِ الأمينِ، خاتمِ الأنبياء والمرسلين، وسيدِ الأمة وكافةِ الخلقِ أجمعين، وعلى آله وأزواجه وذريته المقربين الأكرمين، وأصحابه وحزبِهِ وعِتْرته (2) وعشيرته الاقربين (3)؛ صلاةً وسلامًا نجدهما يوم الدين.
وبعد:
(أ) ق (وصلى) ممحوة في خ.
(ب) ساقطة في ق.
(ج) ساقطة في ق.
(د) خ "دين"، وربما كانت أنسب.
_________
(1)
لعله تلميح إلى قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} . الآية 33 - سورة التوبة.
(2)
عترة الرجل: أسرته، وفصيلته. واختلفوا في معنى عترته صلى الله عليه وسلم، فقيل: أهله الأدنون، وقيل: أهل بيته
…
انظر التاج (عتر).
(3)
اقتباس من قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الآية 214. سورة الشورى.
فإنك سألتَ أيها الفاضل الشريف، الرفيع القدر الأعلى المنيف؛ وَصَل الله سعدَك، ويَمَّنَ قصْدَك، وحَرسَ كنَفك (4)، وأعزَّ الأثيل (5) شرفك؛ وأجملَ - بمنه (أ) صَوْنَك، وأحسن على ما رمتَه من التحصيل عوني وعونك؛ -: أن أجمعَ لك تلخيصًا مهذب الفصول، محكمَ المباني والأصول (6): يسهل عليك أمره (7)، ويخِف على الأسماع والقلوب ذكره؛ فكلَّفتني من ذلك عقبةَ لا يقطعها بازل (8)، فكيف بمن عن (ب) سنّه نازل؟ وإذا صادفت الوقت في تقاسم بال، وتمانع أحوال، وتعذُّر آمال؛ وملازمة أفكار وتوفُّر أنكاد (9)، تذهب الرأي السديدَ أو تكاد!
(أ) ساقطة في خ.
(ب) خ (سنه عن سنه) - بزيادة (سنه).
_________
(4)
كنفك: جانبك.
(5)
الأثيل: الأصيل، أو القديم، أي شرفك الأثيل، وهو من باب تقديم الصفة على الموصوف.
(6)
كأنه ينظر إلى قول أبي عبد الله المقري في قواعده: "قصدت إلى تمهيد ألف قاعدة ومائتي قاعدة، هي الأصول لمن سمت به الهمة إلى طلب المباني .. " اللوحة الأُولى -أ-.
(7)
ربما يلمح إلى قواعد المقري التي قال فيها الونشريسي - صاحبنا - حسبما يذكره أبو العباس المقري: "إنه كتاب غزير العلم، كثير الفوائد، بيد أنَّه يفتقر إلى عالم فتاح". - انظر "نفح الطيب" 5/ 284 - تحقيق إحسان عباس.
(8)
البازل من الإبل: الَّذي انشق نابه وقوى، ويقال على الرجل الكامل الخبرة والتجربة.
(9)
جمع نكد، "وهو ماجر على صاحبه شرورا وهموما؛ ويبدو أن المؤلف كان يعيش - وقت تأليفه هذا الكتاب - ظروفًا قاسية، وأحداثا أليمة، كانت لها انعكاسات على نفسيته وحياته.
إلى الله منها الشكوى والمفزَع، فعساه يجيب الدعاء ويَسمَع. {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (10) "إذا استدعاه، لا إله إلا هو ربي، عليه توكلت وهو حسبي (11).
لكن المسارعةَ إلى مرضاة شرفِك الواضح الجبين، من الحق الواجب المتحتم المبين: فجمعت لك - هنا (أ) - هذا النزرَ الَّذي سمح به الفكر الموزع، والقلب الكسير (12) المجزع (13): معتمدا في قبوله وملاحظته بعين الرضى والإغضا (14)، وسلوك السنن الأَجمل الأَرضى؛ - على جميلِ أوصافك، وحسنِ إنصافك؛ وسميته بـ (إيضاحَ المسالك إلى قواعد (15) الإِمام
(أ) ساقطة في ق.
_________
(10)
اقتباس من قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} الآية 62 سورة النمل.
(11)
ضمنه قوله سبحانه: {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ} الآية 129 سورة التوبة.
(12)
الكسير: المنكسر، وفي الحديث:"أنَا عِنْدَ الْمُنْكَسِرَةِ قُلُوُبهُمْ منَ أَجْلِي". ذكره الغزالي في البداية، وهو حديث ضعيف - انظر الأسرار المرفوعة، في الأخبار الموضوعة - للملَّا القارى ص: 117 - 118.
(13)
لعله أراد به الضعيف القوى. انظر الأساس (جزع).
(14)
الإغضاء - بالهمز - وقصره لضرورة السجع.
(15)
يعني القواعد التي استنبطها جهابذة علماء المذهب من طريقة مالك، وهي أصول وأسس لمسائل الخلاف، وليس المراد بها القواعد الأصولية العامة التي بنى عليها مالك رحمه الله مذهبه. انظر قسم الدراسة (الفصل الخامس).
أبي عبد الله مالك" (16)، ومن الله أسأل المثوبةَ عليه، والتوفيقَ للأَعمال الصالحة التي تقرب إليه: وهو المسؤولُ أن يجعلنا ممن أحبَّ في ذاته وودَّ وعقد على المصافاة في مرضاته وشدَّ، وسعى في كون صلته طاعة لله وجدّ (17)؛ لا إله إلا هو السميع البصيرُ، فنعم المولى ونعم النصير.
(16) أبو عبد الله مالك بن أَنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحرث الأصبحي المدني، فقيه الأمة، وإمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، كان صلبا في دينه، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا سلطة جائر؛ وهب نفسه لخدمة السنة النبوية، وتثبيت الشريعة الإسلامية، وحاول اكتناه أسراراها، والغوص على لآلئها، وتقنين فقهها، قال الإمام الشافعي في حقه:"إذا ذكر العلماء فمالك النجم"! .
وكفاه تقديرًا وثقة أن أصح الأسانيد -كما قال البخاري -: ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر، وهو الإسناد المعروف عند المحدثين بالسلسلة الذهبية.
وكتابه "الموطأ" يقول فيه ابن العربي: "أنه أول كتاب ألف في الإسلام، بناه عل تمهيد الأصول للفروع، ونبه فيه على معظم أصول الفقه.
وقد تتبع ذلك القاضي ابن العربي في كتابه "القبس" واستخرج من نصوصه (الموطأ) الأصول التي بنى عليها مالك مذهبه.
ولد مالك رحمه الله سنة (93 هـ) على الأصحّ، وتوفي سنة (179). انظر في ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص: 207. الانتقاء ص: 47 - 9. ترتيب المدارك ج 1 ص: 104 - 193. الديباج 7 1 - 30. تهذيب التهذيب ج 15 ص: 5.
مفتاح السعادة ج 2 ص: 86.
(17)
هذه العبارات: "أحب في ذاته""عقد على المصافاة في مرضاته". "وسعى في كون صلته طاعة لله
…
، "تبدو عليها نفحة صوفية، علما بأن عصره قد طغت عليه روح التصوف، وبزغ فيه علماء متصوفة، كأبي عبد الله السنوسي، والعلامة الشيخ أحمد زروق الفاسي ....
وكان للمؤلف - مع بعضهم - صلات وثيقة، وخاصة: الأخير منهم.