الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه أبو داود (1) في الصلاة بهذا اللفظ من حديث يوسف بن ماهك عن أبي هريرة وفي إسناده عبد الرحمن بن قَيْس قال المنذري (2): ويشبه أن يكون الزعفراني البصري كنيته أبو معاوية ولا يحتج به.
- وفي رواية: "أو ليُصَلِّ فيهما".
قلت: رواه أبو داود في الصلاة (3) من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة.
باب السترة
من الصحاح
540 -
" كان النبي صلى الله عليه وسلم: يغدو إلى المصلَّى والعَنَزَةُ بين يديه تُحْمَل وتُنْصَب بالمصلّى بين يديه، فيصلّي إليها".
قلت: رواه الشيخان في الصلاة من حديث ابن عمر واللفظ للبخاري. (4)
541 -
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالًا أخذ وَضُوءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيتُ الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصاب منه شيئًا تمسّح به، ومن لم يصب أخَذ من بَلل يدِ صاحبه، ثم رأيت بلالًا أخذ عنزة فركزها، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حُلّة حمراء مشمِّرًا صلّى إلى العنزة بالناس الظُّهر ركعتين، ورأيت الناس والدّوابّ يمرُّون بين يدَي العَنَزَة".
(1) أخرجه أبو داود (654)، وإسناده صحيح وصححه ابن حبان (2188)، وابن خزيمة (1016).
(2)
مختصر السنن (1/ 329).
(3)
أخرجه أبو داود (655).
(4)
أخرجه البخاري (973)، ومسلم (501).
قلت: رواه البخاري في الصلاة وفي اللباس واللفظ له ومسلم في الصلاة كلاهما. (1)
من حديث أبي جُحَيْفة واسمه: وهب بن عبد الله السَّوائي.
الأبطح: هو المعروف على باب مكة ويقال له: البطحاء أيضًا.
والحلة: قال أهل اللغة: ثوبان وهما إزار ورداء أو نحوها، وفيه جواز لباس الأحمر.
مشمِّرًا: معناه رافعها إلى أنصاف ساقيه ونحو ذلك.
542 -
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعرّض راحلته فيُصلّي إليها، قلت: أفرأيت إذا هبّت الركاب؟ قال: كان يأخذ الرحل فيعدِّله فيصلّي إلى آخِرَتِه".
قلت: رواه البخاري بهذا اللفظ من حديث نافع عن ابن عمر، ولم يخرجه مسلم بهذا اللفظ. (2)
"يُعَرّض": هو بفتح الياء وكسر الراء ورُوِي بضم الياء وتشديد الراء ومعناه: يجعلها معترضة بينه وبين القبله. قوله: "هبّت الركاب" قال في المشارق (3): معناه ها هنا ثارت من مناخها، وتأتي بمعنى أسرعت، وقيده الأصيلي هُبت على لفظ ما لم يسم فاعله، والأول الصواب. آخِرته: بهمزة ممدودة وكسر الخاء، وهي العود الذي في آخِر الرَّحل، وسيأتي في الحديث بعده أن فيه لغات.
543 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا وضع أحدكم بين يديه مثلَ موخِرة الرَّحل فليصلِّ، ولا يبال بمن مرَّ وراء ذلك".
قلت: رواه مسلم في (4) الصلاة من حديث طلحة بن عبيد الله ولم يخرجه البخاري.
(1) أخرجه البخاري (376)، (633)، ومسلم (503).
(2)
أخرجه البخاري (507)، ومسلم (502).
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار لقاضي عياض (2/ 264).
(4)
أخرجه مسلم (499).
مُؤَخِّرة الرحل: بضم اليم وهمزة ساكنة وخاء مكسورة، ويقال: بفتح الخاء وفتح الهمزة وتشديد الخاء مع إسكان الهمزة وتخفيف الخاء فهذه ثلاث لغات وقد تقدم في الحديث قبله لغة رابعة وهي آخرته.
544 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم المار بين يَدي المصلِّي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيرًا له مِنْ أن يمرّ بين يديْه" قال الراوي: لا أدري؟ قال: أربعين يومًا أو شهرًا أو سنة؟ ".
قلت: رواه الجماعة (1) كلهم في الصلاة من حديث بُسر بن سعيد أن زيد ابن خالد الجهني أرسله إلى أبي جُهيم يسأله: ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المارّ بين يدي المصلّي؟ قال أبو جهيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم المار وساقه.
وأبو جهيم هو: ابن الحرث بن الصمّة، قيل: اسمه عبد الله، وهو ابن أخت أبي بن كعب. وأبو جهيم هذا هو راوي حديث التيمم في الحضر الذي قال فيه: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل، فسلّم عليه، فلم يرد عليه، الحديث، وقد تقدم. كذا صّرح به القاضي عياض والنووي وجمع من الحفاظ، وكلام ابن عبد البر مصرح بأن راوي حديث المرور هو: أبو الجهيم عبد الله بن جهيم، وأن راوي حديث التيمم أبو الجهيم بن الحارث بن الصمّة، وما قاله مخالف لما نقلناه عن غيره، ولما قاله الحافظ تقي الدين في العمدة حيث قال: في حديث المرور عن أبي الجهيم بن الحارث بن الصمّة والله أعلم. (2)
545 -
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا صلّى أحدكم إلى شيء يَسْترُه من الناس فأراد أحدٌ أن يجتاز بين يديه فليدفَعْه، فإنْ أبي فليقاتِلْه فإنما هو شيطان".
(1) أخرجه البخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، والنسائي (2/ 66)، وابن ماجه (944).
(2)
انظر الاستيعاب (4/ 1624 - 1625)، وذكرهما برقمين مختلفين (2900) و (2901)، وعمدة الأحكام (ص 52 رقم 113)، وإكمال المعلم (2/ 421)، ومشارق الأنوار (1/ 173)، والمنهاج للنووي (4/ 300).
قلت: رواه الشيخان وأبو داود كلهم في الصلاة من حديث أبي صالح السمان عن أبي سعيد الخدري، وفيه قصة، وأعاده البخاري في صفة إبليس وجنوده من كتاب بدء الخلق. (1)
قال الخطابي (2): معناه أن الشيطان يحمله عليه ويجوز أن يكون جعله شيطانًا، لأن الشيطان هو المارد من الجن والإنس.
546 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، ويَقي ذلك مثلُ مؤخّرة الرحل".
قلت: رواه مسلم في الصلاة (3) من حدبث أبي هريرة، ولم يخرجه البخاري وقد اختلف العلماء في الأخذ بظاهر هذا الحديث، فقال بعضهم: يقطع هؤلاء الصلاة، وقال الإمام أحمد: يقطعها الكلب الأسود، وفي قلبي من الحمار والمرأة شيء، ووجه قوله: ذلك أن الكلب لم يجيء في الترخيص فيه شيء يعارض هذا الحديث، وأما المرأة: ففيها حديث عائشة المذكور بعد هذا وفي الحمار: حديث ابن عباس الآتي، وقال الشافعي وأبو حنيفة ومالك وجمهور العلماء من السلف والخلف: لا تبطل الصلاة بمرور شيء من هؤلاء ولا من غيرهم، وتأول هؤلاء الحديث على أن المراد بالقطع نقص الصلاة، لشغل القلب بهذه الأشياء وليس المراد إبطالها، ومنهم من يدعي نسخه بحديث أبي سعيد الخدري الآتي آخِر الباب، "لا يقطع صلاة المرء شيء وادرأوا ما استطعتم" وهذا غير مرضي، لأن النسخ لا يصار إليه إلا عند تعذر الجمع بين الأحاديث وتأويلها وعلم التاريخ.
(1) أخرجه البخاري في الصلاة (509)، وفي بدء الوحي (3274)، ومسلم (505)، وأبو داود (700)، والنسائي (2/ 66)، وابن ماجه (954).
(2)
معالم السنن (1/ 163). وأعلام الحديث في شرح صحيح البخاري للخطابي (1/ 420).
(3)
أخرجه مسلم (511).
تنبيه: قدّم المصنف حديث أبي هريرة في باب ما يقطع الصلاة وأخّر حديث عائشة وابن عباس، ليعلم أن العمل على هذين الحديثين المتأخرين، ولم يذكر في الصحاح غيرهما، وذكر حديث الكلب آخر الباب في الحسان، لينّبه على أن ليس في الصحيحين ما يدل على أن الكلب لا يقطع، وإذا تأمل الناظر كلامه في جميع هذا الكتاب وجده على هذا الأسلوب البديع والله أعلم. (1)
547 -
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة".
قلت: رواه الشيخان في الصلاة من حديث عائشة. (2)
548 -
"أقبلت راكبًا على أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنىً إلى غير جدار، فمررت بين يَدَيْ بعضِ الصفّ فنزلت وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك عليّ أحد".
قلت: رواه البخاري (3) في مواضع منها: في الصلاة وفي الحج وفي باب متى يصح سماع الصبي من كتاب العلم، ومسلم في الصلاة واللفظ للبخاري.
والأتان هي: الأنثى من جنس الحمر.
قوله: وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام: معناه قاربته.
(1) انظر تفصيل هذه المسألة: المغني لابن قدامة (3/ 97 - 100)، وإكمال المعلم (2/ 424 - 426)، المنهاج للنووي (4/ 302 - 303)، والمجموع للنووي (3/ 250 - 251).
(2)
أخرجه البخاري (383)، ومسلم (512).
(3)
أخرجه البخاري في الصلاة (493)، وفي الأذان (861)، وفي العلم (76)، وفي الحج (1857)، ومسلم (504).