الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب التحريض على قيام الليل
من الصحاح
878 -
وقال رسول صلى الله عليه وسلم: "يعقدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم إذا هو نامَ ثلاثَ عُقَد، يضربُ على كلِّ عقدةٍ: عليكَ ليل طويل فارقُدْ، فإن استيقظ فذكرَ اللهَ انحلِّتْ عقدةٌ، فإن توضأ انحلِّتْ عقدة، فإن صلى انحلِّتْ عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس، وإلا أصبحَ خبيثَ النفسِ كسلانَ".
قلت: رواه الشيخان في صلاة الليل، واللفظ للبخاري، ورواه أبو داود والنسائي وأبو حاتم (1) فيه، كلهم من حديث أبي هريرة يرفعه، وبوّب عليه البخاري:"باب عقد الشيطان على قافية من لم يصل "فأنكر عليه المازري وقال: الذي في الحديث أنه يعقد على قافيته، وإن صلّى، وإنما ينحل بالذكر والوضوء والصلاة، قال: ويتأول كلام البخاري بأنه أراد أن استدامة العقد إنما يكون على من ترك الصلاة، فإن من صلى وانحلت عقده كمن لم يُعقد عليه.
والقافية: القفا وقيل: قافية الرأس: مؤخّره، وقيل وسطه، أراد تثقيله في النوم وإطالته، فكأنه شد عليه شدادًا، وعقده ثلاث عُقد، وقيل: هو عقد حقيقي يعني عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام وقال تعالى: {ومن شرّ النفاثات في العُقَد} فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في تثبيط النائم كتأثير السحر.
وقوله: ليلًا طويلًا، قال النووي: هكذا هو في معظم نسخ مسلم بالنصب على الإغراء ورواه بعضهم بالرفع. (2)
(1) أخرجه البخاري (1142)، ومسلم (776)، وأبو داود (1306)، والنسائي (3/ 203 - 204)، وابن حبان (2553).
(2)
كل ما ذكر تحت هذا الحديث مأخوذ -باختصار- من النووي في كتابه: المنهاج (6/ 93 - 95)، وانظر: المعلم بفوائد مسلم للمازري (1/ 305).