الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرفوعًا إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون انتهى كلامه. وقال الخطابي (1): هذا الحديث ضعيف المخرج، ومن رواته أبو رملة وهو مجهول. وقال أبو بكر المعافري: وحديث مِخْنَف بن سُليم ضعيف لا يحتج به انتهى. ومِخْنَف: بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون وبعدها فاء، قال ابن عبد البر (2): لا أحفظ له غير هذا الحديث، وأبو رملة (3) اسمه عامر وهو بفتح الراء المهملة وبعدها ميم ساكنة ولام مفتوحة وتاء تأنيث، وقال البيهقي (4) في هذا الحديث: وهذا إن صح فالمراد به على طريق الاستحباب وقد جمع بينها وبين العتيرة، والعتيرة غير واجبة بالإجماع.
باب صلاة الخسوف
من الصحاح
1056 -
إن الشمس خَسَفَت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبعث مناديًا: "الصلاة جامعة" فتقدّم فصلّى أربَع ركعات في ركعتين، وأربعَ سجدات.
1057 -
قالت عائشة: "ما ركعت قط ركوعًا ولا سجدت سجودًا قط كان أطول منه".
(1) معالم السنن (2/ 195).
(2)
الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1467 رقم 2534).
(3)
أبو رملة اسمه: عامر، شيخ لابن عون، لا يعرف، التقريب (3130).
(4)
السنن الكبرى (9/ 312 - 313)، وقال الخطابي في المعالم (2/ 195) قلت: العتيرة تفسيرها في الحديث، أنها شاة تذبح في رجب، وهذا هو الذي يشبه معنى ويليق بحكم التدين، فأما العتيرة التي كان يعتبرها أهل الجاهلية فهي الذبيحة تذبح للصنم، فيصب دمها على رأسه. وانظر كذلك النهاية (3/ 178).
قلت: المرفوع من هذا رواه الشيخان من حديث عائشة في هذا الباب (1) وأما قول عائشة فروياه أيضًا فيه، لكن من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص (2) وذكر فيه صلاة الكسوف وقال في آخره: فقالت عائشة إلى آخره.
وخَسَفت: قال في المشارق (3): بفتح الخاء والسين وبضم الخاء وكسر السين على ما لم يسم فاعله، والصلاة جامعة: بنصبهما الأول على الإغراء، والثاني على الحال.
1058 -
قالت: جَهَر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته.
قلت: رواه الشيخان في هذا الباب من حديث عائشة. (4)
1059 -
قالت: "خَسَفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم رفع، فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، ثم سجد، ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم رفَع فقام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، ثم سجد، ثم انصرف، وقد تجلّت الشمس، فقال: "إن الشمسَ والقمَر آيتان من آيات الله، لا يَخْسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله"، قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولتَ شيئًا في مقامك هذا، ثم رأيناك تكَعْكَعْت؟ قال: "إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لآكلتم منه ما بقيَت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرًا قط، ورأيت أكثرَ أهلِها النساء"، فقالوا: لِمَ يا رسولَ الله؟ قال: "بكفرِهِنّ"، قيل:
(1) أخرجه البخاري (1066)، ومسلم (901).
(2)
أخرجه البخاري (1051)، ومسلم (20/ 910).
(3)
انظر مشارق الأنوار (1/ 246).
(4)
أخرجه البخاري (1065)، ومسلم (5/ 901).
يكفُرن بالله؟ قال: "يكفُرنَ العشير، ويكفُرن الإحسانَ، لو أحسنتَ إلى إحداهُنّ الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قَطّ".
قلت: رواه البخاري في مواضع منها هنا، وفي الإيمان، ومسلم وأبو داود والنسائي (1) كلهم هنا من حديث عطاء بن يسار عن ابن عباس. وتكعكعت: أي تأخرت، وقد احتج الشافعي بهذا الحديث على الإسرار في كسوف الشمس لقول ابن عباس:"فقام قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة" وهذا يدل على أنه لم يسمعه لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره، وحمل حديث عائشة الذي قبل هذا على أنه كان في خسوف القمر، واحتج البخاري بهذا الحديث على جواز صلاة من صلّى وقدامه تنور أو نار أو شيء مما يعبد فأراد بعبادته الله تعالى.
1060 -
وروت عائشة نحو حديث ابن عباس وقالت: "ثم سجد فأطال السجود، ثم انصرف، وقد تجلّت الشمس، فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إن الشمسَ والقمر آيتان من آيات الله لا يَخْسِفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبّروا وصلّوا وتصدِّقوا" ثم قال:"يا أمة محمد! والله ما من أحد أغْيَرُ من الله أن يزني عبدُه أو تزنيَ أمَتُه، يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضَحِكْتم قليلًا ولبَكيْتُم كثيرًا".
قلت: رواه الشيخان في هذا الباب من حديث عائشة. (2)
1061 -
قال: خَسَفَت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يَخْشى أن تكون الساعة، فأتى المسجدَ فصلّى بأطولِ قيام وركوع وسجود، وما رأيته قطّ يفعله، وقال:"هذه الآيات التي يرسل الله لا تكونُ لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله بها عبادَه فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزَعُوا إلى ذكرِه ودعائه واستغفاره".
(1) أخرجه البخاري (1052)(29)، ومسلم (907)، وأبو داود (1189)، والنسائي (3/ 146 - 148).
(2)
أخرجه البخاري (1044)، ومسلم (901).
قلت: رواه الشيخان والنسائي كلهم في الصلاة من حديث أبي بريدة عن أبي موسى واسمه عبد الله بن قيس. (1)
1062 -
قال: "انكسفت الشمسُ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومَ مات ابراهيمُ بن النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات".
قلت: رواه مسلم هنا من حديث جابر مطولًا. (2)
1063 -
ورُوي عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثماني ركعات في أربع سجدات. قلت: رواه مسلم هنا من حديث علي وابن عباس ولم يخرجه البخاري (3). وظاهر نص الشافعي وبه قطع أكثر أصحابه: أن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة قيامان وركوعان وسجودان وأنه لا تجوز الزيادة ولا النقصان في ركوع فيها لحديث عائشة وابن عباس المتقدمين، وحديث عبد الله بن عمر وقال ابن عبد البر (4): وهذه الأحاديث أصح ما في هذا الباب، قال: وباقي الروايات المخالفة معللة ضعيفة والله أعلم.
1064 -
"كسفت الشمس في حياة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه، فجعل يسبّح ويهلل ويكبر ويحمد ويدعو حتى حُسِر عنها، فلما حُسر عنها قرأ سورتين وصلّى ركعتين".
(1) أخرجه البخاري (1059)، ومسلم (912)، والنسائي (3/ 153).
(2)
أخرجه مسلم (904).
(3)
أخرجه مسلم (902).
(4)
التمهيد (3/ 305).