المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لا يغيضها: قال الجوهري (1): يقال غاض الماء يغيض غيضًا - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ١

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌شيوخه:

- ‌أهم تلاميذه المشهورين:

- ‌أعماله:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌التعريف بكتاب: "المصابيح

- ‌منهج البغوي في "المصابيح

- ‌ترتيبه:

- ‌إعجاب العلماء بهذا الترتيب

- ‌تقسيم البغوي لأحاديث كتابه

- ‌مراد البغوي بالأحاديث الصحاح والحسان

- ‌رأي العلماء في هذا

- ‌تسمية البغوي لكتابه

- ‌مكانة "المصابيح" العلمية

- ‌عناية العلماء بالمصابيح

- ‌أولًا: كتب تخريج أحاديث المصابيح:

- ‌ثانيًا: الشروح:

- ‌ثالثًا: الاستدراكات والمكملات والحواشي:

- ‌رابعا: الانتقادات على كتاب المصابيح:

- ‌دراسة عن كتاب: "كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح

- ‌اسم الكتاب ونسبته إلى المؤلف

- ‌سبب تأليف الكتاب

- ‌وصف النسخ المعتمدة في التحقيق

- ‌منهج المؤلف في الكتاب

- ‌أولًا: عنايته بعلل الحاديث

- ‌ثانيا: حكمه على الأحاديث

- ‌تعريفه بالرواة وبيان أحوالهم:

- ‌عنايته بترتيب الحديث:

- ‌عنايته بضبط ألفاظ الحديث النبوي:

- ‌عنايته بفقه الحديث:

- ‌اعتماده على أصول مقروءة على الحفاظ، ومقابلته بين النسخ:

- ‌تعقبه للبغوي في إيراده بعض الأحاديث في قسم "الصحاح" أو "الحسان

- ‌بيانه لبعض أوهام العلماء:

- ‌اهتمام العلماء بهذا الكتاب واستفادتهم منه:

- ‌عملي في الكتاب:

- ‌الفصل الأول: في ذكر طرف من أحواله:

- ‌الفصل الثاني: في ذكر طرف من بيان ألفاظ -قدمنا ذكرها- اصطلح عليها المحدثون لابد من معرفتها

- ‌الفصل الثالث: قال البغوي:

- ‌كتاب الإيمان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإيمان بالقدر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إثبات عذاب القبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب العلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطهارة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يوجب الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب آداب الخلاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السواك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سنن الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مخالطة الجنب وما يباح له

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أحكام المياه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تطهير النجاسات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التيمم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل المسنون

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحيض

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المستحاضة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المواقيت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تعجيل الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الأذان وإجابة المؤذن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الستر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السترة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القراءة في الصلوات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الركوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السجود وفضله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الدعاء في التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الذكر عقب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السهو

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سجود القرآن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أوقات النهي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجماعة وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تسوية الصف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الموقف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإمامة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما على الإمام

- ‌من الصحاح

- ‌باب ما على المأموم وحكم المسبوق من المتابعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب من صلى صلاة مرتين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السنن وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التحريض على قيام الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القصد في العمل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوتر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القنوت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قيام شهر رمضان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الضحى

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التسبيح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة السفر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب وجوبها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التنظف والتبكير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخطبة والصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة العيد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الأضحية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العتيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخسوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستسقاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: لا يغيضها: قال الجوهري (1): يقال غاض الماء يغيض غيضًا

لا يغيضها: قال الجوهري (1): يقال غاض الماء يغيض غيضًا أي قل ونضب.

وسحّاء: ضبطوه بوجهين أحدهما: سحاء بالتنوين على المصدر وهذا هو الأصح الأشهر، والثاني: سحاء بالمد على الوصف ووزنه فعلاءَ صفة لليد، والسح: الصب الدائم، والليل والنهار منصوبان على الظرف.

72 -

أبو هريرة قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركبن، فقال:"الله أعلم بما كانوا عامِلين".

قلت: رواه البخاري في الجنائز، وفي القدر، ومسلم هنا، والنسائي في الجنائز، من حديث عطاء بن يزيد عن أبي هريرة، ورووه أيضًا في الأبواب المذكورة بنحوه، وأبو داود في السنة من حديث ابن عباس. (2)

‌من الحسان

73 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم فقال له: كتب، قال: ما أكتب؟ قال: القدر، ما كان وما هو كائن إلى الأبد". غريب.

قلت: رواه الترمذي في القدر مطولًا بعضه من حديث عبد الواحد عن عطاء ابن أبي رباح عن الوليد عن عبادة بن الصامت عن أبيه يرفعه بهذا اللفظ، وقال: حديث حسن صحيح غريب ورواه أبو داود في السنة مع اختلاف في لفظه من حديث أبي حفصة (3).

(1) انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1096).

(2)

أخرجه البخاري (1384)، وفي القدر (6600)، ومسلم (2659)، والنسائي في الجنائز (4/ 58 - 59)، وأبو داود (4711) من رواية ابن عباس.

(3)

أخرجه الترمذي (2155)، وقال: حديث غريب وكذلك أخرجه في التفسير (3319)، وقال: حديث حسن غريب، وأخرجه أبو داود (4700).

قلت: وقول الترمذي غريب فالاستغراب إنما هو بالنظر في هذا الوجه. وعلته عبد الواحد بن سليم وهو =

ص: 104

وهو حُبَيْش الحبشي ويقال له أبو حفص، قال: قال عبادة بن الصامت: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: رب وماذا أكتب قال: اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة يا بني! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني.

74 -

سئل عن هذه الآية {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ} الآية. قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها، فقال:"إن الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته فقال: خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل: ففيم العمل يا رسول الله؟ ففال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيُدخله به الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعملَه بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فُيدْخله به النار".

قلت: رواه أبو داود في السنة والترمذي والنسائي كلاهما في التفسير والحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان، كلهم من حديث مسلم بن يسار أن عمر سئل عن هذه الآية إلى آخر الحديث، فقال الحاكم: على شرط الشيخين واعترضه الذهبي، فقال: فيه

= ضعيف، والتحسين باعتبار أنه لم ينفرد به، وهو رواه عن عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عبادة قال حدثني أبي، وأخرجه أحمد (5/ 317) من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة ويزيد بن أبي حبيب.

كلاهما عن الوليد به. وله طريق أخرى عن عبادة بن الصامت رواها أبو داود كما سبق فالحديث صحيح إن شاء الله.

ص: 105

إرسال، وقال الترمذي: حسن، (1) ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر قال المنذري:

(1) أخرجه أبو داود (4703)، والترمذي (3075)، والنسائي في الكبرى (11190) وانظر: تحفة الأشراف (8/ 114).

والحاكم (1/ 27)، (2/ 324 - 325، 544). ووافقه الذهبي في الموضعين الثاني والثالث وخالفه في الموضع الأول فقال: فيه إرسال.

قلت: ذكر المؤلف رحمه الله ما قيل من العلل في هذا الحديث وسأفصلها:

أ- لم يذكر الموضعين من المستدرك وقد ذكره الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (15794).

ب- قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (3/ 503) بعد أن نقل قول الترمذي حديث حسن: ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا.

هكذا قال أبو حاتم وأبو زرعة وزاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة وهذا الذي قاله أبو حاتم: رواه أبو داود عن بقية بن الوليد عن عمر بن جُعثُم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية.

وقال الدارقطي في العلل (2/ 222) لما سئل عن هذا الحديث: يرويه زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة عن عمر حدث عنه كذلك يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وجوّد إسناده ووصله أهـ.

ورواية يزيد بن سنان هذه أخرجها محمد بن نصر في كتاب "الرد على محمد ابن الحنفية" كما في "النكت الظراف"(8/ 113) حدثنا الذهلي حدثنا محمد بن يزيد ابن سنان، حدثنا أبي

وقال الدارقطني: وخالفه مالك بن أنس، من رواه عن زيد بن أبي أنيسة ولم يذكر في الإسناد نعيم بن ربيعة وأرسله عن مسلم بن يسار عن عمر وحديث يزيد بن سنان متصل وهو أولى بالصواب والله أعلم. وقال الحافظ ابن كثير: (الظاهر أن الإمام مالكا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات ويقطع كثيرًا من الموصولات والله أعلم.

قلت: وللحديث شواهد من حديث عمران بن حصين وعلي وجابر وعبد الرحمن ابن قتادة السلمي. عند ابن حبان (333، 338 - الإحسان) وكذلك من حديث عمر نفسه عند الآجري في "الشريعة"(صـ 170 - 171]). =

ص: 106

وذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا وقال أبو القاسم حمزة بن محمد: لم يسمع مسلم بن يسار هذا من عمر، رواه نُعيم بن ربيعة عن عمر. وقال ابن عبد البر: هذا حديث منقطع بهذا الإسناد، لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب، وبينهما في هذا الحديث نعيم بن ربيعة، وهذا -أيضًا مع هذا الإسناد- لا تقوم به حجة، ومسلم بن يسار هذا مجهول قيل: إنه مدني، وليس بمسلم بن يسار البصري، قال: وجملة القول في هذا الحديث أن إسناده ليس بالقائم لأن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعًا غير معروفين بحمل العلم، ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره انتهى ما نقله المنذري عن ابن عبد البر وغيره. (1)

75 -

قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال:"للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء، آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا" ثم قال للذي في شماله: "هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء، آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا" ثم قال: "بيده فنبذهما ثم قال: فرغ ربكم من العباد {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7)} ".

قلت: رواه الترمذي في القدر، والنسائي في التفسير من حديث ابن عمرو، وقال

= ج- ذكر الشيخ ناصر الدين رحمه الله في تخريج المشكاة (95) بأن رجال إسناده ثقات، رجال الشيخين، غير أنه منقطع بين مسلم بن يسار وعمر، لكن له شواهد كثيرة. ويبدو أنه ليس كذلك فإن مسلم بن يسار الجهني لم يخرج له أحد الشيخين، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي راجع جامع التحصيل للعلائي (279، 763).

(1)

انظر كلام المنذري في مختصر سنن أبي داود (7/ 72 - 73) وانظر كذلك التمهيد لابن عبد البر (6/ 3 - 6).

ص: 107

الترمذي: حسن صحيح. (1)

76 -

قلت: يا رسول الله أرأيت رُقى نسترقيها ودواءً نتداوى به وتُقاة نَتَّقيها، هل تَردّ من قَدَر الله شيئًا؟، قال:"هي من قدر الله".

قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الطيب من حديث أبي خِزامة عن أبيه وقال الترمذي: حسن صحيح وقد اختلف فيه فروي هكذا وروى عن ابن أبي خزامة عن أبيه قال الترمذي: والأول أصح، قال: ولا يعرف لأبي خزامة عن أبيه غير هذا ورواه ابن ماجه عن ابن أبي خزامة عن أبيه ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب الإيمان وصححه (2).

(1) أخرجه الترمذي (2141). والنسائي في الكبرى (11473). إسناده ضعيف لأن فيه أبا قبيل المعافري -وهو حيي بن هانئ مختلف فيه وثقه أحمد وابن معين في رواية، وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن صالح المصري وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال: كان يخطئ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث وذكره الساجي في "الضعفاء" له انظر ترجمة أبي قبيل المعافري تهذيب الكمال (7/ ت 1586 و 34/ 194) وقال الحافظ في التقريب: صدوق يهم (1616).

وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 3) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وله شاهد -لا يفرح به- عن ابن عمر أخرجه البزار (2156) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1088) وفي إسناده عبد الله بن ميمون القداح قال فيه البخاري: ذاهب الحديث. قال الحافظ: منكر الحديث متروك.

التقريب (3677). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 212) وقال: وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ضيعف جدًّا.

(2)

أخرجه الترمذي (2148)(2065)، وابن ماجه (3437). وأحمد (3/ 421)، من حديث أبي خزامة عن أبيه، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 32) من رواية حكيم بن حزام في كتاب الإيمان، وأورده الحافظ في إتحاف المهرة (4337) وعزاه للحاكم فقط.

قلت: أما قول الترمذي روي عن ابن أبي خِزامة عن أبيه فهو خطأ، وصوابه عن أبي خزامة عن أبيه، وقد نبه على ذلك الدارقطني في العلل (2/ 251)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 338) ويضعف الإسناد لجهالة أبي خِزامة.

وأما أبو خزامة: فهو ابن يعمر أحد بني الحارث بن سعد ويقال: اسمه زيد بن الحارث ويقال: الحارث، =

ص: 108

77 -

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نَتَنازع في القَدَر فغَضب حتى احمرّ وجهه، فقال:"أبهذا أُمِرتم أَمْ بهذا أُرسِلتُ إليكم، إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر عزمت عليكم أن لا تنازعُوا فيه"(غريب).

قلت: رواه الترمذي في القدر من حديث أبي هريرة، وقال: لا نعرفه إلا من طريق صالح المُرِّي، وصالح له غرائب تفرد بها انتهى (1). وصالح قال أبو داود: لا يكتب حديثه. قال الذهبي: ضعفوه ولم يخرج له سوى الترمذي من أصحاب الكتب الستة فيها.

78 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، ويين ذلك والسَّهل، والحَزْن، والخبيثُ والطَّيّبُ".

قلت: رواه أبو داود في السنة والترمذي في التفسير كلاهما من حديث أبي موسى وقال الترمذي: حسن صحيح. (2)

= قال ابن حجر في "التقريب": صحابي، وقد وهم في ذلك، مع أنه أشار إلى الصواب في التهذيب.

وذكر أنه أورده مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة في التابعين (1/ 247).

وقال ابن عبد البر: ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري وهو من التابعين لا من الصحابة، على أن حديثه هذا مختلف فيه جدًّا.

قلت: انفرد بالرواية عنه الزهري، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد. انظر الاستيعاب (4/ 1640) والتقريب (8137) وتهذيب التهذيب (12/ 85).

(1)

أخرجه الترمذي (2133) وفي إسناده صالح المري. وذكره الذهبي في الميزان (3773) وذكر هذا الحديث. وقال البخاري منكر الحديث. وقول أبي داود ذكره الذهبي في الكاشف (2326)، وقال الحافظ: صالح بن بشير المُرّي، ضعيف، من السابعة. التقريب (2861).

قلت: ولكن للحديث شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أخرجه أحمد (2/ 178)، وابن ماجه (85) وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

(2)

أخرجه أبو داود (4693)، والترمذي (2955). وكذلك الحاكم (2/ 261 - 262) وقال: إسناده صحيح.

ص: 109

والسهل: هو الذي فيه رفق ولين، والحزن: الذي فيه عنف وغلظ.

79 -

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله خلق خلقَه في ظُلْمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابَه من ذلك النور اهتدى، ومَن أخطأهُ ضَلّ، فلذلك أقول: جفّ القلم على عِلم الله".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان عن الحسن بن عرفة عن إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني عن عبد الله بن الديلمي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إن الله خلق خلقه، وساقه. (1)

فائدة مهمة: ذكر المزي والذهبي الحسن بن عرفة ووثقاه، وقالا: أخرج له الترمذي وابن ماجه، وذكرا: ابن عياش هذا وقالا: روى له أصحاب السنن، وذكرا: يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني ووثقاه، وقالا: أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه واقتصرا على ذلك ولم يذكرا له علامة الترمذي بل أسقطاها وكان من حقهما أن ينّبها على أن الترمذي أخرج له، وكذلك فعلا في عبد الله بن فيروز الديلمي رضي الله عنه ووثقاه، وقالا: أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه ولم يذكرا الترمذي وهو في الترمذي كما ذكرت لك. ولم أر المزي ذكر هذا الحديث في "الأطراف" في مسند عبد الله بن عمرو من رواية عبد الله بن الديلمي، وقد راجعت نسخًا أصولًا من الترمذي فرأيت الحديث ثابتًا في جميعها من غير اختلاف (2).

(1) أخرجه الترمذي (2642)، وأخرجه الحاكم (1/ 30) وقال صحيح على شرط الشيخين.

قلت: أما عبد الله بن الديلمي فهو ابن فيروز هو ثقة ولم يخرج له الشيخان وروى له أصحاب السنن إلا ابن ماجه، وأخرجه أحمد (2/ 176)، والبزار (2145). وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 193 - 194) وقال: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات.

(2)

انظر ترجمة: الحسن بن عرفة في الكاشف رقم (1042)، وتهذيب الكمال (6/ 201) وإسماعيل بن عيّاش الكاشف رقم (400) وتهذيب الكمال (3/ 163) ويحيى بن أبى عمرو السَّيباني الكاشف رقم (6222) وعليه رموز د س ق فقط، وتهذيب الكمال (31/ 480) وعبد الله بن فيروز الديلمي =

ص: 110

تنبيه: يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني بالسين المهملة المفتوحة وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة مفتوحة وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى سيبان وهو بطن من حمير.

وقد خرج هذا الحديث مطولًا الحاكم في المستدرك في كتاب الإيمان، وقال: هو على شرط الشيخين رواه من طريق الأوزاعي، قال: حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو السيباني، قالا: حدثنا عبد الله بن فيروز، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له في الطائف، يقال له الوهط وهو محاصر فتى من قريش وذلك الفتى يُزَنّ بالشرب فقلت لعبد الله: خصال تبلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحًا فاختلج الفتى يده من يد عبد الله، ثم ولى وإن الشقي من شقي في بطن أمه، وأنه من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فقال: اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول عليَّ ما لم أقل، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا. فلا أدري في الثالثة أو الرابعة قال: فإن عاد كان حقًّا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليها من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شيء، اهتدى، ومن أخطاه ضَلّ، فلذلك جف القلم على علم الله، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سليمان سأل ربه ثلاثًا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن يكون أعطاه الثالثة، سأله حكمًا يصادف حكمه فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، ونحن نرجو أن يكون أعطاه إياه.

وقال: حديث صحيح وقد تداولته الأئمة وقد احتجا بجميع رواته ولم يخرجاه ولا

= الكاشف رقم (2911) وعليه رموز د س ق وتهذيب الكمال (15/ 435).

ص: 111

أعلم له علة (1). والله أعلم.

وردغة الخبال: بالدال المهملة وبالغين المعجمة وقد فسره في حديث آخر أنها عصارة أهل النار.

80 -

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يا مقلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك، فقلت: يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ "، قال: نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يُقلِّبها كيف يشاء".

قلت: رواه الترمذي في هذا الباب من حديث أبي سفيان واسمه طلحة بن نافع عن أنس قال: ورواه بعضهم عن أبي سفيان عن جابر وحديث أبي سفيان عن أنس أصح، انتهى كلام الترمذي، ورجاله رجال مسلم في الصحيح. (2)

81 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ القلب كريشةٍ بأرض فلاةٍ تقلّبها الرياح ظهرًا لبطن". قلت: رواه ابن ماجه في هذا الباب من حديث غنيم بن قيس عن أبي موسى وليس فيه ظهرًا لبطن، ورواه في شرح السنة بتمامه وسند ابن ماجة جيد. (3)

82 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، وبالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر".

قلت: رواه الترمذي هنا ورجاله رجال الصحيحين ورواه ابن ماجه في السنة كلاهما عن علي بن أبي طالب. (4)

83 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة

(1) مستدرك الحاكم (1/ 30).

(2)

أخرجه الترمذي (2140) وإسناده صحيح.

(3)

أخرجه ابن ماجه (88) وإسناده صحيح وانظر شرح السنة للمؤلف (1/ 64) رقم (87).

(4)

أخرجه الترمذي (2145) وابن ماجه (81)، وكذلك الحاكم في المستدرك (1/ 32 - 33) وقال صحيح على شرط الشيخين.

ص: 112

والقدرية" غريب.

قلت: رواه الترمذي هنا وابن ماجه في السنة وقال الترمذي: حسن غريب انتهى (1).

وفي سندهما علي بن نزار عن أبيه نزار قال الذهبي (2): هما ضعيفان قال ابن عدي: هذا الحديث أنكروه على علي وعلى والده وقال ابن حبان: يأتي نزار عن عكرمة بأحاديث حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمّد لذلك.

84 -

قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكون في أمتي خسف ومسخ وذلك في المكذبين بالقدر".

قلت: رواه أبو داود في السنة والترمذي في القدر وابن ماجه في الفتن من حديث ابن عمر وحسّنه الترمذي (3).

85 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم: "القَدَريّة مجوسُ هذه الأمة، إن مَرِضُوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدُوهم".

(1) أخرجه الترمذي (2149) وابن ماجه (62).

قلت: وهذا من الأحاديث التي استخرجها أبو حفص عمر بن عمر القزويني من كتاب = = المصابيح، وقال: إنه موضوع وقد أجاب عنه الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث المصابيح وسوف أذكرها في نهاية الكتاب فراجعه. والحق أن الحديث له شواهد ولكنها كلها واهية والراجح ما قاله العلائي: "والحق أنه ضعيف لا موضوع".

(2)

الميزان (3/ 159) رقم 5957) وذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته، والمجروحين لابن حبان (2/ 112) والكامل لابن عدي (5/ 1838).

(3)

أخرجه أبو داود (4613) والترمذي (2152) وقال حديث حسن صحيح غريب، ورواه ابن ماجه (4061)، (4062) دون قوله: "ذلك

" ورجاله ثقات إلا أنه منقطع. حيث أن أبا الزبير لم يلق عبد الله بن عمرو بن العاص. وفي الباب: عن حذيفة عند النسائي والبيهقي، وابن عمر عند أحمد والبخاري في التاريخ والطبراني في الأوسط.

ص: 113

قلت: رواه أبو داود في السنة (1) من حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال المنذري (2): وهو منقطع وأبو حازم: بالحاء المهملة واسمه سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر وقد روي هذا الحديث من طرق عن ابن عمر ليس منها شيء يثبت انتهى كلام المنذري. وقد رواه الحاكم في أوائل كتاب الإيمان وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه انتهى.

86 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم".

قلت: رواه أبو داود في السنة وسكت هو والمنذري عليه ورواه الحاكم وجعله شاهدًا لصحة الحديث الذي قبله (3).

87 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستّة لعنتُهُمْ لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله، والمتسلّط بالجبروت، ليُعزّ مَن أذل الله ويُذل من أعَزّ الله، والمستحل لحُرَم الله، والمستحل مِن عِترتي ما حرّم الله، والتارك لسُنَّتي".

(1) أخرجه أبو داود (4691)، والحاكم في المستدرك (1/ 85) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر. وهو من الأحاديث التي انتقدها الإمام القزويني من كتاب المصابيح فراجعه من نهاية الكتاب وما أجاب عنه الحافظ ابن حجر.

والحديث كما قال المؤلف منقطع. ولكن أحمد أخرجه في المسند (2/ 86، 125) موصولا وفيه رجل ضعيف وله طريق ثالث عند الآجري في الشريعة (ص190) وفيه ضعف أيضًا فالحديث حسن لغيره -إن شاء الله-.

(2)

مختصر سنن أبي داود (7/ 58 حديث رقم (4526)).

(3)

أخرجه أبو داود (4710)، والحاكم (1/ 85). وإسناده ضعيف لجهالة حكيم بن شريك الهذلي ولم يوثقه إلا ابن حبان (6/ 215) انظر الميزان (1/ 223) الجرح والتعديل (3/ 894)، التهذيب (2/ 450)، والتقريب (1483) وقال: مجهول.

ص: 114

قلت: رواه الحاكم في "المستدرك"(1) في الإيمان من حديث عائشة وقال: حديث صحيح الإسناد ولا أعرف له علة ولم يخرجاه، وقد احتج البخاري بعبد الرحمن بن أبي الموال وعبد الرحمن هذا رواه عن عبيد الله بن مَوْهَب عن أبي بكر بن حزم عن عمرة عن عائشة، وأقره الذهبي على ما قال، وفي ذلك نظر، لأن عبيد الله بن موهب لم يخرج له الشيخان وقال أحمد: أحاديثه مناكير.

قوله صلى الله عليه وسلم: وكل نبي مجاب: من رواه بالميم أو بالياء مع الرفع فيهما فهو خبر وكل مبتدأ، والجملة معترضة والواو واو الحال، ومن رواه مجاب بالميم مع الجر فهو صفة لنبي، وكل على هذا معطوف على الجلالة تقديره: ولعنهم كل نبي مجاب.

قوله صلى الله عليه وسلم: المستحلّ لحُرَم الله: هو بضم الحاء وفتح الراء وزعم بعضهم أنه بفتحهما وما قدمنا أعم إلا أن تكون الرواية كما قال: ولم يثبت ذلك.

88 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى الله لعبدٍ أن يموت بأرضٍ جعل له إليها حاجةً".

قلت: رواه الترمذي في القدر من حديث مَطر بن عُكامِس وقال: حسن غريب لا نعرف لمطر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. قال ابن عبد البر (2): ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر هذا الحديث، وقال عثمان بن سعيد الدارمي (3): قلت ليحيى بن معين: مطر بن عكامس لقي النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أعلمه روى عنه غير هذا الحديث، وقد رواه الحاكم من طريق أبي إسحاق عنه به، وقال: صحيح

(1) قوله رواه الحاكم (1/ 369) يوهم أنه لم يروه من أشهر وأعلى طبقة من الحاكم وليس كذلك. فقد رواه الترمذي (2154). وأعله الترمذي بالإرسال وقال إنه أصح.

وفي الإسناد: عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب مختلف فيه، ذكره الحافظ في التقريب (4343) وقال: ليس بالقوي، وانظر: تهذيب الكمال (19/ 84). وعبد الرحمن بن أبي الموال: صدوق ربما أخطأ، انظر: التقريب (4047).

(2)

الاستيعاب (4/ 1475) وقال: له حديث واحد ليس له غيره. ونقل كلام ابن معين أيضًا.

(3)

انظر تاريخه ت 767.

ص: 115