المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌من الحسان 125 - أُتي نبي الله صلى الله عليه وسلم - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ١

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌شيوخه:

- ‌أهم تلاميذه المشهورين:

- ‌أعماله:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌التعريف بكتاب: "المصابيح

- ‌منهج البغوي في "المصابيح

- ‌ترتيبه:

- ‌إعجاب العلماء بهذا الترتيب

- ‌تقسيم البغوي لأحاديث كتابه

- ‌مراد البغوي بالأحاديث الصحاح والحسان

- ‌رأي العلماء في هذا

- ‌تسمية البغوي لكتابه

- ‌مكانة "المصابيح" العلمية

- ‌عناية العلماء بالمصابيح

- ‌أولًا: كتب تخريج أحاديث المصابيح:

- ‌ثانيًا: الشروح:

- ‌ثالثًا: الاستدراكات والمكملات والحواشي:

- ‌رابعا: الانتقادات على كتاب المصابيح:

- ‌دراسة عن كتاب: "كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح

- ‌اسم الكتاب ونسبته إلى المؤلف

- ‌سبب تأليف الكتاب

- ‌وصف النسخ المعتمدة في التحقيق

- ‌منهج المؤلف في الكتاب

- ‌أولًا: عنايته بعلل الحاديث

- ‌ثانيا: حكمه على الأحاديث

- ‌تعريفه بالرواة وبيان أحوالهم:

- ‌عنايته بترتيب الحديث:

- ‌عنايته بضبط ألفاظ الحديث النبوي:

- ‌عنايته بفقه الحديث:

- ‌اعتماده على أصول مقروءة على الحفاظ، ومقابلته بين النسخ:

- ‌تعقبه للبغوي في إيراده بعض الأحاديث في قسم "الصحاح" أو "الحسان

- ‌بيانه لبعض أوهام العلماء:

- ‌اهتمام العلماء بهذا الكتاب واستفادتهم منه:

- ‌عملي في الكتاب:

- ‌الفصل الأول: في ذكر طرف من أحواله:

- ‌الفصل الثاني: في ذكر طرف من بيان ألفاظ -قدمنا ذكرها- اصطلح عليها المحدثون لابد من معرفتها

- ‌الفصل الثالث: قال البغوي:

- ‌كتاب الإيمان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإيمان بالقدر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إثبات عذاب القبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب العلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطهارة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يوجب الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب آداب الخلاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السواك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سنن الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مخالطة الجنب وما يباح له

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أحكام المياه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تطهير النجاسات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التيمم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل المسنون

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحيض

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المستحاضة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المواقيت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تعجيل الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الأذان وإجابة المؤذن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الستر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السترة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القراءة في الصلوات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الركوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السجود وفضله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الدعاء في التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الذكر عقب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السهو

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سجود القرآن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أوقات النهي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجماعة وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تسوية الصف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الموقف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإمامة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما على الإمام

- ‌من الصحاح

- ‌باب ما على المأموم وحكم المسبوق من المتابعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب من صلى صلاة مرتين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السنن وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التحريض على قيام الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القصد في العمل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوتر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القنوت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قيام شهر رمضان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الضحى

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التسبيح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة السفر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب وجوبها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التنظف والتبكير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخطبة والصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة العيد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الأضحية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العتيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخسوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستسقاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ‌ ‌من الحسان 125 - أُتي نبي الله صلى الله عليه وسلم

‌من الحسان

125 -

أُتي نبي الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: لتنم عينُك ولتسمع أذنك وليعقل قلبك، قال: فنامت عيني، وسمعت أذني، وعقل قلبي، قال: فقيل لي: "سيدٌ بنى دارًا، فصنع فيها مأدُبة وأرسل داعيًا، فمن أجاب الداعي دخلَ الدار وأكل من المأدبة ورضي عنه السيد، ومن لم يجب الداعيَ لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة وسخط عليه السيد. قال: فالله: السيد، ومحمد: الداعي، والدار: الإسلام، والمأدبة: الجنّة".

قلت: رواه الدارمي (1) في أول مسنده عن مجاهد بن موسى ثنا ريحان هو ابن سعيد ثنا عباد هو ابن منصور عن أيوب عن أبى قلابة عن عطية أنه سمع ربيعة الجرشي يقول: أتي نبي الله وساقه بلفظه، قوله ربيعة الجرشي: في صحبته نظر قال أبو حاتم: قال بعض الناس: إن له صحبة وليس له صحبة (2).

قال أبو المتوكل الناجي: سألت ربيعة الجرشي وكان فقيه الناس في زمن معاوية وقال ابن سعد: قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين.

قوله: لتنم عينك: يجوز أن يكون معناه الخبر ويجوز أن يكون أمرًا على بابه صلى الله عليه وسلم ويكون

(1) أخرجه الدارمي (11)، وأخرجه أيضًا الطبراني في الكبير (5/ 65 برقم 4597) والمروزي في السنة برقم (109) من طريق ريحان بن سعيد، بهذا الإسناد.

(2)

ربيعة الجرشي وكنيته أبو الغاز الدمشقي اختلف في صحبته فأثبتها له البخاري والواقدي وابن سعد وابن عبد البر وابن حبان ونفاها أبو حاتم وأبو زرعة، والحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف عباد بن منصور لأنه قال فيه الحافظ: صدوق رمي بالقدر، وكلان يدلس، تغيَّر بآخره. (التقريب رقم 3159) لكنه يشهد له حديث جابر عند الترمذي فيتقوى به ويكون حسنا لغيره. انظر الفتح (13/ 256) وكنز العمال برقم (1019).

انظر ترجمة ربيعة في: الطبقات الكبرى (7/ 438)، الجرح (3/ ت 2116). تهذيب الكمال ت:(1870)، والإصابة (3/ 268 - 269).

ص: 138

- صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ليجمع الحواس.

126 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ألفيَنّ أحَدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرتُ به أو نهيتُ عنه، فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في السنة، والترمذي في العلم (1) ثلاثتهم من حديث أبي رافع، وقال الترمذي: حسن، قال: وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن ابن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا وسالم عن عبيد الله عن أبيه وكان ابن عيينة إذا روى هذا الحديث على الانفراد بيّن حديث ابن المنكدر من حديث سالم وإذا جمعهما روى هكذا وأبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم اسمه أسلم، انتهى كلام الترمذي.

قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته": ألفيت الشيء وجدته، قال الأزهري (2): كل ما يتّكأ عليه فهو أريكة.

قال البغوي (3): أراد بهذه الصفة أصحاب الترف والدعة الذين لزموا البيوت وقعدوا عن طلب العلم.

127 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإنما حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لُقَطَةُ معاهد إلَّا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يَقروه، فإن لم يقرُوه فله أن يعقّبهُم بمثل قَراه".

قلت: رواه أبو داود في السنة بهذا اللفظ إلا قوله: وأن ما حَرّم رسول الله كما حَرَم الله، فإني لم أرها في نسخة سماعي وإن كان معناها صحيحًا وهي في الترمذي ورواه

(1) أخرجه أبو داود (4605)، وابن ماجه (13)، والترمذي (2663) وإسناده صحيح.

(2)

انظر: تهذيب اللغة للأزهري (10/ 354).

(3)

شرح السنة (1/ 201).

ص: 139

ابن ماجه في السنة والترمذي في العلم مختصرًا كلهم من حديت المقدام بن معدي كرب وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. ولفظ أبي داود أتم من حديثهما وسكت عليه أبو داود والمنذري (1)، قال في شرح السنة (2): أراد صلى الله عليه وسلم أنه أوتي من الوحي غير المتلو والسنن التي لم ينطق القرآن بنصها مثل ما أوتي من المتلو قال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (2)} فالكتاب هو القرآن والحكمة هي السنة. أو أوتي مثله من بيانه فإن بيان الكتاب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ (44)} انتهى.

قوله: ألا يوشك رجل شبعان على أريكته أي أنبهكم بأنه قَرُب أن يقول، رجل شبعان، وخص الشبعان بالذكر إشارة إلى أن سبب هذا القول البطر والحماقة.

ويَقروه: بفتح الياء يقال قَريت الضيف قِرىً مثل قَلَيتهُ قِلًى.

128 -

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيحسِب أحدكم متكئًا على أريكته يظنّ أن الله لم يحرّم شيئًا، إلا ما في هذا القرآن، ألا وإني والله قد أمرتُ ووعظتُ ونهيتُ عن أشياء، إنها لمثل القرآن أو أكثر، وإن الله لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكلَ ثمارهم، إذا أعطوكم الذي عليهم".

قلت: رواه أبو داود في الخراج في باب تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، من حديث العرباض بن سارية السلمي قال: نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه مَن مَعَه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلًا ماردًا منكرًا، فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنكم إن تذبحوا حمرنا، وتأكلوا ثمرنا، وتضربوا نساءنا، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا ابن عوف اركب فرسك ثم ناد: إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن، وأن اجتمعوا للصلاة، فاجتمعوا ثم

(1) أخرجه أبو داود (4604)، والشطر الأخير في الأطعمة (3804)، والترمذي (2664)، وابن ماجه (12) وإسناده صحيح. وانظر: مختصر المنذري (7/ 8 - 9) وفيه كلام مفيد لابن القيم.

(2)

شرح السنة (1/ 202).

ص: 140

صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال: أيحسب أحدكم وساقه إلى آخره، وفي إسناده أشعث بن شعبة المصيصي وفيه مقال (1).

129 -

قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل: يا رسول الله! كأنها موعظة مودّع فأوصنا فقال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًّا فإنه من يعشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة".

قلت: رواه أبو داود في السنة وفيه قصة، والترمذي في العلم وقال: حسن صحيح، ورواه ابن ماجه أيضًا، والحاكم في المستدرك في كتاب العلم، وقال: صحيح على شرطهما وليس له علة، ورواه الدارمي في باب اتباع السنة أوائل مسنده كلهم من حديث العرباض بن سارية يرفعه. (2)

وذرفت منها العيون: بالذال المعجمة والراء المهملة المفتوحتين، قال الجوهري (3): يقال ذرفت عينه أي سال منها الدمع، والنواجذ: بالذال المعجمة قيل هي الأنياب ومنه: ضحك حتى بدت نواجذه وقيل: هي الأضراس ومعناه: المبالغة في التمسك بهذه الوصية، والخلفاء: قال المنذري: هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين (4).

130 -

خَطّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا ثم قال: "هذا سبيل الله ثم خطّ خطوطًا عن يمينه

(1) أخرجه أبو داود (3050) وإسناده ضعيف، لأن فيه أشعث بن شعبة الصيصي قال فيه أبو زرعة: ليِّن، وقال الحافظ: مقبول، التقريب (529). وتهذيب الكمال (ت 517).

(2)

أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، والدارمي (96) وكذلك ابن ماجه (43).

(3)

انظر: الصحاح للجوهري (4/ 1361).

(4)

مختصر المنذري (7/ 12).

ص: 141

وعن شماله وقال: "هذه سُبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه وقرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ (153)} " الآية.

قلت: رواه النسائي في السنن، والدارمي في العلم من حديث عاصم بن أبي وائل عن ابن مسعود ورجاله ثقات، ورواه ابن ماجه في السنة من حديث الشعبي عن جابر (1) قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فخط خطًّا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال: هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ (153)} . (2)

131 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به". قلت: رواه أبو القاسم التميمي في كتاب الحجة قال النووي: وإسناده صحيح انتهى (3).

قلت: وقد أنبأناه أبو عبد الله محمد بن أحمد اللخمي ابن بنت الأعز عن أبي الروح عيسى بن الحسن المعروف بابن القاهري قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد السعدي

(1) أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 7/ 25، ت 9215)، (7/ 49، ت 9281) وإسناده حسن.

والدارمي (1/ 67) وإسناده حسن، وابن ماجه (11) من رواية جابر بن عبد الله وإسناده فيه مقال من أجل مجالد بن سعيد ويتقوى الحديث بما سبق.

(2)

الأنعام: (153).

(3)

انظر الحجة (1/ 251) رقم (103)، وأخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة برقم (15)، والخطيب البغدادي في تاريخه (4/ 469) رقم (2239)، والبغوي في شرح السنة (1/ 212 رقم 104) وأورده النووي في "الأربعين" رقم (41) وقال: حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح. وقال الحافظ في الفتح (13/ 289) أخرجه الحسن بن سفيان وغيره ورجاله ثقات ووافق على تصحيح النووي. وأعله الحافظ ابن رجب وتعقب على النووي في تصحيحه له وقال: تصحيح هذا الحديث بعيد جدا من وجوه، ويبدو أن الحديث ضعيف فانظر كتابه (جامع العلوم والحكم)(2/ 394).

ص: 142

أنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ السلفي في "أربعينه"(1) أخبرنا أبو القاسم ميمون بن عمر بن محمد الفقيه الثاني أخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الأرجي أنا أبو حامد أحمد ابن أبي طاهر الأسفرايني حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبدل الشعراني أخبرنا الحسن بن سفيان النسوي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين الأعين حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

132 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيا سنة من سنتي قد أُميتَتْ بعدي فإن له من الأجر مثل أجور من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه من الإثم مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئًا".

قلت: رواه الترمذي في العلم وابن ماجه في السنة كلاهما من حديث كثير عن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لبلال بن الحارث: اعلم، قال: أعلم يا رسول الله قال: اعلم يا بلال، قال: أعلم يا رسول الله قال: إن من أحيا سنة من سنتي قد أميتت من بعدي وساقه بلفظه وقال: هذا حديث حسن.

قلت: بل سنده ضعيف وكثير بن عبد الله هذا واه، وقال أبو داود: كذاب وضرب الإمام أحمد على حديثه في المسند ولم يحدث به (2).

(1) انظر الأربعين البلدانية لأبي طاهر السلفي ص: 94 رقم: (45) باب: أبواب المعروف بدربند.

(2)

أخرجه الترمذي (2677) وابن ماجه (210) وإسناده ضيعف جدًّا وفيه كثير بن عبد الله ضعفه الجمهور ونسبه الشافعي وأبو داود إلى الكذب وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب. (تهذيب الكمال 24/ 137 - 140).

قلت: وزد على ذلك أن أباه عبد الله بن عمرو بن عوف مجهول وإن قال ابن حجر في التقريب "مقبول" فقد تفرد بالرواية عنه ابنه كثير.

ص: 143

133 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الدين ليأرِزُ إلى الحجاز كما تأرِزُ الحيّة إلى جُحْرها، وليعْقلَنّ الدين من الحجاز معقلَ الأرْوِيّة من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبي للغرباء الذين يُصلحون ما أفسد الناسُ من بعدي من سُنَّتي".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان (1) عن عبد الله بن عبد الرحمن أنا إسماعيل ابن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

قلت: وكثير بن عبد الله قد تقدم ذكره في الحديث قبله وقد ذكر الشيخ هذا الحديث في شرح السنة (2) منقطعًا بصيغة التمريض ونسبه إلى يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده فقال: وروى عن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده عن رسول الله وساقه، وهو وهم، وصوابه: عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده يعني عن أبي كثير وهو عبد الله عن جده وهو عمرو بن عوف وأما يزيد بن ملحة فجاهلي.

قوله صلى الله عليه وسلم: وليعقلن الدين من الحجاز إلى آخره أي ليمنعن، والعقل: المنع، يقال عقل الوعل أي امتنع في الجبال العوال، يعقل عقولًا وسمي العقل عقلًا لأنه يمنع صاحبه مما لا يليق، فيحتمل أن يكون معنى الحديث: ليمنعن الدين ويتخذ من الدين الحجاز ملجأ وحصنًا كما يتخذ الأروية من الجبل.

قال في النهاية (3): أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إليه كالوعل إلى رأس الجبل والأروية: الأنثى من الوعل انتهى. ويحتمل أن يكون المعنى: أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز يعرضون عنه ولم يبق منهم فيه أحد والأول أظهر.

(1) أخرجه الترمذي (2630) وإسناده ضعيف جدًّا.

(2)

شرح السنة (1/ 120).

(3)

النهاية (2/ 280).

ص: 144

134 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتينّ على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النَّعل بالنَّعل حتى إن كان منهم من أتى أُمَّه علانيةً لكان من أمتي من يصنع ذلك، وإنّ بني إسرائيلَ تفرَّقَتْ على ثِنتين وسبعينَ مِلَّة، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين مِلّة، كلّهم في النار إلا مِلَّة واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان من حديث عبد الله بن عمرو وقال: هذا حديث غريب لا نعرف مثل هذا إلا من هذا الوجه انتهى (1).

قلت: وفي سنده عبد الرحمن بن زياد الأفريقي قال الذهبي فيه: ضعفوه (2).

وأمتي: يجوز أن يراد بهم أمة الدعوة فيندرج سائر أرباب الملل الذين ليسوا على قبلتنا، أو أمة الإجابة، فالمراد أهل القبلة. والملة: لما شرع الله لعباده على لسان النبي ليتوصلوا به إلى النجاة ثم توسع فيها بعد ذلك فاستعملت في الملل الباطلة. والحذو: بالحاء المهملة والذال المعجمة وهو القطع وحذوت النعل بالنعل إذا قدرت كل واحدة على صاحبتها.

135 -

وفي رواية معاوية: "وواحدة في الجنة وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي قوم تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دخله".

قلت: رواه أبو داود في السنة (3) من حديث معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال: ألا إن

(1) أخرجه الترمذي (2641) وإسناده ضعيف. ولكن الحديث يتقوى بما رواه أبو داود (4596)، والترمذي (2640)، وابن ماجه (3991)، وأحمد (2/ 3332) من رواية أبي هريرة وإسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (5343) دون قوله:"حتى إن كان من أتى أمه علانية، لكان من أمتي من يصنع ذلك".

(2)

انظر: الكاشف (1/ 627 رقم 3194)، وقال الحافظ في التقريب (3887): ضعيف في حفظه.

(3)

أخرجه أبو داود (4597) وإسناده حسن.

ص: 145

رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وأن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهى الجماعة، وأنه ستخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منهم عرق ولا مفصل إلا دخله، وسكت هو والمنذري عليه (1).

قوله صلى الله عليه وسلم: وأنه سيخرج من أمتي قوم تتجارى بهم تلك الأهواء إلى آخره أي يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها كما يتجارى الكَلَب بصاحبه، والكَلَب: بالتحريك، قال ابن الأثير (2): هو داء يَعْرض للإنسان من عضّ الكَلْب الكَلِب، فيُصيبه شِبْه الجنون فلا يعَضّ أحدًا إلا كَلِب، وتَعْرض له أعراض رديئة، ويمتنع من شرب الماء حتى يموت عطشًا، وأجمعت العرب على أن دواءه قَطْرة من دم مَلِك، تُخلط بماء فيُسقاه.

136 -

لا تجتمع هذه الأمة أو قال أمة محمد: على ضلالة، ويد الله على الجماعة ومن شذّ شذّ في النار".

قلت: رواه الترمذي في الفتن (3) من حديث ابن عمر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: حديث غريب من هذا الوجه، قلت: وفي سنده سليمان بن سفيان المدني وقد ضعفوه. (4)

137 -

ويروى "اتَّبعوا السَّواد الأعظم، فإنه من شذَّ شذَّ في النار".

قلت: رواه ابن ماجه من حديث أنس (5) ولفظه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

(1) انظر مختصر سنن أبي داود (7/ 4).

(2)

النهاية (4/ 195).

(3)

أخرجه الترمذي (2167) وإسناده ضعيف.

(4)

الكاشف (ت: 2092) وقال الحافظ في التقريب (2578): ضعيف. ورواية ابن عمر أخرجها أيضًا: الحاكم في المستدرك (1/ 115 - 116) وفي إسناده كذلك سليمان بن سفيان المدني وقد تقدم ذكره.

(5)

أما رواية أنس أخرجها ابن ماجه (3950) وإسناده ضعيف جدًّا لأن فيه سليمان بن سفيان المدني =

ص: 146

إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم.

138 -

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بُني إن قدرت أن تُصبح وتمسي ليس في قلبك غِشّ لأحد فافعل، ثم قال: يا بُني وذلك من سُنَّتي، ومن أحيا سُنَّتي فقد أحبَّني ومن أحبَّني كان معي في الجنة".

قلت: راوه الترمذي في العلم (1) عن مسلم بن حاتم الأنصاري البصري قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال أنس بن مالك: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني وساقه بلفظه قال: وفي الحديث قصة طويلة وهو حديث حسن غريب من هذا الوجه، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ثقة وأبوه ثقة وعلي بن زيد صدوق إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي لا يرفعه غيره قال: وسمعت محمد بن بشار يقول: قال أبو الوليد: قال شعبة: ثنا علي بن زيد وكان رفّاعًا ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس رواية إلا هذا الحديث بطوله، وقد روى عبّاد الِمْنقَري هذا الحديث عن علي بن زيد عن أنس ولم يذكر فيه عن سعيد بن المسيب قال أعني الترمذي: وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه، ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين، ومات سعيد بعده بسنتين مات سنة خمس وتسعين انتهى كلام الترمذي (2).

139 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد".

قلت: هذا الحديث رويناه في كتاب الزهد للبيهقي كما أخبرنا به قاضي القضاة عبد العزيز بن محمد الكتاني سماعًا سنة خمسين وسبع مائة قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر وأبو إسحاق إبراهيم بن عثمان المؤذن سماعًا قالا: أخبرنا

= وكذلك شيخه أبو خلف الأعمى: متروك رماه ابن معين بالكذب. انظر التقريب (8143).

(1)

أخرجه الترمذي (2678) وإسناده ضعيف.

(2)

انظر سنن الترمذي (2678) وضعيف الترمذي للشيخ الألباني رحمه الله (90).

ص: 147

زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن عساكر وأبو بكر محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن غسان سماعا، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر قال: أخبرنا القاسم زاهر بن طاهر الشحاميح قال شيخنا: وأنبانا أبو الفضل ابن عساكر قال: أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد وزينب بنت عبد الرحمن الشَّعْرية قالا: أنبأنا زاهر قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن حسين البيهقي قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال: أخبرنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس قال: حدثنا عبد الله بن روح قال: حدثنا الحسن بن قتيبة قال: حدثنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد (1).

140 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: "إنّا نسمعُ أحاديث من يهود تُعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوّكُون أنتم! كما تهوّكت اليهود والنصارى، لقد جئتكم بها بيضاءَ نقية، ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتّباعي".

قلت: رواه الدارمي في العلم من حديث مجالد عن الشعبي عن جابر ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" والمصنف في "شرح السنة" بسندهما من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله أيضًا بلفظه، ورواه الإمام أحمد بنحوه عن شريح بن النعمان عن هشيم به. قال البيهقي: قال ابن عون: قلت للحسن: ما متهوِّكون؟ قال: متحيّرون (2).

(1) أخرجه البيهقي في الزهد (207) من حديث ابن عباس وقد رواه من هو أعلى طبقة منه وهو ابن عدي في الكامل (460)، وابن بشران في أماليه برقم (503) و (701) وإسناده ضعيف جدًّا لأنه فيه الحسن بن قتيبة المدائني وهو هالك كما قال الذهبي في الميزان (2/ 270)، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

(2)

أخرجه الدارمي (435)، والبيهقي في الشعب (177)، والبغوي في شرح السنة (126)، وأحمد =

ص: 148

141 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أكل طيبًا وعمل في سنة، وأمن الناس بوائقه دخل الجنة، فقال رجل: يا رسول الله! إن هذا اليوم في الناس لكثير قال: وسيكون في قرونٍ بعدي".

قلت: رواه الترمذي قبيل باب صفة الجنة من حديث أبي وائل عن أبي سعيد يرفعه وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال: وسألت محمدًا عنه فلم يعرفه إلا من حديث إسرائيل ولم يعرف اسم أبي بشر أحد رواته. (1)

قال الهروي: البوائق: الدواهي (2).

142 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم في زمان من ترك منكم عُشْرَ ما أُمِر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعُشرْ ما أمر به نجا".

قلت: رواه الترمذي في آخر الفتن من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يرفعه وقال غريب (3).

143 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما ضل قوم بعد هُدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)} ".

قلت: رواه الترمذي في التفسير في الزخرف من حديث أبي أمامة يرفعه وقال: حديث حسن صحيح (4).

= (3/ 387)، وإسناده ضعيف لأن مجالد بن سعيد: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره انظر: التقريب (6520).

(1)

أخرجه الترمذي (2520) وإسناده ضعيف وأبو بشر عن أبي وائل مجهول.

(2)

الغريبين للهروي (1/ 230).

(3)

أخرجه الترمذي (2267) لأن فيه نعيم بن حماد وهو ضعيف. انظر ضعيف الترمذي للشيخ الألباني رحمه الله (394).

(4)

أخرجه الترمذي (2993)، وكلذلك ابن ماجه (47) وإسناده صحيح.

ص: 149

144 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:"لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم، فإن قومًا شدّدوا على أنفسهم فشُدّدَ عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار {رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} ".

قلت: رواه أبو داود في الصلاة وفي الأدب من حديث أنس يرفعه ورجاله موثقون (1).

145 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على خمسة وجوه: حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلُّوا الحلال، وحرِّموا الحرام، واعملوا بالمحكم وآمنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال".

قلت: رواه البيهقي في شعب الإيمان (2) في فضل قراءة القرآن بالتفخيم والإعراب من حديث معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وفرائضه وحدوده، فإن القرآن نزل على خمسة أوجه وساقه، ومعارك وشيخه عبد الله بن سعيد ضعيفان (3).

(1) أخرجه أبو داود في الأدب (4904) وإسناده ضعيف فيه سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء لم يوثقه غير ابن حبان وقال في "التقريب"(2366): مقبول. (هذا آخر حديث في باب الاعتصام في النسخة المطبوعة من المصابيح).

(2)

أخرجه البيهقي "في شعب الإيمان "(2292، 2291). ورواه الهروي في "ذم الكلام "(3/ 230)، وأبو يعلى (6560)، وأورده الدراقطني في العلل (2055)، ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 439) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله: بل أجمع على ضعفه. وفي الإسناد معارك بن عباد وشيخه ضعيفان.

(3)

انظر ترجمة معارك بن عبّاد في التقريب (6791) وقال: ضعيف، وعبد الله بن سعيد ابن أبي سعيد المقبري: متروك، التقريب (3376).

ص: 150

146 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأمر ثلاثة: أمرٌ بيِّنٌ رُشْدُه فاتبعه، وأمرٌ بيّن غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فكِلْه إلى الله عز وجل".

قلت: رواه الإمام أحمد بن حنبل من حديث ابن عباس يرفعه (1).

(1) أما عزو الحديث للإمام أحمد في "المسند" فهو يبدو وهم منه رحمه الله، فإني لم أجده فيه وقد عزاه السيوطي في "الجامع الكبير". إلى ابن منيع واسمه أحمد أيضًا، وقد رواه بنحوه الطبراني في الكبير (10774)، والحاكم في المستدرك (4/ 270)، ورواه بنحوه أيضًا ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" صـ 311، وقد سقط من إسناده أربعة رجال وتحرف خامس كما يتضح بالمقارنة مع إسناد الطبراني. وقال البيهقي (1/ 158) رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وقد وهم أيضًا رحمه الله فإن في الإسناد أبا المقدام وهو هشام بن زياد وهو متروك. انظر ترجمة هشام (تاريخ بن معين 4/ 616) التاريخ الكبير (8/ 199 - 200)، الجرح والتعديل (9/ 58)، الكامل (7/ 105)، تهذيب الكمال (30/ 200)، والتقريب (7342).

ص: 151