المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌من الحسان 161 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ١

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته ونشأته:

- ‌شيوخه:

- ‌أهم تلاميذه المشهورين:

- ‌أعماله:

- ‌ثناء العلماء عليه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌التعريف بكتاب: "المصابيح

- ‌منهج البغوي في "المصابيح

- ‌ترتيبه:

- ‌إعجاب العلماء بهذا الترتيب

- ‌تقسيم البغوي لأحاديث كتابه

- ‌مراد البغوي بالأحاديث الصحاح والحسان

- ‌رأي العلماء في هذا

- ‌تسمية البغوي لكتابه

- ‌مكانة "المصابيح" العلمية

- ‌عناية العلماء بالمصابيح

- ‌أولًا: كتب تخريج أحاديث المصابيح:

- ‌ثانيًا: الشروح:

- ‌ثالثًا: الاستدراكات والمكملات والحواشي:

- ‌رابعا: الانتقادات على كتاب المصابيح:

- ‌دراسة عن كتاب: "كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح

- ‌اسم الكتاب ونسبته إلى المؤلف

- ‌سبب تأليف الكتاب

- ‌وصف النسخ المعتمدة في التحقيق

- ‌منهج المؤلف في الكتاب

- ‌أولًا: عنايته بعلل الحاديث

- ‌ثانيا: حكمه على الأحاديث

- ‌تعريفه بالرواة وبيان أحوالهم:

- ‌عنايته بترتيب الحديث:

- ‌عنايته بضبط ألفاظ الحديث النبوي:

- ‌عنايته بفقه الحديث:

- ‌اعتماده على أصول مقروءة على الحفاظ، ومقابلته بين النسخ:

- ‌تعقبه للبغوي في إيراده بعض الأحاديث في قسم "الصحاح" أو "الحسان

- ‌بيانه لبعض أوهام العلماء:

- ‌اهتمام العلماء بهذا الكتاب واستفادتهم منه:

- ‌عملي في الكتاب:

- ‌الفصل الأول: في ذكر طرف من أحواله:

- ‌الفصل الثاني: في ذكر طرف من بيان ألفاظ -قدمنا ذكرها- اصطلح عليها المحدثون لابد من معرفتها

- ‌الفصل الثالث: قال البغوي:

- ‌كتاب الإيمان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإيمان بالقدر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إثبات عذاب القبر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب العلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الطهارة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يوجب الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب آداب الخلاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السواك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سنن الوضوء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مخالطة الجنب وما يباح له

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أحكام المياه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تطهير النجاسات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التيمم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الغسل المسنون

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحيض

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المستحاضة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المواقيت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تعجيل الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأذان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب فضل الأذان وإجابة المؤذن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الستر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السترة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القراءة في الصلوات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الركوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السجود وفضله

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الدعاء في التشهد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الذكر عقب الصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السهو

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب سجود القرآن

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أوقات النهي

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجماعة وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تسوية الصف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الموقف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإمامة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما على الإمام

- ‌من الصحاح

- ‌باب ما على المأموم وحكم المسبوق من المتابعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب من صلى صلاة مرتين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب السنن وفضلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التحريض على قيام الليل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القصد في العمل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوتر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القنوت

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قيام شهر رمضان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الضحى

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التطوع

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة التسبيح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة السفر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجمعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب وجوبها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التنظف والتبكير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخطبة والصلاة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة العيد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في الأضحية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العتيرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صلاة الخسوف

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌من الحسان

- ‌باب الاستسقاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ‌ ‌من الحسان 161 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

‌من الحسان

161 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنّ فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".

قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في العلم وابن ماجه في السنة أما أبو داود وابن ماجه فروياه عن كثير بن قيس قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال: يا أبا الدرداء! إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وساقه. ورواه الترمذي عن قيس بن كثير عن أبي الدرداء. قال الترمذي: ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس إسناده عندي بمتصل، قال: وهكذا حدثنا محمود بن خداش البغدادي عن محمد بن يزيد الواسطي قال عاصم بن رجاء بن حيوة: عن قيس بن كثير قال: وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء عن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح من حديث محمود ابن خداش انتهى كلام الترمذي (1).

(1) أخرجه أبو داود (3741)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223) وفي الإسناد داود ابن جميل وكثير بن قيس ويضعف الإسناد لجهالتهما.

ولكن رواه أبو داود (3642) من طريق محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد قال: لقيت شبيب بن شيبة فحدثني عن عثمان بن أبي سَوْدة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا سند حسن في الشواهد فيتقوّى به الحديث وأورد البخاري طرفًا من الحديث في = = صحيحه في العلم (وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم، من أخذه أخذه بحظ وافر ومن سلك طريقًا يطلب به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة). وقال الحافظ في الفتح (1/ 160): طرف من حديث: أخرجه أبو داود والترمذي، وابن حبان =

ص: 158

قال المنذري: وقد اختلف في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا فقيل فيه: كثير بن قيس وقيل: قيس بن كثير، وفيه: أن كثير بن قيس ذكر أنه جاءه رجل من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي بعضها عن كثير بن قيس قال: أتيت أبا الدرداء وهو جالس في مسجد دمشق، فقلت: يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث بلغني عنك، وفي بعضها: جاءه رجل من أهل المدينة وهو بمصر ومنهم من أثبت في إسناده داود بن جميل ومنهم من أسقطه.

وروي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء وروي عن يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم عن كثير بن قيس قال: أقبل رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء (1).

162 -

ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَضْل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته، وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت لَيُصلُّون على معلِّم الناس الخير".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث أبي أمامة وقال: حديث غريب انتهى. في سنده الوليد بن جميل وقد ليّنه أبو زرعة (2).

= والحاكم مصححًا من حديث أبي الدرداء وحسنه حمزة الكناني وضعّفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها ولم يفصح المصنف بكونه حديثًا فلهذا لا يعد في تعاليقه لكن إيراده في الترجمة يشعر بأن له أصلًا وشاهده في القرآن: قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} (انتهى كلام الحافظ ابن حجر).

(1)

مختصر السنن (5/ 243 - 244).

(2)

أخرجه الترمذي (26859). قلت: الوليد بن جميل فيه ضعف من قبل حفظه وقال أبو زرعة شيخ لين الحديث (تهذيب الكمال ت 7295). وقال الحافظ: ضعيف، التقريب (1788) في ترجمة داود ورقم (7469/ 1).

ص: 159

162 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الناس لكم تَبَع وإن رجالًا ليأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا".

قلت: رواه الترمذي في العلم وابن ماجه في السنة كلاهما من حديث أبي هارون العبدي واسمه عمارة بن جوين عن أبي سعيد يرفعه، وقال الترمذي: كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي. قال يحيى بن سعيد: مازال ابن عون يروي عن أبي هارون حتى مات انتهى. قال الذهبي: هو تابعي ضعيف (1).

164 -

قال صلى الله عليه وسلم: "الكلمة الحكمة ضالة الحكيم، فحيث وجدها فهو أحق بها"(غريب).

قلت: رواه الترمذي وهو آخر حديث في العلم وابن ماجه في الزهد كلاهما من حديث إبراهيم بن الفضل عن سعيد المقبري عن أبي هريرة يرفعه قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإبراهيم بن الفضل المديني يضعف في الحديث. (2)

165 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

قلت: رواه الترمذي في العلم وابن ماجه في السنة كلاهما من حديث روح ابن جناح عن مجاهد عن ابن عباس، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى، وروح هذا وثقه دحيم وقال النسائي ليس بالقوي (3).

(1) أخرجه الترمذي (2651، 2650)، وابن ماجه (249) وفي الإسناد أبو هارون العبدي واسمه عمارة بن جوين: متروك، كذّبه الجوزجاني، وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديثه لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب. (تهذيب الكمال 21/ 232 - 2369). والتقريب (4874) وقال: متروك، ومنهم من كذَّبه، شيعي من الرابعة.

أما قول الذهبي فهو في المغني في الضعفاء (2/ 460) وقال في الكاشف (2/ 53): متروك.

(2)

أخرجه الترمذي (2687)، وابن ماجه (4169) قلت: وأما إبراهيم بن الفضل هو المخزومي المدني فهو متروك كما في "التقريب"(230)، وانظر تحفة الأشراف (9/ 467 (12940).

(3)

أخرجه ابن ماجه (224) وقال في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف حفص بن سليمان أهـ. =

ص: 160

166 -

قال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

قلت: رواه ابن ماجه في السنة من حديث ابن سيرين عن أنس، وقال فيه: وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب، وفي إسناده حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم، ثبت في القراءة لا في الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي: روى هذا الحديث أحمد بن إبراهيم بن موسى عن مالك عن نافع عن ابن عمر وهذا حديث لا أصل له من حديث مالك عن نافع وإنما هو من حديث أنس بن مالك، وأحمد هذا كذاب انتهى (1).

قال البيهقي (2): هذا الحديث متنه مشهور وقد روي من طرق كلها ضعيفة.

167 -

قال صلى الله عليه وسلم: "خصلتان لا تجتمعان في منافق: حُسْنُ سَمْت ولا فقه في الدين".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة وقال: غريب لا نعرفه من حديث عوف إلا من هذا الشيخ خلف بن أيوب العامري ولم أر أحدًا يروي عنه غير أبي كريب محمد بن العلاء ولا أدري كيف هو؟ انتهى كلام الترمذي. وقال غيره: ثقة (3).

= قلت: حفص بن سليمان متروك الحديث مع إمامته في القراءة. التقريب (1414). وروح ابن جناح الأموي، ضعيف، اتهمه ابن حبان، التقريب (1972).

(1)

قال ذلك في كتابه: "تذكرة الحفاظ، أطراف أحاديث كتاب المجروحين" لابن حبان ص 216 رقم 520 وفيه زيادة بعد كذاب: لا تحل الرواية عنه.

وانظر لتفصيل هذا الحديث: ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ للمقدسي (3/ 1561 - 1564).

(2)

قول البيهقي في "الشعب"[1663]. وتصحف فيه "متنه". إلى "شبه".

(3)

أخرجه الترمذي (2684). قلت: أما خلف بن أيوب رماه أحمد وابن حبان وتبعهما ابن القطان بالإرجاء. وقال ابن معين: بلخي ضعيف كذا نقله العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 24) وقال الخليلي: صدوق مشهور كان يوصف بالستر والصلاح وكان فقيها على رأي الكوفيين. وقال أحمد: حدث عن قيس بمناكير وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: ضعفه ابن معين ورمي بالإرجاء. =

ص: 161

168 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث الربيع بن أنس عن أنس يرفعه وقال: حسن غريب، قال: ورواه بعضهم فلم يرفعه (1).

169 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من طلب العلم كان كفّارة لما مضى". (ضعيف).

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث أبي داود عن عبد الله بن سخبرة عن أبيه سخبرة، يرفعه وقال: حديث ضعيف الإسناد، وأبو داود وهو نفيع الأعمى يضعف، ولا نعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيء انتهى. قال الذهبي: نفيع تركوه، وكان يترفض. (2)

= قلت: أما الإرجاء فإنه ليس بعلة إذا لم يكن داعية إليه لأن مبنى الرواية على الثقة والضبط وتضعيف ابن معين له لم يفسر فيتوقف فيه لكون أحد المعتبرين لم يوثقه. وللحديث شاهد مرسل عن محمد بن عبد الله بن سلام أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد 155 ز، وعنه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 210) وفي الزهد عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام مرفوعًا وهو الأقرب، إلا أنه مرسل. وصححه الشيخ ناصر رحمه الله في الصحيحه (278) تبعًا لعبد الحق الأشبيلي في "الأحكام الوسطى"(1/ 90)، وتهذيب الكمال (8/ 273).

(1)

أخرجه الترمذي (2647)، وفي الإسناد خالد بن يزيد قال العقيلي. لا يتابع على كثير من حديثه ثم ساق له هذا الحديث. وقال أبو زرعة: لا بأس به، وفي التقريب "صدوق يهم". وكذلك شيخه أبو جعفر الرازي صدوق سيئ الحفظ. والربيع بن أنس: صدوق له أوهام كما في التقريب، وقال ابن حبان في "الثقات" والناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأنما في أحاديثه عنه اضطرابًا كثيرًا وهذا منها. ذكره الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي (494)، وانظر ترجمة خالد بن يزيد العتكي في ضعفاء العقيلي (2/ 17)، وتهذيب الكمال (8/ 210)، والتقريب (1702)، وترجمة الربيع بن أنس في تهذيب الكمال (9/ 60)، والتقريب (1892).

(2)

أخرجه الترمذي (2648) وإسناده موضوع.

وأما نفيع بن الحارث الأعمى فضعفه الجمهور وهو رافضي وكذبوه، وكذلك سخبرة في صحبته اختلاف كما قال المنذري (1/ 55) وقول الذهبي فهو في الكاشف (2/ 325)، وقال الحافظ: نفيع بن الحارث =

ص: 162

170 -

قال صلى الله عليه وسلم:"لن يشبع المؤمن من خير يسمعُه حتى يكون منتهاه الجنة".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث درّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري يرفعه وقال: حسن غريب انتهى. (1)

قال أبو داود: حديث دراج مستقيم إلا ما كان من أبي الهيثم.

171 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من سئل عن علم ثم كتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار".

قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في العلم وابن ماجه في السنة كلهم من حديث عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة وقال الترمذي: حديث حسن (2).

قال المنذري: وقد روي عن أبي هريرة من طرق فيها مقال، والطريق الذي خرجها أبو داود طريق حسن فإنه رواه عن التبوذكي وقد احتج به الشيخان، عن حماد بن سلمة، وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري عن علي بن الحكم قال الإمام أحمد: ليس به بأس عن عطاء وقد احتج به الإمامان وروي هذا الحديث أيضًا من رواية عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعمرو بن عَبَسة وعلي بن طلق وفي كل منها مقال. (3)

= متروك، وقد كذبه ابن معين، من الخامسة. التقريب (7230) وسَخْبرة: قال الحافظ: صحابي، في إسناد حديثه ضعف، التقريب (2226).

(1)

أخرجه الترمذي (2686). وإسناده ضعيف لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم وهو ضعيف في روايته عنه. انظر التقريب (1824)، والكاشف (1473) وفيه قول أبي داود.

(2)

أخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجه (261) وإسناده صحيح.

(3)

انظر مختصر السنن (5/ 251 - 252).

قلت: أما رواية عبد الله بن مسعود. فأخرجها الطبراني في الكبير (10/ 125) والخطيب في تاريخه (6/ 77) وإسناده تالف، فيه سوار بين مصعب، قال البخاري: منكر الحديث.

وأما رواية عبد الله بن عباس. فأخرجها أيضًا الطبراني في الكبير (11/ 145) وفيه جابر ابن يزيد الجعفي =

ص: 163

172 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث كعب بن مالك وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي سنده إسحاق بن يحيى بن طلحة وليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه انتهى كلام الترمذي. (1)

= متروك الحديث، وأما رواية عبد الله بن عمر رواها ابن الجوزي في العلل (1/ 98).

وفي إسناده خالد بن يزيد، قال: يحيى هو كذاب، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.

وأما رواية عبد الله بن عمرو فأخرجها الحاكم (1/ 102)، ابن حبان (96)، والخطيب في تاريخه (5/ 38)، ونسبه الهيثمي في "المجمع"(1/ 163) إلى الطبراني في الكبير والأوسط، وقال: رجاله موثقون، وأما رواية أبي سعيد الخدري. فأخرجها ابن ماجه (265). وإسناده ضعيف جدًّا كما قال:(البوصيري) في الزوائد.

ورواية جابر بن عبد الله أخرجها ابن ماجه (263) وفيه الحسين بن أبي السري كذاب أخرجها الخطيب في الفقيه والمتفقه (1145)، ولا يصح.

ورواية أنس بن مالك. أخرجها ابن ماجه (264) وإسنادها ضعيف جدًّا قال البوصيري: "فيها يوسف بن إبراهيم"، قال ابن حبان: روى عن أنس ما ليس من حديثه لا تحل الرواية عنه.

وحديث عمرو بن عَبَسة، أخرجه ابن مردويه وعنه ابن الجوزي في العلل (1/ 100) وفيه محمد بن القاسم، قال ابن الجوزي: كان يضع الحديث.

وحديث علي بن طلق. أخرجه ابن عدي (1/ 345)، وابن الجوزي (104 - 105). في إسنادهما حماد بن محمد الفزاري وأيوب بن عتبة وهما ضعيفان، راجع العلل المتناهية (1/ 88 - 100). جامع بيان العلم (1/ 2 - 18)(1 - 9) والروض البسام (1/ 163 - 170).

(1)

أخرجه الترمذي (2654)، وفيه إسحاق بن يحيى ليس بذاك القوي كما قال الترمذي. ومن طريق الترمذي أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 72)(86) والحاكم (1/ 86) ومن طريق الحاكم، أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 00 رقم 1636)، والطبراني في الكبير (19/ 100) جميعهم من طرق عن إسحاق بن يحيى وقد مر حاله. وأما رواية أبي هريرة فقد أخرجها ابن ماجة (252) وأما رواية ابن عمر فقد أخرجها ابن ماجه أيضًا (253) وإسناده ضعيف كما قال البوصيري في الزوائد: إسناده ضعيف =

ص: 164

وروى ابن ماجة نحوه في السنة من حديث أبي هريرة ورواه أيضًا في السنة من حديث أبي كَرِب الأزدي عن نافع عن ابن عمر ورواه أيضًا من حديث حذيفة بصيغة: "لا تَعَلَّموا العلم لتباهوا به العلماء ولتماروا به السفهاء". الحديث. وأسانيده كلها فيها مقال.

قوله: ليجاري به العلماء ويماري به السفهاء، قال ابن الأثير (1): ليجري مع العلماء في المناظرة والجدال ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة، والمماراة: المجادلة.

173 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من تعلَّم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عَرَضًا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها.

قلت: رواه أبو داود في العلم وابن ماجه في السنة من حديث سعيد بن يسار عن أبي هريرة يرفعه ورجاله رجال الصحيحين (2).

عَرْف الجنة: بفتح العين وسكون الراء، ريحها.

174 -

قال صلى الله عليه وسلم: "نَضَّر الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها وَوَعاها وأدّاها فربّ حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وقال: ثلاث لا يُغَلّ

= لضعف حماد بن عبد الرحمن وأبي كرب. أهـ. قلت: أبو كرب الأزدي مجهول.

ورواية حذيفة أخرجها ابن ماجه (259) وإسناده ضعيف جدًّا فيه: بشير بن ميمون الواسطي متروك اتهمه البخاري بالوضع انظر: التقريب (732) وحَسّنه الألباني رحمه الله.

والحديث بمجموع طرقه حسن -إن شاء الله- من رواية أبي هريرة وإن كان فيها فليح بن مسلم وهو كثير الخطأ لكن تشهد له رواية أنس عند البزار (178). ويشهد له حديث جابر عند ابن ماجه (254)، وابن حبان (77)، والحاكم (1/ 86).

(1)

انظر: النهاية (1/ 264).

(2)

أخرجه أبو داود (3664)، وابن ماجه (252)، وقوله ورجاله رجال الصحيح نعم ولكن تبقى العلة في فليح بن سليمان وهو وإن أخرج له الشيخان ، فإن ابن حجر قال:"صدوق كثير الخطأ" وضعّفه يحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في تهذيب الكمال (23/ 119 - 322) ولكن يُحَسن الحديث بما ذكر في الحديث السابق.

ص: 165

عليهنّ قلب مسلم، إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإنّ دعوتَهم تُحيط من ورائهم".

قلت: رواه الترمذي في العلم وهو يتلو كتاب الإيمان من حديث عبد الله بن مسعود وقال: حديث صحيح، ورواه ابن ماجة في السنة عن زيد بن ثابت ولم يقل فيه:"فإنما دعوتهم تحيط من ورائهم". (1)

ونضر الله: يروى بتخفيف الضاد وتشديدها، وأكثر الشيوخ يشدِّدون وأكثر أهل الأدب يخففون، وقال النضر بن شميل: نضَّر الله وجهه ونضر وأنضر معناه: نَعَّمه وحَسّنه وقيل: أوصله نضرة النعيم وقيل: وجهُه في الناس وحَسّن حاله، ووَجُهه ناضر ونضير ومنضور والاسم النضرة والنضارة والنضور.

وقوله صلى الله عليه وسلم: وثلاث لا يُغِل بفتح الياء وضمها وكسر الغين فيهما قال الهروي: في الغريبين فمن فتح الياء جعله من الغل وهو الحقد والضغن يقول:

لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ومَن ضم الياء جعله من الخيانة انتهى (2).

قال الجوهري: يقال من الخيانة، أغل يُغِل بضم الياء وكسر الغين، ومن الحقد: غل يَغِل بفتح الياء وكسر الغين، ومن الغلول غل يغُل بالضم انتهى (3).

ولا وجه لكونه من الغلول هنا، قال في النهاية: يروى يَغل بفتح الياء من الغل وهو الحقد والشحناء أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق. ويروى يغل بالتخفيف من الوغول وهو الدخول في الشر والمعنى أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلب فمن تمسك بها

(1) أخرجه الترمذي (2656)، وابن ماجة (232)، والحميدي (88)، وأبو يعلى (5126)، وابن حبان (66) و (68) و (69) وأطال ابن عبد البر في تخريجه وذكر طرقه في جامع بيان العلم وفضله (1/ 175 - 189).

(2)

الغريبين (4/ 266).

(3)

الصحاح (5/ 1784).

ص: 166

طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر، "وعليهن": في موضع الحال تقديره لا يغل كائنًا عليهن قلب مؤمن (1).

قوله صلى الله عليه وسلم: فإن دعوتهم تحيط من ورائهم، قال في النهاية (2): الدعوة: المرة الواحدة من الدعاء أي يَحُوطهم ويحفظهم والظاهر فتح اليم في مَنْ وراءهم فهي موصولة مفعولًا ليحيط.

175 -

قال صلى الله عليه وسلم: "نَضّر الله امرءًا سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه، فربَّ مبلّغ أوعى له من سامع".

قلت: رواه الترمذي في العلم وابن ماجه في السنة كلاهما من حديث عبد الله بن مسعود وقال: حديث حسن صحيح (3).

176 -

قال صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذبَ علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".

قلت: رواه الترمذي في التفسير من حديث ابن عباس وقال: حسن (4).

قلت: وشيخ الترمذي فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.

177 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".

قلت: رواه الترمذي في آخر الحديث الذي قبله ورواه عبد بن حميد في مسنده بهذا

(1) النهاية (3/ 381).

(2)

النهاية (2/ 122).

(3)

أخرجه الترمذي (2657)، وابن ماجه (232) وإسناده حسن من أجل سماك بن حرب الذهلي الكوفي. قال الحافظ: صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخره فكان ربما يلقن التقريب (2639).

(4)

أخرجه الترمذي (2951)، قال الحافظ: سفيان بن وكيع أبو محمد الكوفي، كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه، من العاشرة. التقريب (2469).

ص: 167

اللفظ من حديث ابن عباس وفي سنده عبد الأعلى بن عامر الكوفي روى له الأربعة وضعفه أحمد (1).

- وفي رواية: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار".

قلت: رواه أبو داود في العلم والترمذي في أول التفسير والنسائي في فضائل القرآن كلهم من حديث ابن عباس وقال الترمذي: حسن صحيح. قلت: وفي سنده عبد الأعلى بن عامر فكيف يصححه الترمذي. (2)

178 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ".

قلت: رواه أبو داود في العلم والترمذي في التفسير والنسائي في فضائل القرآن كلهم من حديث جندب في سنده سهيل بن عبد الله بن أبي حزم قال الترمذي: وقد تكلم بعض أهل الحديث فيه انتهى. (3)

قال المنذري (4): وسهيل بن أبي حزم بصري واسم أبي حزم مهران وقد تكلم فيه الإمام أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم.

179 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المِراء في القرآن كفر".

قلت: رواه أبو في داود في السنة من حديث أبي هريرة وسكت هو والمنذري (5)

(1) أخرجه الترمذي (2951)، وسنن البيهقي (5/ 31). وضعيف الترمذي (570) قال الحافظ: عبد الأعلى الثعلبي "صدوق يهم" التقريب (3755) وانظر: تهذيب الكمال (16/ 352).

(2)

أخرجه الترمذي (2950)، والنسائي في الكبرى (8085) وإسناده ضعيف.

(3)

أخرجه أبو داود (3652)، والترمذي (2953)، والنسائي في الكبرى كما ذكر المزي في تحفة الأشراف (3262)، وسهيل بن عبد الله ليس بالقوي وقال الحافظ: ضعيف، التقريب (2687)، وانظر: تهذيب الكمال (12/ 217).

(4)

مختصر السنن (5/ 249).

(5)

أخرجه أبو داود (4603) وإسناده حسن، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن عمرو ابن علقمة بن وقاص الليثي فهو "صدوق له أوهام" التقريب (6228) وأخرجه أحمد (2/ 424، 286، 300)، وابن =

ص: 168

عليه قال في "شرح السنة"(1): قيل معنى المراء: الشك، وقيل: هو الجدال المشكك وذلك أنه إذا جادل في القرآن أداه إلى أن يرتاب في الآي المتشابهة منه فيؤديه ذلك إلى الجحود، فسمّاه كفرًا باسم ما يخشى من عاقبته إلا من عصمه الله، وقيل هو المراء في قراءته وهو أن يُنْكر بعض القراءات المرويّة.

180 -

سمع النبي صلى الله عليه وسلم قومًا يتدارؤون في القرآن فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنّما نزل كتاب الله يصدِّق بعضه بعضا فما علمتم منه فقولوه وما جهلتم فكِلُوه إلى عالمه".

قلت: رواه المصنف في "شرح السنة"(2) في باب الخصومة في القرآن في أوائل الكتاب من حديث عبد الرازق عن معمر عن الزهريّ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (3).

قوله يتدرؤون: أي يتدافعون أي يدفع كل من المتخاصمين قول صاحبه بما يقع له من القول، قال تعالى:{وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} وأشار بهذا إلى التدافع الذي كان بينهم. وضربوا كتاب الله بعضه ببعض، بيان لاسم الإشارة والمضاف محذوف أي مثل هذا.

181 -

قال صلى الله عليه وسلم: " ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإِنما شفاء العِيّ السؤال".

قلت: سيأتي في التيمم من حديث جابر. (4)

= حبان (1464)، والحاكم (2/ 223) وقال: صحيح على شرط مسلم.

(1)

شرح السنة (1/ 261).

(2)

شرح السنة (1/ 260).

(3)

في عزو المصنف إلى "شرح السنة" قصور فقد أخرجه أحصد (2/ 196، 178)، وابن ماجه (85)، وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات.

(4)

أخرجه ابن حبان (75)، والطبري في تفسيره (10)، والطبراني (10090)، والبزار (2312) وهو في المطالب العالية (3489) ونسبه للبزار، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 152)، ونسبه للبزار أيضًا وأبي يعلى والطبراني في الأوسط، وقال رجال أحدهما ثقات. وسيأتي تخريجه.

ص: 169

182 -

قال صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع".

قلت: رواه المصنف في "شرح السنة" من طريق أبى عبيد عن حجاج عن حماد بن سلمة عن على بن زيد عن الحسن يرفعه، قال المصنف: ويروى هذا عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.

قوله صلى الله عليه وسلم: لكل آية منها ظهر وبطن. قال المصنف في "شرح السنة"(1) الظهر: لفظ القرآن، والبطن: تأويله، وقيل: الظهر: ما حدَّث فيه عن أقوام أنهم عَصَوا فعوقبوا وأهلكوا بمعاصيهم فهو في الظاهر خبر، وباطنه عِظَة وتحذير أن يفعل أحد مثل فعلهم، وقيل: ظاهره التنزيل الذي يجب الإيمان به وباطنه وجوب العمل به، وقيل معنى الظهر والبطن التلاوة والتفهم، ونقل الزمخشري عن بعضهم: أن ظَهْره ما استوى المكلفون فيه من الإيمان والعمل بمقتضاه، وبَطْنه ما وقع التفاوت في فهمه على حسب مراتبهم في الْفَهْم.

قوله صلى الله عليه وسلم: ولكل حدّ مطّلع: قال في "شرح السنة"(2): أي لكل حرف حد ولكل حد مطلع، يقول: لكل حرف حد في التلاوة ينتهي إليه، فلا يجاوَزْ، وكذلك في التفسير، ففي التلاوة لا يُجاوزُ المصحف الذي هو الإمام، وفي التفسير لا يجاوز المسموع، وقيل: الحد: الفرائض والأحكام، والمطلع ثوابه وعقابه وقيل: المطلع: هو الفهم وقد يفتح الله على المتدبّر والمتفكر فيه من التأويل والمعاني ما لا يفتحه على غيره وفوق كل ذي علم عليم.

183 -

قال صلى الله عليه وسلم: "العلم ثلاثة: آية محكمة أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة، وما كان سوى ذلك فهو فضل".

(1) شرح السنة (1/ 263).

(2)

شرح السنة (1/ 263 - 264).

ص: 170

قلت: رواه أبو داود في الفرائض وابن ماجه في السنة (1) وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي وهو أول مولود ولد بأفريقية في الإسلام، ولي القضاء بها، وقد تكلم فيه غير واحد، وفيه أيضًا عبد الرحمن ابن رافع التنوخي قاضي أفريقية وقد غمزه البخاري وابن أبي حاتم.

184 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يقُص إلا أمير، أو مأمور، أو مختال".

قلت: رواه أبو داود في العلم (2) من حديث عوف بن مالك الأشجعي يرفعه، وفي سنده عباد بن عباد الخواص وثقه ابن معين وقال ابن حبان فيه: يأتي بالمناكير فاستحق الترك قال في "شرح السنة"(3): عن بعضهم أنه قال: هذا في الخطبة لأن الأمراء كانت الخطبة لهم، يعظون فيها الناس.

والمأمور: من يقيمه الإمام خطيبًا، والمختال: من نصب نفسه لذلك اختيالًا وتكبرًا طلبًا للرياسة، والمُختال: بضم الميم وبالخاء المعجمة والتاء المثناة يقال: ختله وخاتله أي خدعه والتخاتل التخادع.

185 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرُّشْد في غيره فقد خانه".

قلت: راوه أبو داود في العلم وسكت هو والمنذري عليه وأخرجه ابن ماجه مقتصرًا

(1) أخرجه أبو داود (2885)، وابن ماجه (54) وإسناده ضعيف كما قال المؤلف، وسبقت ترجمة الأفريقي وهو ضعيف في حفظه. أما عبد الرحمن التنوخي فقال الحافظ إنه: ضعيف من الرابعة، التقريب (3881).

(2)

أخرجه أبو داود (3665) وإسناده محتمل التحسين، لأن فيه: عباد بن عباد الخواص وقد أورده الذهبي في الكاشف (2567) وقال وثقوه. وقد شذ ابن حبان فذكره في المجروحين (2/ 170)، وقال الحافظ: صدوق يهم وأفحش ابن حبان فقال: يستحق الترك، من التاسعة، التقريب (3151).

(3)

شرح السنة (1/ 303).

ص: 171

على الفصل الأول كلاهما من حديث أبي هريرة. (1)

186 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى عن الأغلوطات".

قلت: رواه أبو داود في العلم (2) من حديث معاوية وفي إسناده عبد الله بن سعد قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.

187 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعلموا الفرائض والقرآن فإني مقبوض".

قلت: رواه الترمذي في الفرائض (3) من حديث شهر بن حوشب عن أبي هريرة وقال: هذا حديث فيه اضطراب.

188 -

كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يُختلس فيه العلم من الناس، حتى لا يقدروا منه على شيء".

قلت: رواه الترمذي في العلم (4) من حديث جبير بن نفير عن أبى الدرداء يرفعه وقال فيه: قال زياد بن لبيد الأنصاري: كيف يُختلس منا، وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنّه

(1) أخرجه أبو داود (3657)، وأحمد (2/ 321)، وابن ماجه (53) وإسناده حسن.

(2)

أخرجه أبو داود (3656) وإسناده ضعيف. انظر ترجمة عبد الله بن سعد الدمشقي في: الميزان (2/ رقم 4348)، وفي التقريب (3369)"مقبول"، والكاشف (2747).

(3)

أخرجه الترمذي (2091). قلت: وكذلك في الحديث محمد بن القاسم الأسدي ضعّفه أحمد والدارقطني انظر "العلل" لابنه عبد الله 1: (1813)، والتاريخ الصغير للبخاري (2: 312) وزكره الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي (368) وذكر الترمذي سبب الاضطراب فقال: وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف، عن رجل عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(4)

أخرجه الترمذي (2653) وإسناده حسن بشواهده من حديث عوف بن مالك الأشجعي والتي أشار إليها المؤلف عند ابن حبان (4572). والنسائي في العلم من "الكبرى"(5909)، والتحفة (8/ 211)، وكذلك الطبراني (18/ 75)، والبزار (232)، وأحمد (6/ 26). والدارمي (296)، والحاكم في المستدرك (1/ 99)، وقال:"هذا إسناد صحيح من حديث البصريين" ووافقه الذهبي، والبيهقي في "المدخل إلى السنن" ص 452.

ص: 172

ولنُقْرأَنَّه لنسائنا وأبنائنا، فقال: ثكلتك أمك يا زياد! إن كنت لأعدّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت قلت: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء قال: صدق أبو الدرداء إن شئت لأُحدّثنّك بأول علم يرفع من الناس الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعًا، وقال الترمذي: حسن غريب نتهى.

وقد رواه النسائي في العلم وأبو حاتم ابن حبان من حديث جبير ابن نفير عن عوف بن مالك وذكر بدل عبادة بن الصامت شداد بن أوس.

189 -

"يُوشِك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدًا أعلم من عالِم المدينة".

قلت: رواه الترمذي في العلم من حديث أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة يرفعه وقال: حديث حسن (1).

قوله في المصابيح: قال ابن عيينة: هو مالك ومثله عن عبد الرزاق وقيل: هو العُمَرِيُّ الزاهد.

قلت: ما حكاه الشيخ عن ابن عيينة وعبد الرازق قاله الترمذي عنهما (2)، وقول الشيخ: وقيل: هو العمري، حكاه الترمذي عن ابن عيينة أيضًا (3)، والعمري هو: عبد العزيز بن عبد الله من ولد عمر بن الخطاب.

190 -

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها دينها".

(1) أخرجه الترمذي (2680) وإسناده ضعيف فيه ابن جريج وأبو الزبير وهما مدلسان ومعروفان بذلك.

(2)

أخرجه الترمذي (2680)، وقال: هذا حديث حسن. وقال الذهبي: هذا حديث نظيف الإسناد غريب المتن، رواه عدة عن سفيان بن عيينة

انظر: سير أعلام النبلاء (8/ 56).

(3)

ذكره عقب الحديث السابق انظر سنن الترمذي (4/ 413).

ص: 173

قلت: رواه أبو داود في أول كتاب الملاحم من حديث شراحيل بن يزيد المعافري عن علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، (1) وقال أبو داود: رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يَجُزْ به شراحيل انتهى قال المنذري (2): فعَضَل الحديث، يريد بذلك أنه أسقط اثنين هما علقمة وأبو هريرة والله أعلم.

191 -

قال صلى الله عليه وسلم: "يَحْمل هذا العلم من كل خَلَف عُدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".

قلت: رواه البيهقي في كتاب المدخل إلى السنن (3) في باب: "تبين حال من وجد منه ما يوجب رد خبره". من طريق بقية بن الوليد عن معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرث هذا العلم من كل خلف عدوله" وذكره، ثم قال: تابعه إسماعيل بن عياش عن معان، ورواه الوليد بن مسلم عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن الثقة من أشياخهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي أيضًا من أوجه أخر ضعيفة، ومعان بالنون دمشقي قال أبو حاتم وغيره لا يحتج به.

(1) أخرجه أبو داود (4291) وإسناده صحيح.

(2)

مختصر السنن (6/ 163).

(3)

أخرجه البيهقي في الكبرى (10/ 209) قلت: وإبراهيم بن عبد الرحمن العذري تابعي مقل كما قال الذهبي في الميزان (1/ 45) رقم (137). وراويه عنه معان بن رفاعة ليس بعمدة. لكن الحديث قد روي موصولًا من طريق جماعة من الصحابة وصحح بعض طرقه الحافظ العلائي في "بغية الملتمس" وروى الخطيب في شرف أصحاب الحديث (35/ 2) عن مهنا بن يحيى قال: سألت أحمد يعني ابن حنبل من حديث معان ابن رفاعة عن إبراهيم هذا، فقلت لأحمد: كأنه كلام موضوع، فقال: لا هو صحيح فقلت له: ممن سمعت أنت؟ قال: من غير واحد، قلت: من هم قال حدثني به مكين إلا أنه يقول معانا عن القاسم بن عبد الرحمن، قال أحمد: معان بن رفاعة لا بأس به. انظر ترجمة معان بن رفاعة: تهذيب الكمال (28/ 157) وقال الحافظ: ليّن الحديث كثير الإرسال، التقريب (6795).

ص: 174