الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان
41 -
قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي فقال له صاحبه: لا تقل نبي إنه لو سمعك كان له أربعة أعين، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن تسع آيات بينات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تَزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تولّوا الفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعتدوا في السبت" قال: فقبّلا يديه ورجليه ثم قالا: "نشهد أنك نبي" قال: "فما يمنعكم أن تَتَّبعوني" قالا: إن داود دعا ربه أن لا يزال من ذريته نبي وإنا نخاف إِن اتَّبعناك أن تقتلنا اليهودُ.
قلت: رواه الترمذي في الاستئذان وفي التفسير والنسائي في السير وابن ماجه في الأدب كلهم من حديث صفوان بن عسال. وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه ولم يخرجاه، ولا ذكرا لصفوان بن عسال حديثًا واحدًا، وأقر الذهبي في تلخيصه المستدرك ذلك. قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله محمد ابن يعقوب الحافظ وسأله محمد بن عبيد فقال: لِمَ تركا حديث صفوان؟ فقال: لفساد الطريق إليه قال الحاكم: وإنما أراد أبو عبد الله بهذا حديث عاصم عن زر فإنهما تركا عاصم بن بهدلة، فأما عبد الله بن سلمة المرادي ويقال: الهمداني، وكنيته أبو العالية فإنه من كبار أصحاب علي وقد روى عن سعد بن أبي وقاص وجابر بن عبد الله وغيرهما من الصحابة وهو راوي هذا الحديث عن صفوان بن عسال انتهى كلام الحاكم، وعاصم الذي أشار إليه هو عاصم بن أبي النجود أحد القراء السبع يقال له: عاصم بن بهدلة قال المحدثون: هو ثبت في القراءات وهو في الحديث دون الثبت، يهم وقد خرج له الشيخان لكن مقرونا بغيره
لا أصلًا وانفرادًا. والله أعلم (1).
قوله: "إنه لو سمعك كان له أربعة أعين": هو كناية عن المسرة التامة أي يسر بقولك سرورا يزداد به نورًا إلى نور كذي عينين أصبح يبصر بأربعة أعين وإنما قال اليهودي ذلك لأن السرور يمد القوة الباصرة كما أن الهم يخل بها ولهذا يقال لمن أحاطت به الهموم: أظلمت عليه الدنيا. (2)
42 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال لا إله إلا الله، لا تكفّره بذنب، ولا تخرجه من الإسلام بعمل، والجهاد ماضٍ مُذْ بعثني الله إلى أن يقاتل آخرُ أمتي الدجال، لا يُبطله جور جائر، ولا عدل عادل، والإيمان بالأقدار".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث يزيد بن أبي نُشُبَه عن أنس، ويزيد هذا لم يخرج له من أصحاب الكتب الستة غير أبي داود، وهو مجهول كما قاله المزي وغيره ونشبه بضم النون وسكون الشين المعجمة وبعدها باء موحدة مفتوحة وتاء تانيث (3).
43 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان فوق رأسه كالظلة، فإذا خرج من ذلك العمل رجع إليه الإيمان".
قلت: رواه أبو داود في السنة من حديث أبي هريرة وسكت عليه هو والمنذري ورواه
(1) أخرجه الترمذي (3144)، (2733)، والنسائي (7/ 111 - 112) ومن الكبرى (3541)، وابن ماجه (3705)، والحاكم (1/ 29) وقال: صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه. وعزاه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (6548). إلى الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 215)، وأحمد (4/ 239).
وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي (517)، وفي ضعيف ابن ماجة (808).
(2)
جاء في حاشية الأصل: وأما قولهما: إن داود عليه السلام دعا ربه إلى آخره فهذا كذب على داود ولا يجوز اعتقاد ذلك فإنه كان عالمًا بالتوراة والزبور وفيهما أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأن شريعته ناسخة لكل شريعة.
(3)
أخرجه أبو داود (2532) وإسناده ضعيف لأن فيه: يزيد بن أبي نشبه وهو مجهول.
قال في (نصب الراية)(3/ 377): يزيد قال المنذري في مختصره (3/ 380) يزيد ابن أبي نشبه في معنى المجهول، وقال عبد الحق يزيد بن أبي نشبة من بني سلم لم يرو عنه إلا جعفر بن يرقان، انظر التقريب (7838).