الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب وجوبها
من الصحاح
972 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لينتَهِيَنّ أقوام عن وَدْعِهم الجماعات، أو ليختهمنَّ الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين".
قلت: رواه مسلم (1) في صلاة الجمعة، من حديث ابن عُمر وأبي هريرة أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: لينتهين أقوام الحديث، ولم يخرجه البخاري.
ووَدْعهم الجمعات: أي تركهم إياها، والتخلّف عنها يقال: ودع الشيء يدعه، ودعًا: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضيَه ومصدَره واستغنوا عنه بتركه، وهذا يرد عليهم، وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله مع صحته في القياس، والختم: الطبع ومثله الرّين قال القاضي (2): وقد اختلف المتكلمون في هذا اختلافًا كثيرًا فقيل هو إعدام اللطف وأسباب الخير، وقيل: هو خلق الكفر في صدورهم وهو قول أكثر متكلمي أهل السنة.
من الحسان
973 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من ترك ثلاثَ جُمَع تهاونًا طَبَعَ الله على قلبه".
قلت: رواه أبو داود والترمذي والنسائي (3) كلهم من حديث أبي الجعد الضَّمْري.
(1) أخرجه مسلم (865).
(2)
انظر إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض (3/ 265).
(3)
أخرجه أبو داود (1052)، والترمذي (500)، والنسائي (3/ 88)، وابن ماجه (1125)، وإسناده حسن فيه محمد بن عمرو بن علقمة لا يرتقي حديثه إلى الصحة. وانظر: التلخيص الحبير (2/ 108)، ومختصر المنذري (2/ 6).
974 -
قال صلى الله عليه وسلم: "من ترك الجمعةَ من غير عذرٍ فليتصدقْ بدينارٍ، فإن لم يجد فنصفِ دينارٍ".
قلت: رواه أبو داود والنسائي (1) كلاهما في الجمعة من حديث قدامة بن وَبْرَة عن سمرة، وقيل ليَحْيَى بن مَعين: قُدامة بن وبرة ما حالُه؟ قال: ثقة، وقال أحمد بن حنبل: قدامة بن وبرة لا يعرف، وحُكي عن البخاري أنه قال: لا يصح سِماعُ قُدامَة من سَمُرة، وقد رواه أبو داود أيضًا مرسلًا، عن قدامة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرج النسائي أيضًا وابن ماجه هذا الحديث من حديث الحَسَن عن سمرة وهو منقطع.
975 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعةُ على من سَمِعَ النداء".
قلت: رواه أبو داود في الجمعة (2) من حديث عبد الله بن عمرو، وقال: رَوى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصورًا على عبد الله بن عمرو، ولم يرفَعُوه وإنما أسنده قبيصة، قال المنذري (3): وفي إسناده محمد بن سعيد الطائفي وفيه مقال. وسفيان هذا هو الثوري وقبيصة هو ابن عقبة.
976 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة على من آواه اللَّيلُ إلى أَهْلِه". (ضعيف).
(1) أخرجه أبو داود (1053)، والنسائي (3/ 89)، وإسناده ضعيف، وقدامة بن وبرة مجهول كما قال الحافظ في "التقريب"(5566)، وابن ماجه (1128)، وهو منقطع. وانظر مختصر السنن للمنذري (2/ 6)، وأخرجه أبو داود (1054) مرسلًا، ومن طريقه البيهقي (3/ 248)، وانظر: الخلاصة للنووي (2/ 766).
(2)
أخرجه أبو داود (1056)، والطائفي قال عنه الحافظ: ضعيف، التقريب (5954) وفي الإسناد كذلك أبو سلمة بن نُبَيْه وهو مجهول، التقريب (8204)، وكذلك شيخه عبد الله ابن هارون مجهول، التقريب (3698)، وانظر كذلك تهذيب الكمال (16/ 236) وحسَّنه الشيخ الألباني في الإرواء (3/ 58)(593).
(3)
مختصر المنذري (2/ 7).
قلت: رواه الترمذي (1) في الجمعة من حديث أبي هريرة وقال: إسناده ضعيف، إنما يُروى من حَديث مُعارِك بن عَبّاد عن عبد الله بن سعيد المقبري، وضَعّف يحيى بن سعيد القطان عبدَالله بن سعيد المقبري في الحديث انتهى كلامه.
قلت: ومُعارِك: قال فيه أبو زرعة: واهٍ، وضعّفه الدارقطني وغيره، قال الترمذي: سمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا عند أحمد بن حنبل فذكروا على من تجب الجمعة، فلم يذكر أحمد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، قال أحمد بن الحسن: فقلت لأحمد بن حنبل: فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحمد: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، قال أحمد بن الحسن: حدثنا حجاج بن نُصَيْر ثنا مُعارك بن عبّاد، عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الجمعة على من آواه الليل إلى أهله" قال: فغضِب عليّ أحمد بن حنبل، وقال لي: استغفر ربّك استغفر ربّك قال أبو عيسى: إنما فعل أحمد ابن حنبل هذا لأنه لم يَعُدّ هذا الحديث شيئًا وضعّفه لحال إسناده انتهى كلام الترمذي. (2)
977 -
قال صلى الله عليه وسلم: "تجب الجمعة على كل مسلم إلا امرأة، أو صبيًّا، أو مملوكًا".
قلت: رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد، قال: حدثني سلمة بن عبد الله الخُطْمي عن محمد بن كعب أنه سمع رجلًا من بني وائل يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم وساقه، ورواه أبو
(1) أخرجه الترمذي (502) وإسناده ضعيف جدًّا. قال البيهقي في السنن الكبرى (3/ 176): "تفرّد به مُعارك، عن عبد الله بن سعيد أبي عباد، والأول مجهول، والثاني منكر الحديث، متروك". عبد الله بن سعيد المقبري: متروك، التقريب (3376)، ومُعارك بن عبّاد كذلك، قال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال الحافظ: ضعيف، التقريب (6791)، وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في "العلل المتناهية"(1/ 460). وذكره النووي من الأحاديث الضعيفة في الخلاصة (2/ 765 - 2676)، وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" (2/ 111): ضعفه أحمد والترمذي، وله شاهد من حديث أبي قلابة مرسل رواه البيهقي (3/ 176).
(2)
سنن الترمذي (1/ 511 - 512).
داود (1) من حديث طارق بن شهاب، وزاد فيه: أو مريضًا، وقال أبو داود: طارق بن شهاب، قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا، وقال الخطابي: ليس إسناد هذا الحديث بذاك، وقال النووي في "الخلاصة" (2): إسناد هذا الحديث في أبي داود على شرط الصحيحين، إلا أن أبا داود قال: طارق رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا، وهذا الذي قاله أبو داود لا يقدح في صحة الحديث، لأنه إن ثبت عدمُ سماعه يكون مرسل صحابي وهو حجة انتهى كلام النووي (3) وفيما قاله نظر من وجهين: أحدهما: أن في سند أبي داود: عبّاس بن عبد العظيم ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً كما نبه عليه الحفاظ، فكيف يقول: على شرط الصحيحين. الثاني: أن مرسل الصحابي إنما يكون حجة إذا ثبت سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة أما إذا لم يسمع ففي كونه حجة نظر.
(1) أخرجه الشافعي في المسند (385)، وأبو داود (1067) ورجاله ثقات رجال مسلم غير أن أبا داود أشار إلى أنه منقطع.
وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (756) أن طارق بن شهاب صحابي كما قاله: ابن منده وأبو نعيم وأبو عمرو بن حباب والحاكم، وقال أبو زرعة وأبو داود: كان له رؤية وليست له رواية وتبعهما على ذلك الخطابي، وقال أبو حاتم حديثه مرسل. وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في تجريد أسماء الصحابة (1/ 274 - 2892) له رؤية ورواية. قلت: وعلى تقدير ثبوتها يكون مرسل صحابي وهو حجة عند الناس كلهم إلا عند أبي إسحاق الإسفرائيني وحده، على أن الحاكم (1/ 288) رواه عن طارق هذا عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا ثم قال: صحيح على شرط الشيخين. وذكر البيهقي للحديث شواهد في السنن الكبرى (3/ 183 و185)، وانظر كذلك مختصر المنذري (2/ 9)، وصحح هذا الحديث بشواهده الشيخ الألباني في الإرواء (3/ 54)، أما رواية الشافعي فأخرجها في مسنده (385)، وهي ضعيفة لأنها من طريق إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى الأسلمي وهو قال عنه الحافظ: متروك، التقريب (243)، وانظر الإرواء (3/ 58).
(2)
انظر معالم السنن (1/ 211).
(3)
الخلاصة (2/ 757). وقال مثله الحافظ في الإصابة (3/ 414) ورجّح الحافظ صحبة طارق بن شهاب.