الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاصة بالنوم على الصحيح، ومنها ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذ هو نام ثلاث عقد يضرب على مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
(1)
.
فقوله: (وإلا أصبح) دليل على أن هذا في نوم الليل، والله أعلم.
الدليل الرابع
[*]:
(53)
ما رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم من الليل، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري أين باتت يده
(2)
.
[الحديث صحيح، وذكر القيام من الليل ليس محفوظًا، فأكثر الرواة عن أبي هريرة على عدم ذكر الليل، وهي رواية الصحيحين]
(3)
.
(1)
رواه البخاري (1142)، ومسلم (776) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وتابع سعيد بن المسيب الأعرج عند البخاري (3269).
(2)
المصنف (1/ 94) رقم 1047.
(3)
هذا الحديث يرويه أبو هريرة رضي الله عنه من طرق كثيرة عنه، وذكر الليل في الحديث قد اختلف في ذكره:
فرواه الأعرج، وابن سيرين، وهما من أخص أصحاب أبي هريرة، وكذلك همام وعبد الله بن شقيق، وموسى بن يسار، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو مريم، وعمار بن أبي عمار، كلهم لا يذكرون أن القيام من نوم الليل.
ورواه غيرهم عن أبي هريرة على اختلاف عليهم في ذكر الليل.
فرواه الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، واختلف على الزهري:
فرواه معمر عن الزهري، عن سعيد ولم يذكر الليل في القيام من النوم.
ووراه الأوزاعي عن الزهري بالوجهين. =
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع: «الثالث»
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، واختلف على الزهري:
فرواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، ولم يذكر الليل في القيام من النوم.
وتابعه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
ورواه الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة بذكر الليل.
ورواه معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بالوجهين.
ورواه الأعمش، عن أبي صالح، وأبي رزين، عن أبي هريرة.
واختلف على الأعمش:
فرواه أبو معاوية، عن الأعمش بذكر الليل في القيام من النوم، لم يختلف فيه على أبي معاوية.
وتابعه زائدة عن الأعمش.
ورواه وكيع، وشعبة، وشجاع بن الوليد، وأبو الأشهب، رووه عن الأعمش بدون ذكر الليل.
هذا ملخص الخلاف على أبي هريرة بذكر الليل، وإليك تفصيل ما أجمل.
الوجه الأول: الطرق التي جاء فيها ذكر الليل بالقيام من النوم، رواه جماعة عن أبي هريرة على اختلاف عليهم في ذلك:
الطريق الأول: الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة، تارة يجمع الأعمش شيوخه أبا صالح وأبا رزين، وتارة يفرقهما.
رواه الأعمش واختلف عليه:
فرواه أبو معاوية، عن الأعمش بذكر الليل ولم يختلف على أبي معاوية في ذكر ذلك، وأبو معاوية مختص بالأعمش.
رواه أحمد في مسنده (2/ 253).
والبزار (9170) عن يحيى بن داود، وأبو عوانة (730) عن علي بن حرب، ثلاثتهم (أحمد ويحيى وعلي بن حرب) عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح وحده، عن أبي هريرة، بذكر الليل.
ورواه أبو داود (103) ومن طريقه البيهقي (1/ 45) عن مسدد، والبزار (6983) حدثنا عمرو بن علي، والبيهقي (1/ 45) من طريق أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثلاثتهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة، بذكر الليل.
وتابع زائدة بن قدامة أبا معاوية بذكر الليل.
فأخرجه أحمد (2/ 253)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 22) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش به بذكر أبي صالح وحده، إلا أنهما لم يذكرا متنه، وأحالا على رواية سابقة، وفيها ذكر الليل. فهذه متابعة لأبي معاوية إلا أنها ليست صريحة، لأن الإحالة تحتمل ألا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تكون على كل كلمة وردت في الرواية السابقة، والدليل على ذلك أن الطحاوي خرج هذا الحديث في مشكل الآثار (5096) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، بدون ذكر الليل، ثم رواه (5097) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله، فأحال على رواية الأعرج، عن أبي هريرة، وليس فيها ذكر الليل.
وخالف أبا معاوية وزائدة كل من:
الأول: شعبة، كما في مسند أبي داود الطيالسي ط هجر (2540)، وذكر في عدد الغسل صبة أو صبتين.
الثاني: وكيع، كما في مسند أحمد (2/ 471)، ومسلم (278)، وأبو عوانة (1/ 264)، وسنن البيهقي (1/ 45)، إلا أن مسلمًا وأبا عوانة لم يسوقا متنه، وأحالا على متن سابق.
الثالث: شجاع بن الوليد، كما في سنن البيهقي (1/ 47).
الرابع: أبو الأشهب، جعفر بن الحارث النخعي كما في الأوسط للطبراني (4/ 94) رقم:3694. أربعتهم، ررووه عن الأعمش به، ولم يذكروا كلمة الليل.
وأبو معاوية وإن كان من أثبت أصحاب الأعمش، إلا أن وكيعًا وشعبة ومن وافقهما قد وافقت روايتهم رواية الأكثر ممن رواه عن أبي هريرة بعدم ذكر الليل كما سيأتي بيان ذلك في التخريج إن شاء الله تعالى.
وقد رواه سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، بدون ذكر الليل في القيام من النوم، رواه ابن المقرئ في معجمه (594).
الطريق الثاني: ممن رواه بذكر الليل: الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
رواه سفيان بن عيينة عن الزهري، ولم يختلف عليه، ولم يذكر لفظ (الليل)، وتابعه على ذلك محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ورواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة متكلم فيها.
ورواه الأوزاعي، عن الزهري، بذكر الليل.
ورواه معمر عن الزهري، مرة بذكر الليل، ومرة بدون ذكر الليل.
وإليك تفصيل ما سبق.
رواه سفيان بن عيينة، عن الزهري بدون ذكر الليل، كما في مسند الشافعي (ص: 10)، ومسند الحميدي (981)، وأحمد (2/ 241)، وأبي يعلى (5961)، والمنتقى لابن الجارود (9)، والدارمي (766)، ومسلم (278) والنسائي في الكبرى (1)، وفي الصغرى (1)، والمستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم (639)، مسند أبي عوانة (1/ 220، 221، 263)، وابن خزيمة (99)، وابن حبان (1062)، والبيهقي (1/ 45).
ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، بدون ذكر الليل، كما في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 94)، ومسند أحمد (2/ 382)، والطهور للقاسم بن سلام (279)، ومسند أبي يعلى (5973)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطحاوي (1/ 22).
ورواه الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة به، بذكر الليل، رواه الترمذي (24)، والنسائي (441)، وابن ماجه (393)، وسنن البيهقي (1/ 244).
ورواه معمر، عن الزهري، واختلف على معمر:
فرواه أحمد (2/ 259) عن عبد الأعلى، عن معمر به بذكر الليل.
ورواه النسائي في الكبرى (153) وفي المجتبى (161) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر به، بدون ذكر الليل.
الطريق الثالث: سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
رواه الزهري، عن سعيد بن المسيب، واختلف على الزهري.
فرواه معمر، عن الزهري بدون ذكر الليل. أخرجه أحمد (2/ 265، 284) ومسلم (278)، وأبو عوانة (731) والبيهقي (2/ 244) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.
ورواه الأوزاعي، عن ابن شهاب واختلف على الأوزاعي:
فرواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 22) وفي مشكل الآثار (5094)، من طريق الفريابي وبشر بن بكر كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة بذكر الليل، وذكر الغسل مرتين أو ثلاثًا.
ورواه النسائي في الصغرى (441) من طريق إسماعيل بن عبد الله عن الأوزاعي به بذكر الليل.
وأخشى أن يكون الأوزاعي حمل لفظ الزهري عن سعيد بن المسيب، على لفظ الزهري، عن أبي سلمة، فقد كان الزهري تارة يجمع شيخيه، فيروي الحديث عن سعيد وأبي سلمة مقرونين، وتارة يفرقهما، فيذكر سعيدًا وحده وأبا سلمة وحده. ولفظ سعيد وحده أو لفظه مقرونًا من غير طريق الأوزاعي لا يذكر فيه القيام من الليل، فالراجح عندي أن طريق سعيد من الطرق التي لم تذكر القيام من الليل.
وأما طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مقرونين.
فأخرجه الترمذي (24) وابن ماجه (393) من طريق الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، حدثني ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة به. بذكر القيام من الليل.
وأخرجه الطحاوي (1/ 22) من طريق أبي صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، حدثني ابن شهاب به. ولم يذكر متنًا.
فالحديث محفوظ عن الزهري من الطريقين، طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة.
قال الدارقطني في العلل (8/ 78) المحفوظ عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة. اهـ
وقال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 234): قد حدث به معمر عن الزهري، مرة عن سعيد، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عن أبي هريرة، ومرة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فدل على أن الحديث صحيح لهما عن أبي هريرة. اهـ
الطريق الرابع: العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة.
رواه العلاء واختلف عليه فيه:
فرواه أبو عوانة في مسنده (1/ 222) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة به بالشك، إذا قام أحدكم إلى الوضوء حين يصبح، أو لعله قال: من نومه، أو كلمة نحوها، فليفرغ على يديه ثلاثًا؛ فإنه لا يدري أين باتت يده، فهنا شك هل قال:(حين يصبح) فيكون فيه إشارة إلى القيام من نوم الليل، أو لعله قال: من نومه.
ورواه مسلم في صحيحه (278) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 118) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء به، بلفظ: إذا قام أحدكم من النوم إلى الوضوء فليفرغ على يديه من الماء فإنه لا يدري أين باتت يده. هذا لفظ البيهقي، وأما مسلم فلم يذكر متنًا، وأحال على رواية سابقة، فهنا جزم بأن القيام من النوم، وهو شامل لنوم الليل والنهار.
هذه الطرق التي نص فيها على أن القيام إنما هو من نوم الليل، وأنت ترى أنه لا يخلو طريق من الاختلاف عليه فيه.
الوجه الثاني: بدون ذكر الليل، فرواه الأعرج، وابن سيرين، وهما من أخص أصحاب
أبي هريرة، وكذلك همام وعبد الله بن شقيق، وموسى بن يسار، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو مريم، وعمار بن أبي عمار، كلهم لا يذكرون أن القيام من نوم الليل.
وإليك تخريج مروياتهم.
الطريق الأول: الأعرج، عن أبي هريرة.
رواه مالك في الموطأ (1/ 21) ومن طريقه الشافعي (1/ 14)، وأحمد (2/ 465)، والحميدي في مسنده (952، 982)، والبخاري (162)، ومسلم (278)، وابن حبان (1063) والبيهقي (1/ 45، 118) وفي المعرفة (1/ 267) والبغوي في شرح السنة (207).
الطريق الثاني: ابن سيرين، عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/ 295، 507)، وابن أبي شيبة (1/ 94)، ومسلم (278) والطبراني في الأوسط (1/ 290) رقم 945.
الطريق الثالث: همام بن منبه، عن أبي هريرة.
أخرجه أحمد (2/ 316) ومسلم (278)، وأبو عوانة في مسنده (733)، والبيهقي في السنن الصغرى (19)، وفي الكبرى (1/ 234).
الطريق الرابع: ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبي هريرة، كما في صحيح مسلم (278) ومسند أبي عوانة (1/ 222)، وسنن البيهقي (1/ 256).