الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دليل من قال: الدباغ لا يطهر إلا ما تطهره الذكاة
.
الدليل الأول:
(133)
ما رواه أحمد، قال: حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة،
عن سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على بيت، قدامه قربة معلقة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشراب، فقالوا: إنها ميتة، فقال: دباغها ذكاتها
(1)
.
[إسناده ضعيف والحديث روي بثلاثة ألفاظ: أحدهما هذا وبلفظ: ذكاتها دباغها، والثالث: دباغها طهورها، وعلى اللفظ الأخير ليس فيه دليل لهذا القول]
(2)
.
(1)
المسند (5/ 6).
(2)
في إسناده جون بن قتادة، جاء في ترجته:
قال أحمد بن حنبل: لا أعرفه. الجرح والتعديل (2/ 542).
وقال أيضًا: لا يعرف. قيل له: يروى غير هذا الحديث، فقال: لا، يعني: حديث الدباغ، تهذيب الكمال (5/ 165).
وقال الترمذي: لا أعرف لجون بن قتادة غير هذا الحديث، ولا أدري من هو؟ علل الترمذي الكبير (520).
وقال علي بن المديني: جون معروف، وجون لم يرو عنه غير الحسن، إلا أنه معروف، وقال في موضع آخر: الذي روى عنهم الحسن من المجهولين، فذكرهم، وذكر فيهم جون بن قتادة.
وذكره ابن حبان في الثقات. (4/ 119).
وذهب ابن حزم إلى أن جون بن قتادة صحابي، وقد تعقبه الحافظ في التهذيب (2/ 105).
وقال الحافظ في الفتح: إسناده صحيح. اهـ والصحيح أن إسناده ضعيف لما علمت من حال جون بن قتادة.
[تخريج الحديث].
الحديث يرويه جماعة عن قتادة، منهم هشام وشعبة وهمام وغيرهم.
أما هشام فرواه عنه جماعة، منهم:
أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد كما في مسند أحمد (3/ 476)، (5/ 7).
وحفص بن عمر كما في التاريخ الكبير للبخاري (4/ 71). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعمرو بن الهيثم كما في مسند أحمد (5/ 7)، كلهم بلفظ: دباغها ذكاتها.
وخالفهم أبو خالد، وليس بالأحمر كما في مصنف ابن أبي شيبة (5/ 163)، فرواه عن هشام به، بلفظ: ذكاة الجلود دباغها. وأبو خالد: هو يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي.
ورواه معاذ بن هشام، عن أبيه هشام، واختلف على معاذ:
فرواه عبيد الله بن سعيد، عن معاذ بن هشام كما في المجتبى من سنن النسائي (4243)، وفي الكبرى (4569): بلفظ: دباغها ذكاتها. كرواية الجماعة.
ورواه عبد الله بن الهيثم العبدي كما في سنن الدارقطني (1/ 45)، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارث كما في مستدرك الحاكم (4/ 137) عن معاذ بن هشام به، بلفظ: ذكاتها دباغها.
وأعتقد أن اللفظ الأول هو الأقرب؛ لأن الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر هو المقصود، وهو الحكم وهو المجهول؛ لأن الأخبار بالمعلوم لغو، فحين أقول: دباغها ذكاتها.
فـ (دباغ) مبتدأ، والخبر: أي الحكم: ذكاتها. فأنا حكمت على الدباغ بأنه ذكاة، والناس لا يعرفون الخبر لهذا قصدوا بالإخبار بأن الدباغ ذكاة، أي حكمت على الأدنى الذي هو الدباغ بحكم الأعلى الذي هو التذكية. فصار الدباغ للميتة يطهر الجلد كما تطهر التذكية الحيوان.
وأما اللفظ الثاني: إذا قلنا: ذكاتها دباغها، فالمبتدأ: ذكاة، والخبر: هو الدباغ، فيكون المعنى: حكمت على الذكاة بأنها دباغ، وهذا يعني إعطاء الأعلى الذي هو التذكية حكم الأدنى الذي هو الدباغ، فكيف يقبل أن أجعل الذكاة بمنزلة الدباغ، والذكاة أعلى من الدباغ فهي لا تطهر الجلد فقط، بل تطهر اللحم، ومعلوم لدى الناس أن التذكية تطهر الحيوان، ولذلك يأكله الناس، ولكن المجهول عندهم أن الميتة إذا دبغ جلدها، خرج الجلد عن حكم الميتة، وصار بالتطهير بمنزلة الذكاة، لهذا أنا أميل إلى أن المعروف في الحديث لفظ:(دباغها ذكاتها)، وليس العكس.
ورواه داود بن أمية، عن معاذ بن هشام كما في ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين (166) بلفظ:(دباغها ذكاتها وطهورها). والجمع بين ذكاتها وطهورها غير محفوظ، حيث لم يتابع عليه داود بن أمية، وقد رواه جمع عن معاذ بن هشام، ولم يذكروا ما ذكره داود.
ورواه عمرو بن الهيثم عن هشام كما في مسند أحمد (3/ 476) بالشك: دباغها طهورها أو ذكاتها. انفرد بالشك هنا عمرو بن الهيثم، وليس بمحفوظ.
وأما طريق همام، عن قتادة:
فرواه عبيد الله بن موسى، كما في مصنف ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 163) وابن حبان (4522)
وعبد الصمد كما في مسند أحمد (3/ 476).
وعفان كما في مسند أحمد (5/ 6) ومن طريق عفان أخرجه الدارقطني (1/ 46)، والبيهقي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (1/ 21)، بلفظ: دباغها ذكاتها.
ورواه بهز كما في مسند أحمد (5/ 6).
وعفان كما في أحاديث عفان (231)، وسنن البيهقي الكبرى (1/ 21).
وأبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر كما في المعجم الكبير للطبراني (7/ 46) رقم 6340.
كلهم عن همام، عن قتادة به، بلفظ: ذكاة الأديم دباغه، ولفظ عفان: ذكاتها دباغها، والمعنى واحد.
وخالفهم حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل كما في سنن أبي داود (4125) ومن طريقه البيهقي (1/ 17).
روياه عن همام به، بلفظ: دباغها طهورها.
فيكون على هذا روي عن همام بثلاثة ألفاظ:
الأول: دباغها ذكاتها، رواه عن همام بهذا اللفظ كل من عبيد الله بن موسى، وعفان وبهز وعبد الصمد وأبي الوليد الطيالسي.
الثاني: ذكاتها دباغها، أو ذكاة الأديم دباغه، والمعنى واحد. رواه عن همام كل من بهز، وعفان، وأبو الوليد الطيالسي وحفص بن عمر كما في المعجم الكبير للطبراني (7/ 46) رقم 6340. والأول أرجح لموافقته رواية هشام.
والثالث: دباغه طهوره. وقد رواه عن همام بهذا اللفظ حفص بن عمر وموسى بن إسماعيل، على أن حفصًا روي عنه باللفظ الأول كما في معجم الطبراني (7/ 46).
وممكن أن يكون الراجح من لفظي همام، ذكاة الأديم دباغه، لكثرة من رواه عنه بهذا اللفظ، ولو كان لفظ همام (دباغ الأديم ذكاته) لكان موافقًا لرواية هشام، وهشام أرجح من همام، وجاء أيضًا لفظ: دباغه طهوره من طريق شعبة عن قتادة، وجاء من طريق عمران القطان ومنصور بن زاذان عن الحسن، فيكون الحديث روي باللفظين:
دباغها ذكاتها. ودباغها طهورها.
وهل بين اللفظين اختلاف؟ الجواب نعم، أما على لفظ دباغها ذكاتها. فإن الدباغ ينزل منزلة الذكاة، فما تحله الذكاة يطهره الدباغ، وما لا تحله الذكاة كالحمار والسباع لا يطهره الدباغ.
وأما على لفظ: دباغه طهوره، فهو يوافق حديث:(إذا دبغ الإهاب فقد طهر) فإن الدباغ يطهر كل إهاب، سواء كانت تحله الذكاة أم لا، والله أعلم.
الطريق الثالث: شعبة، عن قتادة.
أخرجه الدارقطني (1/ 46) وابن عدي في الكامل (2/ 178) من طريق بكر بن بكار، ثنا شعبة، عن قتادة عن الحسن، عن جون، عن قتادة، بلفظ: دباغها طهورها.
وبكر بن بكار ضعيف، قال النسائي: ليس بثقة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ.
وقال أبو عاصم النبيل: ثقة. انظر الجرح والتعديل (2/ 382)، وسير أعلام النبلاء (9/ 583)، وميزان الاعتدال (1/ 343).
ومع ضعفه فإنه قد توبع، تابعه أسود بن عامر، وهو ثقة، فقد أخرجه أحمد (5/ 6) حدثنا أسود ابن عامر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن رجل قد سماه، عن سلمة به، بلفظ:(الأديم طهوره دباغه).
فهذه متابعة من أسود بن عامر لبكر بن بكار إن حملنا الرجل المبهم في رواية شعبة على أنه جون ابن قتادة كما في الروايات الأخرى، وإلا يكون هذا الطريق فيه مخالفة.
ولفظ شعبة ليس فيه ذكر للذكاة، فهي توافق رواية من رواه عن همام بلفظ: دباغه طهوره.
وتابع عمران القطان قتادة، كما في المعجم الكبير (7/ 46) رقم 6341، فرواه الطبراني عنه، عن الحسن، عن جون، عن سلمة، بلفظ: دباغ الأديم طهوره.
وعمران القطان:
قال النسائي: ضعيف. الضعفاء والمتروكين (478).
وقال يحيى بن معين: ضعيف. ضعفاء العقيلي (3/ 300).
وقال أيضًا: ليس بالقوي. الجرح والتعديل (6/ 297).
وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. المرجع السابق.
وقال ابن عدي: عمران القطان له أحاديث غير ما ذكرت عن قتادة وعن غيره، وهو ممن يكتب حديثه. الكامل (5/ 87).
وقال العجلي: بصري ثقة. معرفة الثقات (2/ 189).
وفي التقريب: صدوق يهم.
واختلف على الحسن:
فرواه قتادة وعمران القطان، عن الحسن، عن جون، عن سلمة بن المحبق. كما سبق.
ورواه منصور بن زاذان واختلف عليه:
فرواه ابن أبي شيبة كما في المنصف (759) عن هشيم، عن منصور، عن جون، عن سلمة بن المحبق موصولًا كرواية الجماعة، إلا أنه بلفظ: ذكاة الأديم دباغه، ورواه أحمد بن منيع، ومحمد بن حاتم، عن هشيم مرسلًا.
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (519) حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، وهو ابن زاذان، عن الحسن، قال: حدثنا جون بن قتادة التميمي، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في =